احساس**
29-08-2022 - 09:00 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
بنات الله يخليكم عندي بحث تخرج عن غياب الرعايه الاسريه واثره على السلوك النفسي والاجتماعي واثره
على عينه من الفتيات المراهقات
الله يخليكم لاتردوني..الله يوفق يارب ويسهل امر اي وحده تساعدني قولو امين
لها مني دين اني ادعيلها ...
الله يخليكم ساعدوني..
هلا اختي احساس
لانحرافات السلوكية والبيئة الأسرية
مامن شك سواء من الناحية العلمية او من الناحية الواقعية ان معظم الانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية تنبت في بيئة اسرية مضطربة وذلك لان الاسرة تحتل موقعا استراتيجيا داخل مجموعة المتغيرات التي تؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية نظرا لكونها المحيط المبدئي الذي يتواجد فيه الطفل ويتعرف من خلاله على التراث الاجتماعي والثقافي, ولا غرو ان يظل تأثيرا ممتدا لفترة زمنية طويلة في تاريخه الحياتي.
ومن هذا المنطلق نجد ان الاسرة المتعاطفة الودودة تساهم في نمو الطفل عاطفيا ونفسيا حيث تمثل العلاقة بين الوالدين وبين الطفل في اسلوب ونمط التربية دورا خطيرا ومؤثرا في تشكيل شخصية الطفل وتحديد خصائصه وسماته ونضجه العقلي والاجتماعي.
ولعل ما لاحظناه في مجال العمل في دور التوجيه الاجتماعي من ان معظم الانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية هي مردود حتمي لمناخ اسري مضطرب فمن البحوث الفردية والجماعية التي كانت تجرى لنزلاء هذه الدور ومن نتائج الدراسات نجد ان العلاقة الوجدانية الخاصة بين الام والزوج وبينهما وبين الاولاد تؤكد مدى الايجابية في النمو الانفعالي والعقلي والاجتماعي للابن وتتركز اهمية الاسرة على مدى نجاحها في بناء الجهاز القيمي والنفسي والعقلي للابن.
ومن واقعنا الاجتماعي تتم عملية التنشئة الاجتماعية من خلال الاسرة الممتدة رغم تقلص شكلها التقليدي بفعل التغير الاجتماعي الا ان شبكة العلاقات والتفاعلات الاسرية في صورتها الممتدة لاتزال قائمة من خلال تشعب العلاقات الاسرية وهذا يتيح للطفل في بيئتنا العريبة فرصا كبيرة من التفاعل الاجتماعي المتوافق كما انها تقدم للطفل فرصا واسعة من الرعاية والاسرة المستقرة تقدم للطفل الرعاية والحنان والتوجيه بينما تعجز الاسرة المضطربة التي تفتقر الى مقومات السلامة النفسية والعضوية عجزا سببيا في اداء وظيفتها الاساسية المنوطة بها مما يجعلها وسطا سيئا وعاملا من عوامل انحراف الاطفال.
ومن خلال التجربة والمعايشة فضلا عن نتائج البحوث والدراسات يتضح ان الخلل الذي يصيب بناء الاسرة ويصيب نظامها يعد من اهم اسباب الانحراف وعدم التكيف الاجتماعي للطفل اضافة الى فساد الطرق التي تتبعها في التنشئة الاجتماعية للطفل.
وقد اتضح لنا ايضا ان هناك عوامل مادية واخرى نفسية وتعزى الاسباب التي تؤدي الى تصدع الاسرة الى العوامل المادية التي ينتج عنها في الغالب احتدام الصراع بين الوالدين او تغيب الام عضويا او وجدانيا عن ابنها وتخليها عنه او كثرة غياب الاب عن الاسرة او طول فترة الغياب او تعدد انماط التعامل مع الزوجة او ترك الطفل للخادمات يشكلنه كفيما يردن خاصة من النواحي الوجدانية وينتمي للناحية النفسية ظهور عوامل انحلال داخل الاسرة مثل القدوة السيئة والسلوك المشين للوالدين والعادات الضارة وضعف الوازع الديني او التربية بأساليب خاطئة.
