- الغرفة رقم 8
- للمؤلف :يحيى أحمد خان أين أنت يا (يوسف)؟!"
- جلس (ياسر) جواره عل السرير . وربت على كتفه:
- "تفضل بالدخول"
الحلقة السابعة
من
الغرفة رقم 8
للمؤلف :يحيى أحمد خان أين أنت يا (يوسف)؟!"
هتف (ياسر) بذلك وهو يدفع باب الغرفه بقدمه ويدخل حاملآ مجموعة من الأكياس البلاستيكيه بيديه الاثنتين .. وجد صديقه واقفآ بلا حراك كتمثال من الحجر .. ولم يبد على (يوسف) أبدآ أنه لاحظ دخوله الصاخب الى الغرفه.. كان يحدق في الجدار المقابل للباب .. تتبع (ياسر) نظرات صديقه محاولآ تحديد ما يمكن أن يشد الانتباه الى هذا الحد فلم يعثر على شيء سوى جهاز التكييف والنافذه!.. تنبه الى أنه ما زال يحمل الأكياس الثقيله .. فقام بوضعها على الأرض في حرص ورائحة الطعام بدأت في الانتشار.. اقترب من صديقه وبدأ يربت على كتفه:
"(يوسف) .. هل تسمعني؟ .. الى ما تنظر يا رجل؟"
خيل اليه أن (يوسف) لن يستجيب لنداءاته .. الا أن هذا الأخير انتفض بغته وتراجع ملوحآ بذاعيه صائحآ:
"لا .. ابتعد عني .. ابتعد!"
قفز (ياسر) الى الوراء مذعورآ .. لماذا يتصرف صديقه بهذه الغرابه؟! .. ما الذي حصل أثناء غيابه؟ .. حاول التركيز واقترب ببطء من صديقه:
"اهدأ يا (يوسف) .. اهدأ أرجوك .. أنا صديقك (ياسر) .. خبرني بالله عليك ما الذي حصل؟!"
حملق (يوسف) في صديقه والتوجس يملأ مشاعره .. صدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ من فرط التوتر .. الآن فقط وجد التفسير لكل النقاط التي أثارت استغرابه أثناء لقائه مع ذلك (الشيء) المنتحل شخصية (بسام) .. الألم في صدره قبل دخول الغرفه، البرودة التي انتابته أثناء الحوار، انتفاض ذلك الكيان عندما ذكر هو اسم الله، عدم تقدمه للمصافحه في بداية اللقاء .. كلها أمور أثارت حيرته دون أن يفطن الى معناها الحقيقي .. أخذ يسأل نفسه:
"هل هذا فعلآ (ياسر)؟ .. أم أنه كيان آخر منهم يحاول تضليلي؟ .. ولكن مهلآ .. لقد تلفظ للتو باسم الجلاله .. على عكس ذلك الشيء الذي امتعض وانتفض لمجرد سماعه .. هل يجعل هذا الأمر (ياسر) فوق مستوى الشبهات؟.. ربما .. ولكن كيف سأشرح له الأمر الآن؟"
هداه تفكيره الى أن أول ما ينبغي فعله هو محاولة طمأنة (ياسر) الى أنه الآن بخير .. فاعتدل في جلسته وأطلق زفرة طويله خرج معها الكثير من توتره:
"لابأس يا صديقي .. لابأس .. أنا بخير .. آسف لأنني لم أنتبه الى مناداتك لي قبل قليل"
جلس (ياسر) جواره عل السرير . وربت على كتفه:
"هذا هو بالضبط ما أحتاج الى تفسيره .. لقد ناديتك من خارج الغرفه بأعلى صوت .. ثم خاطبتك من قريب دون جدوى .. كنت في عالم آخر تمامآ!"
