الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
شوفي أختي هذا بحث عن مكة المكرمة ..
المقدمة
مأوى أفئدة ألف مليون مسلم في شتى أرجاء الأرض. مهبط الوحي وموقع المسجد الحرام المبارك ،وكعبه المشرفة مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين اطهر بقعة على الأرض قد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم،وذكرها بأسماء عديدة بلغت احد عشر اسما،ومن هذه الأسماء:مكة،وبكه،والبلد الأمن،والحرم الأمن،وأم القرى كما أشار إليها في مواقع عديدة بأسماء أخرى ،واقسم بها ،وأعطاها مالم تحظ به أية مدينة في الدنيا وشاء جلت قدرته ،أن تكون الكعبة المشرفة ، فيها فكانت لهذه المشيئة أثارها ونتائجها من حيث بناء مكة ، وتعميرها ، وسكانها وفي ظاهر مكة نزل الوحي الإلهي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأول سور القران الكريم ، وتوالي الوحي بعد ذ لك حتى عرفت بعض آيات القران الكريم بالمكية ، وهي التي نزلت في مكة المكرمة والمدينة ، وهي التي نزلت في المدينة المنورة. وفي أرض مكة وبطاحها, كان جهاد المسلمين الأوائل في مواجهة الشرك والضلال وعبادة الأصنام, وفيها كان نصر الله لرسوله صلى الله علية وسلم والمؤمنين, يوم دخولها, في العام الثامن للهجرة, ظافرين منتصرين, فانتهت دولة الشرك ورفع فيها اسم الله وحده, وحطمت الأصنام, وطهر البيت, وباتت مكة آمنة, طاهرة, وإلى كعبتها المشرفة يتجه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في صلواتهم خمسة مرات في اليوم, وبالطواف حولها يبدؤون حجهم, و به ينهونها. إن قصة بناء مكة والمسجد الحرام والكعبة المشرفة, معروفة ومشهورة, والأحداث التي مرت بها منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام معروفة بذلك, وليس هنا مجال إيرادها, وإنما نبدأ في التعريف بمكة المكرمة, منذ أن أنشئت المملكة العربية السعودية, وأولتها من العناية الجانب الأكبر.
الفصل الأول
فضل مكة المكرمة
من العلماء من ذهب الى استحباب المجاوره بمكة المكرمة كالشافعي وأحمد وغيرهم وذلك لما يحصل فيها من ثواب لا يحصل في غيرها ولعل المختار من هذين القولين ما ذكره النووي وهو أن المجاورة بها مستحبة الا لمن يغلب عليه الوقوع في المحذور ومن خصائص أهل مكة ما عرفه العلماء المشتغلون بالحديث اذ ذكروا أن رواية أهل الحرمين مقدمة على غيرهم وان سكانها في ثواب دائم للحديث المرفوع وقد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل الله )في وصيته لسيدنا عتاب رضي الله عنه واختارهم الله لجواره وميزهم فضلاً منه بأنواع خاصة من الرحمات كالطواف والنظر الى البيت والقرب منه وغدت مقبرتها مفضله لحديث نعم المقبره هذه حتى ان سبعين الفاً من المدفونين فيها يدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً وجوههم كالقمر البدر
وتمتاز من عن سائر البلدان انها ..مهبط الوحي ومركز نزول القران وابتداء ظهورالاسلام ,ليس فيها الا دين واحد هو الاسلام -انه يمنع دخول الكافر ودفنه فيها انه يحرم حمل السلاح فيها الا لضرورة - وانه يحرم صيدها على جميع الناس-و تضاعف الحسنات فيها وبالاخص الصلوات في المسجد الحرام - ان الدجال سيطا جميع البلدان حين خروجه الا مكة والمدينه وبيت المقدس -ان اهل مكة يتجهون الى الكعبة من جميع الجهات الاربعة بخلاف بلدان ا العالم ومن لاثار الموجودة في مكة مكان مولده صلى الله عليه وسلم بسوق الليل و هو مكان توارث تعيينه الخلف عمن سلف وهو في وقتنا الحاضر مكتبه سميت بمكتبة مكة المكرمة...وبيت السيده خديجة رضي الله عنها وهو محل زواجها با لحبيب صلى الله عليه وسلم وفيه ولدت جميع اولاده الطاهرين وهو افضل
المواقع بمكة بعد المسجد الحرام لسكنى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وكثرة نزول الوحي عليه ب ومن الاحاديث الوارده في فضل مكة ...فضل الصلاة فيها حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ,انه قال "صلاة في مسجدي هذا أفضل من الف صلاه فيما سواه الا المسجد الحرام ,وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة مرة " رواه احمد وابن حبان باسناد صحيح ومن فضائل مكة انه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر البقاع لقوله صلى الله عليه وسلم " لاتستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا " متفق عليه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " والله انك لخير أرض وأحب أرض الله الى الله ولو لا اني اخرجت منك ما خرجت " رواه احمد والترميذي وهو حديث صحيح لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن اسيد على مكة قال:يا عتاب اتدري على من استعملتك ؟ على اهل الله تعالى فاستوص بهم خيرا يقولها ثلاث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة :ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامه لا يعضد شوكه ولاينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها ولا يختلى خلاها .صحيح مسلم
الفصل الثاني
- مصدر أسم مكة المكرمة :
مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الواديفقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة. و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منهاأنها سميت مكة من :
*مك القدي أي مصه لقلة مائها.
*إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.
*لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.
الفصل الثالث
الجانب الجغرافي:
1- الموقع الجغرافي:
تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.
التضاريس :
تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.
البناء الجيولوجي :
ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة . و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية.
المناخ:
تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و المناخ الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية جافة.
الفصل الرابع
تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:
**عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:
من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.(الشريفي،،1969م:10)
**مكة في عهد خزاعة:
في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23)
**مكة المكرمة في عهد قريش:
انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة (الفاسي،،دت:143).و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .( زيادة:دت:123)
**مكة المكرمة في عهد النبوة:
لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .
**مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:
أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك عام17 هجري ، ثم قام الخليفة
عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.
**مكة المكرمة في العهد الأموي:
بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41ه، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ، و في سنة 91ه قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.(السباعي،دت،130)
**مكة المكرمة في العصر العباسي:
أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160ه أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل. (السباعي،دت:ج1،15
**في عام 317ه تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330ه.
**ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.
**في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.
**الطبقة الثانية :
وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع الموسويين..
الطبقة الثالثة:الهواشم
حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597ه.(السباعي،دت:202)
الطبقة الرابعة "بنو قتادة":
كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597ه وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.
**الحكم السعودي :
في 17/3/1343ه دخل الملك عبد العزيز يرحمه الله إلى مكة المكرمة وهو محرم ، وخطب في الناس الذين كانوا تجمعوا لاستقباله ( أمين أسعدج/166:2)و منذ ذلك الوقت و مكة المكرمة تعيش نهضة تعليمية و صحية و اجتماعية و اقتصادية و ثقافية لم يسبق لها مثيل .
تعمير المسجد الحرام عبر التاريخ:(وزارة الاعلام نشرة اعلامية،1411ه)
قال الله تعالى ( أن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك و هدى للعالمين)سورة آل عمران آية رقم 96 و لقد الله سبحانه و تعالى المسجد الحرام بهذا الاسم خمس عشرة مرة و ذكره بأسماء عديدة كلها تضح الناس ما ينبغي عليهم تجاه المسجد الحرام من احترام و إكبار لمكانته و فضله و شرفه.
و كان نبي الله إبراهيم و ولده إسماعيل عليهما السلام أو من نزل بمكة المكرمة و قد رفعا عليهما السلام بأمر من الله عزوجل قواعد البيت الحرام.
و قد ظل البيت الحرام تحيط به البيوت من جميع الاتجاهات من عهد إلى عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و خليفته سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثم بدأت الزيادات و قد تم ذلك على النحو التالي:
1-زيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و تمت سنة سبعة عشرة للهجرة النبوية المباركة.
2-زيادة عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حيث جعل فيها رواقا مسقوفاً و كان ذلك سنة ست وعشرين للهجرة النبوية المباركة.
3-زيادة عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة.
4-زيادة الوليد بن عبد الملك عام(91) للهجرة ، حيث أضاف مساحات أخري إلى الحرم و جدد بناءه و أقام فيه أعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة.
5-زيادة أبي جعفر المنصور عام(139ه) التي أضيفت فيها مساحات أخري للمسجد ، و بعض الأروقة .
6-زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة(160ه) حيث زاد في المسجد الحرام من الجهتين الشمالية و الشرقية و في عام (164ه ) أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة الجنوبية .
7-في عام (284ه)زاد الخليفة العباسي المعتضد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف باسم " باب الزيادة"
8-زاد الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخري إلى المسجد و تعرف هذه الزيادة بباب إبراهيم و كان ذلك عام(306ه) و في عام (604ه)شب حريق هدم جانباً من المسجد الحرام ثم جاء سيل أطفاء النيران و أوقف انتشارها، و اهتم حاكم مصر السلطان فرج بن برقوق بذلك فأمر بإصلاح الموقع المتهدم و أعاد بنائه علىأفضل صورة.
9-و في عام (979ه) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً.
10-التوسعة السعودية المباركة:
كان في مقدمة اهتمامات الملك عبد العزيز يرحمه الله شئون الحرمين الشريفين حيث أذاع يرحمه الله بياناً في عام (1386ه) يبشر المسلمين باعتزامه توسعه الحرمين الشريفين ، و بداء بالحرم النبوي الشريف.
و في عام (1375ه)بدأ العمل في توسعة المسجد الحرام و الذي يعرف بالتوسعة السعودية الأولى و كان ذلك في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله
**التوسعة السعودية الجديدة:
هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات.
و قد بلغة مساحة الإضافة (76,000)متر مربع و تتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية من "السوق الصغير "باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي (140,000) مصلى ، في الطابق الأرضي و العلوي و السطح.
الفصل الاول
عادات وتقاليد
من عجائب صنع الله تعالى انه لما كانت مكة بلده الأمين والكعبة قبلة المسلمين جعل سكان مكة خليطا من جميع الأجناس تهوى إليها الناس من عموم اطراف المعمورة وهذا بعد انتشار الإسلام لذلك صار لاهل مكة عوائد مختلفة ماخوذه من عوائد الأجناس المختلفة التي تفد إليها فتقيم بها .وقد لفتت تلك العوائد أنظار المؤرخين
من عادات اهل مكة في عيد الفطر المبارك
تهيا الكثير من الأطعمة لاستقبال عيد الفطر المبارك منها الدبيازة وهي خليط من قمر الدين واللوز الحجازي المحمر والمشمش المجفف وحبات التمر المجفف يأتي متشابكا في خيط - قلاده- وهو من أهم عناصر الدبيازة وتصنع من السمن البري الممتاز ....كما تشتري العوائل انواعا من الجبن الأبيض والتركي واليوناني مع انواع من الزيتون وانواع من المربات يصنعونها في بيوتهم كا مربة السفرجل والدباء ....والاقبال على شراء حلويات العيد التى كانت تصنع محليا وتلك التى تستورد من الخارج والحلاوة اللوزية التي كانت تستورد من بعض الأقطار العربية والحلاوة الليمونية بالاضافة الى المكسرات
وفي اليوم الاول من ايام العيد وقبل اداء صلاة العيد بالمسجد الحرام تتعالى الأصوات بذكر الله ( الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة و اصيلا ..... )
وهذه من احلى مباهج العيد ومظهره ..ان فيها ذكر الله وتعظيمة وتوقيره على ما من علينا من نعمائه وفضله ثم تثنى بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
ايضا ذهاب الناس الى بعضهم البعض ويحرصون ان يكون اليوم الأول للأهل والأصهار اما في الايام التالية فتوزع على عدة حارات ...
