- و متى تكلمتِ لا تتكلمي عن نفسك
- دائماً حاولي قول كلام يوافق عليه زوجك بكلمة ( نعم ) أو ( هذا صحيح)
- كوني واضحة في كلامك عما يرضيك
- لا تعمّمي
- بيني مشاعرك خاصة الايجابية منها
- يجب أن تعرفي أن التغيير عمل صعب
تبدأ العلاقة بصداقة و تتوطد و يكون زواج بالرفاه و البنين.. في البدء كان الكلام عن الأمل و الرجاء و العلم و المستقبل و البيت و المدرسة ..
و من المؤسف أن الزواج يطرد الصداقة .. فهي تتآكل تحت الضغوط اليومية الناجمة عن إنفاق المال أو الواجبات المنزلية و لا مهرب من تضارب الآراء بين اثنين يعيشان معاً تحت سقف واحد .
يظن الناس أنكِ تنتصرين متى غلبَ رأيكِ رأيه .. و فازتْ وجهة نظرك على وجهة نظره, إلاّ أنَّ الإصرار كلما اشتد دفعَ الفريق الثاني إلى تقوية دفاعاته و تحصيناته و أخيراً تصبح الحرب سجالاً بينهما فيفقدان الصبر و يستغنيان عن الحلم و يتلبد الجو بغيوم الشقاق و النزاع.
أفي وسع الزوجين أن يستردا علاقة الصداقة و شعور الثقة المتبادلة ؟ " يسعهما ذلك و أكثر من ذلك . و الطريقة المحققة لرأْب الصدع هي الإصغاء بكل انتباه.. فيشعر الزوج بأن كلامه واضح مفهوم . و هدفكِ إنشاء جوّ يشعر فيه الرجل الذي تحبين – وهو زوجك –بالقدرة على استكشاف أفكاره و مشاعره .. دون أي شك في إساءتكِ فهمها أو الاستعانة بها لمهاجمته و انتقاصه . هذا هو جوهر الصداقة
- فالصديق شخص أستطيع أن أكون صريحاً معه دون خوف مخلصاً له دون تردد و معه أستطيع أن أفكر أفكاراً مسموعة .
هذا الإصغاء صعب كل الصعوبة متى كان المتكلم زوجاً أقمتِ معه وقتاً طويلاً فأنتِ تشعرين بأنك تعرفين مقدماً ما سيقوله فمتى على سبيل المثال شرع زوجك في التذمر من رئيسه يكون فعلكِ الأساسي ( ها هو من جديد بدأ يشكو) و لكن حاولي أن تصغي باهتمام و إقبال انتبهي للتفاصيل كاسم الشخص المحرض و المشكلة التي أثارها و مجرّد إظهار التأييد له يجعله يشعر بأنك تفهمين ما يقاسيه و تتألمين لألمه
و متى تكلمتِ لا تتكلمي عن نفسك
أو حتى عن ردود فعلك لما قال . بل اعكسي في مرآة وجهك ما سمعته فإذا قال مثلاً ( الصغار يفقدونني عقلي حتى إني لا أجد لحظة سلام واحدة ) قد يكون رد فعلك الأول حافزاً لكِ على القول ( و ماذا تنتظر؟ أنت لا تمنحهم الفرصة ليهدأوا و يحبّوا و يمتثلوا ) و لكن إن كنتِ تحرصين على الصداقة ينبغي لكِ أن تبدئي بفهم مشاعره و لهذا أحرى بكِ أنْ تقولي ( أنتَ تشعر بأنكَ محروم من وقت هادئ تقضيه دون أي مُعكر ) لاحقاً تستطيعين أن تعبّري عن مشاعركِ (بأن كل إنسان يستفيد إن هو قضى وقتا مع أولاده) و لكن متى أصغيت بعطف فهدفك يكون استيعاب وجهة نظره استيعابا كاملا
دائماً حاولي قول كلام يوافق عليه زوجك بكلمة ( نعم ) أو ( هذا صحيح)
فمعظم الناس يزداد إخلاصهم لأنفسهم ذلك متى عُوملوا برقة و عطف فأظهري رقتكِ و عطفكِ له في كلماتك في أسلوب التلفظ بها و في أسلوب التعبير عنه بتقاطيع وجهك مثلا تجنبي كلمة( أنا ) متى قلت شيئاً شبيهاً بهذه الكلمات ( أنا سمعتك تقول ) فهذا بعد الانتباه من أفكار زوجك و يدنيه على تأويلك و تفسيرك لهذه الأفكار و للسبب عينه لا تسألي ما يبعد الكرة عن المتكلم فهو يتوقف عن التعبير و كأنه مضطر إلى التركيز على ما تودين معرفته.
هذا النوع من الإصغاء و التكلم لا يأتي عفواً . بل إنك في الواقع تشعرين بقوة حضورك الذاتي فيصدك هذا الشعور عن الإصغاء الصادق المتنبه فأنت موجودة و لكِ رأيك و فكرك إنه الشعور بقوة الحضور و هو معطل للحديث مربك للمتحدث يجب أن نكبح جماح أنفسنا أن نبقى أنفسنا خارج الصورة لوقت ما ليتسنى للمتكلم تحدّي أفكاره.
