- بطل سباحة
- الغذاء والمسكن
- الهجرة والتكاثر
- الرادار العائلي
مرحبا اخواتي الفراشات
يطلق علية العلماء (الطربيد الرشيق)
البطريق طائر أليف وأنيق استلهم منه الشعراء قصائدهم خاصة في علاقته مع البحر كعالم مفتوح تجاه اللا محدود.
وقد اكتسب هذا الطائر شهرته في عالم الادب بعد ان اطلقت احدى كبريات دور النشر البريطانية اسمه على كافة المطبوعات التي تصدرها.
توجد في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية جزيرة معروفة باسم (جزيرة البطريق) يأتي اليها الناس لتأمل هذا الطائر الجميل والتعايش معه ككائن يمنحهم القدرة على التواصل مع الحياة الإنسانية في أعمق تصوراتها.
والبطريق ينتمي لرتبة الطيور وحيدة العائلة وهي هنا عائلة (البطاريق).. ويقضي معظم حياته في المحيطات بوقفته العمودية ومشيته المتهادية؛
لأن لديه أرجلاً قصيرة واجساماً طويلة ومنتفخة كأنها (الطربيد).. وبالرغم من ان البطاريق تمشي بهذه الطريقة التي تنقصها الرشاقة.. إلا أنها قادرة على المشي بسرعة الإنسان وبإمكانها أيضاً تسلق المنحدرات الصخرية بكل يسر، والوثوب من صخرة إلى أخرى.
وبعض البطاريق لديها القدرة على التزحلق على الثلج أو الجليد عن طريق الهبوط فجأة وبشدة مستخدمة طريقة الانزلاق على بطونها.
بطل سباحة
والبطاريق فقدت القدرة على الطيران منذ ملايين السنين؛ نظراً لقضائها معظم حياتها في الماء.. مما جعل الأجنحة تبدو كالزعانف.. وهذا سر تفوق البطريق في السباحة لدرجة الطيران في الماء مثل طير الطيور في الهواء.. وتستطيع السباحة لمدة عشر ساعات بسرعة 13 كيلو مترا في الساعة.. لكنها تقفز للتنفس كل دقيقة.
جسم البطريق ملائم جداً للعيش في البحر؛ لأنه مغطى بريش قصير وسميك كأنه معطف واقٍ من الماء.. ولون الريش يكون إما أسود أو رماديا مزرقا ما عدا المنطقة الداخلية حيث لون الريش أبيض.. وبعض أنواع البطاريق لديها ريش أصفر او برتقالي على منطقة الرأس والعنق أو الصدر. ويساعدها أيضاً وجود طبقات دهنية سميكة تساعد على تدفئتها في الماء الباردة.. وتتميز البطاريق التي تعيش في البيئة الباردة جداً بوجود طبقة أخرى من الريش الطويل الناعم تحت طبقة الريش العازل للماء.
وللبطريق مناقير قوية بألوان مختلفة، وبعض البطاريق لديها عرف من الريش على منطقة الرأس. تعيش جميع أنواع البطاريق في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.. وهناك سبعة عشر نوعاً من البطاريق أكبرها (الامبراطور).. ويصل طوله إلى حوالي 1.2 متر وقد يصل وزنه إلى 45 كيلو جراماً.
ويعد الامبراطور أحد أكثر الطيور وزناً.. أما أصغر البطاريق فهو (البطريق الصغير) الذي يبلغ طوله حوالي 30 سنتيمتراً ويزن 1.4 كيلو جرام تقريباً، ومعظم الأنواع الأخرى يتراوح اطوالها بين 4590 سنتيمتراً وتزن حوالي 2.3 إلى 6.8 كيلو جرام.
الغذاء والمسكن
تبحث البطاريق عن فريستها في البحر وتتغذى على الأسماك والسرطانات والحبارات.. ونظراً لأنها تستهلك كميات كبيرة من الطعام فهي تلجأ للمياه التي تتوافر بها تجمعات كبيرة من الغذاء. ولكن لابد أن تكون آمنة من الحيوانات التي تتغذى على البطاريق مثل عجول البحر وأسود البحر والحيتان القاتلة. وهناك ثمانية انواع من البطاريق تعيش في الجزر القريبة من نيوزيلندا وأستراليا وثلاثة أنواع تقطن شواطئ جنوب أمريكا.. ونوع واحد يعيش قرب جنوب أفريقيا.. وستة انواع تعيش في أقصى الجنوب، في المياه الجليدية قرب أنتارتيكا (قارة غير مأهولة تقع حول القطب الجنوبي).
أما مساكن البطاريق فهي عبارة عن أعشاش محفورة في أماكن ضحلة تحت الصخور الكبيرة أو الشجيرات.. أما بطريق القطب الجنوبي فتبني أعشاشها من الحصاة لأن المنطقة المجمدة من الصعب الحفر بها.
