الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
★قـطتـه المـدللة★
03-11-2022 - 05:42 am
مقدمة :
فكرة هذا الموضوع تجول في خاطري منذ فتره طويلة لكنها لم تتبلور في قالبها هذا
إلا بعد فتره ليست بالقليلة من التفكير، ومحاولات الإمساك بقالبها الصحيح ، فمن
الصعوبة البوح بما يجول في النفس من تجارب وإخراجه بكلمات ، فالتجارب تولد
آلاف من المشاعر يصعب تحديدها أو وصفها ، فما بالك بتجربة عشق ، لبلد يعتبر
في حكم الأسطورة بين الناس منذ القدم ، ولا زال .
لذا أقدم لكم موضوعي المتواضع ، والذي يشرح على شكل قصة من أجزاء أحساس
إنسان عايش تجربة عشق لبلد الأسطورة ، من أول لحظه سمع بها ، يصف لكم كل
ما حدث له من أحداث وتجارب أوصلته لعشق ابدي و الموضوع ليس إلا وليد نفس
كاتبه و لا يعبر بالضرورة عن واقع ملموس ولا أشخاص حقيقيين .
أتمنى أن يحوز على رضاكم ، وان يمس مشاعر كل من عاش تجربة مشابهه ، و يوصل
لمن لم يعش التجربة الفكرة ، لكي لا يلوم بعد اليوم أي عاشق حقيقي للمغرب .الجزء الأول
المغرب ، كلمه سمعها (فهد) لأول مرة في درس الجغرافيا ، ولم تكن في نظره سوى
بلد عربي يجب أن يحفظ المعلومات الجغرافية المتعلقة به كي لا يرسب في الامتحان
وان يحفظ مكانها على الخريطة
فهذه الرباط عاصمته وتلك الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية ومدن أخرى ما كان
يدري ما أهميتها ولو أتت في الاختبار لرسب بكل جدارة ، ولكن ولله الحمد لم يكن
مدرس الجغرافيا يكن للمغرب أي حب ، فلم تأتي في الاختبار .
لم يدر في خلد ذلك الطالب يومها أنه سيحدث بينه و بين ذلك البلد عشق لا محدود .
مرت السنوات وكبرذلك الطالب ، وتشاء الأقدار عام 1983م أن يجلس في مجلس
جمع مجموعة من أقربائه يكبرونه في السن ، وكان الحديث عن عودة احد الأصدقاء
من بلد أسمة (المغرب) وكان يتحدث عن شيء وكأنه الأساطير ، وفهد الصغير يستمع
ولكن لا يعي شيء ، فالموضوع لا يعنيه أبدا ، ولكن لفت انتباهه اهتمام الجميع بكلام ذلك
الشخص الذي جاء من بلد الأساطير ، ومرت كذلك هذه التجربة مرور الكرام على فهد
إلا من استغراب لشدة اهتمام الجميع بحديث ذلك الصديق ، والذي بقي في الذاكرة
إلى يومنا هذا .
وبعد ذلك لم يسمع فهد عن المغرب أي شيء إلا ما يأتي لمماً في الأخبار العالمية
حتى جاء يوم من الأيام كان فيها خارج وطنه ، في أحد الفنادق فئة الخمس نجوم
فإذ به يجاور في مقعده في بهو الفندق بمجموعة من الشباب من نفس جنسية بلده
يكبرونه في السن وهم يتكلمون بينهم ، واحدهم يمسح بعض الدموع وهو يقول:
(آه ياليت منهو في كازا) ، لحظتها بدأت تساؤلات غريبة تضطرم في نفس فهد
لماذا الدموع تغالب ذلك الشخص الذي أمامه ، فلماذا لا يبكي على فراق أهله مثلا ؟؟
شي غريب ، يقول فهد وهو يهم بالخروج من اللوبي لإحساسه برغبة عارمة في
التقاط نفس عميق بعد دخول فكره غريبة في رأسه .
مرت سنوات بعد أن سمع فهد تلك الكلمات الغريبة من أناس لا يعرفهم ، فلو لم
يسمع تلك الكلمات أو لم يرى تلك التصرفات ، لما أهتم بالموضوع بتاتاً .
فقرر عندما التقى مع احد الأصدقاء في احد المقاهي على البحر، أن يسمع
رأي من يعرفهم هذه المرة ، خصوصاً أن من أمامه كبير في السن وذهب هناك العديد من
المرات ، وعلى أنغام رفيقته الدائمة المعسل ، وأم كلثوم تصدح بكلمات (ماتصبرنيش)
وهدير أمواج البحر بادر صديقه بقولة : (عندي سؤال غريب ؟) ، فأنتبه صديقة لكلماته
وأعتدل في جلسته ، فقال: (تفضل)،(سمعت بالمملكة المغربية ، من أكثر من شخص
وكل ما سمعته يجعلني أفكر بزيارتها ، فهل تنصحني بالذهاب ؟؟) قال فهد لصديقه
ابتسم ذلك الصديق الخبير وهو يرتشف بعض من الشاي ،
بادر ذلك الصديق بالإجابة وهو ينظر للبحر ، ويطلق تنهيده عميقة بقولة
(المغرب ، الحمد لله استطعت بمجهود كبير أن أنساه ، وأنصحك ، لا تروح!!)
ظهرت على وجه فهد وهو ينظر للخبير وعلى وجهه علامة استفهام كبيرة
من كلامه الذي لم يتوقعه ، وقال (قلي بصراحة ليش؟؟) فأكتفا الصديق بابتسامة
وهو يقول (لا تخاف مو من الفساد كما تسمع من من يكرهون الذهاب هنالك
فالفساد في أي مكان ، لا يهمونك ، الموضوع اكبر من كذا ، لدرجه انك ماتدري ليش
وأكثر من كلامي هذا ما عندي في ها لموضوع بالذات) .