و لا ريب أن مهارة التقمص العاطفي يتطلب جهدا عظيما لتتعوديه . و هذه المهارة ملائمة عندما ترين عاصفة منقضّة من الأفق أو عندما تشعرين بأن زوجك يريد أن يقول شيئاً ضيّق عليه الخناق. عندما يقفل الرجل عائداً من عمله مرهقاً مكدوداً .. يكون الإصغاء المتقمص عاطفة رقيقة المدخل على قلبه .. و البلسم الشافي لجراح قلبه..
كثيراً ما تحاول الزوجة أن تفرغ روعه و تسكن جأشه أو تحاول أن تقول له كيف يليق به أن يتعامل مع مصاعبه و مشاكله .. و لكن هذا آخر ما يريده معظم الناس .. فالمطلوب في لحظة كهذه صديقة تسمع بحنان فلا تحكم أو تحلل.
و أصعب وقت للإصغاء العاطفي الرصين هو حينما يتكلم زوجك عنك و خاصة متى كان في كلامه نقد و لوم.
في هذه الأوقات تذّكري إن الإصغاء هذا لا يعني الموافقة .. بل هو الرغبة للإصغاء بيقظة لتفهمي وجهة نظره و قصده و مرماه و معرفة الحقيقة .. حتى لو كانت مؤلمة هي الطريقة الوحيدة التي تمنحين الاستمرارية للصداقة بل تمتين عراها.
و الانتقاد كذلك يهون وقعه إن أنت فتشت في طياته عن المشاعر الإيجابية الحقيقة .
عندما يقول شخص شيئاً سلبيا عنك في محاولة منها للإصلاح – كما يعتقد- فذلك لأن محبته تجعله يتمنى كل خير و تحسن لك .. و الشيء الذي يجب أن يقلقك و يربكك هو توقف الناس عن إطلاعك على وسائل التحسين فلهذا معنى يقهر النفس و معناه إنهم يئسوا منك و انصرفوا عنك ... و فقدوا أملهم في أن تفعلي ما يسرهم و يرضيهم .
و لا شك في أن الصداقة أكثر من مكبّر صوت يلتقط كل ما يقوله الشخص الأخر .
فأنت في حاجة أيضاً إلى التعبير عن نفسك .. فالميل إلى الكلام يشتد متى احتاج شيء ما إلى تصحيح أو تنفيذ .. و يقل الميل إلى الكلام متى جرت الأمور كلها في مجراها الطبيعي و لكن الصداقة توجب الكلام عن الأمور الحسنة أيضاً لتبقى و يطول أجلها .
في نهاية مقالي هذا اضع بين يديكي غاليتي هذه الأساليب التي من الممكن ان تكون الانسب في مخاطبة الزوج و التعامل معه :
كوني واضحة في كلامك عما يرضيك
هذا سيتطلب فحصاً ذاتياً.. إن كنتِ في حالة يستحيل معها إرضاؤك تجنبي مكالمة أي شخص كان و بخاصة زوجك .. فالمزاج المعكر يفرض على المستمع أيضاً و الشيء الذي يجدر بك فعله هو أعمال الفكر في ما يكدرك و ينغص عليك حياتك ثم تكلّمي متى استطعت أن تفصحي عن رغبتك بدقة و رقة.
لا تعمّمي
عندما يصدر عنك كلام فيه تنديد – ( أنت تتأخر دائماً ) أو ( أنت لا تفكر أبداً بشعوري ) .. يتوقف زوجك عن الإصغاء و يحاول العثور على الاستثناء الذي يثبت خطأك و للسبب ذاته لا تعممي في كلامك عن صفات زوجك و أخلاقه .. فنعت الناس بالكسل قلّة التفكير بالغير و الأنانية لا يغيّر شيئاً أو يكون حافزاً لأي تغيير فعندما تسدّدين سهاماً كهذه إلى شخص يأبى هذا الشخص أن يعيرك أذناً صاغية و تحدثه نفسه بتصويب أسهمه إليك ردّاً على سهامك.
بيني مشاعرك خاصة الايجابية منها
تذّكري أنك تريدينه أن يتغير لاهتمامك العظيم به و بدلا من إبقاء شعورك صامتا كاتماً أو غارقاً تحت التيار ارفعيه إلى السطح فإذا جاء زوجك متأخرا فأي من هاتين العبارتين تسترعي انتباهه الحيادي غير المحيز و لا المتحامل ( لا أفهم لماذا لا تنبئني بأنك ستتأخر) أو ( إنني انتظر مجيئك بفارغ الصبر و اشعر بخيبة الأمل إن لم تصل في الوقت الذي أتوقعه ).
يجب أن تعرفي أن التغيير عمل صعب
فكّري بصعوبة إدخال تغييرات على عاداتك مهما كانت طفيفة الإنسان كما خلق و يبقى مثلما وجد و الأسباب كثيرة و معقدة .. و مطالبتهم بالتغيير هو بمثابة التهديد و عوضاً عن العثور على زلات و هفوات في استعادة زوجك لعادات قديمة حاولي الإعراب عن إعجابك متى سعى إلى القيام بأعمال على طريقتك .
ذلك كلّه يحتاج إلى الصبر و كبح الذات إلا أن النتائج تستحق كل جهد مبذول .. الحب و الرقة يعززان العلاقة .. إنه الانفتاح و به يرى الزوج أنك تعتنين به و انك لذلك جديرة بالثقة .. الانفتاح و المعاملة الدافئة و العناية المخلصة و الثقة كلها صفات من صفات الصداقة و الزواج يربط صديقين بعروته .
تمنياتي بحياة زوجية سعيدة لكل فراشة متزوجة