أيام زمان لم نكن نتناول غير وجبتين في اليوم

1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


2. وجبتان في اليوم تكفيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجبتان في اليوم تكفيان

«أيام زمان؛ لم نكن نتناول غير وجبتين في اليوم». . هذا التعليق أتى على لسان رجل كبير تجاوز الثمانين من عمره.. وكان الحديث يدور أصلا حول وفرة الغذاء وكثرة السمنة وانتشار البدانة هذه الأيام. وكان الحل - من وجهة نظره - هو العودة للنظام المتبع «أيام زمان» والاكتفاء بتناول وجبتين في اليوم الأولى في الصباح والثانية قبل صلاة المغرب..
ففي الماضي - قبل أن تخترع الكهرباء ويتعلم الناس السهر مع التلفزيون - كان النظام الطبيعي هو تناول الوجبة الرئيسية بعد الاستيقاظ مباشرة ، ثم الانشغال بطلب الرزق حتى المساء،ثم العودة لتناول الوجبة الثانية ، ثم النوم بعد صلاة العشاء مباشرة.. ورغم أن هذا الترتيب يبدو اليوم ساذجا ومستبعدا إلا أنه يعد أفضل نظام غذائي يتوافق مع برمجة الجسد في النوم والاستيقاظ والعمل - بل قد يكون الحل الأمثل للعديد من المشاكل الصحية المعاصرة (كالبدانة والسكر والضغط وتهتك الشرايين) !!
وفي الحقيقة المحاسن الصحية لهذا النظام أكثر من أن نسردها في هذا المقال؛ ولكن يمكن توضيح آلية عملها من خلال النقاط التالية:

• حين تجعلي وجبتك الرئيسية (في الصباح) يتوفر لجسدك الوقت الكافي (حتى المساء) لهضم الطعام وحرقه كاملا (وهو ما يضمن عدم تحوله لشحوم تتراكم في حنايا الجسم)..
• وحين تتناولي وجبتك الرئيسية الثانية (في المساء أو بعد غروب الشمس) يتكرر نفس الأمر مجددا ويتوفر لجسدك ما يكفي من الوقت لهضم الطعام وحرق السعرات الحرارية قبل النوم !
• ولأن المعدة تحتاج الى ست ساعات لهضم الطعام (وتصل لعشر مع اللحوم) فإنك بهذه الطريقة تتركي لها وقتا كافيا لهضم الوجبتين وهذا بحد ذاته يضمن السلامة من مشاكل هضمية كثيرة كتلبك المعدة وبخر الفم والإمساك المزمن... !
• وفي المقابل حين تؤخري وجبتك الثانية (أو حتى الثالثة) إلى منتصف الليل تجازف بتحويل معظم السعرات الحرارية الى «شحوم» و «كوليسترول» لأنك ببساطة ستنامي بعدها ولا تقومي بأي مجهود لحرق سعرات الوجبة المتأخرة (ناهيك عن تلبك المعدة كونها تضطر للعمل دواماً إضافياً حتى الصباح)!
• ومن المعلوم أن المعدة «تتحضر» لهضم الطعام - قبل موعد نزوله المعتاد - من خلال توفير أنزيمات هاضمة وأحماض مفككة للطعام وإعادة إفراز الغطاء المخاطي المبطن لجدارها الداخلي (وبناء عليه تصوري مدى الارباك والضرر الذي يتعرض له الجهاز الهضمي حين يفاجأ بنزول أطعمة جديدة كل ساعة أو ساعتين) !!

و قد يصعب على البعض تصور العيش اعتمادا على وجبتين رئيسيتين فقط ؛ ولكن هذه الحقيقة تمت التجربة عليها خلال شهر رمضان.. ففي هذا الشهر بالذات يتغير نظامنا الغذائي ويتعود جهازنا الهضمي على النظام الجديد بحيث يختفي شعورنا بالجوع (خلال النهار) والتخمة والامتلاء (ساعة الإفطار) بعد أيام قليلة فقط (وهذا بحد ذاته دليل على قدرتنا على الاكتفاء بوجبتين في اليوم فقط)!
ولكي أن تتخيلي الاستمرار على هذا النهج حتى بعد شهر رمضان والاستمرار عليه كنظام دائم لتخفيض الوزن وزيادة النشاط والحد من مخاطر السكر والكوليسترول.. والمقصود هنا ليس الصيام طوال السنة ولكن الاستمرار على «نظام الوجبتين الرئيسيتين» التي تعودتي عليهما خلال الشهر الكريم (يمكنك أن تتناولي بينهما السوائل غير المحلاة وكميات بسيطة من الفاكهة المفيدة)!
مجرد اقتراح ولننتظر حتى رمضان القادم وسترى كيف أصبحتي مهيئة نفسيا وجسديا لتقبلي أكثر الأنظمة الغذائية كمالاً وتوافقا مع طبيعة الجسد
دمتن بصحة وعافية