ويتبادل الناس في أيام العيد فيما بينهم عبارات التهنئة ( كل عام وانتم بخير ) ...
( من المقبولين ان شاء الله ) ...(جعلكم الله من العائدين الفائزين ) ...ويكون الجواب في الغالب ان شاء الله نحن وأنتم وجميع المسلمين .
ومن مظاهر العيد ايضا الحفلات التى يقيمها الاعيان والقبائل ....ولا زالت هذه العائده قائمة الى الان . ومن الناس من يقضي ايام العيد بين النو والاسترخاء او على احد الشواطي او السفر للاخارج او في البراري ...
من عادات اهل مكة في رمضان قديماً و حديثاً
شهر رمضان في مكة له طابع خاص يختلف عن سائر بقاع الارض فتزدحم مكة في هذا الشهر المبارك ...وكانه بلد لاينام فتجد على مدار اليوم الحركة في الشوارع لاتهدا وان خفت في بعض الاوقات الشوارع مزدحمة قبل المغرب فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والكعك ..وتهدا الحركة عند اذان المغرب وكان هذا البلد لايوجد به احد وتعود الحركة الى الشوارع عند قرب اذان العشاء فتجد اغلب الناس تستعد لصلاة العشاء والتراويح اما في المسجد الحرام واما في المساجد ..فتسمع تداخل اصوات المساجد في صلاة التراويح تداخل قد تشتاق لسماعه ان جربت الصوم في غير مكة ....الله يعمرك يامكة
وفي هذا الشهر يقبل الناس على شراء اللحوم بانواعها منها ما هو خاص بالشوربة التى تصنع من بالحب او الفريك ومن اللحم يايؤخذ من الهبرة لفرمها في المنزل ثم يضاف اليها البصل وقليلا من البهارات الخفيفة وبه تصنع السمبوسك باشكالها المعروفة و لاننسى التزاحم على الفوالين لان هذا الثلاثي العجيب الشوربة والسمبوسك والفول هم قوام المائدة الرئيسية عند الافطار ولا تخلو الصفرة من الحلويات مثل الكنافة او الغربالية وهو عجين يحشى بالفستق او اللوز ......واللقيمات كذلك يصنع اللحوح في المنزل وتضاف عليه قليل من الشيرة ومن احلى مظاهر شهر رمضان المبارك الاجتماع العائلي الذي يدخل البهجة والمسرة في النفوس ولاتخلو الصفرة في طعام الافطار من المشروبات واشهرها السوبيا التى يقبل عليها الناس في رمضان رغم وجودها طوال السنة حيث تصنع من منقوع الشعير وبعضهم يصنعونها من كسر الخبز الجاف واشهر من يبيع السوبيا بمكة عم سعيد خضري فيقال سوبية عم سعيد او سوبية الخضري
ولاننسى ماء زمزم المبارك التى لا تخلوا منه صفرة في رمضان
اما السحور فمن الناس من يعتمد على الطبيخ المعتاد في ايام الفطور كاخضروات المطبوخة على اختلاف انواعها واللحوم في اشكالها المختلفة كالكباب والمقلقل والمختوم او المكرونة مضافا اليها شيئا من اللحم المفروم ولاتخلو صفرة السحور من الحلويات كالمهلبية والسوكدانة والالماسية وخشاف الزبيب الذي يغلى ثم يضاف اليه قليل من النشا
ومن العادات المحببة الى النفس في هذا الشهر الكريم تبادل العوائل فيما بينها للمأكولات التى يتم طبخها في المنزل (طعمه) ...اصبر يا واد لا تروح بالصحن فاضي خليني احط فيه حاجة...عيب ايش يقولوا علينا الناس ...
ومن مظاهر هذا الشهر الكريم في الشوارع كثرة بسط البليلة في الحارات والازقة والاسواق التى يقول بائعها "يا بليلة بللوكي سبع جواري طبخوكي" ومن مظاهر هذا الشهر ايضا ظهور ما يشبه المطعم المصغر على ارصفة الشوارع في اماكن معينه لتقديم اطباق الكبده الجملي او الضاني ..............ومن يقوم بالبيع في هذا البسط هم من ابناء مكة
واهل مكة على مدى الازمان يحرصون على اداء صلاة التراويح في المسجد الحرام او في المساجد المنتشرة في الحارات وبنفس الطريقة التى تؤدى بها في الحرم
ومن اجمل مظاهر رمضان الشعبية المسحراتي ونقره على طبله لها ايقاع خاص خاصة عندما يقول "اصح يا نايم وحد الدايم " وهذه العادة لم تعد موجودة ولايوجدله اي اثر .وكان الهدف منها في تلك الازمنة تنبيه الناس لتناول السحور قبل اذان الفجر لانهم كانوا ينامون مبكرين ومنهم من يفوته السحور اما الان فالقوم سهارى نهارهم ليل وليلهم نهار ولم يعد للمسحراتي اي دور .
