قلوب تنزف العشق للكاتبة اغاني الشتاء
النزف الاول
صحت جوري من نومها على صراخ وإزعاج في البيت..شافت ساعتها ثمان الصبح
واستغربت..هذي أول مره تصير إن مرة عمها وبناتها يصحون هالوقت في الإجازه
العاده تشوف أول وجه فيهم بعد صلاة الظهر..قامت من سريرها وراحت تغسل..وهي
واقفه قدام المرايه سرحت في صورتها اللي منعكسه قبالها وابتسمت لنفسها..تفرح
كل ماشافت ملامحها اللي كانت نسخه طبق الأصل من أمها في كل شي..من طولها
وجسمها المتناسق إلى شعرها الحريري الأسود اللي توصل أطرافه كتفها..طالعت
بتأمل ملامح وجهها وعيونها الواسعه وكثافة رموشها أكثر شي أخذته من أمها
ملامحها..دورت فيها شي يمكن تكون أخذته من أبوها بس مالقت ..الظاهر إنه كان
بخيل عليها حتى بملامحه وحمدت ربها إنها ماتشبهه ولا أخذت عنه شي..لأنها طول
ال سنه اللي عاشها معهم ماشافت فيه شي تتمنى إنها تأخذه لدرجة إنها كانت
تخاف تشبهه بشي يأكدلها إنه أبوها..أو يذكرها فيه..لأنها عمرها ماحست بهالشي
ولا هو حاول أو اهتم إنه يحسسها بأبوته..كل اللي تذكره عنه بالمرات القليله
اللي شافته فيها إنه ياسكران..أو معصب..أو نايم..وإذا ماكان واحد من هالأشياء
يصير مسافر وبالشهور بدون لا يهتم فيها وفي أمها..طالعت نفسها بقهر ورجع لها
السؤال للمره الألف..كيف وحده بجمال أمها..وحنانها..وطيبتها تتزوج ذاك الهمجي
اللي المفروض إنه أبوها..لكنها عمرها ماعترفت بهالأبوه ولا راح تعترف
أبدا..هي كل اللي كانت تملكه في الدنيا أمها اللي سرقها الموت منها قبل سنه
وللحين مو مصدقه إنها خسرتها..كان عندها إحساس دائما إنه في يوم بترجع لها
وهالشي هو اللي مصبرها على هالحياة..ومن وفاة أمها لليوم وهي كل ليله تصيح
لين تنام وتدعي إن هاليوم يجي بسرعه لأن قدرتها على الإحتمال بدت تضعف...
نزلت وشافت مرة عمها في الصاله والإبتسامه ماليه وجهها على غير عادتها..
جوري: صباح الخير خالتي
أم فهد: صباح الخير روحي باركي لمنال نجحت بتقدير امتياز
جوري تشهق: طلعت نتايج الثانويه؟!
أم فهد: إيه
جوري: وأنا وش تقديري؟
أم فهد تفاجأت وكأنها توها تتذكر إن جوري بنفس السنه مع بنتها..
أم فهد بلامبالاة_مادري نسينا نشوف اسمك
وتركتها وراحت للغرفه اللي كان جاي منها أصوات وضحك منال واختها الصغير مي..
وقفت جوري مصدومه.. (لهالدرجه أنا مو مهمه عندهم ناسيني بالمره! طبعا من اللي
يهتم إن كنت نجحت أو مت حتى!ماهتموا قبل ليه اللحين بيهتمون)
راحت تدور الجرايد لكنها مالقتها ودخلت المطبخ تسأل الخدامه..
