- حليب الإبل يعيد بناء العظام والأسنان
بسم الله الرحمن الرحيم
@@@@@@@@@@@
حليب الإبل يعيد بناء العظام والأسنان
يؤكد الباحثون على أن حليب النوق يحتوى على نسبة كبيرة من الفيتامينات الذاتية والبروتينات، ويعالج العديد من الأمراض.
وأوضح الدكتور عبد الوهاب الجبوري استشاري أمراض الحيوان في بلدية أبو ظبي أن هذا الحليب لا يزال محافظا على قيمته ليس فقط كغذاء وإنما كدواء حقيقي للعديد من الأمراض، ويعيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والأسنان.
ومن غرائب حليب النوق انه لا يحلب إلا بعد أن يرضع منه الجمل الصغير، حيث لا يمكن أن تتم عملية الحلب إلا بعد استدعاء الحوار للرضاعة أولا، ثم يتم حلب الناقة، ويوضع حليبها في أوعية معدنية ويشرب ساخنا، وإذا ترك لاحقا وجب غليه.
وأشار الدكتور الجبورى إلى أن حليب النوق يشبه بصورة عامة حليب الأبقار والماعز من حيث القوام الخفيف، وحليب الجاموس من حيث بياضه الناصع، كما أن حليب النوق طعمه حلو ومائل للملوحة لذا يقوم البعض بتحليته بالسكر.
بينما ترجع اللزوجة في حليب الإبل إلى احتوائه على أعداد هائلة من الحليبات الدهنية متناهية الصغر، ومن خلال الفحص المجهري لدهن الحليب فقد تبين أن سمك أغلفة حبيبات دهنه أكبر من أغلفة حبيبات دهن حليب المزرعة الأخرى مثل الجاموس والأبقار والأغنام والماعز، مما يكسب حليب الإبل صفة المقاومة للأكسدة.
وعن الجعفري* قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها وقد جعل الله الشفاء في ألبانها.
- هو أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب البغدادي، ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمة (عليهم السلام) وكان من أصحاب الإمام الثامن ومن بعده (عليهم السلام) ويروي عنهم، توفي سنة 261.
توقعات دولية لسوق منتجات ألبان الإبل تصل مبيعاتها إلى 10 مليارات دولار
لندن: «الشرق الأوسط»
حليب النوق، الذي يشتهر بين شعوب الارض التي ترعى الجِمال، بفوائده الجمة في الغذاء والشفاء من مختلف الامراض.. اصبح فجأة محط انظار العالم، بعد ان ارتأت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) انه غذاء صالح لكل العالم وان بالإمكان تصنيع انواع المنتجات منه مثل الأجبان، وزيادة انتاجيته بشكل مضاعف لتصديره الى الدول الصناعية المتقدمة، بهدف جني الارباح للرعاة الفقراء! ويتسم لبن الناقة الذي يتناوله العرب والشعوب الاخرى بكثرة، بغناه بفيتامين «سي» الذي يصل تركيزه الى ثلاثة اضعاف تركيزه في لبن البقر، بينما يزيد تركيز عنصر الحديد فيه بعشر مرات عن اللبن الثاني. كما يمتاز بأنه اكثر ملوحة من حليب البقر واقل دهونا منه، وهو غني بفيتامين «بي» وبالمنغنيز والاحماض الدهنية غير المشبعة. وليس من قبيل الصدفة أن الطبيعة «صمّمته» لمساعدة الجمال الرُضّع على أن «تشبّ عن الطوق» في بعضٍ من أشد مناطق البيئة قسوةً في العالم، أي الصحارى والسهوب.
ويمكن للانسان تناوله او معالجته وانتاج الجبن منه. وترغب المنظمة في ان يعكف منتجو لبن الناقة الذي يرعون الإبل من صحارى موريتانيا في الغرب وحتى سهوب كازاخستان ومنغوليا في اقاصي الشرق، على إعداده لتسويقه الى البلدان الغربية لتزداد سوق مبيعاته الى 10 مليارات دولار.
وتنتج الناقة الواحدة خمسة لترات من الحليب يوميا، الا ان الخبراء يرون انه يمكن مضاعفة هذا الرقم بعد اجراء تعديلات طفيفة على طريقة رعي وتغذية الجمال. وقال أنتوني بينيت، مسؤول قطاع الألبان واللحوم لدى المنظمة في بيان اصدرته الاسبوع الماضي، أن «الإمكانيات التي ينطوي عليها القطاع هائلةٌ بحق... لأن اللبن موردٌ مؤكد للاموال».
وفي لندن اعلن ناطق باسم متاجر «هارودز» الشهيرة انها مهتمة بمنتجات ألبان النوق. ونقلت صحيفة «التايمز» عنه ان بامكان المتاجر تسويقها إن «تميزت بنوعية عالية»، بينما اعلن خبير آخر في تجارة الاغذية ان المتاجر «تدقق في تسويق المنتجات عن اتسمت باختلافات محددة» عن المنتجات المطروحة حاليا.
