- واتفقنا اخيرا على اهمية التسجيل الصوتي، .....
- وهذا نص حكايتها تقول:
- لكن هذه المرة كانت مختلفة،
- وتكمل حورية التي اصبحت فيما بعد بائعة الإيدز:
ولا زلنا نطوف أرجاء السجن النسائي، لكن هذه المرة، في الحظر الصحي، حيث تقضي المحكومة حورية اخر ما تبقى لها من ايام على وجه الأرض،
عندما علمت برغبتها في الحديث إلي، استجبت سريعا، لكنهم طلبوا مني التريث، وشرحوا لي ان ظروفها مختلفة، وقد أغير رأيي حينما اعلم انها سجينة نعم، لكنها مصابة بالمرض الخبيث، وتخضع للعناية الصحية، وتحت حظر صحي وأمني، .......... طبعا اصبت بالصدمة والخوف معا، فلا يوجد انسان عاقل يرمي بيده إلى التهلكة، لكني علمت فيما بعد اني لن اتحدث معها بشكل مباشر، وانما عن طريقة فاصل زجاجي، ومايك، وسماعات، ........... فقبلت مقابلتها،
وفي اليوم المحدد للمقابلة عند التاسعة صباحا، اتجهت إلى هناك، حيث كانت تنتظرني بشغف لم افهم تفسيره في ذلك الوقت، فلم اكن سوى باحثة اجتماعية، لا أكثر ...
دخلت غرفة التحقيق، التي كانت مفصولة من نصفها بفاصل زجاجي، كغرف التحقيقات التي نراها في التلفزيون، جلست على الكرسي، واخرجت جهاز التسجيل الخاص بي ووضعته امامي وجهزت اوراقي واقلامي واختبرت جهاز المايك والسماعات، ثم انتظرت دخولها من الطرف الأخر للغرفة، ............
فتح الباب، لأفاجأ بدخول تلك المرأة التي لم أشهد لجمالها مثيل في حياتي، شعرها الأسود الكثيف الناعم الطويل، بشرتها الخمرية الجذابة وخديها النابضين بالحياة، عيناها الساحرتين، قوامها الرائع الرائع، تأملتها وهي تسير نحو الحاجز الزجاجي، وتتفحصني بنظراتها القوية، لم يكن يبدوا عليها المرض اطلاقا، بل كانت بكامل صحتها وحيويتها، وجلست امامي، وقامت بضغط ازرار بدأ المحادثة الصوتية: كيف حالك ياناعمة...؟؟؟ (( بخير، كيف حالك انت؟؟)) (( مثل ما ترين، هل هناك داع للتسجيل، ان كنت تريدين الحقيقة دون نقصان حكيتها لك بدون تسجيل رجاء))
(( ان التسجيل مهم في اجراء التحقيقات يساعدني على تذكر تفاصيل دقيقة قد انساها فيما بعد))
واتفقنا اخيرا على اهمية التسجيل الصوتي، .....
وهذا نص حكايتها تقول:
(( اني عنيدة ومتمردة منذ كنت طفلة، كنت اسبب الكثير من المشاكل لوالدتي، ولا اسمع كلام ابي، واسخر منهم بمناسبة وبغير مناسبة، اشعر ان حرصهم الشديد علينا يحرمنا من متع الحياة، لذلك لم اكن القي بالا لنصائحهم، ولا يهمني رأيهم ولا حتى مشاعرهم، فكم من مرة احرجت والدتي وكم من مرة جرحت شعور والدي، بسبب فقرهم وقلة حيلتهم وعجزهم، وتفكيرهم المتخلف من وجهة نظري، كان لي اخوة واخوات، لكنهم كانوا اهدأ بكثير مني، انا الوحيدة التي لم يعجبني اي شي في حياتي، طوال حياتي متذمرة، طوال حياتي لا أشبع لا أكتفي لا أشعر بقيمة ما لدي حتى ............ حتى اصبت بهذا المرض الخبيث، الذي جعلني اشعر بالنعم التي لم اشعر بها قبلا، واتحسف واتندم.....