جوري: مونا وين الجرايد؟
مونا: يمكن برا في الهوش
طلعت جوري لكنها وقفت عند الباب وهي تشوف أوراق الجرايد منتشره في كل
مكان..فكرت إنها ترجع يعني نجحت أو لا وش بيتغير ومن بيهتم..لكنها تذكرت أمها
مهما كانت بعيده هي تحس إنها معها وبتفرح لفرحها وراحت تجمع الجرايد وأخذتهم
لغرفتها..مرت من عند الغرفه وسمعت أصوات بنات عمها شكلهم يكلمون خالتهم
ويضحكون وهي آخر همهم هذا إذا كانت من اهتماماتهم من الأساس.. ركضت لغرفتها
وسكرت بابها وحاولت ترتب الجرايد وتدور اسمها وهي تقاوم دموعها لكنها نزلت
أول ماشافت اسمها..(يمه نجحت)
وبدت تصيح لأنها تعبت من هالحزن والخوف وأكثر شي من الوحده اللي عايشه فيها..
من يوم جت عند عمها من سنه وهي تحس إن مابقى لها شي في الدنيا تعيش
عشانه..ماكانوا يكرهونها لكنهم مايهتمون لوجودها وأحيانا تسأل نفسها إذا
كانوا يتذكرون إنها تعيش معهم في نفس البيت..كانت مرة عمها دايما مشغوله في
البيت أو معزومه وبنات عمها الثنتين لاهين مع صديقاتهم أو بنات خالتهم حاولت
تتقرب منهم لكن شافت البرود وعدم الإهتمام وماتلومهم زين رضوا بهالبنت عم
اللي طلعت فجأه واستقبلوها في بيتهم..والسبب في كل هذا أبوها اللي من سنين
قطع علاقته بأخوه بعد ماسبب له مشاكل كثيره عشان كذا شافت بعيون عمها ذيك
النظره أول ماشافها وكأنه يقول إنه ماصدق ينسى هالأخو عشان تجي هي وتذكره
فيه..صح معه حق لأن أبوها ماخلى أحد يذكره بخير..وشره وصل للكل حتى اخوه بس
هي مالها ذنب في اللي كان يسويه..يمكن خايفين إنها تطلع تشبهه بشي وهالشي هي
كانت خايفه منه أكثر..الوحيد اللي كان يحبها في هالبيت فهد كان بثالث متوسط
أصغر منها بسنتين كانت تحس إنها المفروض تتغطى عنه لكنها خافت تخسر الإهتمام
الوحيد اللي لقته فهالدنيا مع إنها عارفه إنه يحبها عشان شكلها بس وبعد كانت
قليل ماتشوفه لأنه دائما برا البيت لكنه على الأقل كان يحسسها إنها مهمه...
طلعت جوري من غرفتها بعد مالبست و تعدلت..لأنها بالصدفه عرفت إن خالتهم
وبناتها جايين اليوم عشان يباركون لمنال وبعد لمي اللي خلصت ابتدائي..كانت
متردده تجلس معهم بدون لا ينادونها بس من الملل وحبستها في الغرفه قررت تنزل
وتحاول تتقرب منهم..كانت بتنزل لكنها سمعت أصوات البنات طالعه من غرفة منال
وراحت لهم..وقفت عند الباب النص مفتوح بتطق قبل تدخل لكن اللي سمعته خلى يدها
تجمد في مكانها..
سلمى (بنت خالتهم): مادري أحس بنت عمكم هذي مو صاحيه
منال: ليه؟
سلمى: أحسها تمشي وتتحرك مثل الأشباح
منال تضحك: حلوه
مي: أنا بعد ماأحبها أحس إنها ممله وكئيبه
سلمى: وأنت يامنال؟
منال: أنا مارتاح لها ولا مرتاحه لجلستها معنا أحس إنها بس تراقبنا أحسن
ماسوت إنها ماتطلع من غرفتها كثير لأني كل ما شوفها اتذكر عمي
سلمى: معذوره أنا بعد أخاف منها مو معقول بتستمر ساكته أكيد بيطلع منها شي
الله يعينكم
رجعت جودي لغرفتها وهي ياله تسحب رجلينها..وجلست تحت سريرها وضمت ركبها
بيدينها وهي ترتجف..صدمها الكلام اللي سمعته عنها ورجع لها احساس الوحده
والخوف أقوى من أي مره..(ليه رأيهم فيني كذا؟ حرام عليهم يشوفوني مجنونه! أنا
حاولت أتقرب منهم لكن هم اللي يتنكرون لوجودي! هم اللي يسوون نفسهم مايشوفوني
ولايسمعوني! وش ذنبي إن كنت ما أعرف كيف أعيش وسط عائله؟ وش ذنبي لو كنت
ماأعرف كيف شعور الفرحان اللي له أهل وأقارب اللي مايخاف في يوم يلقى نفسه
بدون بيت يلمه؟ وش ذنبي لو كنت أحس بالخوف والغربه والحرمان في هالدنيا)
وبدت تصيح مابيدها حيله غير هالدموع اللي مافارقتها من وفاة أمها..
