يراودني طيفها في كل الأوقات ..
ويطاردني خيالها في كل مكان ..
أظل أسير أبحث عنها ..
شاردة الذهن ، تائهة الخُطى ، أبحث عن ذكراها بين طيّات الكتب ، وأكوام الأوراق ،
أبحث عن معالم وجهها الوضّاء بين وجوه الراحلين .. وأظل أترقب عودتها مع عودة المسافرين ..
بحثت عنها في كل مكان ولم أجد سوى سراب الخيال يتلاشى أمام ناظري وينساب من بين أناملي
كقطرات ندى هاربة !!
البحث لن يُجدي ولا السؤال يفيد !!
لأنها رحلت !!
رحلت أميرة قلبي .. وشقيقة روحي .. رحلت ورحلت معها فرحتي الكبيرة
وابتسامتي العريضة ..
رحلت وأبقت لي نظرة كسيرة ، ودمعة يتيمة ، وابتسامة حزينة ..
لا تعجبوا !!
( فإن أصدق أنواع الحزن ابتسامة في عين دامعة )
سأرفع يدي وألوّح لها بالوداع ..
وأُودّع معها كل أحلامي وآمالي .. وأُودِعُ فيها أسراري وأحزاني ..
ولكنني في هذه المرة سألوّح للمجهول ، للفراغ القاتل الماثل أمامي بصمت رهيب دامي لأنها رحلت
قبل أن أستطيع أن أودعها الوداع الأخير !!