ولقد ظهر لنا ان هناك نسبة كبيرة من المودعين بدور التوجيه الاجتماعي ينحدرون من عائلات متصدعة او مفككة في الغالب الاعم وان تصدع الاسرة يزداد بين طوائف الجانحين وبصفة خاصة بين الاحداث الجانحين وذلك لعدم وجود رقابة عليهم, وايضا ان طبيعة العلاقات والعادات والقيم الاخلاقية التي تسود بين افراد الاسرة تسهم الى حد بعيد في توجيه سلوك الابناء فعدم التوافق وانعدام الرعاية والعاطفة والاهمال والقسوة والمحاباة المفرطة والتحكم الزائد والغيرة كلها اسباب تؤثر سلبيا على سلوك الطفل, وقد لوحظ ان هذا التصدع النفسي ومثل هذه العلاقات السيئة تعتبر عاملا مشتركا بين معظم اسر المنحرفين اجتماعيا فالاسرة التي يشيع فيها عدم الثبات وعدم الاكتراث لمستقبل ابنائها تكون سببا في انحرافهم.
وخلاصة القول هي ان الطفل يتأثر اكثر من غيره بالبيئة الاسرية فاذا اهملت الاسرة في قيامها بوظائفها نحو اطفالها فقد هدمت اللبنات التي يقوم عليها الوجود الاجتماعي,فرحمة بابنائنا في تربيتهم ورعاية شئونهم وتدبير احتياجاتهم بما فيه نفعهم والحفاظ عليهم فهذه مسئولية الجميع لما تحمله من آثار على الابناء.
اسلوب الحوار، والصراحة داخل المحيط الأسري أمر في غاية الأهمية باعتبار الاسرة نقطة الانطلاق الأولى التي تعزز ثقة الفرد في التواصل مع الآخرين.. بل النواة الاساسية التي يتشكل فيها تعامل الفرد مع الغير.. واذا افتقد هذا الحوار مع اقرب الناس اليه فإنه من الصعب ان يجده لدى الآخرين.. واحياناً تتشكل المفاهيم الايجابية ووجهات النظر والآراء السديدة من خلال تبادل الآراء واحترام وجهات النظر داخل الأسرة الواحدة.. وسيادة مبدأ الاقناع بالحجة والمنطق.. وغياب وسائل القهر والإذلال وفرض الآراء بالقوة..
التحقيق التالي يغوص بنا في اعماق المشكلة لنتبين ابعادها وانعكاساتها ولبحث وسائل الحلول.
هناك مجتمعات تفتقد الحوار الأسري بل تحرمه بين الآباء والابناء، وكثير من الاسر يعاني ويلات هذا السلوك.. وحول انعدام الحوار في الاجواء الاسرية وقد تكون ربة المنزل لديها اربعة من الابناء .. والقلاقل والمشاكل تحيط بحياتهم من كل جانب واحياناً تكون المشكلة اكبر من حجمها الطبيعي ومن سببها يعود ذلك الى غياب اسلوب التفاهم والحوار والصراحة..
ولتجنب مخاطر هذه المشكلة لابد ان يتعود الوالدان على اسلوب هادئ للتعامل يتسم بالتفاهم وروح المحبة.. على ان يفهم الطفل ما هو صحيح فيتبعه وما هو غير مقبول ليجتنبه، ولابد ان يدرك الابوان ان الاهانة والتجريح لايصححان السلوك المعوج بل على العكس يؤسسان لسيادة السلوك المنحرف.. وليعلم الجميع ان اسلوب التوبيخ والاهانه يترك اثراً سيئاً على الطفل ويمكن معاقبته بحرمانه من الاشياء المرغوبة لديه وتفادي تقديم اية اهانه او توبيخ للاطفال وخصوصاً امام الآخرين فهم شباب المستقبل، فلنحرص على ان تكون حياتهم خالية من الرواسب السلبية.
تقول الاخصائية الاجتماعية عائشة القحطاني من المستشفى الوطني ان الحوار مهم وعنصر اساسي في التعامل، وقد لاحظنا السلبيات الناجمة عن غياب اسلوب الاقناع والحوار في الاجواء الاسرية، فالقرارات التي يتخذها الاب من جانب واحد وخاصة التي تتسم بالقسوة فلابد لها ان تترك اثراً سلبياً على الجميع، الابناء يشعرون بالقهر من اقرب الناس اليهم والزوجة تشعر بعدم وجودها.. وغيابها معنوياً وتصبح الحياة رتيبة كئيبة تفتقد التفاهم والتناصح والتشاور.. ويؤدي ذلك الى برود الحياة الزوجية دون ان تؤدي تلك القرارات القاسية الى ثمرة على الاطلاق.