عندما كنت في الثانوية تعرفت على شاب عن طريق الهاتف، وكنت احبه كثيرا في ذلك الوقت، كنا نتراسل عن طريق صديقتي، واحدثه عبر الهاتف واكذب على اهلي واخبرهم اني احدث صديقاتي، احدثه بالساعات، حتى كان ذلك اليوم الذي اتصل بي سعيد واخبرني انه صديق حبيبي، وان حبيبي اصبح يتحدث عني عند الشباب، وان سمعتي اصبحت سيئة، كما انه شاهد صورتي عند حبيبي، اصبت بخيبة امل كبيرة، وجرحني موقف حبيبي، لكن سعيد تدخل في الأمر وانقذ الموقف واعاد لي صورتي ورسائلي واخذ على حبيبي وعدا بعدم الحديث عني، ...أمام الآخرين، وهكذا بدأت علاقتي مع سعيد، حبيبي الجديد والذي اصبح فيما بعد زوجي.
تكمل حكايتها فتقول: استمرت علاقتي بسعيد مدة سنتين، ثم قررنا ان نكون لبعضنا، ان نتزوج، لكن والدي رفض سعيد تماما وقال بأنه طامع في راتبي، اذ كنت اعمل بعد الثانوية براتب جيد، كذلك رفضه بسبب سفراته الكثيرة للخارج بدون داعي، لكني لم استمع لوالدي، عاندت الجميع واجبرتهم على قبوله، وتم زفافي إلى سعيد، في حفل زفاف رائع ومميز،
وبعد الزفاف سافرنا معا في شهر عسل طويل، كنت سعيدة جدا، جدا، جدا، كان من اجمل ايام حياتي، شعرت اني محظوظة به، فقد كان يحبني بصدق، ويحرص على اسعادي دائما، وبعد الزواج بسنتين رزقت بابني البكر، .............. وفي الشهر السادس من حملي قرر زوجي السفر مع اصدقائه إلى المغرب، ....... حزنت قليلا ورفضت ايضا، لكنه اصر، وكان يقول لي: منذ تزوجنا وانا لم اقصر معك في شيء طوال الوقت معك الا يحق لي ان استمتع مع اصحابي قليلا، نحن شلة اصحاب ملتزمين نريد ان نغير جو وسأعود لك مشتاقا جدا، ........... وهكذا وافقت، وقمت بتجهيز حقائبة ورتبت ملابسه بنفسي وعطرتها وبخرتها، واشتريت له كل لوازم الحلاقة والعطور والبيجامات، ......... وسافر زوجي لمدة شهر كامل، وبعد عودته من هناك كان قرر السفر من جديد الى مصر، ..........!!!! مع اصدقائه، وبعد ولادتي سافر ايضا، وهكذا عاد زوجي لعادته قبل الزواج، السفر من بلد إلى اخرى........... وكان مرتين كل سنة يجب ان يسافر الى بانكوك، وكأنها واجب يقضيه
تقول حورية: كان زوجي يحرص على السفر في فترة حملي وولادتي، ولم اكن اشك في شيء ابدأ، وعندما حملت بطفلي الثالث، بدأت اشعر بتغيره نحوي، لأول مرة، بدأ البرود الجنسي والعاطفي يسري في اوصال علاقتنا، وصرت بحس المرأة افتش وابحث، علني اجد ما يجيب على تساؤلاتي، ....... لكني لم اجد اي شيء في البداية،
حتى كان ذلك اليوم الذي اصر فيه على السفر لبانكوك بعد ولادتي بطفلي الثالث والأخير، وكنت قد بدات اضجر واغضب، فرفضت هذه المرة وخيرته بني وبين السفر، لكنه لم يهتم وبدأ يرتب حقيبة سفره، وصار يلملم ملابسه بنفسه، حتى اصبح جاهزا تماما، ورمى على السرير بالمصروف، وقبل ابنائه الثلاثة، وخرج من الباب دون ان يلتفت لي مطلقا، ..........