رجعت لذاك اليوم والخوف والحزن اللي حست فيه وهي تودع كل من لها في
هالدنيا..أمها اللي ماتت ماتهنت في يوم واحد من حياتها وتذكرت الكلام اللي
قالته لها أمها واللي للحين محيرها..
جوري: يمه لاتتركيني لحالي أنا ماعندي غيرك..يمه كيف بأقدر أعيش من دونك؟؟
أم جوري: جوري إن كنت تحبيني أوعديني تكونين قويه مهما يصير وتهتمين بنفسك
جوري: يمه لاتقولين هالكلام أنا وأنت بنبقى مع بعض بيعوضنا ربي عن كل اللي
شفناه ويجي يوم نفرح فيه
أم جوري تبتسم وكأنها تتذكر أو تكلم نفسها: أنا أخذت اللي يكفيني من الفرحه
في هالدنيا واللي خلاني ماتمنى شي بعدها والأيام اللي تعذبت فيها كنت أنت
دواي وفرحتي اللي صبرتني وعشت عشانها وأرجي ربي تصير حياتك بعدي مثل اللي
تمنيتها لك
جوري تصيح: بعدك مالي حياة يمه..مالي حياة
بدت تفكر في كلام أمها وتتذكر الإبتسامه والراحة اللي انرسمت على ملامحها وهي
تتكلم عن ذيك الأيام اللي عاشتها واللي أول مره تجيب طاريها..(مين كانت تقصد
أمي بكلامها؟ مين الناس اللي عاشت معهم هالأيام؟ وين راحوا؟ ليه ماعمرها
تكلمت عنهم؟ أكيد كانت تقصد أهلها اللي مابقى منهم أحد واللي ماشفت منهم
أحد..لو كان جدي وجدتي عايشين يمكن اهتموا فيني لأني اللي بقالهم من بنتهم
ويمكن لو خالي اللي ماعرفته ما مات يصير أرحم علي من عمي مو يقولون الخال
والد؟)
جوري كانت جالسه في غرفتها حالها حال الأيام اللي راحت..كانت نادرا ماتجلس
معهم خاصه بعد الكلام اللي سمعته وزادت من عزلتها لين حست إن جدران الغرفة
تضيق عليها..اللي كان يحزنها إن ماأحد فقدها أو جاء يتطمن عليها لو تغيب
بالأيام وهالشي أكدلها إنها مفروضه عليهم ..لكنها اليوم العصر قررت تطلع
لأنها اختنقت من غرفتها..وتعبت من التفكير ماكانت عارفه أي كليه تختار وكيف
بتروح لها ومين يوديها..كانت في الثانويه تروح مشي للمدرسة لكن اللحين وش
بتسوي..نزلت تحت وشافت فهد في الصاله وقررت تسأله مع إنه صغير وشكله مايعرف
شي عن الدراسه بس على الأقل تتكلم مع أحد لأنها ماعمرها اخذت قراراتها لحالها
أمها كانت دائما معها..