حساسية مرحلة المراهقة
ضمن هذه الاجواء تظل مرحلة المراهقة لها خصوصيتها، والابناء فيها يتأثرون اكثر من غيرهم.. هنا تطرقت الاخصائية عائشة القحطاني الى هذه المرحلة باعتبارها اخطر وأصعب مرحلة يمر بها الانسان في حياته.. ويحتاج فيها الابناء الى صداقة الابوين والاقتراب منهما وتحتاج المرحلة الى نشوء حوار وتفاهم بين الطرفين، وتقول عائشة في هذه المرحلة يكتشف الطفل اموراً جديدة في حياته تختلف عما كان يعرفه في طفولته تماماً.. ويحتاج كل من الشاب والشابة الى وقفة الأب والأم في هذه المرحلة الحساسة، موضحين لهم الكثير مما خفي عنهم في هذه المرحلة ويشرحان الحقائق الجسيمة والعقلية، وما يترتب على كل منهم عند بلوغ هذه السن حتى يتسنى للمراهقين مواجهة الامر بكثير من الوعي والادراك واستصحاب الحقائق، وليس هناك ما يدعو للخجل والشعور بالعيب عند التحدث عن هذه المرحلة.. فالتساؤلات والمخاوف التي يواجهها ويطرحها المراهق اذا لم تجد تفسيراً من داخل الاسرة فانها ستبحث عنه خارج نطاق الاسرة الأمر الذي يحمل معه الكثير من المخاطر والتهديدات، التي قد تخلف آثاراً لاتحمد عقباها.
نتائج القسوة
قد يتعرض الابناء في بعض الاحيان الى مواقف حرجة امام الضيوف.. فمثلاً يتعرض الابن اذا اخطأ امام الناس للتوبيخ والاهانة.. او الفتاة اذا قدمت للضيفة مشروباً انسكب منه شيء.. فتنهال عليها عبارات الاهانة.. او حاولت ان تمازح احدى الحاضرات بكلمة او تبدي رأيها في شأن من الشوؤن تواجه بالسخرية أو النقد من والدتها.. فهذا دون شك يولد شعوراً بالاحباط وينشأ لديها مايسمى بالرهاب الاجتماعي.. فتخاف من مواجهة الضيوف تحسباً من تكرار ما حدث سابقاً مما اعتبره الوالدان خطأً وهو ليس كذلك، لتلجأ الى العزلة والانزواء وتتحاشى التواجد في اماكن التجمعات النسائية، والبعض تصاحبهن رعشة في الايدي لدى تواجدهن مع الأخريات.
تجنب الانحراف
الحوار والتفاهم لابد ان يلازما علاقة الوالدين بابنائهم المراهقين خصوصاً وفي حالة وقوع احد الابناء في الخطأ فإن الحل المناسب هو التفاهم والقرب منه، واشعاره بان هذا السلوك خاطئ وان غايته السوء وعاقبته الهلاك وان السلوك الصحيح هو كذا وكذا.. والأم تحاول ان تفهم من ابنتها لماذا تصرفت هكذا؟ ومن كان وراء هذا التوجه.. وما الهدف؟ وما السبب.. وهل لصاحباتها دور في ذلك حتى تستطيع ان تبعدها عن صديقات السوء، وألا يقتصر قرب الأم من ابنتها على وقت وقوع الخطأ فحسب بل تكون معها بصفة مستمرة حتى تحس انها صديقتها وتأخذ كل ما يأتي من امها على انه هو الصواب وهو نابع من الحرص عليها وعلى مستقبلها، والثابت والمعروف ان القهر وغياب التفاهم والنصح يؤديان الى الانحراف.
وتضيف «الاخصائية» الاجتماعية عائشة القحطاني: «كثير من الامهات لايعترفن بأهمية الجلسة مع البنات ويتعذرن بأنهن لايجدن الوقت الكافي ويشغلن انفسهن بأمور غير ذات اهمية ويتركن الاهم وهو مستقبل الابناء، ومن هذا المنبر اوجه ندائي الى كل الآباء والامهات والمربين واناشدهم بالاهتمام بالابناء وخاصة من هم في سن المراهقة، وعدم تهميش دور عنصر الحوار والمناقشة سواء في امور الدين او الدنيا.. وسد الثغرات امام الابناء للبحث عن المشورة والحوار والتفاهم من خارج نطاق الأسرة.. حتى لايحصل الندم بعد فوات الأوان.. فالتقرب من الابناء من افضل الوسائل التربوية لتجنيبهم سبل المزالق.