لم يستطع فهد الاستمرار في الحديث في الموضوع ، لذا غير الموضوع لموضوع آخر
متعمداً ولكي لا يغضب صديقه ، مع انه خرج من ذلك اللقاء يتحدث مع نفسه وكأنه قد جنّ .
مرت سنه بعد مقابلة فهد لصديقه ولكن الزمن لا يغير ما حفر في الرأس من أفكار
ووجد نفسه في يوم من الأيام أمام صديقه في العمل (علي) يتحدثان في ساعة راحة في العمل
(أين ستذهب في أجازتك يا علي) (لا أدري)كانت الإجابة ، (و أنت) فأجاب فهد (أجازتي تتوافق
مع أجازتك ، وش رأيك نسافر مع بعض ) فرح صاحبه علي لتلك الفكرة ، لكن تبقى المهم، أين؟؟
قالها سوية وفي وقت واحد فضحكا جميعاً لهذه الصدفة ، وفجأة عادت تلك الفكرة التي خامرت
فهد أكثر من مرة إلى ذهنه في تلك اللحظات ، فقال لصاحبه علي (وش رأيك في المغرب؟؟)
فسكت علي لبرهة وهو يفكر ، ثم عاد ليقول (ليش لا ، اعرف بعد أصدقاء بيروحون في
نفس الفترة لكن ليش المغرب ، بصراحة اسمع عنه لكني أخاف ) ، فضحك فهد على
صديقه علي وهو يقول (أنت بعد خايف من الأسطورة؟؟؟) ، (وش تقصد بالأسطورة ما فهمت؟؟)
قال علي فضحك مرة أخرى فهد وهو يقول (أسطورة المغرب... ، كل ما قلت المغرب عند أحد
أو جاء طاريها تبدلت وجوههم أو علقوا بالخوف أو أشياء غريبة أخرى ، وأنت يا علي
صرت مثلهم ، لكني اقترح عليك أني أنا وأنت نكسر حاجز الأسطورة ونروح!!) ، حكا له قصته
مع أسطورة المغرب من الأول ، فأبتسم علي ، ولكن ابتسامة المقتنع بالفكرة ، فوافق صديقه علي
على الفكرة ولكن فهد اقترح أيضاً أن يصاحبهما صديقه العزيز(سالم) والذي كان يعرفه علي
خصوصاً وان علي سيتقابل مع أصدقائه هناك ، فأتفق العرب على أن يتفقوا هذه المرة .
مرت الأيام ، واتفق جميع الأطراف على توقيت الرحلة ، فلم يتبقى عليها سوى أسبوعان
وكانوا قد اخذواجميعاً الموافقة على الأجازة لمدة ثمانية عشر يوماً وكانت في فصل الربيع
ولم يتبق إلا إجراءات السفر من حجوزات للطيران والمكان الذي سيذهبون أليه و السكن
لكن الأهم من ذلك ، هو أن يتقابلوا الثلاثة (فهد) وصديقة (سالم) و(علي) ، لكي يتفقوا على
الإجراءات والتفاصيل كاملة ، فتقابلوا في احد المطاعم في العاصمة السعودية (الرياض)
وهناك ، بدأ الجدال حول إجراءات الرحلة ، فتقرر الذهاب على الخطوط السعودية
للدار البيضاء ، والى أي مدينة أخرى هناك على الخطوط المغربية
وسيتولى (علي) ترتيب إجراءات السفر وبدأ هؤلاء الفتية في محاولة لاختيار
وجهتهم ولكن على بادر بقولة لي أصدقاء خبراء في مدينة طنجة وسيذهبون في وقتنا
ما لرأي أن اتفق معهم واستفسر منهم عن خطة السير والسكن هناك ، فوافق فهد
وصديقه (سالم) على الفور فقد كانت أول رحله لهم ولم يكن لديهم أي فكرة عن ذلك
البلد .
وبعد يومين تقابل فهد مع (علي) في العمل ليشرح له ماذا أنجز ، فقد حجز على
الخطوط السعودية
بناء على الاتفاق بينهم وتقابل مع أصدقائه ، فاقترحوا عليه أن يسكنوا في
أول ثلاثة ليالي في فندق ، وبعد ذلك أعطوه رقم احد وسطاء التأجير ليتفق معه حول السكن
وأعطوه كذلك رقم احد السائقين لديه سيارة خاصة ، ليكون معهم في الرحلة ويستقبلهم في
المطار ، وذهب فهد وصديقه علي بعد ذلك ، لمكتب السفر ليأخذوا التذاكر ويحجزوا في فندق
في مدينة طنجة مدة ثلاثة ليالي ، فوجدوا فندق أسمة (الأنتر) فحجزوا به معتقدين انه
من فئة الخمس نجوم ، وخرجوا صوب احد أصدقاء علي حيث رحب بهم في استراحته
واخذ يعطيهم العديد من النصائح الغريبة على مسامع فهد ، واتصلوا بصاحب السيارة
الذي اتفق معهم على أن يستقبلهم في الموعد المحدد ، على أن فهد وعلي صدما وهما
يسمعان صديق علي أثناء مكالمته للسائق ، فقد بدأ بقولة (كيف انتينا لاباس؟؟ ) ، وكانت
هناك كلمات أخرى غريبة لم يفهمها الشابين ، وعند انتهاء المكالمة سألا صديق علي
(من هي تينا؟؟) فضحك ضحكه وهو يقول (هذي كلمه معناه بلهجة أهل الشمال كيف
الحال ، الله يعينكم بتتبهذلون معهم شكلكم) .
وخرجوا من عند ذلك الصديق ، شاكرين له المساعدة واتفقوا على الالتقاء به في
طنجه .
تبقى على الرحلة ثلاثة أيام ، بدأت لدى فهد مشاعر غريبة ، مزيج من الفرحة ومزيج
من الخوف كان وهو يهم بوضع أغراضه في حقيبته يحس بنوع من السرحان ، ما الذي
أفعلة ؟؟ لم تكن تلك الرحلة الأولى له في حياته فقد زار بلدان عديدة ، فهو يهوى السفر
منذ نعومة أظافرة ولكن هذه المرة أحس بنوع من التردد لم يحس به من قبل، فجأة ، يرن
جرس الهاتف ، يرد فإذا هو (علي) ، يريد مقابلته على الفور ، (الحين نلتقي) قالها
فهد وهو يغلق حقيبته ، ويتجه لخارج البيت . كانت ملامح (علي) صارمة هذه المرة
مع انه صديقه في العمل وخارجة لكنه يبدو عليه علامات الغضب ، (أنا بصراحة متردد
ومدري وش فيني أعتقد أني غيرت رأيي) قالها (علي) وهو عابس الوجه....


التعليقات (5)
★قـطتـه المـدللة★
★قـطتـه المـدللة★
الجزء الثالث
تغيرت ملامح فهد وهو يستمع لصديقة (علي) وهو يغير رأيه في
وقت حاسم وبطريقة غريبة فغضب اشد الغضب من ذلك الصديق
الذي لا يثبت له رأي والذي أنصدم فهد لتصرفه السلبي
(هذا وإحنا هنا سويت كذا كيف لو رحنا!!، ممكن اعرف وش غير
رأيك ؟؟) قالها فهد ، فبادر صديقه علي بالإجابة (شف أنا بصراحة
ما ادري وش فيني أحس بخوف وتردد كل ما اقترب وقت السفر
مدري ليش أنا تعبت من التفكير!!) ، ضحك فهد ضحكة وبادر بقوله
(بس هذا الموضوع؟ ، شف يا علي أيش سبب حالتك هذي؟؟ السبب
هو موضوع الأسطورة اللي حكيت لك عنه من قبل ، ولا تنسى أننا
أول مرة نروح ، عادي ، ما ألومك ، لكن أرجوك لا تكررها ثاني مره
وتغير رأيك ، اقتنعت الحين؟؟) ، قلب وجه علي لابتسامه خفيفة بعد
عبوس وهو يقول( تدري انك غلبتني بهذي والله فاتتني سالفة ها
لأسطورة هذي ، لكن خلاص ، اقتنعت ، واعدك ما تتكرر) ، وافترق
الاثنان بعد ما اقتنع علي بكلام فهد ، وعرف فهد أولى مساوئ صديقه
وعرف انه سيواجه بعض المتاعب في السفر مع هذا الصديق ، وتذكر
أن سالم صديق عمره سيأتي معهما ، فحمد الله على ذلك .
فاليوم التالي لم يكن لدية ما يفعله سوى الانتظار و التفكير ، فقد حزم
حقائبه واعد عدته للسفر ولم يتبق سوى الذهاب للمطار ، لم يكن هناك
مشاعر محددة أو واضحة سوى تلك البهجة وذلك الخوف من المجهول
وهما يزدادان مع كل حركة لعقارب الساعة ، ووضع رأسه على الوسادة
استعداد للنوم مبكراً ليوم غد حافل .
أفاق فهد مبكراً اليوم الأربعاء ، (الآن يفترض أن أكون في طريق للعمل)
قالها وهو يضحك ، وكان قد استعد لهذا ليوم من البارحة فقد جلس عند
حلاقة الخاص ساعتين بين ذقنه الخشنة وبين شعر رأسه ، وألان ما
علية سوى الاستحمام و انتظار أصدقائه ، فنهض من الفراش واستحم
ولبس ملابس السفر من جينز و تيشيرت و تأكد من حقائبه ، ولبس حذائه
ورش بعض من العطر ، واتجه خارج غرفته ، وهو يهم بإغلاقها التفت إلى
الغرف المجاورة ، فالوقت صباحاً ، والكل يغط في سبات عميق ، حتى
والدته التي اخبرها انه مسافر للمغرب فأبتسم وهو يتجه للسلم وهو
يتمتم بصوت غير واضح (مع السلامة) ، وجلس ينتظر اتصال من
أصدقائه الذين اتفقوا على أن يلتقوا عنده في البيت ، وكان أول
المتصلين صديقة (سالم) الذي قال أنا أقف أمام المنزل حالياً
ففتح له الباب ليجد صاحبة وهو يحمل حقيبة بحجم السيارة التي
جاء بها ، فضحك فهد وهو يقول لسالم (وشي هذي حرام عليك
بتهاجر انت ؟؟) ، فضحك سالم وهو يقول(هذي الشنطه اسميتها الحوت )
فضحكا معاً واتفقا على تسميتها بالحوت ثم ساعد صديقه في إدخال
الحوت للمنزل و جلسا في المجلس ينتظران (علي) وماهي دقائق
إلا وعلي يتصل بفهد الذي إجابة (وينك يالله لا نتأخر) وما هي
ألا دقائق و وعلي أمام المنزل ينتظرهما في سيارة أخيه الذي
سيوصلهم للمطار فخرجا له سالم وفهد ، فضحك علي ضحكة
كبيره وهو يرى شنطة سالم ، فبادر فهد يقول وهو يضحك
(هذي سميناها الحوت) فضحكوا جميعاً وهم يضعون الحقائب في
شنطة السيارة ، مع بعض العذاب وهو يرفعون حوت سالم فيها
واتجهوا منطلقين لمطارالملك خالد الدولي
عند اقترابهم من المطار سأل علي (وين جوازاتكم ؟؟) فأعطوه
الجوازات وضعها مع التذاكر ، وعندما وصلوا
للمطار نزل فهد واتجه صوب العربيات المخصصة
للعفش واخذ واحد ووضعوا عفشهم فيها بينما سبقهم علي
ليمسك لهم الدور في كاونتر السفر
وانتظروا حتى وصل دورهم فطلبوا أن تكون المقاعد
متجاورة ، ولكنهم وجدوا انه متجاورة غير أن اثنين
لوحدهما وواحد بجانبهما لكن في الجزء الأخر من
المقاعد يبعده عنهم الممر واتجهت المجموعة صوب الجوازات
ليتم التختيم ودخولهم للصالة الداخلية في (مطار الملك خالد في الرياض)
واتجهوا صوب البوابة حيث جلسوا ينتظرون الرحلة .
جلسوا في مقاعد متجاورة ، وكعادته سالم يوزع النكات ، فهو يحب
كثيراً انتقاد من حوله ، فدخلوا في ضحك متواصل مع سالم الذي
انتقد بعض المسافرين الذين يلبسون بطريقة مضحكة بقوله
(شكلهم شارين ملابسهم من البطحاء) أشارة لرداءة اللبس
وعدم تناسق الألوان ، ذهب فهد ليشتري لهم بعض الشاي
والقهوة وبعض البسكويت لأنهم جميعاً لم يأكلوا وجبة الإفطار
وجلسوا يتناولون ما احضره لهم فهد ، حينها قال فهد لصديقة
علي (كلم السواق اللي بينتظرنا اليوم في مطار طنجة ) فأجابه
علي (لا خلاص اتفقت معه من البارح مايحتاج مره ثانية )
وما هي ألا نصف ساعة حتى أعلن عن موعد أقلاع رحلة
الخطوط الجوية السعودية إلى الدار البيضاء ، ولكنهم بقوا
ينتظرون الركاب حتى يدخلوا للطائرة وفهد يقول (لا تستعجلون
بدخول الطائرة ورانا مشوار سبع ساعات تقريباً) ، فانتظروا
ربع ساعة حتى دخل أغلب الركاب للطائرة ،و أثناء ذلك شاهد
فهد عائلة مغربية ، وهم يحملون بعض الأمتعة ، وهو يتكلمون
بينهم ، فأخذ يستمع لهم وهم يهمون بالذهاب للطائرة ، فضحك
في قراره نفسه ، وتذكر عندما كان عند صديق علي عندما لم يفهما
منه أي شيء ، وتذكر أيضاً عندما أبتسم ابتسامة عريضة حينما
كان يحلق دقنه عند حلاقين مغاربة وهو يستمع إليهم وهم يتحدثون
وقال في نفسه (شلون بفهم و أتعامل مع ها الناس؟؟) ، وكسر حاجز
التفكير صوت علي وهو يقول (يالله ياشباب مشينا) فنهضوا جميعاً
وفهد يقول (يالله اتكلنا على الله) .

★قـطتـه المـدللة★
★قـطتـه المـدللة★
الرابع
توجه الثلاثة إلى بوابة الطائرة وفي داخل كلاً منهم مشاعر متقلبة
كان فهد يراقب زملائه فعلي كان مرتبك بعض الشيء أما سالم وهو
اقلهم ارتباكاً فيضيع الربكة بالضحك وتوزيع النكات ، أما عن نفسة
فهو متلهف وفي نفس الوقت خائف وهو حائر بين اللهفة والحيرة
ودخل الجميع خرطوش الطائرة و مشوا حتى وصلوا الباب ودخلوا
حيث أرشدهم المضيف لمقاعدهم وبدون مقدمات جلس علي بجانب
النافذة وبجانبه سالم (وهذه خطه من علي كي لا يجلس سالم بجانب
صديقة فهد ويبقى هو وحيداً لأنه متأكد أنهما سيكوّنان ثنائي ويخرج
هو من الموضوع) وجلس فهد في الكرسي الذي يفصل بينهم الممر و
بجانبه مقاعد فارغة ، لكنه أدرك من الوهلة الأولى انه سيجد الكثير من
المتاعب من علي ، فهاهما يضحكان عليه بدون سبب ويتوشوشان بينهما
فتضايق فهد لأن هذا ليس من أصول اللباقة ، لكنه تمالك أعصابة وقال في
نفسه (مايهم من مع من المهم أني اكسر حاجزالأسطورة والباقي أتحمله)
ربط كلاً منهم الحزام ، وأقلعت الطائرة متوجهة أولا لمدينة (جدة) ثم لتقلع
مرة أخرى للدار البيضاء ، وما هي إلا سويعات والكابتن يعلن ربط الأحزمة
استعداد للهبوط في مطار جده الدولي وهناك دخل ركاب جده المتوجهين
للمغرب الطائرة ، وامتلأت الطائرة بالركاب هذه المرة ، وكان من نصيب
فهد الذي كانت المقاعد التي بجانبه خاليه عندما اقلعوا من مطار الرياض
فتاه مغربية تلبس عباءة تتميز بسمنه عجيبة ، ويبدو من ملامحها أنها غاضبه
حتى من نفسها ، فجلست في مقعد يفصلها عن فهد مقعدين ، و نظر فهد
لأصدقائه فإذا هم يتضاحكون علية ، فقد تمنى أن يكون بجانبه مغربي كي
يدردش معه ويسأله عن البلد لكن(تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)
مرت ساعة ، ثم أٌعلن عن ضرورة ربط الأحزمة استعداداً للإقلاع
للدار البيضاء ، وما هي إلا دقائق والطائرة تشق طبقات الجو لتصل
لأقصى مدى متوجهة باتجاه الغرب
(بدأت الرحلة) قالها فهد وهو يفكر ويتأمل ، فعلاً شيء غريب
أنا الآن في طريقي متوجة للمغرب البلد الذي سمعت عنه منذ
