اسيرة شذى الحنين
30-09-2022 - 03:22 am
قفي يا نفس لحظة لأحدثك بما تكنه سريرتي..
سريرتي التي تنتظر أن يغشاها نور الإيمان .. فتشرق إشراقة النور والهداية..
ولكنك يا نفس كنت ولا تزالين.. تسارعين.. تنهمكين في مباهج الدنيا..
فأطلقت العنان للجسد والروح.. حتى حاصرتهما الدنيا من كل جانب...
قفي يا نفس لحظة لأحدثك بما تكنه سريرتي..
فهذا اللسان.. أثقلته ذنوب الغيبة والنميمة.. والكذب..
وهذه عيني.. لا زالت تنظر إلى الذي لم تخلق من أجل أن تراه..
وهذه أذني.. يتجمع بها كل الأحرف والكلمات..الغيبه والنميمة وغيرها ..
فيا نفسي بعد أن حصلت على كل شيء.. هل أشبعت حاجتك؟
بلا شك.. ستقولين لا.. لأن كل ذلك متعة.. متعه وقتية أنستها في وقتها وفي لحظاتها.. ثم تلاشت.. وتفرقت بالهواء وبقي ذنبها.. فمن ربح البيع؟!!
يا نفسي هل استجبت إلى سريرتك… سريرتك المجبولة على الفطرة.. الفطرة التي تنادي بتوجه النفس نحو الأنوار؟
أنوار الهداية...
أنوار السكينة...
أنوار الطمأنينة...
إنه طريق الله... ونور الإسلام... الذي أضاء الدنيا بالعدل...
فيا نفسي:
إن سريرتك تنادي نحو الولوج في هذا الطريق... فلا تخافي من الضياع... إنه طريق واحد... طريق مستقيم لا اعوجاج فيه.
ولا تهابي من قطاع الطرق، فإن صاحب الطريق قادر على إزاحتهم... ولا تخشي القمة... فإن إنارته انتشرت من أوله إلى آخره..
فهيا يا نفسي اتبعي هذا الطريق فإن في نهايته ما تشتهيه الأنفس.. وتلذ الأعين.. وأعظم نعمة رؤية خالقك سبحانه وتعالى هناك..
فيا نفس أدركيني.. أدركيني.. فلا زال في الوقت متسع للاهتداء بهذا الطريق... فالطريق ينتظرنا.. وهادم اللذات مقبل علينا فها هو يلتقط هذا وذاك.. فهو لا يعرف وقتا معيناً.. ولا وليداً صغيراً.. ولا شاباً يافعاً.
وقد أكون أنا من ضمن هؤلاء..
والآن أنا صاحب العين الناظرة..
والشفاه المتحركة..
واللسان المتكلم..
والقلب المحس..
سأسلك بإذن الله تعالى مسلك الصالحين الأتقياء قبل أن أنام النومة الطويلة... ولا أزيد... ولكن هنا تسكت العبرات...
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ==ودورنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار يا صاح بعد الموت تسكنها ==إلا التي أنت بالأعمال بانيها
فمن بناها بخير طاب مسكنها== ومن بناها بشر خاب بانيها
فاعمل لدار غدِ رضوان خازنها== والجار احمد والرحمان ناشيها
كلماتك جدا جميلة
والله يجعله في ميزان حسناتك