لماذا ينحرف أبناؤنا في سن المراهقة
نحن نتطلع إلى الشباب باعتباره أملنا في المستقبل، وعدتنا من أجل التغير والتطوير، ومن هنا يحدث الانزعاج إذا ما لوحظ أية بوادر للانحراف بين أبنائنا في سن المراهقة. وهنا يبرز السؤال كيف نقضي على هذا الانحراف في الوقت المناسب، لنضمن لهم الحاضر البهيج والمستقبل الأكثر بهجة؟
هذه محاولة علمية لتقديم الإجابة المطلوبة عن هذا السؤال من أجل أبنائنا في سن المراهقة.
في الدراسات التي تجري حالياً في أوروبا عن الانحراف والحرية بين الشبان والشابات من المراهقين، وضع للمسؤولين عن هذه الدراسات أن هناك علاقة معنوية أكيدة بين التركيب البنائي للجسم والانحراف.
فلقد وجدت إحدى المؤسسات في إنجلترا أن 70 في المائة من المراهقين المنحرفين في مدينة لندن يعانون من نقص جسدي أو عيب تكويني كما وجدت حين قارنت 282 شاباً من المنحرفين في أحد المصحات بمثلم من غير المنحرفين في إحدى المدارس الثانوية وجدت أن نسبة التشوهات الجسدية والقوامية بين المنحرفين تكاد تربو على الضعف عند غير المنحرفين.
أندية وبرامج:
ولقد أكد هؤلاء الباحثين جميعاً أن هناك ما يسمى بمركب النقص العضوي الذي يشعر فيه المراهق بعدم المقدرة والضعف ومن ثم فإنه ينحرف محاولاً تعويض مركب النقص هذا.
ولقد كان أجدادنا يستشعرون مثل هذا الانحراف من هؤلاء المعوقين ولقد كانوا يصرخون كلما رأوا انحراف أحدهم ((حقاً كل ذي عاهة جبار)) وكانوا يربطون بذلك بين الانحراف الخلقي والتشوهات القوامية. فإذا كان هذا الذي يذهب إليه الباحثون في أيامنا هذه صحيحاً، وإذا كان أجدادنا قد اكتشفوه من قبل منذ مئات السنين فقد وضح طريق العلاج إذن.
وأصبح العلاج يرتكز فيما يمكن أن نمنحه لهؤلاء المعوقين أو المنحرفين جسدياً في سبيل القضاء على الانحرافات الخلقية. ولقد لاحظ الباحثون أن هؤلاء المنحرفين أخلاقياً من المراهقين يمكن أن يتفقوا في بعض الألعاب كالملاكمة والمصارعة والجودو.
ومن هنا فإن تدعيم الأندية الشبابية بمثل هذه الأنشطة، ورسم البرامج لمثل هؤلاء الشباب يصبح أمراً حيوياً بالغ الأهمية في سبيل القضاء على الانحرافات عند شبابنا من المراهقين.
إنه لمن الواضح أن مثل هذه الأندية وتلك البرامج لن تقضي وحدها على الانحراف عند المراهقين، ولكنه من الواضح أيضاً أن مثل هذه البرامج لابد وأن يشترك فيها علماء علم النفس الرياضي، ويمكنها أن تحيل المراهق الصغير الذي قد يبدي بعض الميل إلى الانحراف إلى رياضي من الطراز الأول يستهلك كل ميوله العدوانية في رياضته المفضلة ولا يحب الانحراف ويصبح سلوكه الذي كان يبدو وكأنما هو موجه ضد المجتمع كموجه للنهوض بهذا المجتمع الذي كان يكرهه سابقاً.
ويصبح المراهق الذي كان يميل إلى الاعتداء على الغير ملاكماً ممتازاً وتصبح المراهقة التي كانت تميل إلى الهجوم على الغير لاعبة من الطراز الأول في صف الهجوم في فريق كرة ليد أو الكرة الطائرة مثلاً.
ليس ذلك فقط وإنما لوحظ أن المنحرفين في مدينة شيكاغو الذين لم تتح لهم فرصة الاستفادة من مثل هذه البرامج الرياضية يعودون إلى الجريمة في 70 في المائة من الحالات وبصفة متكررة. بينما لا توجه تهمة العودة إلا إلى 30 في المائة فقط من هؤلاء الذين أتيحت لهم مثل هذه البرامج الرياضية.
