نـزاعـة
04-05-2022 - 12:55 pm
::
في يوم مثلج من ايام شتاء مونتريال .. استقيظت انا و ابنتي الصغيرة في ساعة مبكرة من صبيحة يوم الجمعة
و لمعرفتي بكم الاشغال التي ستواجهني في هذا اليوم ،، طلبت من ابنتي اعداد الفطور لنفسها
فهي " على ما اتصور " قادرة على ذلك ،، لكني فوجئت برفضها الشديد .. فهي تحب البيض كوالدها .... !!
و على هذا الاصرار ،،، اعددت لها بيضه صغيره .. مستوية الصفار كما تحبها ...
فطلبت مني الجلوس معها لحين انتهائها من تناول الفطور ،،،
ابنتي تحب الحديث كثيرا ... فهي نبيهة .. و لابد انها اخذت هي الصفه ايضا من والدها
فأنا شخصيا لا اتذكر حبي لاستخدام الكلمات و اللسان للتعبير عن رأيي .. لكن ابنتي قلبت الموازيين فبأدت بحوارها هي .... و اعذروني سأضطر لاستخدام لجهتها البسيطه من الآن ،،،
ابنتي ..... ماما انتي ليش ما تحبين بيض ؟
انا ..... لو حبيت البيض ما بيتم شي حقج .. عشان جي قررت ما احبه
ابنتي " تضحك وهي تناظرني بدهاء " ..... انزين وين بنسير اليوم ؟
انا " اناظر الثلج وهو يتساقط " ..... اليوم ينزل ثلج ... ما نقدر نطلع
ابنتي " بحزن " ...... ليش ؟؟؟؟؟ هذاك اليوم شفت ولد يمشي مع امه في البرد
انا ...... هذاك ولد وانتي بنت ،، هو اقوى منج و انتي يمكن تمرضين
ابنتي ...... لو ما وديتيني بخبر بابا
هنا تبدأ ابنتي باستخدام خطتها التي اعتدنا عليها .... بمحاولة تهديدي
فأنا امنع ابنتي من التحدث مع والدها ... لاسباب شخصيه و قد يكون الامر غريب عليكم ... لكن اعذاري تشفع لي و انتم كذلك ستشفعون لي ،،،
بعد هذا التهديد و الوعيد .... قررت اخذ ابنتي الى مكان قريب تتسلى به و انا كذلك ،،،
فوحدتي على الرغم من وجود ابنتي، لا تطاق في هذه الغربه ....
امسكت بيدها الصغيره و طأطأت راسي وانا اتمشى .. نظرت الي ابنتي فانزلت رأسها هي الاخرى
بعد لحظات من الصمت .... مرّت بجانبنا امرأة كندية تحمل طفلا صغيرا جميلا
شدّت ابنتي على يدي .... و قالت ... انا ابا بيبي مثل هذا
شاهدت الطفل ... سكت ... و قلت في نفسي ... ليتني استطيع يا ابنتي
عدنا الى المنزل .... و لا تزال صورة الصغير في مخيلتي ،،،،
و مع سكوتي الزائد ... تحدثت ابنتي ..... ماما انا متى بستوي صج ؟؟
انا " بارتباك " ..... يوم الله بيريد ماما
ابنتي ..... بس انا ابا اكلم بابا و العب مع الصغار و اروح المدرسه مثل كل حد
انا " بعين مدمعه " ..... إدعي الله ماما عشان اتين و اخليج طول اليوم مع بابا و العبج مع اليهال و اوديج المدرسة
بجملتي هذه ،،،، قررت انهاء الحوار ... لأعود لواقعي المؤلم الذي اعيشه ...
هي يوميات حقيقة .... بطلتها انا و ابنتي " في خيالي "
ليس مهم ما تتضمنه هذه الخيالات ... لكن المبدأ هو المهم
سواء كانت هذه أحلام أو حوارات خياليه أو حتى ضرب من الجنون ... هي بالتأكيد واقع تعيشه الكثير من المتأخرات في الحمل
هكذا نقضي يومنا .... بالتمني ... برسم خيالات بعيدة كل البعد عن الواقع
قد تكون ضرورة ... أو ملجأ ... أو لعبة نتسلى بها ... تمضية للوقت .. و تخفيفا لمعاناتنا
فالايام تمضي ... و رحلة الشهور تستمر ... و نحن هنا نواجه هذا السؤال في كل شهر ... فهو كما اعتقد هو سؤال العمر ..... " هاه يتج الدورة " ...... ؟؟
بحزن ... انهي موضوعي ... و ارفع يدي لله عزوجل ... و اردد ...
" اللهم اجعلها حقيقة ... اللهم اجعلها حقيقة .. فلا حول ولا قوة لي الا بك سبحانك "
ربي لا تذرني فردا و انت خير الوارثين
::