فهد بإبتسامه: أنا أقول البيت نور فجأه وينه القمر غايب؟
جوري تجلس: كنت تعبانه شوي
فهد: سلامتك فيني ولا فيك
جوري: بسم الله عليك
فهد: يابختي تخاف علي
جوري: فهد أنت تعرف عن الكليات شي
فهد: أفا عليك أنا اعرف كل شي
جوري فرحت: زين أنا نسبتي ثمان وثمانين أي كليه تتوقع أحسن أدخل؟
فهد: كليه وحده مافيه غيرها
جوري بإهتمام: أي كليه؟
فهد: كلية ملكات الجمال
جوري بإحباط: فهد أنا أتكلم جد!!
فهد: وأنا أتكلم جد أو ادخلي كلية عرض أزياء صراحه جسمك خطير
جوري ما أعجبها كلامه ولا نظرته وكانت بتهاوشه لكنها خافت تخسر الإنسان
الوحيد اللي حاس بوجودها في هالبيت مع إنها انصدمت إن فهد ما طلع في البراءه
اللي تتصورها..
فهد: وين سرحتي؟ كنت اكلمك!
جوري: تذكرت شي وين منال؟
فهد: في غرفتها
جوري قالت كذا بس عشان تروح عنه..لكن وهي تطلع على الدرج فكرت إنها تروح فعلا
وتكلم منال يمكن موضوع الكليه يقربهم من بعض لو شوي ومن يدري يمكن تدخل نفس
كليتها وروحتهم وجيتهم مع بعض تخليهم صديقات..وقفت عند باب منال وبعد تردد
طقت الباب..
منال: ادخل
دخلت جوري ولاحظت الصدمه وعدم الإرتياح اللي ملأ وجه منال أول ماشافتها..
منال: نعم
جوري من عند الباب: كنت أبي اكلمك عن الكليه
منال بملل: وش فيها الكليه؟
جوري: أي كليه بتدخلين؟
منال بإستغراب: ليه تسألين؟
جوري: أنا من أيام افكر ماأعرف وش أختار!
منال توقف: حمدالله والشكر! ادخلي الشي اللي تحبينه أنا بأدخل طب يعني نسبتك
ماتدخلك دوري شي يناسبك وعن اذنك بأروح لأمي
ووقفت تنتظرها تطلع ويوم صارت جوري برا غرفتها سكرتها ونزلت..وجوري واقفه
بمكانها..(هو سؤال عادي ليه عصبت كذا وملت كأن لي ساعه أكلمها! لهالدرجه مو
متحملتني؟)
وراحت مقهوره لغرفتها وبعد ساعات من التفكير قررت إنها ماتكمل دراستها..لأن
الجامعه غير المدرسه وطلباتها أكثر يكفي هم الروحه والجيه غير اللبس والكتب
اللي أكيد بتحتاجها وأكيد عمها ماعنده استعداد لكل هذا..يكفيه هم كلية الطب
اللي بتدخلها بنته..وبعدين وش بتفيدها الدراسه فيه ومن بيهتم أو يفرح درست أو
مادرست..(آسفه يمه ماأقدر أكمل عارفه إنك كنت تتمنين هالشي بس بدونك أنا أشوف
كل شي صعب إلا مستحيل يارب أموت وارتاح)
عرفت جوري إنها أخذت القرار الصحيح بعد ماشافت الإرتياح على وجه عمها يوم
قالت له عن قرارها وكأنه ماصدق يفتك من هم دراستها..لكن جاء له هم ثاني مرة
عمها وبناتها أصروا يسافرون مع خالتهم لباريس وعمها يقول مصاريف مالها داعي
لكن في الأخير انتهى الجدال لصالح مرة عمها..لكن بقى سؤال محيرها هي وش وضعها
وين بيخلونها أو بيآخذونها معهم لكن يوم دخلت عليها مرة عمها بعد ساعه عرفت
الجواب..
أم فهد: جوري
جوري: نعم
أم فهد: البسي عبايتك عشان تروحين مع عمك يطلع لك جواز
جوري: بأسافر معكم!
