جنوني راقي
13-12-2022 - 03:18 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......
بنات حبيباتي عندي درس بعمله بعلم الاجتماع ......
واتمنى اتساعدوني فيه......
الدرس في الوحده الرابعه.... وحدة البناء الاجتماعي.....
درس النسق الخلقي .....
والابله طلبت عمل مشهد ......
وانا بعمل مشهدين الاول عن التبرج والثاني عن معاملة الخدم .......
ومو عارفه كيف بتكون طريقة المشهد .......
الله يسعدكم حبيباتي الي عندها اي فكره لاتبخل .......
وانا متكله على الله ثم عليكم .......
لكم مني احلى تحيه ......
محبتكم
سعوديه مشيتها ملكيه
المجتمع عبارة عن تجمع بشري نشأ تلقائيًّا، ويتميز بالاستقرار والاستمرار مع ضرورة وجود سلطة حاكمة.
وعلى هذا فإن أهم خصائص المجتمع هو وجود الأفراد في مكان جغرافي مستقل لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ تسمح بقيام علاقات اجتماعية بينهم تتبلور في شكل تنظيمٍ اجتماعي يحكمه نظام متعارف عليه وسلطة اجتماعية متفق عليها، فإذا تحقق ذلك تم البناء الاجتماعي لهؤلاء الأفراد.
والمجتمع المسلم شأنه في ذلك شأن سائر المجتمعات التي تربطها وحدة المكان، ووحدة الهدف، وقبل كل هذا وحدة الدين.
وبناء المجتمع الإسلامي المثالي يتحقق من توافر الأسس الثابتة له، ومن خلال عدة عناصر تضمن له الوحدة والقوة، والاستمرار، والإسهام في البناء الحضاري السليم للإنسانية كلها.
أسس البناء الاجتماعي في الإسلام
يعتمد المجتمع المسلم لتحقيق بنائه الاجتماعي على مجموعةٍ من الأسس والثوابت تتمثل في التالي:
1- وحدة العقيدة الصحيحة: التي تؤدي إلى طاعة الله وإلى واقعٍ إنساني أسمى وأعظم، ولن يحافظ المجتمع المسلم على التشريع إلا وهناك عقيدة تؤيده من الداخل وإمكانيات عملية تؤيده من الخارج.
2- تحقيق العبادة على أتم وجه: وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فعندما يؤدي أفراد المجتمع العبادة التي أمرهم الله بها فإن لحمة التعاضد والتماسك تتحقق في جميع أمور الحياة.
فعندما يصلي المسلم ما فُرض عليه يجد روحًا مشرقة، ونفسًا مطهرة، وقلبًا مطمئنًا، وهو بالتالي يؤثر بالإيجاب على المجتمع كله.
وعندما يؤدي فريضة الزكاة فإنه يُطهر نفسه من رذيلة الأثرة والأنانية والشح والبخل، ويشعر بالرضا والقناعة، وفي إخراجها أيضًا تحقيق لمعنى التكافل الاجتماعي والتعاون على الخير، وهذا يؤثر بالإيجاب على المجتمع كله.. وكذلك الحال بالنسبة للصيام والحج.
3- الأخلاق الكريمة: فهي من أهم الأسس لبناء المجتمع الإسلامي المثالي؛ لأنها من عند الله تعالى، ولأنها تؤثر في سلوك الفرد والمجتمع معًا، فهي تؤثر في الفرد لما تزرعه في نفس صاحبها من الرحمة والعدل والصدق والبر والعفة والتعاون... إلخ.
وهي تؤثر في المجتمع كله، فهي تسهم في بناء مجتمعٍ واحدٍ بعيدًا عن التمزق، مجتمع تسوده روح المحبة والألفة، وفي ذلك يقول تعالى: واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا (آل عمران: 103)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
4- التعارف والتآخي: فالإخوة في الإسلام لها وضع خاص ومميز؛ حيث تجمعها وحدة العقيدة، أخوة في السراء والضراء، فمتى اجتمعت أخوة الإسلام بين شخصين يكونان كالشخص الواحد في تعاونهما، وللإخاء بين المسلمين صور كثيرة لا يتسع المجال لذكرها- هنا- ولكن هذا الأساس من أهم الأسس في بناء المجتمع المسلم المثالي.
5- التكافل الاجتماعي: ويقصد به أن يكون أفراد الشعب في كفالة الجماعة، والعكس.
في التكافل نجد المحافظة على بناء المجتمع وإقامته على أسس سليمة، وهو ما يعبر عنه الحديث الشريف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
وللتكافل الاجتماعي مظاهر متعددة في الإسلام تؤدي إلى بناء مجتمع مسلم مثالي، ومن أهمها:
- هناك تكافل في البناء العام للمجتمع: وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (المائدة: 2).
- وهناك تكافل الترابط بين أفراد المجتمع: واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا (آل عمران: 103).
- وهناك تكافل في تسوية الخلافات: وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإن بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (الحجرات: 9).
- وهناك تكافل في الدعوة والإصلاح والنهي عن الإفساد: ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (آل عمران: 104).
- وهناك تكافل بين الفرد والجماعة: فلكل منهما حقوق وعليه واجبات.. وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة: 105).
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: من أهم أسس البناء الاجتماعي في الإسلام العمل على إيجاد مجتمعٍ فاضلٍ يتجلى فيه الخير والصلاح تأمر فيه الجماعة بالمعروف وتنهى عن المنكر: لحماية المصالح المعتبرة في الشريعة، وأول مظهر لهذا المجتمع هو وجود رأي عام يتعاون على الخير ويدفع الشر، وهو لا يتكون إلا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ (آل عمران: 110).
فالإسلام يعتبر المجتمع مسئولاً عن صيانة الأخلاق العامة؛ لأن بها حِفْظه من الفوضى والفساد والانحلال، وبذلك وجب أن ينكر المجتمع على مرتكبي المنكرات الخلقية وغيرها، ولا يعتبر ذلك تدخلاً في الحريات الشخصية؛ لأن الفساد والمنكر يقضيان على بنيان المجتمع من أساسه، وقد ضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مثلاً بديعًا للنظام الأخلاقي والاجتماعي في الأمة فقال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ من فوقتنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم (أي منعوهم من خرق السفينة) نجوا ونجوًا جميعًا".
ولهذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
عناصر بناء المجتمع المسلم
من خلال الأسس التي تُكوِّن البناء الاجتماعي في المجتمع المسلم- والتي تحدثنا عنها منذ قليل- نجد أن المجتمع يقوم على عناصر ثابتة لا تتغير، وهي:
1- تكوين شخصية الفرد في المجتمع: ويكون ذلك في رحاب الشريعة وتعاليمها، فيعيش فردًا سويًّا، نافعًا لنفسه ولمجتمعه على السواء.
2- قيام المجتمع على جملةٍ من المبادئ والغايات والروابط الأخلاقية المنبثقة من تعاليم الإسلام.
3- تحقيق التوازن بين الفرد والجماعة على أساسٍ من حقائق المنهج الإسلامي الذي لا يقيم وزنًا لعصبيات العنصرية، أو الفروق اللونية، أو الامتيازات الطبقية.
4- أن تكون تعاليم الإسلام وتشريعاته هي الأساس في كل مجالات المجتمع: الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية.