الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
بنت دلوعة
07-02-2022 - 05:30 pm
  1. و تتبدل و تتجد و كأنها سيارة أو جهاز هاتف أو حاسب محمول؟!!

  2. يا عمي روح !!!

  3. الرقم المرسل مجهول .. من تراه يكون ؟!!

  4. ارتفع رنين الهاتف من جديد ...


إهداء:
^
^
^
إلى لطيفة !!!
إلى عتمة الظلام..
إلى من تبحث عن الود و الغرام..
!
!
!
أهدي هذه *&( الخطأ الرومانسي)&*

التحمت عقارب الساعة معلنة دخول منتصف الليل ، ثم أخذت تلك العقارب بالخلاف من جديد ، و بدأ كل عقرب في رحلة جديدة نحو القدر القادم ...
و كم كان هذا القادم ينبىء بسوء الطالع ، فها هي ( لطيفة ) تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ، فتكاد تبحر في العشرين ، و لا تزال تعيش الروتين اليومي منذ أعوام عديدة !!!
فبعد تخرجها من الثانوية ، حققت معدل يليق بطالبة في كلية الطب ، و لكن الأعراف و العادات العائلية لم تكن لتسمح لها بالدخول الى الجامعة ، خصوصا أن والدها كان يحترم تلك العادات و لم يكن ليسمح لها أو إحداى أخواتها بالدخول الى الجامعة ، و هن بدورهن لم يتجرأن بإختراق تلك الأعراف ...
كم كانت جميلة أيام الدراسة ، دائما ما تتذكر مقعدها في ذلك الصف ، نعم كان المقعد في حالة يرثى لها و كانت المدرسة بحال أسوأ من المقعد ذاته ، فالمبنى كان مستأجرا ، فتحول ( المجلس ) الى غرفة المديرة و ( المقلط ) الى غرفة الوكيلة ، أمام الصالة فتكفلت بحمل باقي المعلمات ، و كان ( المطبخ ) هو المقصف ، و كان ( الحوش ) هي الساحة التي تتجول فيها الطالبات أثناء ( الفُسح ) ، أمام الفصول الدراسية فكانت بطبيعة الحال غرف النوم في الدور العلوي ... تذكرت ذات مرة بأن ( مشرفه ) عُيّنت في المدرسة ، و كان من الواجب توفير غرفة خاصة لتلك المشرفة ، و لم تكن هناك غرفة واحدة مؤهلة بأن تكون ( غرفة المشرفه ) ، فما كان من مديرة المدرسة الا أن حولت إحداى دورات مياه الدور العلوي الى غرفة أصبحت بعد ذلك ( غرفة المشرفة) ...
ضحكت كثيرا حينما وصلت بذكرياتها الى هذه النقطة ، فغرفة المشرفة ليست أكثر من دورة مياه ، كيف أن يكون للمشرفة و غرفتها هيبة و قيمة و هي و أورقها تسكن في حمام !!!
على أية حال كان ذلك يليق بالمشرفة ، فكانت في غاية الشدة و القسوة مع الطالبات ... فكانت المشرفة تلزم الطالبات بلبس القفازات السوداء و الجوارب السوداء و عدم إخراج أي جزء من البشرة الخارجية من الجسم مهما كانت الأسباب و كيفما كانت ، و الطالبة التي لا تطبق هذه القاعدة تحاسب حساب عسيرا ، فلا تحضر الحصص و لا تدخل الإختبارات حتى يتم استدعاء ولية أمرها ...
المضحك في الأمر أنها قد ذهبت قبل فترة ليست ببعيدة الى إحداى حفلات الزواج و شاهدت ( المشرفة ) في ذلك الزواج ، و كانت المرشدة بالكاد تستر عورتها فلم تغطِ من تلك العورة إلا شيئا يسيرا ...
و تذكرت ( لطيفة ) حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : { ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا }
فبالفعل المشرفة عارية و تظن نفسها كاسية ضحكت من جديد عند هذا التصور ، فالمشرفة كانت فعلا بغاية الغرابة ...
من يدري ربما أنها تغيرت بعدما تخرجت هي من المدرسة ، خصوصا أن الزمن قد تغير و قد طغت مؤخرا الموديلات و الأزياء ، فبتالي تغيرت العادات ، فأصبح من الطبيعي مثلا أن تردي الفتاة عباءة على الكتف في هذه الأيام ، أما قبل عشر سنوات مثلا كانت من تفعل ذلك ترتكب عمل لا تحمد عقباه !! ...
فتغيرت العادات فبتالي تغيرت المشرفه بدورها ، و أصبح ذلك كله جائزا و لا حرج فيه ... فالقضية في نظرهم منذ البداية لا تخضع الى الدين و لا الى الشريعة حتى يمكن الحكم عليها ... فهي تخضع الى العادات ، فما توافق مع تلك العادات فهو جائز و ما خالف فهو كبيرة لا يمكن غفرانها و للأسف الشديد رغم أن الحجاب واجب ديني شرعي إلا أن أغلب الناس أخضعه للعادات و التقاليد!!
فمنذ متى للعباءة موديل و موضة !!
أليست العباءة ثوابت لا تقبل التغيير
فلماذا يجرى عليها التعديل و التطوير

و تتبدل و تتجد و كأنها سيارة أو جهاز هاتف أو حاسب محمول؟!!

اليوم مثله مثل أي يوم آخر ، بعد أن انتهت من تحضير عشاء والداها ، صعدت الى غرفتها و فور دخولها جلست على الفراش أو بالأحرى رمت نفسها على الفراش و بدأت تجول بخيالها من جديد ،،،
تذكرت قبل سنوات حينما تقدم لها ابن عمها ( خالد ) و هي في أواخر دراستها الثانوية و رفضت تماما ، و تأزم الموقف خصوصا أن والديها يرون أنه من المناسب أن تتزوج في ذلك السن ، إلا أنها أبت إلا أن تكمل دراستها قبل أي شي آخر ...
حتى و إن كان والدها نفسه قد أعطى ( كلمة رجال ) لعمها ( عبدالكريم ) قبل أكثر من عقدين من الزمان و اتفق الشيخان على أن ( لطيفة ) ل ( خالد ) هذا هو البند الظاهر ، أما البند السري هو أنه اذا كان ل ( خالد ) رأي آخر فله حرية التصرف ... فبالتالي تكون الصياغة كالتالي :
( لطيفة ) ل ( خالد ) إلا ان أراد خالد غير ذلك ، أما إن لم ترد لطيفة فلا إرادة لها ...
ابتسمت عندما وصلت عند هذه النقطة ، و أحست بشي من الزهو لأنها استطاعت أن تتغلب على جميع الضغوط من أهلها ، و أكملت دراستها و مضت في طريقها كما تريد ... و لكن ألم يكن من الأفضل أن توافق على خالد ،
فها هي الآن في البيت بعد أن حصلت على ما تريد ، ألم يكن بالإمكان الإتفاق مع ( خالد ) بإنها ستكمل دراستها سواء أكانت معه أم أنه ينتظر حتى تنهي دراستها و تتزوج منه ...
لم يكن ( خالد ) في الحقيقة شابا مميزا تخرج من المتوسطة ثم التحق بإحداى المعاهد العسكرية و تخرج منها و ثم خدم في إحداى القطاعات العسكرية ... و لا يمكن القول بأنه شاب سيء و لا أنه جيد ... فمؤهلاته عادية للغاية و شخصيته عادية و لا يشدها بأي شيء ... قيل لهم بأن خالد ( راعي سفريات ) و أنه دائما ما يكون في ( تايلند ) أو ( الفلبين ) أو في ( البحرين ) على أقل و أسوأ تقدير ، و إن أهل خالد لم يكونوا على علم بسفرياته الى الخارج ، فهو كما سمعت ( راعي كأس ) أو كما قالت لها إحدى صديقاتها ... تذكرت أنها لم تسكت حينما قالت صديقتها تلك بأن ( خالد ) هو ( راعي كأس ) فهو مهما كان إبن عمها ، و لن تسمح لأحد بإن يسيء اليه ، و قالت لصديقتها بأنه قد يكون يسافر كثيرا الى الخارج و لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه ( راعي كأس ) !! ... و لكن صديقتها لم توافقها الرأي أبدا و قالت لها بإن أي شاب في عمر ( خالد ) يسافر الى الخارج إما أن يكون ( راعي كأس ) أو أن يكون ( راعي حريم ) أو كليهما ، و هذا الشي يجب أن تضعه أمام عينيها ...
على كل حال تزوج ( خالد ) قبل سنتين و أنجب طفلة و هو يعيش حياة سعيدة ... فقد حصل على وظيفة القطاع الخاص ، و استقال من الخدمة العسكرية و له تجارة بسيطة بالإضافة الى عمله ... و زوجه معلمة في إحداى مدراس الرياض ، بعد أن عملت لفصلين دراسيين في منطقة نائيه في الصحراء لا يعلم مكانها أحد ، و لكن ( خالد ) إستطاع عن طريق أحد الضباط الكبار أن يجد واسطة و أن ينقل زوجه الى مدرسة قريبه للغاية من المنزل ، حتى أن زوجه تعود الى المنزل على قدميها في كثير من الأحيان ...
  • * *