وفي خلال هذه الايام المباركة تشترى الاقمشة للذكور والاناث والاطفال لتجهيزها للعيد السعيد مع التوابع الاخرى كالفنايل والسراويل والكوافي ...ويشتد التزاحم على الخياطين اما الحلاقون فان الزحام عليهم يبدا في اخر ايامرمضان سواء للرجال أو الاطفال ويكاد يكون رمضان من المواسم الهامة للحلاقين
الفصل الثاني
الاطعمة المكاوية
اهل مكة هم خليط من الشعوب الاسلامية . وبذلك اصبح طعامهم ايضا خليط من اطعمة تلك الشعوب .ومن المعتاد لدى اهل مكة ان يتناولوا الطعام جلوسا على الارض سواء في الولائم او في الاوقات العادية في البيوت
وفيما يلي سرد لاهم الماكولات التى يشتهر بها اهل مكة
الفول
الفول من طعام اهل مكة في الافطار حيث يكثرون عليه السمن او الزيت وبعضهم يضيف اليه كمية من الطحينه ويتافنون فيما يضاف اليه من سلطات وبهارات وخصوصا في شهر رمضان على مائدة الافطار
المعصوب
المعصوب من الاطعمة التقليدية في وجبة الافطار لدى اهل مكة وهو عبارة عن اقراص صغيرة من الحنطة الخالصة فاذا نضجت الاقراص في الفرن اخرجت ووضعت في ماعون من الخشب يسمى قدحا ثم يضاف الى الاقراص مقدار من العسل والسمن والموز ثم يدق بالة حادة مخصوصة لذلك وبعضهم يضع له بدلا من العسل السكر وبدلا من الموز القشطة ثم ثم ياكلونه بالملاعق
المطبق
وعبارة عن فطير فيه حشو من اللحم المفروم ومقدارمن الكرات المفروم ومن البيض يخلط ذلك كله بعد فرد العجينة ويطبقونها على الحشو ثم يقلونها في صاج من الحديد هذا اذا كان المطبق مالحا اما اذا رغبوه حلو حشوه بالموز والسكر او الجبن الحلو وبعضهم يجعل بدلا الجبن القشطه
السليق
من الاطعمة التقليدية وخاصة في المناسبات وهو عباره عن سلق اللحم ثم اخراجه من المرق وطبخ الارز فيه دون اضافات اخرى سوى السمن عندما يقرب الارز من النضجوبعضهم يضيف اليه كميه من الحليب او القشطة ثم يغرف الارز في صوان يسمونها تباسي واغلب ما يصنع في المناسبات او القيلات او الاجتماعات ويصنع من خروف ويسمونه الطلي
المبشور
عباره عن لحم مفروم وشحم البطن زيضعون عليه كمية من الثوم والفلفل الاسود ثم يكببونه تكبيبا مدورا ثم ينظمونه في اسياخ من الحديد ثم يشوى على الفحم ويكون الفحم صغير الحجم ويقدم بعد ذلك برصه على اطباق الرز الابيض وتقدم معه سلطة اللبن
الهريسه
هي اكله حضرميه عبارة عن حنطة تبل ثم تدق في مدقات خاصة خشبية لنفض القشر عن الحب ثم يسلق اللحم جيدا في قدور ضيقة الفوهه ثم تخلط عليه الحنطة المدقوقه ثم يعصر الجميع بمعصرة مخصوصه الى ان يصبح المزيج كالعجين ثم عند الاكل يضاف اليه كميه مناسبة من السمن والسكر الناعم
المقادم
شربة المقادم من الاكلات الشعبية المشهورة في مكة وهي عبارة عن مرق ينتج من سلق ارجل الخرفان
السقط
مجموعة من الكرشة والفشه والكبد والقلوب تضاف الى الحنطة بعد غسلها وتنظيفها وتوضع على نار قويه الى ان تنضج بعد اضافة البهارات كالقرفه والكمون والفلفل والشيب
مرقة الهوى
من الاطعمة الخفيفة التى تلجا اليها ربات البيوت عند انشغالهم وتسمى مرقة هوى لانها خاليه من اللحم وطريقتها ان يكشن البصل في السمن الى ان يحمر ثم يطفى بالماء ويكون الخبز مفتوتا فيصب عليه هذا المرق ويقدم للاكل
اللقيمات
مما يصنع في الاسواق وكثيرا ما يشتهي اهل البيت الافطار بها ويقول المصريون وغيرهم عنها لقمة القاضي ونحن اهل مكة لا ناكلها الا وقت الصباح وبمكة تباع بدون تحليه بل البائع يعطيك معها شيره ان شئت اكلتها بها او بدونها
الفصل الثالث
فنون مكية
الصهبه:فن من فنون التواشيح المكيه ...وهي في الاصل صهباء
والصهباء من أسماء الخمر
اما في اصطلاح المكيين فهي فن من الفنون التراثيه التى عرفت
في حقبه من الزمن
وهي من الفنون التى تؤدى في افراح الزواج والاعياد ومن اخوات
لعبة المزمار
ومن رواد هذا الفن من اهل مكة وجده:المريعانيه عبدالله وصالح
والحوراني والحلنقي وبكر جوجي والوزنه وعبدالرحمن مكي وهولاء
من الطبقة الاولى القديمه ثم جاء من بعدهم :عمر عيوني السيد
علي بن يوسف وسليمان البرج وعلي صائغ وعبدالعزيز محضر الذي
يعد شيخ الركب والصهبه في عصرهوعبدالله مؤمنه ,ابراهيم عسيري
,محمد حبيب,حسن عبدربه,عبدالله بخيت,يوسف مرزا,محمدشعيب
ابولبده,صالح عسيري...وغيرهم
وهذا الفن عربي الاصل والمنشأ ولها مسميات مختلفه تنسب
الى بلدان فيقال: اليماني والمصري والشامي والعراقي وقد
يكون اصلها من تلك البلدان ومعظم القصائد المغناه هي من
الموشحات الاندلسيه لابن خفاجه وابن زيدون وابن الحاجب و
ابن باحه ومن قصائد الشعراء القدامى ...وقد تختلف الالحان و
الايقاعات في الاداء من بلد الى اخر ...واما الالحان فانها تقوم
على اساس المقامات العربيه السبعه المعروفه في السلم
الموسيقي وهي البنجكاه والحجازي والحسيني والمايه و
الراست والدكاوه والسيكاه والجاركاه
لمزمار
لعب المزمار اقترن بالافراح والليالي الملاح عند ابناء
مكة المكرمة . والمزمار في اللغة التغني بالصوت
الحسن .اما المزمار في عرف المكيين لعب شعبي
تراثي مشهور في مكة والمدينة وجده وهو من
الموروثات الشعبية القديمة وذو معان رجولية
ويلعب المزمار الرجال الكبار والشباب بحركات بدنية
ووقع خاص من تحريك رجل ولف عصا باليد على
ايقاعات ..وعدة المزمار مكونة من :علبة ونقرزان
ومرجف ومرد ...والعلبة مثل الدف الا انها اكبر منه
والنقرزان عبارة عن زير صغير مجوف ومغطى من
الجهتين بالجلد يضرب عليه بعيدان صغيره اما
المرجف فهو اخ العلبه في الشكل الا ان صوت
العلبة طنين وهذا رخيم اما المرد او المرواز هو مثل
البرميل الصغير ووظيفته الرد على النقرزان وكل
هذه الادوات تصنع من جلود الدواب
الحارات او خارجهااما مكان لعب المزمار فيكون في اي برحة داخل
اما العصا التى يديرونها بايديهم فهي من الاشجار
القوية وطولها نحو متر و نصف وتسمى باسماء
كثيره منها :الشون والعود والمطرق والعرق
واجودها ما يكون من شجر الخرنوب واللوز
وللمزمار قوانين وترتيب واداب وتقدير بين الصغار
والكبار اذا اجتمعوا جميعا والمزمار فن وتراث
ورياضة وحماسة ورجولة وشهامة لاتكسر فيه
ولا مجون وهو للتسلية ولاظهار الفرح والسرور
كان لمكّة دور تاريخي و ثقافي واقتصادي بارز قبل الإسلام و بعده ، ففي كتب العلماء المسلمين الأوائل ما يثبت ذلك.
ومفخرة مكة المكرمة أنها مهبط الوحي .حيث أصبحت بعد الإسلام بوابة الثقافة المشرعة
لكل العالم، فمنذ بزوغ فجر الإسلام في غار حراء و مع نزول أول آية - على نبي البشرية محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى((اقرأ)) أشرقت شمس العلم ترسل شعاعها وهي زاخرة بالإنسانية والعدالة والرحمة تنقذ البشرية و تعمر الحضارات فتشرق منها القلوب والعقول.
والحديث عن مكة مافتئ أن يعرج في طريقه إلى الشمال فاستوطن منازل الأمويين ثم انحدر جنوبا شرقي الوطن الأول فنزل في قصور العباسيين ،فعرج وراءه التاريخ يستقصيه و يترسم آثاره حتى إذا ما تشعبت الخلافة و ضربت في الأرض ضرب المؤرخون ومشوا وراء أبطالها من الشرق إلى الغرب.فلم تغب لحظة عن تاريخ الحضارة الإسلامية بل كانت شاهدة عصرعلمي
ثقافي قادت ركابه الأمة الإسلامية.
فقد شغلت مكة المكرمة قلب و مركز العالم جغرافيا و ثقافيا،ومما زاد فضلها أن حباها الله بقبلة المسلمين الكعبة المشرفة،فكان الحرم المكي مدرسة يفد إليه طلبة العلم ينهلون من أعذب المناهل بجوار زمزم. وشهد الحرم المكي الشريف العديد من علماء الإسلام لما تمتعت به مكة والديار المقدسة من مكانة دينية و أمن و استقرار.
وأسهمت مدرسة ابن عباس -رضي الله عنه- في القيادة العلمية في صدر الإسلام.فكان له مجلس علم يعقد من طلوع الشمس إلى الزوال..فقد كان المنادي ينادي:من له سؤال؟فيسال السائلون ويجيبهم ابن عباس في الفقة والتفسير والحديث والشعر والأنساب وأيام العرب.ويمكن القول:إن ابن عباس وضع بمدرسته أول تأسيس لنظام جامعي في الإسلام.
أجل.. يحق لقريش أن تفاخر أهل الأرض جميعا بابن عباس و مدرسته.
نعم..من هذه البوابة (مكة) ولج العلماء غادين ورائحين من و إلى مشارق الأرض و مغاربها مجاورين حينا ومتنقلين حينا ينشدون علومها و ثقافتها مع كل ركب حاج أو معتمر قاصدين وادي المنافع و مهوى الأفئدة ، فاجتمعت فيها الثقافات و التقت الحضارات فزخرت بتراث ثقافي واجتماعي هائل لا يجتمع لغيرها من المدن ليكمل عمرانها ويتدفق ينبوع فجر الإنسانية بماء عذب روى الملتاح العطشان في سائر البلدان.
و إليك أوليّات السبق التي تفخر بها مكة منذ أقدم العصور في مضمار العلم والثقافة، فكانت و لا تزال و ستظل -إن شاء الله- تمد روافد المعرفة إلى العالم حتى قيام الساعة:
دور العلم: بدأت بالكتاتيب الثمانية التي كانت موجودة في مكة في مستهل القرن الرابع الهجري للذكور،كذلك حظيت الإناث بهذا النوع من التعليم والذي أقامته في بيوتهن سيدات فضليات حرصن على نشر العلم النافع مثل (كتّاب الفقيهة فاطمة البغددادية في جبل السبع البنات في أجياد/كتّاب الشامية بحي الشامية/كتّاب السيدة آشية بحي المروة كتّاب المدرسة الصولتية في حارة الباب).أما المدارس الأهلية مثل: الصولتية والفخرية و الفلاح.والتي أمدت البلاد بخيرة الرجال المثقفين في بلادنا.
ومدرسة الفتاة في محلة القرارة ،والمدرسة الهزازية في سوق الليل.والأخيرتين
ضمن أربع مدارس أنشئت للبنات بمكة قبل توحيد الجزيرة.وظل التعليم كذلك حتى تم
توطيد أركان الجزيرة ووضعت الأسس الواضحة للتعليم ابتداء من المسجد الحرام إلى
التعليم العام بالمدارس مثل:
المعهد العلمي السعودي1372ه/المدرسة الرحمانية1370ه/المدرسةالصحية
1345ه/مدرسة دار الحديث1352ه.أما التعليم العالي فقد صعدت مكة منبره
بكلية الشريعة1369ه ثم كلية المعلمين1372ه.ثم تتابعت الكليات بعد ذلك.