قيادات متميزة:
ولقد لوحظ أيضاً أن موجات الانحراف في المجتمع تقل عقب إنشاء النوادي الرياضية فيه وعقب دراسة للانحرافات في إحدى مدارس ولاية سنسناتي في الولايات المتحدة خرج الباحث بالتعميمات الآتية:
أولاً: إن التحسن المستمر في اللياقة البدنية وفي المهارات الرياضية في مجتمع ما، يصاحبه في نفس الوقت تقليل في حالات الانحراف بين المراهقين في هذا المجتمع وبخاصة بين هؤلاء الذين كان لديهم ميل مسبق للانحراف، فانتشار الوعي الرياضي إذن معناه الإقلال من الانحرافات.
ثانياً: مع الاعتراف بأن الرياضة وحدها لا تقضي قضاءً مبرماً على الانحراف بين الشباب لوجود عناصر أخرى تؤدي إلى هذه الانحرافات إلا أننا يجب أن نعترف أنها وحدها تقلل من هذا الانحراف.
ثالثاً: إن وضع برامج نفسية يعد بمثابة ما يسمى (بالعلاج الجموعي) الذي يأخذ في الاعتبار العناصر العائلية التي تؤدي إلى مثل هذا الانحراف وكذلك الدوافع والمناهج العلمية المرتبطة بمثل هذه الانحرافات. إن وضع مثل هذه البرامج العلاجية الرياضية سوف يكون له أطيب الأثر في معالجة الانحرافات بين المراهقين وأصبح هدف المهتمين بالشباب في كل بقاع الدنيا هو برنامج رياضي نفسي للمراهقين.
ولقد أصر معظم الباحثين على ضرورة أن يكون هذا لبرنامج مجانياً للشباب كلما أمكن ذلك، وأن يشتمل على أنشطة على مدار العام. وأن يكون برنامجاً مختلطاً للشباب والفتيات وأن تقوده قيادات متميزة أخلاقياً حصلت على الدراسات والتمرينات الكافية من أجل قيادات واعية سليمة ودرست علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربية الرياضية وكل ما هو متصل بالشباب وانحرافاته وأن تنشأ مشروعات يراعى فيها ما أمكن أن تجتذب إلى صفوفها أكبر عدد ممكن من المنحرفين والمراهقين ينعمون بصداقة المهيمنين على مثل هذه المشروعات وبرغبتهم في دراسة مشاكلهم وحلها وألا يدخل المراهق أي شك من وجهة هؤلاء المشرفين على المشروع.
وقد وضح من دراسات مشابهة بالغرب أن التربية الرياضية لها أثر فعال على الصحة النفسية وتكيف الشباب مع المجتمع الذي يعيشون فيه. وأنه بانتقاء بعض المدربين الأكفاء ذوي الأخلاق العالية ورسم برامج رياضية ونفسية متخصصة قد يكون لها أثر كبير في علاج المنحرفين والمراهقين حتى نصل إلى التسليم بأن اللاعب حين يصل إلى درجة عالية من المهارة تصبح تصرفات المدرب بالنسبة له قانوناً وأخلاقيات أيضاً ويستطيع المدرب عند هذه المرحلة أن يطبع المراهق بأخلاقياته وهنا نقطة العلاج.
وعند دراسة العلاقة بين المدرب المتفاهم الصديق الكفؤ واللاعب المراهق المنحرف وجد أن باستطاعة المدرب أن يعالجه بكل سهولة من انحرافاته هذه وأن يتسامى بها إلى اهتمامات نافعة، وأن مثل هذا المدرب ينجح في مثل هذا العلاج بأسرع من المدرب غير المهتم الانعزالي المتكبر.
على المدرب إذن أن يصادق هذا المراهق الذي يبدي مثلاً للانحراف وعليه أن يرسم له البرامج التي تهدف بالمقام الأول إلى رفع قدراته الصحية ولياقته البدنية، وعليه كذلك أن يجعل برنامجه صالحاً لجميع المنحرفين بالفعل والمعرضين للانحراف والمراهقين العاديين حتى لا يشعر أي منهم أنه من فئة منحرفة معزولة عن المجتمع وأن لا يشعر البعض الآخر أن البرنامج وضع لفئة من الأبطال الرياضيين ليس إلا. وعلى المدربين أن يتعاونوا مع مدرس العلوم ومع الأطباء النفسيين في مجموعة واحدة متفاهمة تضم الآباء أيضاً وبعض الأمهات لخلق مجموعة صالحة من هؤلاء المراهقين لائقة بدنياً وقوية جسمياً متفوقة عقلانياً واعية بمشاكلها وبالحلول المقترحة السليمة من الوجهة النفسية.