أما (البطريق الملك) و(الامبراطور) فلا يحتاج لبناء اعشاش.. حيث يقوم بتدفئة البيض او الصغار بإبقائهم تحت ثنية في منطقة البطن ويحملها على أرجلها.
الهجرة والتكاثر
تختلف سلوكيات البطاريق باختلاف بيئتها.. فبطريق المنطقة الجنوبية مثلاً لا يهجرها في موسم البيض والتفريخ ويقضي فصل الشتاء في منطقته ويغادرها في الصيف.
أما بقية الانواع فإنها تبدأ في الهجرة الجماعية مع بداية فصل الربيع حيث تعود إلى موطنها الأصلي في الشمال، قاطعة مئات الأميال حتى تصل إلى مسقط الرأس، وبقعة التكاثر والتناسل، وبعد التكاثر تخرج إلى اليابسة لتبني أعشاشها من قطع الصخور ويستمر البناء لمدة ثلاثة أسابيع، فتضع الأنثى بيضها في هذه البيوت، وانثى البطريق تضع بيضتين فقط لونهما ابيض مشوب بالزرقة.. والطريف ان الذكر هو الذي يتولى مهمة حضانة البيض، أما الانثى فتكون هي المسؤولة عن اطعام نفسها فقط؛ لأن الذكر يظل صائماً لمدة اسبوعين حتى يفقس البيض، وعندئذ ينطلق إلى البحر ليشرب الماء ثم يبدأ في البحث عن الطعام، وهنا تتحمل الأنثى مسؤولية اطعام الصغار وذلك في تبادل للادوار لا تفسير له إلا قولنا (سبحان الله). والطريف أيضاً أن البطريق (الامبراطور) تختلف عنده الأدوار بين الذكر والأنثى عن بقية الأنواع، فالأنثى هنا هي الحاضنة للبيض الذي تضعه على قدميها الخلفيتين، وقد يريحها الذكر من هذا الحمل بعض الوقت فيتناول معها حمل البيض وتدفئته، وعكس الأنواع الأخرى، فالانثى هنا هي التي تظل صائمة طيلة فصل الشتاء، وعندما تأتي الصغار فإنها أي الصغار تصوم أيضاً عن الطعام ولا تقربه حتى يسقط عنها الزغب الذي يشبه الشعر اللبني في الثدييات ويكتسي جسمها بالريش، فتنزل الماء وتعلن نهاية هذا الصوم بتناول الطعام والشراب.
الرادار العائلي
يقولون عن الإنسان إن الدم يحن عندما يتعرف شخص ما على أحد أفراد عائلته الذي لم يره من قبل.. لكن البطريق لا يحتاج عند تعرفه على أفراد عائلته على دم يحن، ولكن الله سبحانه وتعالى خصه بميزة خارقة، فهو يستطيع أن يتعرف على أفراد عائلته من بين آلاف العائلات الأخرى.. والمحير أن البطريق عند التعارف لا يمكن أن يخطىء و يخلط بين أفراد عائلته وبين الغرباء، خاصة الإناث اللاتي يغبن مدة 23 شهور لجلب الغذاء، وعند عودتها لا تجد أية صعوبة في التعرف على ذكرها وصغارها من بين مئات البطاريق. والأغرب من ذلك قيام طيور البطريق بجمع صغارها في مكان واحد شبيه بروضة من رياض الأطفال ثم تذهب إلى البحر، وهذه الطيور الصغيرة تتراص جنباً إلى جنب، وهذه العملية مهمة للحفاظ على الصغار من شدة البرد، والمسألة المهمة هنا أيضاً كيفية تعرف طيور البطريق البالغة على صغارها عند الرجوع من الصيد من بين مئات الصغار!! غير أن طائر البطريق لا يصعب عليه حل هذه المشكلة؛ لأن البطريق البالغ يبدأ في إصدار أصوات مرتفعة ويستطيع الصغير أن يتعرف على أمه وأبيه فيسرع تجاههما.
ولا شك ان وسيلة الصوت هذه أنجح وسيلة لتعرف أفراد مستعمرة البطريق على بعضهم البعض من بين الآلاف من البطاريق، ولكن كيف أمكن لهذه الطيور المتشابهة فيما بينها إلى حد التطابق أن تمتلك أصواتاً مختلفة بعضها عن بعض ؟
وكيف اكتسبت هذه الطيور قابلية التمييز بين الأصوات المختلفة ؟
لقد وهبها الله هذه الميزة الفريدة وهي الصوت المختلف كالبصمة عند الإنسان، وجعل هذه الطيور ذات قدرة على تمييز الأصوات المختلفة، وهو الذي يسر لها معيشتها بهذه الصورة المعجزة، وهو البارئ المصور.
دمتن بخير
يعطيك العافيه على الموضوع