أحقا مدرستي

1. أَحَقَاً مَدْرَسَتِي؟!!


2. وصوت الأذان الذي طالما كان يعلو يهز أركانك لن أسمعه اليوم أيضا؟!!

أَحَقَاً مَدْرَسَتِي؟!!

الكل يرتقب الموعد.. وبدأ الإعداد.. هذا يبحث لأبنته عن حذاء يناسب قدميها.. وهذا عائد لأطفاله بمستلزماتهم المدرسية.. وهذه تقلب بين يديها الحقائب لتختار ما يناسبها.. الكل يتأهب لعام جديد.. غدا هو أول أيام العام الدراسي الجديد!! البسمة ارتسمت على شفاه الجميع.. الوقت يمضي ببطء رفعت ناظري إلى الساعة أصابتني الدهشة!! لم يبقى سوى دقائق معدودة على أذان الفجر! تلفت حولي يمنة ويسرة أجول بعيني في أنحاء الغرفة..
أين حقيبتي التي دائما ماأحرص على إقتنائها بنفسي ؟!!
أين حذائي الجديد ؟!!
لباس المدرسة ذو اللون الوردي الجميل أينه؟!!
لاأرى منها شيء؟!!
إرتفع صوت المؤذن عاليا معلنا عن بداية يوم جديد !!
إمتلأت عيناي بالدمع!!
أحقا لن أذهب اليوم لمدرستي!!
أحقا لم يعد لي مكان هناك ؟!
منذ أثنى عشرة عام وهذا المكان يضمني بين جنباته!! يسقيني من معينه العذب!!
إثنى عشرة عام لم يكن لسواي ؟!!
ألم يعد لي حق فيه ؟!!
آآآه يامدرستي لم أرى منك كل هذا الجفاء ؟؟؟!!!
ألم أكن بين جنباتك أسرح وأمرح طيلة هذه السنوات ؟!!
كم مرة أتيتك حاملة حقيبتي واستقبلتني بكل حب فاتحتة ذراعيك لي ؟!!
لم أنت اليوم محجمة ؟!!
كم حويت فرحتي !!
وكم مسحت دمعتي !!
كم علمتني أن لا أيأس وان أنظر بعينين ملئها الطموح!!
أين أنت اليوم عني ؟؟؟!!!
لماذا تديرين ظهرك لي هاكذا؟!
ألا تعرفينني؟!!
ألم تحتضنيني طفلة صغيرة لا أعرف شيء إلى اللعب ؟!
ألم تعلمني كيف أقرأ؟!
وكيف أكتب؟!
كم من آية رددتها وحفظتها في صرحك الشامخ ؟!!
كم ورثتني من ميراث نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ؟!!
وكم حدثتني عن تاريخ أمتنا المجيد؟!!
وبطولاتها التي لاينكرها كائن من كان!!
مابالك اليوم تحجمين؟!!
مالذي حدث؟!!
حتى مصلانا حرمتني منه فلم أعد أقدر على التحلق مع صديقاتي لأسمع تلك الكلمات العذبة التي تطرق القلوب قبل الآذان !!!
حتى ترديد آيات كتاب ربنا الحكيم الذي كنت أسمعه أينما جلت في جنباتك حرمتني منه أيضا!!!

وصوت الأذان الذي طالما كان يعلو يهز أركانك لن أسمعه اليوم أيضا؟!!

تلك الوجوه المعطائة التي تعطي كل مالديها غير آبهة لترى جيلا معطاء محبا للخير يعطي ليرقى بمجتمعه بل وأمته!!لن أراها!! تلك الوجوه التي لن أنساها أبداً !! وستبقى نبراسا لي أستنير به في طريقي إلا أن ألتقي بها في الجنان –بإذن ربنا-
فلماذا الجفاء مدرستي ؟!!
لماذا البعد؟!!
لماذا النكران؟!!
مدرستي ..مهما جفيت فلن يجفو قلبي أبدا..وستظلين متربعتا على عرشه
وروحي ستبقى تجول في أنحائك لن تغادرك أبدا..
أماجسدي فليس ثمة هناك مكان له!!
وداعا مدرستي!! وداعا مدرستي!!
جَنْيُ ثِمَارِك:دَفْقُ قَلَم***