تطلع (يوسف) الى صديقه .. آه لو يعرف كم هو على حق فيما قاله .. لقد كان يواجه مخلوقآ من عالم آخر .. ومن بعد آخر .. هذه المواجهه التي ستجعله يشك في كل شخص يلتقي به من الآن فصاعدآ .. سيفترض أنه منهم حتى يثبت العكس .. ويالها من حياه !.. أخفى كل هذه الهواجس والاضطرابات عن صديقه وهو يقول بصوت حاول أن يضفي عليه شيئآ من المرح:
"أعتقد أنها كانت حالة قويه من شرود الذهن وأحلام اليقظه .. أكرر اعتذاري .. والآن دعنا نتناول عشاءنا قبل أن يبرد"
"هل أنت متأكد أن كل شيء على ما يرام؟"
كان جوابه أن نهض من على السرير ليبدأ في اخراج المشتريات من أكياسها .. وهو يحمل قرارآ مهما: اذا كان سيعيش على الشك والتوجس فليفعل ذلك بمفرده .. ليس هنالك ضروره من أن يعيش صديقه ذات الحياه
"تفضل بالدخول"
دفع (أشرف) الباب – مساء اليوم التالي – ودلف الى الغرفه بعد أن سمع صوت (ياسر) يأذن له .. كان هذا الأخير وصديقه (يوسف) يتابعان احدى مباريات كرة القدم على التلفاز، كل واحد منهما مستقر فوق سريره ومستند على وسادته الى الجدار .. هذه هي طريقتهما المفضله في متابعة البرامج سويآ ..
"حياك الله يا (أشرف) .. تفضل"
نطق بها (يوسف) وهو يتأمل ملامح الواقف أمامه بدقه .. كان يبحث عن الاثبات الذي يحتاجه للتأكد من حقيقة القادم .. وشعر ببعض الارتياح عندما ازدادت ابتسامة (أشرف) وهو يمسك بالباب ليبقيه مفتوحآ:
"كيف حالكم يا جيراني الطيبين؟ .. أحضرت لكم مفاجأة"
لم يكد ينتهي من عبارته حتى اجتاز الباب شاب وسيم، طويل القامه، نحيل الجسد، حنطي اللون .. يحمل في يده طبقآ زجاجيآ تمت تغطية محتوياته .. بادرهم بالتحيه:
"السلام عليكم يا شباب"
رد (يوسف) و (ياسر) عليه السلام وهما ينهضان ليصافحاه .. و (أشرف) يقول موضحآ:
"هذا هو صديقي في الغرفه (بسام) .. لقد علم بأن غرفتكما لم تعد خاليه، فأصر على احضار بعض الكعك الشهي لكما من منزله .. وصدقاني .. ان والدته تجيد صنعه بشكل ممتاز"
"جزاك الله أنت ووالدتك كل الخير يا أخي"
تمتم (يوسف) بهذا وهو يتناول الطبق من يد (بسام) .. الأمور جيده الى الآن .. ولايوجد ما يدل على أن الشابين لا ينتميان الى جنس البشر ..
هتف (ياسر) وهو يتناول قطعة من الكعك ويلوكها في فمه:
"ياه .. نحن محظوظان فعلآ .. على الأقل لن نشعر بالحرمان التام من متعة الطبخ المنزلي"
حدجه (يوسف) بنظرة عتاب وهو يشعر بالخجل .. في حين ابتسم (بسام) قائلآ:
"بالهناء والعافيه .. وسأحرص على التجديد كل أسبوع في الأطباق التي أحضرها لكم"
"تقبل اعتذاري عما قاله صديقي .. أرجو ألا تتعب نفسك ووالدتك"
انفرجت شفتا (بسام) ليرد .. الا أن (أشرف) كان الأسرع:
"يا رجل لا تقلق .. لقد أوصى رسولنا الكريم على سابع جار .. فكيف بكما وانتما تقطنان الغرفه التي يلتصق جدارها بجدارنا"
أثلج هذا القول صدر (يوسف) .. فعلى الرغم من المعاناه التي يمر بها منذ تجربته مع الطابق السفلي .. الى أن الحياه ما زال بها الخير ..
فالغرفه رقم 6 يقطنها شابان طيبان .. والأهم من ذلك .. أنهما من البشر!.. انتظرو ا الحلقة القادمة
وللمعلومية
سوف يتم طرح هذه الرواية في
سبتمبر في المكتبات السعودية
كما أرجو من كل قلبي أن تنشروا القصة قدر الأمكان
ننتظر جديدك حبي
تقبلي مروري يالغلا