وهكذا دخلت معه في دائرة هم جديدة، فاصبح زوجي يسافر شرقا وغربا كل شهر او شهرين دون ان يحسب لرأيي حساب، لا أعرف كيف ساءت الامور الى هذه الدرجة واصبح لا يتصل بنا ابدا عندما يسافر، ولا يسأل عنا، حاولت في فترة من الفترات ان اتصل به و اعيد معه وصل جسر الحب والمشاعر القديمة لكن لا حياة لمن تنادي كان زوجي في عالم اخر، ولم اكن قادرة على الشكوى لأهلي، خشية ان يلوموني لانه كان اختياري وحدي، ........ كنت مرات اشتكي لابنة خالتي التي هي صديقتي في نفس الوقت، والتي كانت تعاني من زوجها ايضا كثرة اسفاره، وصدقيني لم اكن اتصور انه يخونني في هذه السفرات، كانت تصيبني بعض الوساوس، لكن حينما اذكر كيف يصلي ويتحدث عن الحلال والحرام، اقول لا ثم لا، هو ربما فعلا يهوى السفر وتغيير الجو، ربما يبحث كما يقول عن تجارة، كنت مقتنعة تماما انه لا يمكن ان يخونني لكني لا أفهم لماذا توترت علاقتنا بهذه الطريقة، بدأت اغير اسلوبي معه، واصبحت اكثر رومانسية، وصرت احرص على تلبية رغباته أكثر من ذي قبل، واهتممت بنفسي اكثر مما كنت افعل، .......... وعاد يعاملني بحب، واصبح ينام معي، وعاد يحب معاشرتي كما كان في السابق، لكنه مع هذا بقي راغبا في السفر، واصبح سفره بالنسبة لي القدر المحتوم، الذي لم اعد اناقشه فيه لكي لا أصبح نكدية، فلو سألته فقط لماذا تسافر؟؟ أصبحت النكدية الشكاكة، التي تختلق المشاكل، فاسكت لأشتري راحة بالي وهدوء اعصابي، فقد مللت من المشاكل ومل اولادي من سماع الصراخ والمنازعات بيني وبينه، وسافر زوجي من جديد ككل مرة..........
لكن هذه المرة كانت مختلفة،
كان لدي من الأبناء بنتين وولد، وكانوا في جمال الزهور، كنت اعزي نفسي بهم، وبقضاء امتع الأوقات معهم، واصرف معظم راتبي على شراء اللعب لهم، كنت ام رائعة، فهم بالنسبة لي كل حياتي، اقضي معهم اوقاتا طويلة وسعيدة ومميزة، ....... ومتعتي الثانية هي زيارة بيت اهلي، حيث استمتع بالحديث معهم، والخروج مع اخواتي واخوتي الى البر والاسواق، واهلي يحبون ابنائي بجنون، وبشكل خاص والدي يحب ابني الصغير كثيرا، وكنت المح في وجوههم الشفقة علي حينما يسافر زوجي ويتركني بلا احساس، لكني اكذب عليهم واخبرهم انه يسافر في رحلة عمل...!!!!
وبعد خمسة ايام من سفر زوجي، فوجأت باتصال منه في منتصف الليل: الو، حورية، (( قلت نعم)) قال: اريدك ان تحجزي غدا على اول طائرة الى بانكوك، تعالي بسرعة بسرعة،
طبعا استغربت كثيرا، ولم افهم ماذا يحدث، كان صوته مرتجفا، ويبدوا انه يبكي، ولم افهم شيء، قلت له: لماذا هل هناك مكروه، فرد علي وقد خنقته العبرة: لا لا شيء فقط اشتقت لك كثيرا ارجوك حاولي الحجز غدا سافري في اقرب فرصة اتركي الأطفال في بيت اهلك او اهلي تصرفي بسرعة...........
اثار اتصاله قلقي كثيرا وبدأت افكر: ما لذي يمكن ان يكون، هل حقا اشتاق لي، لم لا يعود إذا، هل يرغب في تعويضي عما فعله بي، هل هي صحوة الضمير لم افهم اي شيء، لكني قلقت بشكل كبير، وفعلا في صباح اليوم التالي حملت ابنائي إلى بيت والدي، وقمت بالحجز وجهزت نفسي للسفر...!!
