% القلب الحنون %
19-02-2022 - 09:25 pm
نظراتٌ شاحبة.. وأنفاس متلاحقة
ثياب باليه .. حزن عميق ..دموع بريئه ..
وإحساس بالاضطهاد
كل ذلك وأكثر شاهدته أمام ناظري
في ملامح تلك الطفلة ذات الظفيرتين
القابعه في إحدى زوايا ذلك المكان المجهول ..
اقتربت منها فقد شدني منظرها المؤلم
وبتّ أشعر بغصه وفضول شديدين
واتساءل في نفسي؟؟
ترى من تكون !!
ربتُّ على شعرها ثم رفعتُ رأسها
وسألتها : مابالكِ أيتها الصغيرة ؟؟
أنهالت من فرط البكاء ثم أخذتها بأحضاني
تفكرتُ مليّاً .. ثم تمَتَمْت ..آه ..
على مايبدو أنها تفتقد شيئاً ما؟؟
جلستُ معها في مكان منزوي
حتى استمع لحديثها
بدأَت معاناتها بقولها:
هل جربتِ أن يتسرب الضياع الى حياتكِ
ويعبثْ بجدولكِ اليومي
ويبعثر تقاسيم وجهكِ المجتمعة والمشكِّلة
لفرحكِ وابتساماتكِ
ثم يتغلغل إلى قلبكِ فيتركه محطماً
ويُشتت منه السعادة والآمان
فيغدو أشبه بجزيرة مهجورة فرّ منها سكانها
باحثين عن الطمأنينه والسكون
بعد أن قضت عليها الحروب والدمار
ولم تَعُد صالحه للعيش,,
تثيركُ مناظر عديدة بدرجة جنونيه
فذاك الطفل يلعب هناك ..
وتلك الطفلة تشتري لعباً وحلوى..
وأخرى تحمل في كفيها العديد من أكياس الثياب..
وأنتِ .. تنظرين وتتألمين .. ولسان حالكِ يقول
ليتني ذاك الطفل..
ليتني أجد الأب الذي يحتويني
أمكِ كانت تعيش بسعادة وهناء ..
ثم يأتي شخصاً ما ..ليثير الفوضى بداخلها
ويجعلها أنسانة معدومه أو بالاحرى شبه أنسانه
آآآآه ثم آآآآآآآآآه
مازال فتيل الألم طويلا بداخلي
فكلما طال احتراقه أزدادت حياتي بؤساً وشقاءً
نعم أنا فقيرة..
ولكني أبتليت بأبٍ مقصر وجاحد
أنام على صياح أمي
وهو يكيلها ضرباً وتجريحاً
وأصحوا على بكائها وهي تتحسر
وتضمنا الى صدرها مُردِدَه : ياربِ أسألك الفرج..
كان يأخذ معاشه الشهري ويصرفه على ملابسه
ومتعته وسفراته دون أن يضع في
افواهنا لقمه واحده لنعيش
أين حنان الأب .. أم أن القلوب تحجرت كما هذا الزمان؟؟
أنفاسٌ يعلوها الأنين
وصدى عبارات مختنقه
لاتكاد تغادر الأفواه
بل تحَشرج في الصدور
كم هو مؤلم.. أن تتجرعي الأسى
عند نومكِ واستيقاظكِ
وكم هو حزين أن تفتقدي الحضن الدافئ
والحنان الرقراق
لم تستطع الصغيرة أن تٌكمل
هنا أمسكتُ بيديها وخاطبتها قائلةً:
ماأبشع أن تتكسر أغصان السعادة في القلوب
وتتدفق ينابيع الحاجه الماسّه إمام ناظريكِ
و ربما لن يكون لديكِ لديك وسيله للتعبير
سوى الحلم ومن ثم الدعاء
عندها ستشعرين بأن شجرة الأمل مازالت مورقة الأغصان
والتي بإذن الله لن تقتلعها الهموم والأحزان
وإن أسقطت من أوراقها يوماً
مسحت بقايا دموعها ثم قالت لي:
منذ زمن وانا أعيش لوعة الحرمان
وأشعر بالضياع وفقدان الاحساس بالأمان
وأصبحت أشعر وكأنني في قاع زجاجة ضيقةُ الفوهه
ولايمكن الخروج منها الا بكسرها وكسري معها
وغدت أحلامي مجرد أشباح وخيالات تغوص في أعماقي
ولكن .. برغم الأنين
وزفرات القلب الحزين
سأبسُط سجادتي
وأتوسد حناياها
لأرفع أكفّي بالدعاء
في وقت..
باتَ فيه الجميع .. يتوسد وسائد الليل المعتمه
عندها وقفتُ معلنه رحيلي عنها وهمست بأذنيها
همسةأخيرة :
قد تريدين تحقيق طموح
أو تنشدين ومضة أمل
قد تستطعين فعل ذلك وقد لاتستطعين
عندها أقولك لكِ:
لامستحيل .. عندما تقوى العزيمة
وتعلو الهمّه
فإذا بحثتي عن مابداخلكِ
ستجدين ذلك الكنز الكامن في نفسكِ
أنه التحدي ؟؟
وأي تحدي .. تحدي الفقر.. بل العالم بأسره..
هكذا يكون الاعتماد .. على رب العباد
كفٌ يدعي.. وألسنٌ تلهج .. وربُ كريم
تلك هي اسلحتنا في الحياة..
أبكتني كلماتك
وجعلتني أعيش مأساه لم أعهدها
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
تختنقني العبره
لهذه الحاله
ماشاء الله عليك
قلم متمكن
خيال واعي وخصب
كلمات تفي عن الجمل
رائعه
كروعة الغيوم عندما تعانق أشعة الشمس صباحاً
كروعة الليل محتضناً القمر في جوفه
دمتي مبدعه
تقبلي مروري
.
.
.
حكاية قلب "بروده"