المكتبات: عرفت مكة المكتبات منذ القرن السادس الهجري،حيث كان يقف الخلفاء والأمراء الكتب لطالبي العلم في الحرم الشريف.وكانت (مكتبة الحرم المكي الشريف) التي أمر ببنائها السلطان العثماني عبدالمجيد أهم بناء مكتبي ،إذ جمعت فيه أشتات الكتب المتفرقة في المدارس والمساجد والأربطة،ونظمت في خزائن عين عليها قيّم،ووضعت لكتبها الفهارس.ولاتزال إلى اليوم تزخر بالكتب القيمة والمخطوطات النفيسة. و تفتح ذراعيها لطالبي العلم في أي وقت وفق جدول معين.(1)
الصحافة: تصدرت الحجاز صحيفة (القبلة) قبل توحيد المملكة ثم صحيفة(أم القرى) التي كان أول ظهورها بتاريخ 15جمادى الأولى سنة 1343ه في مكة المكرمة
،ومازالت تصدر حتى اليوم فهي أقدم صحيفة سعودية،وهي سجل لكل باحث في
الإنتاج الأدبي والفكري لرجالات المملكة.كذلك أصدر السباعي مجلة(كلمة الحق)
الشهرية من مكة المكرمة1387ه.
الأدباء: أنجبت مكة خيرة المفكرين والمثقفين من الرعيل الأول ممن أسهموا في النشاط الفكري والأدبي وعملوا على استمراره وتقدمه،مثل:
- أحمد السباعي:أول مؤلف وطني لتعليم القراءة في مدارس المملكة (سلم القراءة العربية).كما أسس جريدة الندوة.ومطبعة قريش ومجلة قريش.
- طاهر زمخشري:صاحب أول مجلة سعودية للأطفال باسم(الروضة) كما نال جائزة
الدولة التقديرية في الأدب1405ه.
- محمد سعيد العامودي:صاحب أول محاولة قصصية في الأدب السعودي.
- محمد حسن فقي:من أغزر شعراء المملكة إنتاجا.
- أحمد عبدالغفور عطار:مؤسس جريدة عكاظ عام 1379ه
- حامد دمنهوري:رائد فن القصة في أدبنا السعودي المعاصر.
- أحمد إبراهيم الغزاوي: أطلق عليه الملك عبدالعزيز رحمه الله 1352ه لقب
(حسان و شاعر جلالته).
- حسن عبدالله القرشي: سفير المهرجانات والمؤتمرات الأدبية والشعرية.و عضو
مجمع اللغة العربية في القاهرة.
- أحمد محمد جمال:أستاذ للثقافة الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز ثم أم
القرى.كان عالما عاملا،وأديبا مصلحا جريئا بالحق.
- محمد سعيد خوجه:أول من فكر في طباعة المصحف الشريف بمكة المكرمة .
- حمزة شحاته-أحمد قنديل- عبدالوهاب آشي- عزيز ضياء الدين- عبدالله عبدالجبار
وغيرهم .فالوريقات تعجز عن حصر روائع الدرر منهم ناثرين وشعراء.
الموقع الفلكي
تقع مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في الجهة الشمالية للمنطقة المدارية ، وهي أيضاً تمثل نقطة التقاء تهامة بالجبال التي تحيط بها من جميع الجهات ، مما جعلهم تتشكل من مجموعة من الأدوية وهي منافذها في اتجاه البحر من الجهة الغربية
الموقع :
تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالاً ، والطول 49/39 شمالاً ، ويعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية ، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة ، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى أكثر من ثلاثمائة متر .
ويحتضن مكة وادي إبراهيم الخليل الذي ينحصر بين سلسلتي جبال متقاربة ، من جهات الشرق والغرب والجنوب ، فالسلسلة الشمالية تتألف من جبل ( الفلق ) وجبل (قعيقعان) ، والسلسلة الجنوبية تتألف من جبل ( أبي حديدة ) ، غرباً ، ثم جبل ( كدى ) باتجاه الجنوب ، ثم جبل ( أبي قبيس ) في الجنوب الشرقي ، ثم جبل ( خندمة ) .
ولمكة المكرمة ثلاثة مداخل رئيسية هي : ( المعلاة ) وتعرف باسم ( الحجون ) والمسفلة ، و ( الشبيكة ) .
وقد تعارف الناس على أن ( المعلاة ) هي كل ما ارتفع عن مستوى أرض المسجد الحرام و ( المسفلة ) هي كل ما كان دونه .
يرجع بناء مكة المكرمة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ، وهي ذات أسماء عديدة منها : أم القرى ، وبكة ، البلد الأمين ، وكليها جاء ذكرها في القرآن الكريم .
وترتفع مكة المكرمة عن سطح البحر (330) متراً ، وهي على عرض (31) درجة وتتجاوز مساحتها ( 4800) هكتار ، ويزيد عدد سكانها عن ال (600.000) نسمة يتضاعفون في أيام المواسم وبالذات في موسم الحج ، وتخدم مكة المكرمة شبكات من الطرق والإنفاق المتطورة التي تصل بين أطرافها والمسجد الحرام في قلبها ، وطريق دائري ويصلها كلها بالمشاعر المقدسة بأنفاق وجسور وطريق خاص بالمشاة مظلل ومهيأ بكافة الخدمات .
وفي مكة المكرمة خدمات صحية متطورة وشبكة هاتفية تصلها بجميع أنحاء العالم ، وتربطها بالمشاعر المقدسة وبالعالم أيضاً إضافة إلى كل الخدمات الحضارية التي تتضاعف خلال مواسم الحج .
مواقيت الإحرام بالحج والعمرة
((ذو الحليفة )) ميقات أهل المدينة ومن سلك طريقهم ويسمى حديثاً بابيار علي وتبعد 400كلم عن مكة المكرمة.
((الجحفة)) ميقات أهل الشام ومصر وتركيا ومن سلك طريقهم وهي مندثرة .ويحرم حالياً من رابغ على بعد 183 كلم من مكة المكرمة.
((قرن المنازل)) ميقات أهل نجد ومن سلك طريقهم .ويعرف حالياً بالسيل على بعد 75 كلم من مكة المكرمة. ويقع وادي محرم في محاذاته.
((ذات عرق)) ميقات أهل العراق ومن سلك طريقهم. على بعد 100كلم من مكة المكرمة .وهي مندثرة اليوم ويحرم من الضريبة {{الخريبات}}
((يلملم)) ميقات أهل اليمن ومن سلك طريقهم. على بعد92كل من مكة المكرمة .ويسمى حديثاً بالسعدية .
معالم تاريخية بمكة المكرمة
بئر زمزم
بئر زمزم تقع جنوبي مقام إبراهيم ، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، ويروى أن هاجر لما نزلت بولدهما إسماعيل في مكان البيت وظمئ طلبت له الماء ، فلم تجده ، فجاء جبريل عليه السلام وبحث في الأرض بعقبه ، فنبع الماء على وجه الأرض، فكان ذلك نشأة زمزم ، وأدارت هاجر عليه حوضا خيفة أن يفوتها الماء قبل أن تملأ قربتها وظلت المياه تنبعث منها حتى درس موضعها ، ولما كان زمن عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام مكان زمزم فاستبانها وحفرها قبل مولده صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد في فضل ماء زمزم أحاديث كثيرة ، وفي صحيح ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم وذكر البخاري في صحيحه أنه لما شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم غسل بماء زمزم ، وقال العلامة ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) في باب الطب : ماء زمزم سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا ، وأحبها إلى النفوس وأعلاها ثمنا عند الناس ، وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين مما بين يوم وليلة وليس له طعام غيرها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنها طعام طعم وزاد غير مسلم باسناده وشفاء من كل سقم
جبل حراء
يقع في شمال مكة على بعد خمسة كيلو مترات منها وعلى يسار الذاهب إلى عرفات ويرتفع عن الأرض التي يقع عليها بنحو (200) متر يشرف على كل ما حوله من مرتفعات وهضاب وأودية وقد اختاره النبي الكريم ليتعبد فيه قبل أن يبعثه الله نبيا ورسولا ، وفيه نزل جبريل على الرسول الكريم بالآيات الأولى من سورة العلق .
وغار حراء فجوة ضيقة سعتها مرقد ثلاثة متجاورين وأما علوه فقامة رجل وفي نهايته صدع ترى منه الأرض والجبال إلى مكة .
دار الأرقم
صاحبها الأرقم بن عبد مناف بن أسد المخزومي صحابي لم يسبقه إلى الإسلام غير ستة من الصحابة ، وفي داره هذه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام سرا ، وفيها أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وتقع قرب الصفا..
منى
قرية على مسافة سبعة كيلو مترات من مكة فيها منازل ومبان لا تؤجر إلا في أيام الحج ويقصدها الحجاج عند الفجر من اليوم الثامن من ذي الحجة فيمكثون فيها إلى طلوع شمس اليوم التالي حيث يقصدون عرفة ، وإليها يوفض الحجاج من عرفة بعد غروب شمس اليوم التاسع حيث يمكثون بها يوم العيد الأكبر وأيام التشريق ، ويرمون الجمرات وذلك بعد مبيتهم بالمزدلفة ليلة العاشر ، وذهب البعض إلى أن كبش الفداء الذي افتدى به إبراهيم ولده إسماعيل كان على منى على الجبل الواقع إلى يسار الذاهب إلى عرفات ، وأقيم على هذه البقعة مسجد يعرف باسم (مسجد الكبش) وفيها مسجد البيعة حيث بايع أهل المدينة الرسول عليه السلام ، وفيها مسجد الخيف .
جبل ثور
أحد الجبال الكثيرة التي تحيط بمكة وارتفاعه عما حواليه يزيد عن 500 متر ، يقع جنوبي مكة وعلى مسافة ستة أميال منها ، وقد لجأ إلى الغار المجاور لقمته الرسول الكريم ومعه الصديق أبو بكر مدة ثلاثة أيام وذلك لما أذن الله لنبيه في الهجرة من مكة إلى المدينة . وعبثا حاول الباحثون من فتيان قريش العثور عليه وعلى رفيقه . ولهذا يعد هذا الغار من الأمكنة الخالدة في التاريخ وفيه يقول الله عز وجل .
إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم
المقدمة
مأوى أفئدة ألف مليون مسلم في شتى أرجاء الأرض. مهبط الوحي وموقع المسجد الحرام المبارك ،وكعبه المشرفة مقصد ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين اطهر بقعة على الأرض قد خصها الله تعالى في كتابه العزيز بالتكريم،وذكرها بأسماء عديدة بلغت احد عشر اسما،ومن هذه الأسماء:مكة،وبكه،والبلد الأمن،والحرم الأمن،وأم القرى كما أشار إليها في مواقع عديدة بأسماء أخرى ،واقسم بها ،وأعطاها مالم تحظ به أية مدينة في الدنيا وشاء جلت قدرته ،أن تكون الكعبة المشرفة ، فيها فكانت لهذه المشيئة أثارها ونتائجها من حيث بناء مكة ، وتعميرها ، وسكانها وفي ظاهر مكة نزل الوحي الإلهي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأول سور القران الكريم ، وتوالي الوحي بعد ذ لك حتى عرفت بعض آيات القران الكريم بالمكية ، وهي التي نزلت في مكة المكرمة والمدينة ، وهي التي نزلت في المدينة المنورة. وفي أرض مكة وبطاحها, كان جهاد المسلمين الأوائل في مواجهة الشرك والضلال وعبادة الأصنام, وفيها كان نصر الله لرسوله صلى الله علية وسلم والمؤمنين, يوم دخولها, في العام الثامن للهجرة, ظافرين منتصرين, فانتهت دولة الشرك ورفع فيها اسم الله وحده, وحطمت الأصنام, وطهر البيت, وباتت مكة آمنة, طاهرة, وإلى كعبتها المشرفة يتجه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في صلواتهم خمسة مرات في اليوم, وبالطواف حولها يبدؤون حجهم, و به ينهونها. إن قصة بناء مكة والمسجد الحرام والكعبة المشرفة, معروفة ومشهورة, والأحداث التي مرت بها منذ أيام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام معروفة بذلك, وليس هنا مجال إيرادها, وإنما نبدأ في التعريف بمكة المكرمة, منذ أن أنشئت المملكة العربية السعودية, وأولتها من العناية الجانب الأكبر.
