- مرحبا بكل الفراشات,,,
مرحبا بكل الفراشات,,,
إذا أردتي أن تعيشي حياة طبيعية صحية في العالم المادي فيجدربك أن تتعلمي كيف يعمل العالم المادي، أنه يسير وفقاً لقواعد أن الجسم بوصفه جزء من العالم المادي يستند في عمله إلى قواعد أيضاً وإلا تعرض للمرض بصورة تفوق المعتاد. ومن ثم يصاب بالشيخوخة قبل الأوان.
نعلم جميعاً أننا نحتاج إلى الأكسجين لذلك نصطحب معنا مخزوناً من الأكسجين إذا ذهبنا في رحلة إلى الفضاء الخارجي أو تحت سطح الماء. إنها إحدى حدود قدراتنا البدنية. إننا لا نستطيع أن نذهب إلى أي مكان نرغب في الذهاب إليه، إننا مقيدون بالذهاب إلى الأماكن التي يتوافر بها الأكسجين.
لقد علمتنا الحياة أن الجسم يحتفظ بدرجة حرارته عند 37 درجة مئوية مع إمكانية ارتفاعها عن ذلك أو انخفاضها بشكل طفيف ولكنها لا يمكن أن تتجاوز هذا المعدل ارتفاعاً أو انخفاضاً بدرجة كبيرة لوقت طويل. فحدوث ذلك يشير إلى تعرض حياتنا لخطر داهم, لذا يعتبر احتفاظ الجسم بدرجة حرارة معينة جانباً آخر من جوانب محدودية قدراتنا البدنية. ولا يمكن لأي شخص أن يتجاوز تلك الحدود، فإذا أدركنا تلك الحقيقة يصبح الحرص على عدم تجاوز الجسم لدرجة حرارته المعتادة ارتفاعاً أو انخفاضا أمراً منطقياً تماماً.
يجب علينا جميعاً أن نحتفظ بثبات مستوى السكر بالدم كما يجب علينا أيضاً أن نتناول الأطعمة والماء. إنها أشياء ندركها بداهة وكلما تعمقنا في دراسة الجسم أمكننا اكتشاف العديد من الحدود البدنية غير الواضحة . كما ينبغي علينا أن نحافظ على تركيز معين لبعض المعادن كالصوديوم والبوتاسيوم في دمنا ويجب أن يتم ذلك بشكل مستمر وإلا واجهنا مشكلات كبيرة. توجد لحسن الحظ وظائف ذاتية في الجسم تعمل على المحافظة على التركيز الداخلي لتلك المعادن.
ربما كان الأس الهيدروجيني ( pH ) أو التوازن بين مستوى الحموضة والقلوية بالدم أحد أهم الحدود الفسيولوجية. حيث يجب أن يتم الحفاظ على مستوى الأس الهيدروجيني بالدم على الدوام عند درجة 7.4 وإذا اختل مستوى الأس الهيدروجيني عن ذلك تعرض الإنسان للغيبوبة أو الإصابة بالتشنجات.
تساعد الرئة والكليتين والكبد على التخلص من الحمض حتى يمكن الحفاظ على ثبات الأس الهيدروجيني عند درجة 7.4 إنها عملية طبيعية مستمرة ليلاً ونهاراً دون توقف، وتضيف الأطعمة والمشروبات التي نتناولها عناصر مكونة للقلويات أو الأحماض بالدم بعد هضمها. إذ تقوم البروتينيات والدهون والمواد الكربوهيدراتية المكررة ( كالسكر الأبيض والدقيق الأبيض والأرز الأبيض إلى آخره ...) برفع مستوى الحمض بالدم . مما لا شك فيه أن أجسامنا تحتاج إلى كميات معينة من البروتينيات والدهون والمواد الكربوهيدراتية المكررة ولكن بالقدر الذي يستطيع الجسم أن يتحمله. إن حالة حمضية الدم لا تنتج إلا عن تناول كميات مركزة من مثل هذه الأطعمة والتي تؤدي بدورها إلى الإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية. عندما نتعلم كيفية اختيار الأطعمة بحكمة وفقاً لمبادئ النظام الغذائي الشمولي ( الماكروبيوتك ) سنكتشف أننا نستطيع أن نساعد أجسامنا بسهولة على الحفاظ على حالة قلوية الدم. وعندما نفعل ذلك نكون قد تعلمنا أن نتعايش مع حدودنا البدنية وأن نتعلم كيفية الحفاظ على الصحة لوقت أطول، أن إدراكنا لوجود حدود بدنية ولإمكانية التعايش معها يكسبنا المزيد من القوة والسعادة.
إن تعايشنا مع حدودنا البدنية يتيح لنا الفرصة لأن نثبت أقدامنا بقوة على أرض واقع حياتنا البيولوجية وعندما نحقق ذلك ستصبح أرواحنا قادرة على التحليق بحرية دون قيود. كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
تحياتي لكن,,
بارك الله بك غاليتي سوان