وتكمل فتقول: ((عندما وصلت إلى المطار كان زوجي في انتظاري، لكنه لم يكن سعيدا لم يكن مرحا كعادته، لم يكن حيا، كان ميتا، شخصا منتهيا، عيناه متورمتان من البكاء، حمراوان، ووجهه شاحب، ونظراته زائغة وميتة، نظر لي نظرة غريبة وكأنه يراني لاول مرة، وسلم علي دون ان يقبلني ان يصافحني، ثم ركبنا سيارة الأجرة واتجهنا إلى أين................... إلى
عيادة طبية ............... لماذا ........... ؟؟؟.....)))
وتكمل حورية:عندما دخلت الى المستشفى شعرت ان ذلك الطبيب والممرضة يعرفونني، بدأت اشعر، بدأت افهم ان هناك خطب ما، ان هنا امر ما، لكني لم اكن اتصور ان الموضوع يخصني، تصورت انه يخص زوجي فقط، وقف امامي اخيرا وصارحني: الآن ستخضعين لبعض الفحوصات الطبية، .... اريد ان اطمأن عليك، لأني............. لأني مصاب بال...........يد..................ز وبكى، وبكى وبكى، وسقطت انا على الأرض والممرضات من حولي يحاولون ان يساعدوني لأجلس، لم اكن هناك، فقدت وعيي تماما لم اكن اسمع اي كلمة بعد ذلك وغابت الشمس وانطفأت الأنوار، وغرقت في بحر مظلم، ما عدت اسمع او ارى الا كلماته تتردد في اذني، ومظهره الجاد وهو يصارحني، ........... عندما استيقظت في مساء اليوم التالي علمت انه في عنبر العزل، وانه يخضع للعلاج، واستفسرت عن حالته، لكنهم لم يردوا علي، حتى دخلت إلي طبيبة نفسية، وكانت تضع على وجهها الكمامات وترتدي القفازات، وجلست بعيدة عني، وبدأت تحدثني باللغة الانجليزية التي لم اكن اتقنها كثيرا لكني فهمت انها تريد ان تخفف عني، ثم دخلت خلفها ممرضة من جنسية عربية ترتدي هي الأخرى الكمامات والقفازات وبدأت تترجم لي، .................. كان كل المعنى انهم يريدون ان يقولوا انت مصابة بالإيدز............. !!!!
هكذا ببساطة ببساطة، بدون اي اسباب أو مقدمات، اجروا لي التحاليل بينما كنت نائمة، وتأكدوا من أصابتي بالايدز، ........... هكذا هكذا، بدأت اصرخ واصرخ: لا لا لالالا، ولكنهم لم يحيطوا بي هذه المرة بل من بعيد رشوني بمادة تثير النوم وخرجوا، ........
عندما استيقظت لم اجد احدا حولي، وكنت احاول ان استيقظ من كابوسي، لكنه حقيقة فهاأنا في بانكوك وهذا هو المستشفى وتلك غرف العزل، نعم كل ما حولي حقيقي انا لا أحلم، في تلك اللحظات كنت افكر في ابنائي وسالت دموعي بغزارة وبدات اقضم الفراش، وأعضه بقوة، وانتفه بأسناني من الحسرة والقهر والهم والألم، وصرت أرفس في سريري واصرخ وأصرخ، كصراخ امرأة مجنونة، وعندما أطلت علي الممرضة اصبت بهوس شديد، وصرت ارمي عليها بالمخدات وعلبة الماء وكل ما اطاله بيدي من حولي، فقامت من جديد برشي بالمنوم، حاولت ان أقاوم النوم لكني نمت ...........
وبعد ان استيقظت بدأت اهدأ،، علي أن افكر جيدا في الأمر، علي ان ارى زوجي الآن وأتحدث إليه، علينا ان نبحث عن مشفى اخر، فقد يكون تشخيصهم غير صحيح، قد يكونون كاذبين، استدعيت الممرضة وطلبت منها ان تجمعني بزوجي، لكنها قالت: أعتذر منك زوجك غير مصرح له بالخروج من العنبر، إنه يحتضر.