فجأة ارتفع صوت هاتفها الجوال معلنا عن وجود رسالة جديدة ... قرأت الرسالة :
شوفتك ترد الروح ،،،
بسمتك دوى الجروح ،،،
و تبيني ما أحبك ...

يا عمي روح !!!

الرقم المرسل مجهول .. من تراه يكون ؟!!

بدأت بالتفكير ... فمنذ فترة و هي تتلقى العديد من الإتصالات و الرسائل القصيرة ، من أشخاص مختلفين بعضهم يزعم أنه مخطىء و البعض الآخر يبدو كذلك ، أما الأغلبية فهم من طيور الظلام ... و هم دائما غاية في السذاجة و الوقاحة ، يكثرون من قلة الأدب ، معتقدين أن تلك هي الطريقة الأفضل لجذب الفتيات ... و هي تمقتهم حتى أنها في كثير من الأحيان لا ترد على أرقام مجهولة ، خصوصا اذا كانت في حالة مزاجية معكرة ...
تجاهلت ( لطيفة ) الرسالة ، و تذكرت أول مكالمة كانت لها مع ( فيصل ) ...
ففي إحداى الليالي ، ارتفع رنيين هاتفها النقال و أجابت ...
لطيفة : الو ...
فيصل: هلا !! ... يلاّ اطلعوا ...
لطيفة : من أنت ؟!!
فيصل: يلاّ أنا برا لا تتأخروا !!
لطيفة: معليش أخوي الظاهر إنك غلطان !!
فيصل: وش غلطان ... أقول اطلعوا لا أمشي و أخليكم !!!
.
.
.
.
ثم حاولت ( لطيفة ) اقناع ( فيصل ) بالحجج بأنه مخطى ، حتى اقتنع أخيرا و أقفل الخط ... و بعدها بلحظات قام بإرسال رسالة قصيرة يعتذر عن ما بدر منه من سوء سلوك ... فردت عليه لطيفة برسالة ممثالة بأن ليس لديها أية مشكلة و لا داعي للإعتذار ... و بعدها بيوم أرسل ( فيصل ) لها رسالة جديدة لا تذكر مضمونها بالضبط ، و لكنها بدأت تبادل ( فيصل ) الرسائل ... ثم بدأت بينهم علاقة لا تعلم هي حقيقتها ... و لم يتجرأ أحد من الطرفين المبادرة بالإتصال ، فكل ما يدور عبارة عن رسائل إما أن تكون رومانسية إحترازية او أن تكون ( نكت ) ...
و بعد مرور أيام ... اتصل ( فيصل ) أخيرا ... فأخذت دقات قلبها بالتسارع ، و ترددت ، ثم أجابت :
لطيفة: الو ...
ثم أرتفع صوت الغناء:
استشف الوجد في صوتك آهات دفينا ... يتوارى بين أنفاسك كي لا أستبينا ،،،
لست أدري أهو الحب الذي خفت شجونا ... أم تخوفت من اللوم فاثرت السكينا ،،،
.
.
.
كم هو جميل (فيصل) ... هو جميل في كل حالته ، يا طالما أحببته ، و إن لم تصرح له بذلك ... فهو حتما مختلف عن شباب هذ الزمان في كل شيء ... على الأقل فهو يضع قدرا كبيرا للمرأة ، فهي عندما تتحدث معه ، تجد منه احترما و تقديرا للجنس الناعم ، على النقيض من والدها و اخوانها ، الذين لا يعدون للمرأة أي وزن أو قدر ...
غريبة هي الأيام ، يتحدثون عن الأصالة ، و أكثرهم لا ينتقون من الأصالة إلا أسوأ ما في التاريخ ... الأصالة عندهم هي وأد البنات ...
ليس بالضرورة أن يكون الوأد ملموسا ، فأقساه ما كان وأدا للذات ...
مجرمون هم الرجال ... لا ... بل مقصرات هن النساء ... فمن تقبل على نفسها أن تنادى ب ( هيش ) ، تستحق أن تكون أي شيء ، و أن يُفعل بها أي شيء ، إلا أن تكون إنسانا ...
ففي إحداى ليالي نجد الصيفية كانت تجلس في ( الحوش ) و بين يديها كتاب تقرأه ... ثم دخل أخوها الأكبر و برفقته أحد أصدقائه و نادى : (( هيش ... يا ولد ... )) ، فأحست بمهانة لم تستشعرها من قبل ...
كان والدها لا ينادي أمها إلا ب (( هيش )) و لم تكن تجد تلك الغضاضة في الأمر ... و لكنها اليوم تشعر و كأنها قطعة حذاء ملقاة بلا عناية في شارع ضيق في غاية القذارة ...
نفضت عن خيالها تلك الأفكار ثم قامت و أطفأت المصباح و عادت من جديد الى سريرها و ألقت نفسها عليه ، عسى أن تنام بضع ساعات قبيل أن يحل الفجر و تنجلي أنواره ثم تصحو من جديد حتى تقوم بإعداد ( القهوه و التمر ) لوالدها بعد عودته من صلاة الفجر ...
  • * *

