الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
joujou2009
20-08-2022 - 11:12 am
في ذكريات التي مضت كنت أعيش وسط حياة مليئة بالنظرات بجميع انواعها ، لم يكن شدني الفضول لمعرفة ما تعنيه نظرة كل شخص لي أو الى ما ترمي إليه ، المهم أنها نظرات عابرة و في أغلبها تكون صامتة لا معنى لها أو قد يكون لها لكن ليس عندي وقت لتفسيرها ، عندما أجول بين رفاقي كنت أحاول الوصول الى معنى للنظرات الصامتة من حولهم و خصوصا و أن هذه النظرة لم تكن لتنظر إلا لشخص معين ،و من خلال حديثي مع رفاقي حول هذا كان شغلهم الشاغل الحديث عن نظرات الإعجاب المتبادلة فلم يكن بإستطاعتي الحصول على شيء يفيدني منهم و في إحدى الايام و كعادتي وأنا ذاهبة الى الجامعة وقفة أنتظر الحافلة لتقلني و كان حولي لفيف من الطالبات و زميلاتي في دفعة ،فرفعة معصمي لأرى الساعة و إذ بها تشير إلى التاسعة و نصف فتذكرت حينها موعد لي مع صديقتي ناييس …ناييس هي فتاة من خليط أجناس لكن أصلها من بلادي و أمها من أصل إنجليزي ،ناييس فتاة تكبرني بخمس سنوات تعرفت عليها حين كنت أدرس في الثانوية حيث كانت تدرس الأدب لكن هي في الحقيقة كانت قد درست علم النفس في العاصمة ، المهم و أنا مازلت على تلك الحالة حتى رن هاتفي الجوال و كانت هي من إتصلت وقالت الي تعالي اليا في مكتبة القدس فأنا هناك بإنتظارك كانت هذه المكتبة لأستاذ كبير في الأدب وهو أستاذ بالجامعة في ذلك الوقت…. ، أنهيت مكالمتي بها و جعلت نفسي امشي بطريق نحو المكتبة إلى أن وصلت أخيرا و دخلت كانت غير مزدحمة و معظم الذين كانوا فيها من الأساتذة و شيوخ كبار أستطيع القول أنني كنت الوحيدة من بين الموجودين في تلك المكتبة صغيرة في السن و لم أستغرب لهذا ، دخلت و لم أطالع شخصا بعينه و رحت أبحث عن ناييس حتى وجدتها واقفة مع شخص كان شيخا ليس كبيرا في السن و لم أكن أعرفه و تقدمت نحوهما بخطوات متزنة بهدوء شديد و عندما رأتني قالت و هي تخاطب ذاك الرجل ها هي صديقتنا قد وصلت ،إستغربت لها و قد كانت دائما تفاجئني بتصرفات قد نبهتها عنها مرارا و تقدم إليا الرجل و لم ينطق بحرف و ظل ينظر إلي بنظرات صامتة في عينيا مع أنهما كانتا عاديتين جدا ولا يبدو عليهما جمالا يشد ناظرين ثم فرغ من صمته وقال تبدو صديقتك مميزة يا ناييس فردت عليه قائلة و هي متبسمة اه كما حدثتك عنها يا أستاذي أرايت؟ ، عجبا لأمرهما و هما يطالعاني و يتكلمان كلاما عني لم افهم القصد منه ،هكذا جعلت أتحدث مع نفسي غير مدركة لحوارهما، و أخيرا نطقت و قلت و أنا أخاطبهما معا لرجل :أتعرفني يا سيدي ؟ و إلى ناييس ماذا حدثته عني يا عزيزتي؟ فاجابني لا تتعجلي ستعرفين ما كنا نتحدث فيه عنكي و طلب مني أن أتجول معه في المكتبة و فعلت دون تفكير و اخذ ذراعي و لفها حول ذراعه و ماشينا و هو يحدثني كلاما عن ناييس وقال لي: ناييس فتاة طيبة و هي تحبك كثيرا هي وحيدة في هذا العالم بعد أن توفيا ولداها في حدث سيارة و قررت العيش هنا بدلنا من الذهاب إلى أوروبا …. فقاطعته سائلة منذ متى و أنت تعرف ناييس يا سيدي ؟ قال لي؟ منذ أن كانت صغيرة أنا صاديق والدها و بتسم ..لم أشئ أن اسأله عن سر إبتسامته فقد جاوبني بكلامه قائلا : أنا و السيد جمال - و هذا هو اسم والد ناييس - صديقين بل أكثر من ذلك و كنا نطمح لعمل مشروع وهو تأليف كتاب نتكلم فيه عن مغامراتنا و ذكرياتنا مع الأدب و الروايات و الشعر هذا ما فهمت من كلامه و قال أيضا أن بعد موته طلب من ناييس أن تكمل ما بداء العمل به هو ووالدها ثم أكمل كلامه بأن قال ها هي اليوم تطلب مني أن تباشر بالكتابة و صمت ، فقلت هذا عمل رائع قد تخلد به ذكراه لكن عفوا و ما دخلي أنا بذلك ؟ فضحك وقال : ناييس تعتمد عليكي في هذا العمل فقلت في تسرع لكن أنا لا أعلم بأمور الأدب ولا الشعر و توقفت ثم أفرغت كلامي قائلة : لكنني سأحاول أن أساعدها فناييس هي أكثر من صديقتي و هذا العمل مهم لي مثلما هو مهم لها و أيضا ستكون سعيدة و هي تقوم به و ستكون أسعد عندما أكون إلى جانبها و ساعدها فيه و سكت سكوتا وكأن الكلام عن ناييس أكثر و لا تكفيني ساعة لأقول فيها ما تستحقه ، و عاد الرجل يطالعني بنظرات صامتة مرة أخرى و قال لي مبتسما لقد صدقت ناييس عندما قالت عنكي أنكي صديقتها الوحيدة فكلمة الصديق لا تقال إلا لشخص غايته و كل همه هو إرضاء و إسعاد من حوله و هي لم تخطئ في وصفكي لي بهذا أنا معجب بإقدامكي الشجاع اتجاها من تحبين، فبتسمت ابتسامة رضاء عن نفسي و تنفسة نفسا لا يبدو عميقا أكثر من عمق الكلام الذي قاله عني و سألته أهذا هو سر نظراتك الصامتة لي في أول لقائنا ؟ فأجابني مبتسما هذا هو يا صغيرتي


لحن حياة مليئة بالإنتقام والضغينة يمنع دخول القلوب الضعيفة
ياليت كل الرجال مثل مطلق