سنوات ، ولأول مرة ، ما أللذي سيقابلني ياترى ، بلد يبعد
عن بلدي 3000 كيلو متر ، عادات مختلفة ، لهجة مختلفة
لكن حب المغامرة ، والاستكشاف هو ما دفعني للذهاب
لم يحس فهد بنفسه ، وهو يفكرإلا بعد أن أحس بشيء ما يدق
جانبه الأيمن بقوة ، أنها الحيزبون التي بجانبه ، مددت أرجلها
بكل وقاحة لتخلد في نوم ممزوج بشخير عميق ، (ياربي وش بسوي؟؟
طول الرحلة بنقعد كذا) قالها فهد وهو يلتفت إلى أصدقائه
الذي زاد ضحكهم وهم يرون الحيزبون تضع أرجلها في وجه
فهد ، لكن (سالم) تضايق لصديقة العزيز فقال له (تعال مكاني عادي
انا بدور لي مكان) رفض فهد ذلك العرض لسببين أولهما انه
لا يريد الجلوس بجانب (علي) الذي اكتشف أنه صديق لا يناسبه
في السفر أبداً والسبب الأخر رغبة (فهد) في التجول والبحث
عن صديق مغربي كي يدردش معه باقي الرحلة ، منذ تلك الرحلة
تعود فهد بعد ذلك على عدم الجلوس في رحلات المغرب سواء في
الذهاب أو في القدوم ، فقد ترك مقعدة واخذ يتجول في تلك الطائرة
الرحبة
وإذ بشخص يجلس لوحده في الجهة التي بها مقعدين متجاورين
فقط ، (هذا هو اللي أدور عليه بس بقي كيف ادخل معه في نقاش)
قالها فهد في نفسه وهو يؤشر على المقعد الفارغ بجانب (سعيد)
ذلك الأربعيني المغربي الذي يوحي شكله برجل غاية في الطيبة
(المقعد فارغ ممكن اجلس) قالها فهد ، فرد سعيد (إيّاه خويا جلس)
استغرب فهد رده ولم يفهم إلا كلمة اجلس والتي تعني أن المقعد فارغ
جلس فهد ، وهو يقول ( يو الله يعين على اللهجة شلون بتفاهم معه
لكن فرصه شكله بيفيدني) ، بادر فهد بالحديث والسؤال (كيف الحال ؟؟
أنت مغربي؟؟) ابتسم سعيد وهو يجيب (الحمد لله ، نعم مغربي ، كنت
اخدم في الرياض في مطعم مراكش طباخ لكن الأمور ما كانت كويسه
فرجعت) ، كانت كلمات سعيد خليط من المغربية و محاوله منه إفهام
فهد ما يريد بعدما عرف انه لا يجيد اللهجة المغربية ، فأجابه فهد
( نعم مطعم مراكش في سوق الأندلس لكن ماسبق لي أن جربت الأكل
المغربي ولم اذهب إليه) ، بدأ نقاش وحديث طويل بين فهد وسعيد
فهم سعيد أن فهد ولأول مره سيذهب للمغرب ، وبدأ يشرح له بعض
المصطلحات باللهجة المغربية وما يقابلها بالخليجي ، وحان وقت وجبة
الغداء ، وتناولا الوجبة وهما يدردشان في حديث ودي عن المغرب
ولما فرغا من الوجبة استأذن فهد صديقه الجديد ليذهب لدورة المياه
على انه سيعود له مجددا ليكملا حديثهما ، وهناك وجد شابان سعوديان
يقفان في انتظار دورهما لدخول دورة المياه في الطائرة والتي تزدحم عادة
بالذات بعد تقديم الوجبات ، ودخل معهما في نقاش بسيط ، لكن لم يكن
المغرب محور النقاش ، وإذ بصديقة علي يتجه إليه وهو يجذبه بعيداً
عن أولائك الشباب الذين تعرف عليهم ، وهو يقول (وينك ؟؟ تعرف
هذولي أنت؟؟) ، استغرب فهد لسؤاله وقال(هذولي تعرفت عليهم قبل
شوي ، وكنت جالس بجانب مغربي تعرفت علية اباخذ منه معلومات )
فعبس علي بوجهه وهو ينظر لفهد وهو يقول (وش فيك أنت كل واحد
تشوفه تتعرف علية !! انتبه واتركهم مالك داعي يافهد ترى أحنا أصدقاك
بس ولا تورطنا مع احد ) ، غضب فهد من كلمات علي لأنه تذكر أن علي
اخذ مكانه جانب صديقه سالم وهاهو يريده أن لا يتعرف على احد يجالسه
ويتحدث إلية ، لكنه تمالك أعصابه مرة أخرى ، ولم يرد على علي ، وتركه
ليتجه صوب باب دورة المياه المفتوح ليدخل وهوصامت ، ثم خرج وأتجه
صوب مقعد سالم ، الذي وجده يغط في نوم عميق ، وأثناء عودته لمقعده
بجانب سعيد لمح علي وهو يتحدث بابتسام مع شباب آخرين!! ، فقال في
نفسه (رحلة أولها متاعب وش بيصير بأخرها؟؟)
لكن سعة صدره المعهودة جعلته يتجه للمقعد ويجلس وهو صامت ...

★قـطتـه المـدللة★
★قـطتـه المـدللة★
الجزء الخامس
التفت فهد وهو يهم بالجلوس في مقعده إلى
سعيد الذي بادرة بقولة (ممكن اطلب منك
طلب ؟؟) ، استغرب فهد لقول سعيد ، لكنه
أجابه (أذا كان في حدود قدرتي ابشر) ، فقال
سعيد بنبرة استعطاف (ممكن تبحث لي عن عمل
بعد ما ترجع للرياض ، وأنا بعطيك أرقامي
وبأخذ رقمك في السعودية ، وعازمك في بلدتي
ورزازات) ، تضايق فهد من طلب سعيد السريع
والمباغت ، وبابتسامه سريعة قال (أبشر أذا
رجعت سوف ابحث لك عن عمل لكني لا
اضمن لك ذلك ، وهذا رقمي في الرياض ، أما
ورزازات فلن اذهب لأني سأتجه للشمال إلى
طنجه لكنني سأتصل بك ) ، وأعطاه فهد رقمه
وقال (أنا جيت علشان استأذنك برجع لأصدقائي
فيه مقعد شاغر شاكراً لك) ونهض وهو يفكر في
أول معرفة سريعة مع مغربي ، صدم فهد من
الطلب وقرر وهو يتجه لمقعده بجانب أصدقائه
أن يرمي الرقم وصاحبة في سلة المهملات
وهذا ما حدث ، وصل ليجد الأصدقاء كل يغط في
نومه عميقة فلهم الآن ثلاثة ساعات ونصف من
الطيران ، فوجد تلك الفتاة التي تجاوره مازالت
على نومها التي تركها عليه ، لكنها ابتعدت
قليلاً عن مقعده وقد مدت رجليها على طاولة
الأكل في المقعد الذي يجاوره ، فجلس و اخذ
غطاء وغطى نفسه في محاولة يائسة للنوم في
ظل أفكار وهواجس لما سيأتي .
فاق فهد فجأة على شخص ما يحاول إيقاظه
فإذا هي المضيفة توقضه لحلول موعد وجبة
خفيفة قبل اقتراب موعد هبوط الطائرة
شكرها مع ابتسامة خفيفة ، ثم ، التفت إلى
أصدقائه اللذين انهمكوا في الأكل ، وبينما هو
كذلك إلا وشاب مفتول العضلات اسمر البشرة
يمر من عنده متوجه لخلف الطائرة ، لكن ما لفت
انتباه فهد هو أن ملامح ذلك الشاب تتطابق مع
صديق الدراسة (خالد) الذي لم يتقابل معه منذ
أكثر من عشر سنوات ، لكنه يسمع بأخباره من
احد الأصدقاء القدامى ، و تذكر كلام صديقه
عندما قال أن صديقهم خالد أصبح طيار في
الخطوط السعودية ، (يا للصدفة أهذا هوخالد
وأين في أول رحلة لي للمغرب ؟؟) ، أنتظر
لبرهة حتى عاد خالد ، وعندما مر من مقعده
قال فهد بصوت خافت (كبتن خالد) و أذا بالشاب
يتلفت يمنة ويسرة ، فنهض فهد وتوجه إلية قائلاً
( أهلا ياكبتن خالد كيف الحال ) ، فأجاب خالد
( الحمد لله من أنت ؟؟) ، أبتسم فهد وهو يقول
(أنا فهد زميل دراسة قديم ، وذكر اسم المدرسة
وذكّره بالأصدقاء القدامى ) فتهلل وجه خالد
وابتسم عندما تذكر صاحبه فهد وأخذا بالسلام
وسؤال بعضهما البعض عن الأحوال وما تبدل
من أمور بعد تخرجهما من المدرسة ، وهما
يقولان سبحان الله بعد كل هذه السنوات هانحن
نلتقي في رحلة المغرب ، عندها سأل خالد فهد
عن السبب لتوجهه للمغرب فقال فهد (والله أول
مره أروح ومعي زملائي وأنت ؟؟) فقال خالد
(تعرف بحكم العمل فليست أول مره لكنني اليوم
ذاهب للسياحة) ، فقال فهد (بحكم انك لديك
معرفة بالبلد فأعطني نصيحة سريعة ) أبتسم خالد
وقال( انتبه لفلوسك ، ولنفسك خصوصاً أخر
الليل ، فهناك مجرمين يطعنوك ويسلبون ما
معك بدون رحمة!!) ، استغرب فهد ، ولكن
عاجلة خالد بقوله عن أذنك فسأرجع لمقعدي
فمعي ناس ينتظرونني ، عاد خالد لمقعده
وجلس فهد أيضاً ولكنه وجد علي يرمقه
بنظره غريبة ولكن مفهومه لفهد لكن
فهد التفت عليه وقال ( لا تخاف زميل دراسة
قديم ) وعاد يفكر في كلام خالد ، (هل يعقل
المغرب سيء لهذه الدرجة ؟؟) قالها فهد في نفسه
حينها بدأ يدب في نفسه بعض من الخوف من
المجهول ، لحظتها سمع صوت سالم الذي جلس
بجانب النافذة وهو يقول (فهد تعال شف المناظر
صرنا فوق الجزائر) وعلي يحاول النظر
للخارج وهو يرفع رقبته تجاه النافذة وهو يقول
(الله فعلاً شيء جميل) ، نهض فهد من المقعد
واخذ ينظر وهو واقف من النافذة للخارج
كانت الطائرة تحلق في علو شاهق لكن خضرة
الأرض واضحة ، كان المنظر بديعاً لكن فهد
أغمض عينيه من وهج النور في الخارج
وعاد لمقعدة .
(لم يتبق سوى سويعات قليله للوصول
للأسطورة) قالها فهد وهو يفكر بما سيحدث .....
---------------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .

★قـطتـه المـدللة★
★قـطتـه المـدللة★
الجزء السادس
بدأ ركاب الطائرة في النهوض ، وبدأ الناس
في التحرك في الممرات ، وكأن الحياة عادت
لهم بعد ساعات من هدوء غريب ، وجلس فهد
باقي المدة يتفرج على فلم كان يعرض
ومرت مدة ليست بالقصيرة ، وإذا بكبتن الطائرة
يعلن عن ضرورة ربط الأحزمة استعداداً للهبوط
في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ، وبدأ
المضيفين في توزيع أوراق الدخول للمغرب
لتعبئتها ، ذهل فهد لأول وهلة فكان قد اخرج
قلمه وجواز سفرة متحمساً للكتابة فإذا به يصدم
بما هو مكتوب بالبطاقة ، ( الاسم قبل الزواج
الاسم العائلي ، تاريخ الازدياد ) ، كلها كالألغاز
بالنسبة له ، لم يفهم منها شيء ، فلم يحس إلا
وتلك الفتاة التي بجانبه تقول وهي مبتسمة
( اكتب اسمك هنا و هنا تاريخ الولادة )
ضحك فهد على نفسه وهو يعبئ البطاقة ويشكر
الفتاه التي بجانبه على مساعدته ، والتفت على
أصدقائه ليجدهم كذلك في حيرة فأرشدهم لما
يكتبون واخذوا يتضاحكون من اللهجة الغريبة
وأدركوا أن هناك فرق كبير بين اللهجات
وما هي إلا دقائق وبدأت الطائرة في الاهتزاز
والتفت فهد تجاه النافذة ليجد الطائرة تدخل بين
غيوم ثقيلة وسوداء و بدأت في الهبوط تدريجياً
وعيون أصدقائه متسمرة تجاه النافذة التي بللها
ماء المطر في الخارج ، لم يستطع فهد تحمل
الموقف ، أراد رؤية ما بالخارج من مناظر
ففتح حزام المقعد ونهض تجاه النافذة ليرى
الأرض خضراء وقد اقتربت الطائرة منها
والمطر يهطل بغزارة ، لحظتها أحس فهد
بقشعريرة تهز جميع أنحاء جسده النحيل
و أحساس غريب يحس به لأول مرة في
حياته لا يعرف ما هو ، أحساس غريب
لكنه لذيذ لدرجه انه يحس بالبلاهة لكنه
سعيد جداً بذلك ...
عاد لمقعده ، وماهي إلا ثواني والطائرة تلامس
عجلاتها ارض المطار ، واخذ الناس بالتصفيق
الحاد لبراعة الكبتن في الهبوط ، لكن فهد أدرك
أن التصفيق ليس لذلك بل شعور بالفرحة
لوصولهم الدار البيضاء ، واخذ ينظر للخارج
من مقعده وهو يقول لعلي ( ابعد راسك خلني
أشوف المطار) وتوقفت الطائرة بجانب مبنى
المطار ....
عندما توقفت الطائرة بجانب مبنى مطار محمد
الخامس بالدار البيضاء وقف جميع الركاب لا
مبالين بطلب الكابتن من الركاب الجلوس في
مقاعدهم حتى تفتح أبواب الطائرة ، واغلبهم
يبحث عن حقيبته ، وبقي فهد وأصدقائه في
مقاعدهم فليس هناك أي حقائب لهم في الطائرة
فحقائبهم سترسل معهم على الرحلة التي ستقلهم
لطنجة ، بعد ثلاث ساعات ، وبدأ الركاب
في النزول من الطائرة وعندما خرج
اغلبهم نهض فهد وعلي وسالم واتجهوا
صوب خارج الطائرة وملامح كل منهم تدل على
ترقب واستكشاف شيء جديد ، كان أولهم خروجاً
علي ثم سالم ثم فهد الذي فضل أن يكون آخر
أصدقائه دخولاً للمطار ، وأول من استقبلهم
بعض الموظفين في المطار ، الملامح صارمة
وجوه ملت من استقبال المسافرين ، لكن أجسام
ضخمه خصوصاً رجال الأمن في المطار
والثلاثة لا يعلمون أين يذهبون لكنهم فضلو
المشي مع الناس الذين بالتأكيد سيتجهون للطريق
الصحيح ، مشوا في الممر الذي أوصلهم لسلم
كهربائي أنزلهم لصالة القدوم في المطار حيث
وقفوا في طابور طويل خليط من عدة جنسيات
بسبب أن المطار استقبل أكثر من رحلة
فازدحمت بهم الصالة ، لكنه زحام منظم فرجال
الأمن ضخام الأجسام مسيطرين على الوضع
وقف الثلاثة في طابور واحد وكلاً منهم ممسك
بجواز سفره لكن فهد كان أكثرهم تركيزا في
الناس ، ها هو في المغرب .....
---------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .

★قـطتـه المـدللة★
★قـطتـه المـدللة★
الجزء السابع
كانت أولى الملاحظات ضخامة وطول أجسام
المغاربة بشكل عام ، لكنه استنتج أن ذلك بسبب
مواصفات العاملين في المطار خصوصاً رجال
الأمن ، ثانيها الوجوه المكفهرة ، رغم أن
المعاملة ليست بسيئة فأستنتج على الفور أن
ملامح وجه المغاربة وسرعه الكلام وحدته لديهم
سمة عامه لكنها ليست بالضرورة دليل عدوانية
ووجد بعد ذلك بسنوات أن استنتاجه في
أول عشر دقائق كان صحيحاً ، مع انه يسمع من
الناس بسوء تعاملهم وأخلاقهم ، وهذا لم يجده أبدا
إلا مع فئة قليله محدودة ، توجد في أي مجتمع
كان . ووصل الطابور لعلي الذي وقف لدقائق
أمام موظف الجوازات حتى تم تحتيم جوازه
وتسليمه إياه ، وتبعه سالم ، ثم فهد ، وقف فهد
أمام موظف الجوازات بعد أن سلم ورد الموظف
السلام وسلمه فهد جواز سفره مع البطاقة التي تم
تعبئتها ، واخذ الموظف يقرأ ما بها ، فسأل فهد
(باش خدام؟؟) حاول فهد معرفة ما يقول
الموظف لكنه لم يفهم شيء ، فقال (نعم ؟؟) فرد
عليه الموظف (أين تشتغل) فرد فهد (موظف
حكومي ) ، ختم له الموظف على الجواز
وسمح بالدخول لبلد الأسطورة لأول مرة...
