الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- حكم و اقوال فتيات
- العجوز وخلية النحل
الصفصاف الأبيض
10-05-2022 - 09:53 pm
كانت تسكن بجوارنا امرأة عجوز ، هي و خادمتها بالمنزل فقط .. كنا نعرفها بأم سالم..كنا لا نرى أحدا يدخل عليها أو يأتيها .. عرفنا من أمي أن لها أبناء وبنات وأنهم يزورونها بين الحين والآخر لكن زيارتهم قليلة..حاولنا زيارتها لكنها لا تفتح بابها لأحد أبدا .. رأيتها في المسجد مرة بعد صلاة التراويح ..سلمت عليها و قبلت رأسها أخذت تحملق في وجهي ، و تنظر فيه وكأنها تقول : من أنت ، لقد رأيتك من قبل لكنني لا أتذكرك ،قلت لها أنا نورة بنت جاركم سعد ... ظلت تنظر إلى وجهي ، ثم أشرق وجهها بإبتسامة وكأنها تعرفت علي ، زحفت قليلا : وكأنها تقول اجلسي بجانبي ، جلست ثم قلت لها: كيف حالك يا خالة ؟ لم ترد علي وإنما استمرت تنظر لوجهي وعلى وجهها ابتسامة غريبة..ظننت أنها لم تعرفني ، بالطبع كيف تعرفني ولم ترني منذ أن كنت صغيرة ، لكنها بالتأكيد تعرف أمي ، أحسست بحرج موقفي ، تململت في مجلسي ، وأخذت ألوم نفسي ، يالي من غبية كيف أوقعت نفسي في هذه الورطة، كيف اعتقدت أنها ستعرفني أو تعرف أمي ، ألم أسمع أنها لا تكلم أحد و لا ترد على أحد ، ثم لماذا تنظر إلي هكذا ، ألعلها قد أصابها الخرف ، ياإلهي ماذا سأفعل الآن ، وجمعت عبائتي و قد أزمعت القيام ، فجأة سمعت صوتا هاءئا رقيقا واهنا ، وكأنه قادم من أغوار بعيدة: بنيتي كيف حال أمك و حال أبيك بلغيهم سلامي .. نظرت إليها فإذا هي تبتسم في وجهي ، وكانت هذه هي البداية ، وحين أردنا الخروج قلت لها : تفضلي يا خالة إلى منزلنا واِشربي معنا فنجان قهوة ..أعتذرت .. ورفضت رغم إصراري... ومع الأيام أعتادت علي وأطمأنت إلي ، بل كنت أراها بعد الصلاة تلتفت بحثا عني ..تشع عيناها ببريق السرور حين تراني.. و أنا أيضا أحببتها إنها عجوز لطيفة سمحة الخلق..يعلو محياها نور الإيمان .. وفي أحد الأيام كنت قد صنعت (( خلية نحل )) قلت لأمي : ما رأيك أن أذهب ببعض منها لأم سالم .. قالت أمي : أنتي تعرفينها بنيتي أنها لا تفتح الباب لأحد.. قلت : أمي هي جارتكم من عهد بعيد هل كانت هكذا.. تنهدت أمي : إيه ، لقد كانت شمعة الحي ، كانت أمي بعد أمي ، تزور الجميع والجميع يزورها ، لا تحلو الجلسة إلا بها، حديثها عذب ، وخبراتها عظيمة إنها مدرسة لوحدها. فتحت عيني حتى كادت أن تخرج من محجريهما وقلت: إذن ما الذي غيرها؟؟؟ ماذا حصل لها؟؟ ردت أمي : لا أدري يابنيتي ، سوى أنها انقطعت عنا ، ذهبنا لزيارتها فاعتذرت عن استقبالنا، حتى اتصالاتنا لم تعد ترد عليها، وشيئا فشيئا أعتدنا على هذا الأمر ويئسنا من رجوعها لنا فتركناها لحالها... سألت أمي و أنا مازلت لا أصدق ما أسمعه : متى لاحظتم هذا التغيير عليها ؟؟ قالت أمي : أوه يا أبنتي و لماذا تنبشين الماضي ثم ما الذي يهمك من أمر أم سالم ... رددت : بلى إنه يهمني..ردت أمي بصوت حزين: لا أريد أن أكسر قلبك ،لا فائدة من التقرب إليها الكثير حاول قبلك وفشل ،انسي أمرها ابنتي، قلت بإصرار ، ولكنني رأيتها بالمسجد ، إنها تبتسم في وجهي وتكلم معي ، بل أكاد أزعم أنها تنتظرني كل ليلة، بدا على وجه أمي التفكير : ثم قالت : نعم ،، أمر غريب ،، هل قلت أنها تكلمت معك،أنها لم تتكلم مع أحد منذ سنوات،،هزت رأسها دلالة عدم الاقتناع ثم قالت بابتسامة: يبدو أنك دخلت قلبها ، ولكن ذلك لا يعني أن تفتح لك بابها، قلت : سأحاول ومالضرر في المحاولة.. هزت أمي رأسها ،فأسرعت أقول :: هيا إذن أخبريني متى حصل لها ذلك؟؟ أخذت أمي تفكر: ثم قالت : لا أذكر بالضبط لعله بعد وفاة ابنتها،، لا ، لا ، لم يكن بعد وفاة ابنتها،بل لعله بعد زواج آخر أبنائها، فقد كانت تحبه حبا جما ، وتعلقت به بشدة بعد وفاة ابنتها ، و قد فرغ البيت بعد زواجه وبقيت وحيدة ، هزت رأسها أمي ثانية ،لا لا، اذكر أنني زرتها أنا و أم خالد بعد زواج ابنها ، وقد رأيت عندها زوجة ابنها الجديدة ، وزوجة ابنها سالم و أبنائها الأربعة ، أمم ، و الله لا أذكر بالضبط يا ابنتي متى تغيرت علينا أم سالم ؟؟ المهم أنه كان منذ زمن بعيد ... أكثر من عشر سنوات .. و الآن هل تسمحين لي أن أنهي عمل الشوربة أيتها المشاكسة .. لقد أضعت وقتي .. و اتجهت ناحية المطبخ وهي تهز رأسها...
أخذت أفكر : عشر سنوات وهي لا تستقبل أحدا ولآ تكلم أحدا يا لها من حياة ، لابد أن وراء هذا الأمر سرا ،لابد أن أكتشفه ، لن أتراجع ، ثم لماذا كلمتني أنا بالذات ، نعم لماذا أنا ؟؟؟؟
رفعت صوتي منادية أمي : أمي سأذهب بخلية النحل لأم سالم .. وصلني صوتها من المطبخ .. هل أنت مصرة على ذلك يا ابنتي ، قلت : نعم أمي ، خرجت من المطبخ و شيعتني بنظرة يمتزج فيها اليأس والرجاء، وتمتمت : ليوفقك الله ابنتي ، لبست عبائتي ، وحملت خلية النحل متجهة لبيت أم سالم ...
تابعوني ....
هاه عاد عطوني رايكم و إلا ما كملت القصة .............
اليك رجوعي كل حين حتى تستجيب←
رأيت كأس الماء العذب البارد وانا عطشى لكني لم اشرب→