الفصل الأول
فضل مكة المكرمة
من العلماء من ذهب الى استحباب المجاوره بمكة المكرمة كالشافعي وأحمد وغيرهم وذلك لما يحصل فيها من ثواب لا يحصل في غيرها ولعل المختار من هذين القولين ما ذكره النووي وهو أن المجاورة بها مستحبة الا لمن يغلب عليه الوقوع في المحذور ومن خصائص أهل مكة ما عرفه العلماء المشتغلون بالحديث اذ ذكروا أن رواية أهل الحرمين مقدمة على غيرهم وان سكانها في ثواب دائم للحديث المرفوع وقد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل الله )في وصيته لسيدنا عتاب رضي الله عنه واختارهم الله لجواره وميزهم فضلاً منه بأنواع خاصة من الرحمات كالطواف والنظر الى البيت والقرب منه وغدت مقبرتها مفضله لحديث نعم المقبره هذه حتى ان سبعين الفاً من المدفونين فيها يدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم في سبعين ألفاً وجوههم كالقمر البدر
وتمتاز من عن سائر البلدان انها ..مهبط الوحي ومركز نزول القران وابتداء ظهورالاسلام ,ليس فيها الا دين واحد هو الاسلام -انه يمنع دخول الكافر ودفنه فيها انه يحرم حمل السلاح فيها الا لضرورة - وانه يحرم صيدها على جميع الناس-و تضاعف الحسنات فيها وبالاخص الصلوات في المسجد الحرام - ان الدجال سيطا جميع البلدان حين خروجه الا مكة والمدينه وبيت المقدس -ان اهل مكة يتجهون الى الكعبة من جميع الجهات الاربعة بخلاف بلدان ا العالم ومن لاثار الموجودة في مكة مكان مولده صلى الله عليه وسلم بسوق الليل و هو مكان توارث تعيينه الخلف عمن سلف وهو في وقتنا الحاضر مكتبه سميت بمكتبة مكة المكرمة...وبيت السيده خديجة رضي الله عنها وهو محل زواجها با لحبيب صلى الله عليه وسلم وفيه ولدت جميع اولاده الطاهرين وهو افضل
المواقع بمكة بعد المسجد الحرام لسكنى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه وكثرة نزول الوحي عليه ب ومن الاحاديث الوارده في فضل مكة ...فضل الصلاة فيها حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ,انه قال "صلاة في مسجدي هذا أفضل من الف صلاه فيما سواه الا المسجد الحرام ,وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة مرة " رواه احمد وابن حبان باسناد صحيح ومن فضائل مكة انه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر البقاع لقوله صلى الله عليه وسلم " لاتستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا " متفق عليه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " والله انك لخير أرض وأحب أرض الله الى الله ولو لا اني اخرجت منك ما خرجت " رواه احمد والترميذي وهو حديث صحيح لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن اسيد على مكة قال:يا عتاب اتدري على من استعملتك ؟ على اهل الله تعالى فاستوص بهم خيرا يقولها ثلاث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة :ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامه لا يعضد شوكه ولاينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها ولا يختلى خلاها .صحيح مسلم
الفصل الثاني
- مصدر أسم مكة المكرمة :
مكة المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني الواديفقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل عمران ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة. و قد أورد ياقوت الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منهاأنها سميت مكة من :
*مك القدي أي مصه لقلة مائها.
*إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.
*لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.
الفصل الثالث
الجانب الجغرافي:
1- الموقع الجغرافي:
تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75 كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريباً مدينة الطائف الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19, 25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.
التضاريس :
تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.
البناء الجيولوجي :
ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة . و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية.
المناخ:
تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و المناخ الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية جافة.
الفصل الرابع
تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:
**عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:
من المرجح أن بدء السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان الماء.(الشريفي،،1969م:10)
**مكة في عهد خزاعة:
في أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23)
**مكة المكرمة في عهد قريش:
انتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة، حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة (الفاسي،،دت:143).و لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .( زيادة:دت:123)
**مكة المكرمة في عهد النبوة:
لاشك أن ظهور الرسول صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من علومهم .
**مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:
أصبح المسجد الحرام مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك عام17 هجري ، ثم قام الخليفة
عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و كسا الكعبة بالقباطي.
**مكة المكرمة في العهد الأموي:
بدأت الخلافة الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41ه، و قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية ، و في سنة 91ه قام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من الرخام.(السباعي،دت،130)
**مكة المكرمة في العصر العباسي:
أهتم العباسيين بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160ه أشتري زاد المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل. (السباعي،دت:ج1،15
**في عام 317ه تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330ه.
**ثم حكم الخشيديون مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.
**في عام 358 طرد جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.
**الطبقة الثانية :
وهم السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع الموسويين..
الطبقة الثالثة:الهواشم
حصل الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة 597ه.(السباعي،دت:202)
الطبقة الرابعة "بنو قتادة":
كان بني قتادة يسكنون البادية فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى منها بنوا هاشم سنة 597ه وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها.