توتي 15
09-11-2022 - 01:06 am
من بين أروقة دار التحفيظ الصباحية بمحافظة الرس كتبت لنا مديرة الدار هذه القصة بدموع قلبها فقالت : كتبتها بدموع القلب على أوقات أهدرت وكوادر دفنت وهمم وئدت في الثرى ألا فليقف أبنائنا وبناتنا ملياً بين محطات هذه الرحلة المباركة وليسأل كلاً منهم نفسه .. يا ترى هل همتي كهمت هذه المباركة في الثريا أم همتي في الثرى ؟!
فلندع صاحبة القصة تروي لنا رحلتها مع القرآن .. أحبتي القراء أروي لكم قصتي ومعاناتي مع القرآن ومحاولتي تحقيق أمنيتي في حياتي وهي حفظ القرآن مع تجويده وتفسيره فقد كانت بدايتي في محاولة التسجيل في أحدى دور تحفيظ القرآن الكريم وكانت نتيجة محاولتي الفشل حيث أنهم رفضوني لعدم حصولي على شهادة المرحلة الابتدائية لمحو الأمية ( سادس أبتدائي) لأنني أمية لا أقرأ و لا أكتب وبعد هذه المحاولة قمت بالمحاولة الثانية فقد ذهبت إلى الدار راجية أن يقبلوني هذه المرة بأن أكون خادمة لهم لأتشرف بخدمة دار التحفيظ لتعلقي بالقرآن وتحقيق أمنيتي في حياتي والحمد لله فقد قبلوني بأن أقوم بهذه الخدمة , وخلال عملي هذا قمت بالاستماع لأحدى الحلقات في هذه الدار عند تلقين المعلمة للطالبات سورة النازعات وكل هذا يحصل وأنا جالسة عند باب الحلقة وهو مغلق وعند مرور مديرة الدار أهرب حتى لا تؤاخذني بما أفعله , وكل يوم أقوم بهذا الفعل حتى أتممت حفظ سورة النازعات بهذه الطريقة ولله الحمد , وكنت أتمنى حفظ جزء عم كاملاً وقراءة القرآن تلاوة من المصحف وفي السنة التالية عزمت على الانتقال من الدار إلى أحدى المحافظات المجاورة لمحافظتي والتي تبعد عن محافظتي 25كم أذهب بعد الساعة الثانية وحتى الساعة السادسة مساءً وقد سخر الله زوجي لمساعدتي في الذهاب إلى الدار الجديدة وفقه الله وجعل ذلك في ميزان حسناته فقد كان يذهب بي إلى الدار في المحافظة المجاورة وينتظرني حتى أخرج من الدار بعد أربع ساعات , وقد كنت أصطحب ابنتاي معي لحفظ القرآن وساعدتني معلمات الدار الجديدة في تلك المحافظة وفقهن الله وأثابهن وجعل ذلك في موازين حسناتهن, وقد حفظت في خلال سنتين ثلاثة أجزاء ولله الحمد والمنة وبعد رجوعي من الدار مساءً كنت أذهب إلى بعض جاراتي ليعلمنني ويلقنني ولو يسيراً من القرآن وكنت آتي ببعض النساء المتعلمات ليعلمنني القرآن بأجرة , ثم بعد ذلك بدأ القبول في دور التحفيظ في محافظتي التي أسكن فيها فذهبت إليهم وقبلوني وبدأت أدرس فيها وتركت الدار التي في المحافظة المجاورة وقد سجلت في دارين في أحداهن أحفظ والأخرى أراجع ما أحفظه والآن أنا في جهاد مع نفسي لإتمام حفظ القرآن الكريم فقد وصل حفظي الآن ما يقرب حوالي ثمانية عشر جزءً ولله الحمد والمنة وهذا من فضله وكرمه وأخيراً أرجو من الله أن لا يتوفاني إلا بعد أن أحقق هذه الأمنية الوحيدة في حياتي ألا وهي أتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً وأرجو كل من عرف قصتي الدعاء لي كما أشكر كل من ساهم ودعم هذه الدور القرآنية التي تخدم كلام الله عز وجل ونسأل الله أن يجزي القائمين عليها والمعلمين فيها عنا وعن المسلمين خير الجزاء إن الله لا يضيع أجر المحسنين .
انا ادرس في مدرسة تحفيظ وارى الكثير من النساء العجائز اللاتي يجاهدن من اجل حضور الحلق والتواصل مع القران الله يوفق كل من يسعي لعمل الخير يارب