- بسم الله الرحمن الرحيم
- لكم القصه ............................
بسم الله الرحمن الرحيم
لكم القصه ............................
طلب الإذن من مديره بالخروج من الشركة .. إمتطى سيارته وساقها بسرعة جنونية وتتردد في ذهنه الكلمات التي أخبرته بها زوجته في الإتصال ( عزيزي أسرع حالة إبنتنا ساءت أكثر .. أسرع) .. وأخيراً هاقد وصل للمنزل جرى بكل قوته حمل إبنته أخذها للسيارة ولحقت به زوجته بسرعة كبيرة ... قاد السيارة بالسرعة التي يستطيع القيادة فيها حتى وصل لطريق يجبره على السير بشكل مستقيم .. إلا أن المستشفى تكون عند المنعطف الأيمن .. أرسل الإشارة المعنية برغبته بأن يدخل للجانب الآخر من الطريق (السكنير).. وحين رأى صاحب السيارة الزرقاء الإشارة أفسح له الطريق .. ولكنه حين أدار السيارة لليمين لكي يدخل في الفسحة ( وأعني والد الفتاة) قام صاحب السيارة الزرقاء بتضيق الفسحة كي لايدخل والد الفتاة فيها .. غضب لهذا كثيراً إبنته تبكي بجانه وتئن بأنين يقطع القلب .. زوجته تطالبه بالسرعه .. وهذا الرجل لايسمح له بالدخول إلى الجانب الآخر للطريق .. فحين يخفف السرعة كذلك يفعل صاحب السيارة الزرقاء .. وحين يُسرع يفعل ذاك المثل ..... وكأنه يسخر منه وبعمله هذا يخبره بأني أهزأ منك .... جعله هذا يتذكر تلك الحادثة المؤلمة التي تسبب بها حين كان شاباً طائشاً .. إذ إنه كان يضايق إحدى السيارات يقترب منها جداً لكي تضطر تلك السيارة للإبتعاد عن الطريق وكان يفعل ذلك للإستهزاء والمتعه في نظره .. ولكنه لم يعد ممتعاً حين إنحرفت السيارة التي كان يضايقها وإصتدمت بفتاة صغيرة كانت تقف بجانب جدها المسن .. قد فات الأوان لم يعد يستطع الدخول في الجانب الآخر للشارع .. فسار في الطريق المستقيم ثم سار في طرق متعرجة و تجاوز إنعطافات كثيرة كان من شأنها أن تضيع الوقت ... وصل أخيراً للمستشفى .. دخل من مدخل الطوارىء سارع بعض الرجال بجلب (نقالة) وضعت الطفلة عليها .. وأخذت لغرفة العناية الفائقة وذلك بسبب التعب الكبير الذي تعاني منه والحالة المزرية التي هي بها ..
الطبيبة تخاطب الوالدان : فقط لو تأخرتم خمس دقائق أخرى لكانت إبنتكم قد ودعت الحياة
الوالدة : كان سنصل قبل هذا الوقت ولكن أحد المنحرفين قد ضايقنا ..
المنحرفين المنحرفين .. هذه الكلمة ترددت في ذهن الوالد وتساءل ( هل قيل عني أحد المنحرفين أيضاً ) .. شعر وكأن زوجته تعنيه بهذا الكلام .. جلسا ينتظران وينتظران حتى حضرت الطبيبة مرة أخرى
الطبيبه : عادةً لانسمح لأحد بأن يدخل على المريض وهو في حالة خطرة ولكن إبنتكم تبكي وهي تريدكما بجانبها
أسرع الوالدان للغرفة .. وما إن دخلا حتى سمعا إبنتهاما تردد ( ماما .. بابا) وهي تفتح ذراعيها لهما .. ينظر لإبنته هذه الطفلة بحالة مزرية جداً .. متعبة تئن تتألم ومع ذلك تشعر بوجودنا إلى جانبها .. تبتسم وتقبل وجنة والدتها .. لاعباها وقبلها وأضحكها حتى إنها كانت فرحة لدرجة أنها تناست الألم الذي يفتك بها .. طلبت عناقاً من والدها وقبلة طويلة وحين فعل كان يشعر بنبضها يخفق بين ضلوعها ( نبضها ضعيف جداً ) إستمر العناق والقبة الطويلة حتى فقد الإحساس بنبضها .. أبعدها عن صدره وكله أمل أن يكون شكه في غير محله .. أراد أن يرى إبتسامتها الرائعة .. ولكن لا .. كانت إبتسامه كانت باردة جداً .. هناك دمعه أيضاً كانت باردة جداً .. ماهذا الوجه الملائكي .. أيعقل أنه سيختفي تحت التراب .. صرخ بأقوى صوته ( هديل أنا والدكِ وهذا أمر إن لم تطيعيه فسأعاقبكِ .. إستيقظي الآن وإلا حرمتكِ البوظة) .. الزوجه أخذت إبنتها خائفة تقلبها يميناً يساراً ولكن لا يصدر من تلك الطفلة الباردة .. الجميلة الهادئة .. الملاك .. غادرت روحها الحياة ....... .. أمسك بالطبيبة حين حضرت و أخبرها بأنها إن لم تنقذ إبنته فسيقلتلها .. حاولت الطبيبة فعل كل ماكنت تستطيع فعله ولكنها تعلم أن الفتاة قد فارقت الحياة ....
أمسك الوالد بقبضة يده( هذا هو ثمن غالي جداً كان علي دفعه منذ زمن .. هذا هو ثمن وفاة تلك الطفلة .... )
صرخت زوجته : أين روح هديل خذوني لها ........... كانت الصرخة التي قتلته حياً