أم فهد بسخريه: ليه عندك مكان تجلسين فيه؟
جوري: لا
أم فهد: أجل ليه تسألين! يله بسرعه لا تتأخرين
باين من لهجة عمتها إن روحتها معهم غصب عليهم بس مثل ماقالت مرة عمها ماعندها
مكان تجلس فيه...
كان يوم السبت واليوم التاسع لجوري في باريس لكنها تحس إن لها سنه..أول
ماعرفت إنها بتسافر معهم تحمست بالحيل لأن شي في حياتها الراكده بيتغير
ولأنها بحياتها ماتعدت الرياض أو حتى تعدت الحي اللي تسكن فيه وروحتها لباريس
كانت شي ماتتصوره..كانت مذهوله باللي تشوفه من وصلت للمطار وراقبت كثرة الناس
وأشكالهم وكلامهم..كان باين إن لكل واحد حياة مليانه ناس وأحداث كان كل واحد
يعرف وش يتكلم فيه و وين يروح وش يسوي إلا هي..ولما ركبت الطياره دخلت بتجربه
ثانيه وكله بناحيه ولما وصلوا باريس ناحيه ثانيه..حست بشعور ماعمرها حسته
كانت منبهره بكل اللي تشوفه..لكن الإنبهار بدأ يقل لحد ما اختفى من المشاكل
اللي صارت لها..بدايه من الإختلاف على غطاها اللي مارضوا تلبسه وبعد طول جدال
بينهم اقتنعوا تلبس عبايه وتتحجب مع إنها مثل ماقالوا بتفشلهم أما هي فكانت
تمشي و وجهها في الأرض من الحيا وتحس كل الناس تطالعها وما ارتاحت لنظرات
الشباب اللي تلاحقها عشان كذا جلست أغلب وقتها في الغرفه حالها حال جلستها
الأولى ماتغير شي وإذا ملت وطلعت معهم كانت وحدتها تزيد لأنهم كالعاده مو
حاسين بوجودها ودائما مخلينها تمشي وراهم وباين عليهم الضيقه من جلستها
معهم..
واليوم وهي جالسه معهم في مطعم الفندق يتعشون حست إنها وصلت لحدها كانوا
يتكلمون مع بعض ويضحكون وهي ساكته حتى الكراسي كانوا مبعدينها عنها ومقربين
لبعض وكأن الجلسه جنبها تكلفهم حياتهم..حست إن كل اللي في المطعم يطالعونها
بإستهزاء..وملت من حالتها.. من كل شي..من سكوتها.. ومن جلستها معهم بدون
فايده وملت أكثر من حياتها..قررت تروح للغرفه أحسن..تصلي وتدعي ربها إنها
تموت عشان ترتاح يعني من لها بهالدنيا تعيش عشانه كل شي راح من يوم راحت
أمها..لين حست إنها بدت تختنق..
جوري: عمتي
لكن الكل كان يتكلم ويضحك ولا أحد التفتت عليها أو سمعها..
جوري بصوت عالي: عمتي
أم فهد: بسم الله! شوي شوي
جوري: أبي اطلع الغرفه احس إني تعبانه
أم فهد: ما أحد فاضي يوصلك
جوري: عطيني المفتاح وأنا بأروح لحالي
أم فهد: زين تعرفين تسوين شي لحالك يله روحي
خذت جوري المفتاح وراحت وهي ميته خوف صح على مرة عمها هي ماتعرف تتصرف لحالها
لكنها ماقدرت تتحمل..كانت تمشي بسرعه وتتلفت وراها خايفه أحد يسوي لها شي ومو
مصدقه متى توصل الغرفه..وفجأه صدمت بأحد قدامها..رجعت خطوه لوراء بسرعه وكان
قلبها بيوقف يوم شافت جزماته وعرفت إنه رجل..ماعرفت وش تسوي تركض عنه بسرعه
أو تعتذر..وبصعوبه رفعت رأسها وشافت وجهه كانت خايفه يعصب عليها وتبي تنطق أي
كلمة إعتذار وتروح..لكن شي في ملامحه تغير يوم شافها خلاها ماتقدر
تتحرك..خاصه نظرته لها اللي كانت مليانه شوق وحزن كبير خلى عيونها غصب
تدمع..دائما إذا حست إن أحد يطالعها من بعيد تخاف وتتوتر لكن هذا غير بالعكس
كانت تحس بهدؤ وراحه وهي تطالع فيه وماكان السبب إنه كبير في السن صح إن في
شعره خصلات شيب كثيره لكن ماأحد بيلاحظها مقارنه مع وسامته وأناقته..وهي
بمكانها تحس إن عطره الراقي ملأ المكان كله..فاقت من صدمتها وتحركت تبي تروح
لكنه تكلم..