أستغرب فهد عندما تم تختيم جوازه بدون مشاكل
فعادة الجوازات في اغلب الدول العربية التي
زارها يطلبون مبلغ رمزي كهدية ، لاحظ الثلاثة
وجود مكان استلام العفش ولكن علي قال لهم أن
عفشنا بحسب ما قال لي موظف المطار سيذهب
مباشرة لطنجه فلا تقلقوا لكن علينا الخروج
لصالة الذهاب في المطار ، خرج الثلاثة بعد
مرورهم من الجمارك بدون عفش ، فلم يكن
معهم شيء يتم تفتيشه ، وإذا أمامهم صالة فسيحة
تزدحم بالمستقبلين ، وشاهد فهد بعضهم بملابس
رثه ، فأستغرب ، وإذا ، بذوي الملابس الرثة
يتجمعون حول فهد وأصدقائه وكل منهم يقول
(اشنو بغيت ؟؟) ، فهم الثلاثة أن هؤلاء
يساعدون المسافرين الجدد مقابل أجر، لكن
أشكالهم ووجوههم لا تنبئ بمساعده بل بمشاكل
لذا تجاهلوهم ، وذهبوا صوب أحدى المحلات
وسألوا البائع عن صالة السفر ، فأرشدهم إليها
فاتجهوا صوب صالة الذهاب عبر سلم وأثناء
التوجه لمحوا محلاً لبيع شرائح الهاتف الجوال
مكتوب عليه (ميديتيل)
ومطعم صغير ولكن لأنهم مستعجلين لم يهتموا
به ، و وجدوا الصالة وقد كانت لحظتها شبه
خاوية لعدم وجود رحله في تلك اللحظة ، فاتجهوا
للموظفة المختصة وأعطوها التذاكر فأخرجت
لهم بطاقات صعود للطائرة ، وقالت بأن الرحلة
بعد ثلاثة ساعات ، كانوا يعلمون بذلك من قبل
لذا لم يصدموا ، بل اقترح سالم المرور على
محل بيع أرقام الهاتف ،ومن ثم للمطعم ، وصلوا
للمحل فإذا بشخص يرحب ، فطلبوا ثلاثة أرقام
لكن مميزه ، كان في المحل لحظتها شابان من
الواضح أنهما من الخليج لكن لهم خبره قديمه
فهما يتصرفان بكل برود ، غير مبالين بما
حولهم ، بعكس فهد وأصدقائه الذين يبدو عليهم
الحذر والترقب ، والاستطلاع ، واخرج صاحب
المحل مجموعة أرقام ليختار منها الثلاثة الأرقام
التي يرغبون ، واختار كل منهم رقم ، كان من
نصيب فهد رقم لا بأس به ، بقي معه هذا الرقم
من ذلك اليوم حتى يومنا هذا لسنوات طويلة
وكأنه يريد أبقاء ذكرى جميله وأصدقاء لا ينقطع
عنهم أبداً ، وخرجوا من عنده صوب المطعم
ليطلبوا بعض الساندويتشات والماء ، فأتى الطلب
وجد الثلاثة أن الماء طعمه مميز ونقي جداً ، كان
اسمه (سيدي علي)
(اسم غريب) قالها فهد وأخذ
علي وسالم بالضحك من الاسم ، بعد الأكل
والراحة من عناء الرحلة ، بدأ فهد يستجمع
أفكاره ، فهو الآن قد اجتاز عناء كبيراً هاهو في
مطار الدار البيضاء!! (لكنني لم أرى غير
المطار و موظفيه؟؟) قالها فهد وهو يضع يديه
خلف رأسه مستنداً عليها وهو في حالة استرخاء
تام ، (سبحان الله بالأمس كانت مجرد فكره
والآن أنا هنا؟؟) ، وأخذت الأفكار والهواجس
تدور في رأسه ، متناسياً ما حوله ، عندما ركز
فجأة أمامه فإذا بشخص مغربي يجلس ومعه
ابنه وزوجته ، وهو يداعب ابنه بحمله تارة
وبرميه للأعلى ويمسكه تارة أخرى كان ابنه في
غاية الاستمتاع ، أبتسم فهد وهو يقول في داخله
(مشاء الله عليهم ، عمري ماسوي معي أبوي
كذا) فتذكر نفسه في الصغر، كان والده يربيه
بطريقه قاسيه لكنه تعلم منها كيف يشق طريقه في
الحياة فقال (جزاه الله كل خير وعافاه فقد قسى
ولكني ماعرفت أهميه قسوته ألا بعدما كبرت)
والتفت إلى أصدقائه فإذا علي يلتفت يمنة ويسرة
وهو يأخذ نفسا من سيجارته المارلبورو الأبيض
فقد كان هو الوحيد الذي يدخن بينهم ، فأخذ معه
ثلاثة علب كي لا يتعب في البحث في البلد
الجديد عن الدخان ، أما سالم فأنشغل بالاتصال
بأهله ليبلغهم بوصوله ، لحظتها قرر فهد
الخروج خارج مبنى المطار ، خصوصاً أنهم لم
يدخلوا للصالة الداخلية بعد ، فنهض وهو يقول
لأصدقائه (أنا بروح لمشوار قريب وراجع)
فتوجه فهد صوب الباب ....
---------------------------------------------
بهذا نصل لخاتمة هذا الجزء ونعدكم بالمزيد قريباً بأذن الله .

ابشر زماني لك لبست السوادي00ما دمت لايامالفرح بس مو عود
رغم العنا أبقى أنا رواية سعووديية فريدةمن نوعها أتحدااج ما تعيبج