واعلنت المهندسة نانسي عبد الرحمن التي تشرف على شركة لإنتاج لبن النوق، مقرها في نواقشوط عاصمة موريتانيا، التي تسوق 10 آلاف لتر من لبن النوق يوميا الى فنادق المدينة، ان متاجر «هارودز» ومتاجر اخرى فاتحتها فعلا بهذا الموضوع.
لبن الشفاء
* ويعد حليب النوق وصفةً قوية ضدّ العديد من الأمراض في بلدان تغطي نحو نصف مساحة الكرة الارضية، فيما يعتبره البعض في بلدان الخليج العربي مشجعا على القدرة على الإنجاب. وبينما يسافر بعض سكان تونس مئات الكيلومترات للحصول على شيء منه، تركب راعيات قطعان الإبل في إثيوبيا والصومال القطار لمدة نصف يوم كامل لبيعه في جيبوتي حيث ترتفع أسعاره. وفي نجامينا في تشاد، تُشاهَد حلوى قطع الحليب المصنوعة منه في جميع أنحاء المدينة. وفي روسيا وكازاخستان والهند يصفه الأطباء في أغلب الأحيان كأفضل غذاءٍ لمن يُعافى من المرض بينما يُوصي به في افريقيا كسندٍ لمَرْضى الإيدز. وفي الصومال على وجه الخصوص، ثمة نهمٌ في الإقبال على تناول لبن الناقة، حيث يدرك السكان مدى قيمته الطبية الفائقة.
وفي هذا الصدد، تعتزم شركة ألبان الجِمال الكينية «Camel Dairy Milk Ltd»، في بلدة ننايوكي، بالتعاون مع معهد البحوث الطبية الكيني «KEMRI»، إجراء سلسلةٍ من البحوث للوقوف على مدى صِحة مقولات الطب الشعبي التي تؤمن بأن «اللبن الجملي» فعّالٌ كعلاج في الحدّ من داء السكّري والأمراض القلبية الشائعة.
وناشدت المنظمة في تقريرها الأطراف المانحة كافة توفير التمويل سواء من جانب المتبرّعين أو المستثمرين، بغية تطوير القطاع ليس فقط على المستويات المحليّة وإنما لمساعدة هذه السلعة الواعدة على التحرّك أيضاً في الأسواق الدولية المربحة في العالم العربي لتطمين احتياجات 200 مليون زبونٍ محتمل، وملايين آخرين في افريقيا وأوروبا والأميركيتين.
وترى المنظمة ان النفاذ إلى الأسواق التجارية بسلعة لبن النوق يتطلّب النجاح في «القفز فوق السِنام»، أي تجاوز العديد من العقبات في مراحل الإنتاج والتصنيع والترويج وغيرها، وهذا اكثر من عمليات رعاية قطعان الإبل في حد ذاتها.
وهناك مشكلتان الاولى تكمُن في المنُتَج ذاته، إذ لم يثبت لبن الجمل حتى الآن استيفاءه للمتطلبات التجارية الشائعة لرفع حرارته الى درجة الحرارة البالغة الارتفاع (UHT) الضرورية لمعالجة اللبن بغية حفظه لفترات طويلة. اما المشكلة الثانية وهي التحدّي الرئيسي فيتعلق بالمنتجين أنفسهم، أي الرعاة البدو الذين يتجولون في ارجاء الصحراء بحثاً عن المرعى وفق فصول السنة، ويستطيعون البقاء على قيد الحياة لمدة أقصاها شهرٍ في جوف الصحراء لا على شيء سوى لبن الناقة. ولا يميل الرعاة في أغلب الأحيان إلى بيع حليبهم الاحتياطي، الذي تملي التقاليد حفظه للضيوف وللفقراء. غير أنه لوحَظ على أية حال، أن مثل هذه النزعة يمكن أن تتبدّد بعرض أسعارٍ مغريةٍ للبيع.
ويؤكد الخبير بينيت أن لا أحد يدعو إلى عملية «حلبٍ مكثّف للجمال بحالٍ من الأحوال، ولكن فقط بفضل الغذاء المحسّن، والرعاية البيطرية وأساليب التربية الأفضل، فمن شأن هذا الناتج اليومي أن يرتفع تلقائياً إلى 20 لتراً». وبما أن لبن الجمل يعادل في قيمته تقريباً دولاراً للتر بالأسواق الإفريقية، فذلك يعني مورداً على جانبٍ كبيرٍ من الأهمية للمال بالنسبة للبدو الرعاة ممن لا يُتاح لهم اليوم أي مصادرٍ أخرى من الدخل.
ألبان وأجبان
* وتشغل نانسي عبد الرحمن معملا ناجحا لإنتاج ألبان الإبل في موريتانيا لمدةٍ تزيد على 15 عاماً. وتعالج شركة «تيفيسكي»- أي «موسم الربيع» باللغة الموريتانية- حليب الأبقار والماعز أيضاً من إمداداتٍ يومية يوفّرها نحو 800 من رعاة الماشية والإبل. وتجمع الشركة الحليب الجديد في مناطق بحدود 80 كيلومتراً من مقرها في العاصمة نواكشوط، لنقلها إلى معمل الألبان للبسترة بواسطة شاحنةٍ مبرِّدة.
وتشير منظمة الاغذية والزراعة الى النجاح الذي حققته نانسي، بعد ان تمكنت من اجتياز التحدّي الرئيسي الذي تمثل في أنّ فترة خزن حليب النوق التجارية جدّ محدودة رغم ان عمره الطبيعي أطول من مثيله البقري، بل وما هو أسوأ، من ذلك وهو أن الإنتاج الأقصى يصادف فترة أوطأ طلبٍ على المُنتَج، أي خلال أشهر الشتاء. وقد برز الحلّ واضحاً في تحويل فائض الحليب إلى جُبنٍ أطول أمداً. غير أن المشكلة التالية كانت كيفية تحقيق تصلِّد الجُبن على الوجه الأفضل.
وفي عام 1992، عثرت المهندسة عبد الرحمن بمساعدة المنظمة، على الحل الأمثل، فقد أوفدت المنظمة التي سبق لها أن طوّرت تقنية الإعداد الأمثل لجبن الجمل، مسؤولاً فرنسياً لديها هو الخبير جي. بي. راميه، إلى نواقشوط للإطلاع على كيفية استخدام إنزيمٍ خاص لمنح منتجات الشركة الموريتانية الاتساق المطلوب في القوام.
وجاءت النتيجة على هيئة جبنٍ ناعم بقشرةٍ بيضاء ُأطلق عليه الإسم التجاري «كارافان» أي قافلة وسرعان ما لقٍّب باسم «كاميلبير» أسوة بالجبن الفرنسي البقري المماثل الشهير باسم «كاميمبير». ولم يأت عام 1993، حتى تلّقت المهندسة عبد الرحمن جائزة «مشروع روليكس التجاري» للجدارة. غير أن عقبةً أخرى كأداء واجهت المشروع الموريتاني ماثلةً في كيفية الحصول على ترخيصٍ رسمي لتصدير الجُبن الجملي «كاميلبير»، إلى الخارج.
ومن البدائل المتاحة لحفظ لبن النوق في الاماكن التي تشهد عوزا في الطاقة الكهربائية، ناهيك عن الثلاجات، ثمة أسلوب مورسِ منذ قرون في سهوب كازاخستان ومنغوليا، حيث ترعى الجمال الجبلية الثنائية السُنام. ويعالج البدو المنتَج الجديد من الحليب المتخثِّر، لإنتاج ما يعرف محلياً باسم «شوبات»، ويتألف من خثر اللبن الطيب المذاق والمعروف أيضاً في منغوليا القريبة باسم «خورموغ». وفي عاصمة كازاخستان القديمة آلما آته، تنتِج معاملٌ حديثة نموذجاً قديماً للجبن، من الصلادة بحيث تفضّل أكثرية المستهلكين استعماله مقشوراً. وتصنِّع هذه المعامل أيضاً حلوياتٍ من لبن الجمل تَروجُ مبيعاتها. غير أنه في حين يوّد بعض الخبراء أن تتمكّن كازاخستان من تصدير أساليبها التقليدية البسيطة، يبقى السؤال مطروحاً... وموضعاً للنقاش: أي ترى هل سيقبل البدو بخثر «خورموغ» الوافد من مرتفعات منغوليا الغريبة عليهم؟
شكولاته من الإمارات
* ولعل حلاً أسهل لمسائل البيع والتسويق هو شكولاتة لبن النوق القليلة الدسم، التي ينوي أحد صنّاع الشوكولاته من مقرّه في فيينا، وهو يوهان غيورغ هوتشلايتنر أن يطلقها هذا الخريف. بتمويل من أبو ظبي، تخطِّط الشركة الأوروبية لإنتاج هذا النموذج من الشوكولاته في النمسا باستخدام حليب الناقة المجفَّف، المستورد مباشرة من معامل إنتاجه في مدينة العين بالإمارات العربية المتحدة، ومن ثمّ شحن 50 طناً من المنتَج النهائي إلى الخليج بصفةٍ شهرية.
وعن المبادرة يقول رجل الأعمال النمساوي: «قد يبدو جنوناً لكنّه مشروعٌ ضخم. فهناك سوقٌ كامنةٌ من 200 مليون زبون في العالم العربي».
وإذا انتهيت بأصابعٍ دبقة من تناول «النسمة» وهو الاسم التجاري لشكولاتة مسحوق حليب الجمل الخليجي فبوسعك غسل يديك بصابون «أواسيز أو الواحة» المنتَج في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، حيث استُقدمت الجمال إبّان القرن التاسع عشر كحيواناتٍ للحمل والنقل.
وكما يقول بدو الأحجار بالجزائر «أن الماء روحٌ، واللبن حياةٌ». وبالطبع أيضاً... فالمال حياةٌ.