الرجل بشرود: جوري؟
انصدمت جوري إنه يعرفها خافت يكون من أصدقاء عمها..
جوري بخوف: تعرفني؟!
الرجل بإبتسامه ماوصلت لعيونه اللي امتلت حزن: طبعا أنا اللي مسميك
جوري تفاجأت بكلامه لدرجة شكت إنها سمعت صح..طالعت فيه وشافت الحزن والذهول
في ملامحه يزيد واستغربت من نفسها إنها للحين واقفه وتسأله بعد..
جوري: أنت من وين تعرفني؟
لكنه ما رد وسأل بلهفه: مع مين جايه هنا؟
جوري: مع عمي
الرجل بإهتمام: وأهلك أقصد أبوك و..و..أمك
جوري بحزن: أبوي وأمي ماتوا
بانت الصدمه على وجهه..وهز رأسه وكأنه يرفض اللي سمعه..حست إنه مو قادر يوقف
سند ظهره وراسه على الجدار وغمض عيونه لكن هالشي ما منع دموعه اللي
نزلت..وقفت مذهوله تطالعه..ماتدري ليه وهي اللي تستحي من خيالها واقفه معه
وتكلمه وتطالع فيه بجرأه..لكنها كانت مستغربه من حزنه وتأثرت بدموعه..أول مره
تعرف إن الرجال يقدرون يبكون لكن اللي حيرها ليه يبكي على وفاة أهلها ومن متى
يعرفهم..سمعته يهمس..
الرجل: كل شي راح
حست جوري إن هالكلمه كسرتها..كانت نفس الكلمه اللي تتردد في نفسها من وفاة
أمها واللي الأيام كل يوم تثبتها زياده..ماحست جوري بدموعها اللي تنزل من
عيونها إلا يوم بدت تشهق..من كثر ماصاحت حس فيها الرجل وفتح عيونه يطالعها
بحنان وحب ما بحياتها أحد طالعها فيه..حنان ذكرها بنظرة أمها..عجزت تتحمل حست
إن حزنه جدد حزنها وكأن أمها توفت أمس يمكن لأنها أول مره تشوف قيمة خسارتها
في عيون أحد..وركضت بسرعه وسمعته يناديها لكنها ماوقفت..
وقف ناصر يطالع المكان اللي اختفت منه جوري..البنت اللي تمناها وبنفسه
سماها..لكن حلمه أخذه واحد ثاني..كان المفروض تكون بنته لكن الله ما كتب..راح
غرفته وقلبه للحين مو مصدق..(غاليه ماتت!!ياترى كيف الحياة اللي عشتيها من
غيري؟ يارب ماتكون مثل حياتي من بعدك,,نسيتيني؟ لا أكيد لا ولا ماكان سميتي
بنتك جوري الاسم اللي تمنيته لبنتنا..يا الله وش كثر تشبهك الفرق الوحيد نظرة
الحزن والخوف اللي في عيونها ماتشبه أبدا الضحكه اللي كانت دائما مرسومه في
عيونك)
غمض عيونه بألم ومر في باله شريط حياته القديمه..أيامها بس كان له قلب...
اتمنى انها تعجبكم وابشركم القصة كاملة .