كانت تتكلم ببساطة بهدوء زوجي يموت وانا هنا غريبة وهو غريب، نحن هنا بلا أهل ولا أصحاب، صرخت عليها اريد الهاتف، اريد الهاتف، قالت لي: يمكنك زيارته، انت لا تشكلين خطرا كبيرا، انت في البداية ومقاومتك للمرض اكبر من مقاومته الجسدية، يمكنك الانتقال الى عنبره،
ذهبنا هناك، وكان بيني وبينه حاجزا زجاجيا كالذي يفصل بيني وبينك، كان يجلس على سجادة الصلاة وقد ضم قدمية الى صدرة وكان يبكي، عندما رآني، دس وجهه بين ركبتيه وصار يبكي بنحيب مرير، فاستدرت بوجهي عنه وصرت ابكي أنا ايضا بكاء مرا، تركتنا الممرضة وخرجت بعد ان اقفلت علي الباب، .....
توجهت اليه وسألته: من اين ....... وكيف........ اصبت بالمرض...؟؟ لكني لم اسمع منه سوى علو صوت نحيبه، ..... ثم سألته من جديد: هل تعرف انك نقلت لي المرض..؟؟....... ياحقير يا دنيء يا ياعبد البانكوكيات ايها الكاذب ايها النذل ما ذنبي بك ؟؟؟ يا ......... وكل ما يخطر في بالك يا استاذة فقد سببته بقوة حتى ذل لساني وتعبت......... ثم سقطت على الأرض ابكي واتلوى وارفض ان اصدق ما حلي بي، فقد كنت قبل ايام قليلة الهو مع اطفالي في الحديقة واتسوق مع اخواتي لم اكن افكر ابدا في المرض او الموت، وفجأة اجد كل هذا ينهار امامي، ........... سمعته يقول: كنت اتمنى لو اني لم انقل المرض لك، فأنا افكر في اطفالي، ماذا سيفعلون بعد موتنا، ........... وعاد يبكي،
سألته: ماذا تريد الآن ان اخبر اهلك، فنظر لي بخوف وقال: لا أرجوك، يكفي ما حل بي لا أريد الفضيحة، انت ايضا إن عدت للوطن لا تخبري احدا نصيحتي لك لا تخبري احدا وإلا نبذوك، انا لم يتبقى لي الكثير من الوقت في هذه الدنيا، بينما انت لا زال امامك سنتين، ........ او ربما اكثر،
ثم قال من جديد: لقد هاتفت اخي منصور، وسيأتي الليلة وسأخبره بكل شي، .... لعله يتكفل بجثتي بعد موتي .....
ثم قال: تركت لك في الأمانات دفترا صغيرا فيه كل تفاصيل حساباتي البنكية، وكل مدخراتي وكتبت لك في احدى الصفحات الرقم السري، والبطاقة انت تعلمين مكانها، ........... ثم انهار وبكى، فنظرت له باحتقار شديد، وازدراء وكراهية، وتففت في وجهه وخرجت عنه متجهة إلى الإدارة، وطلبت اخلاء سبيلي على مسؤوليتي فهي مستشفى خاصة وليس لهم قدرة على منعي، نصحوني بالبقاء إذ ان لديهم قسما خاصا للتعامل مع مرضى الإيدز، ونادي خاص .............. ولكني رفضت تماما، فأنا حتى تلك اللحظة لا أصدق ما سمعت ابدا....
وتكمل حورية التي اصبحت فيما بعد بائعة الإيدز:
تقول: خرجت من هناك دون ان تكون لي خطة واضحة، فقط أردت الهروب الى بلدي باسرع وقت ممكن، الهروب بأقصى سرعة، اردت ان انسى ما حدث انسى بانكوك فأنا في بلدي كنت بخير، وكل ما يقولونه هو مجرد اوهام، كنت افكر هكذا، اقنع نفسي اني بخير وانه يخدعني هو مريض لكني لست مريضة، وعدت الى البلد بينما سافر منصور الى سعيد، فكرت تلك الليلة في ما قد يحدث، لا بد ان منصور سيعلم اني مصابة ايضا، وماذا سيحدث في ذلك الوقت...؟؟ كنت متوترة كثيرا لم انم طوال الليل افكر كيف اتصرف، فتحت حقيبة ملابسي من جديد وبدأت املأها بكل مالدي من ملابس، ... وصرت افكر في الهرب.....
يتبع ان شاء الله