ارتفع رنين الهاتف من جديد ...

ففتحت عينيها المسهدتين ، و عتمة كثيفة لا تزال جاثمة على صدر المكان ...
فدعكت عينيها الواسعتين بقوة ، ثم نظرت إلى يديها في الظلام ، و كلها حرقة على تلك الشعيرات التي سقطت من أهدابها التي طالما كانت محل إعتزازها و كانت في الوقت ذاته محل مقت رفيقاتها ... دائما ما كانت تعاهد نفسها أن لا تعود الى هذه العادة السيئة ، حفاظا منها على جمال أهدابها ، و لكنها لا تنجح فقد كانت متعة الدعك تفوق بكثير تلك الشعيرات المتساقطة و بمراحل كثيرة ... ثم تنهدت و أجابت :


التعليقات (9)
بنت دلوعة
بنت دلوعة
لطيفة: مرحبا!!
فيصل: يا هلا و غلا بهالصوت و راعيته!!
أحست لطيفة بالخجل الشديد الذي ظهر على قسمات وجهها و هي تمسك السماعة بيدها ..
ثم أكمل فيصل : لطوف.. معي إنت ؟!!
أجابت بخجل أنوثي : نعم أنا معك!!
سألها بعناية رقيقة: كيف الحال؟!!
صمتت برهة من الزمن و أجابت : بخير ..أنت كيف أنت؟!!
أجابها : أنا بخير طالما أنك بخير!!
وقعت تلك الكلمة على مسمعها..
شعرت بالفعل أنه مهتم بها لأول مرة تسمعها
هل يعني أني إذا كنت بخير ستكون أنت كذلك..
ما هذا التوافق الوجداني.. لله درك يا فيصل كم يعجبني شخصك!!
نفضت حديث النفس و حاولت أن تصغي له بحضور واعي!!
تحدث معها حاول استجلابها في الحديث و استمرا معا حتى بزغ النور!!
أغلقت السماعة بعد وداع واشتياق للغد ..
اتكأت على فراشها!! و عادت الهواجس إليها لتأخذها كل مذهب!!
كم شعرت بالأمان و هو يحادثها و كأنه حديث القلوب الذي يرسل المحبة خلسة !!
و في تمام الساعة الخامسة فجرا , نزلت لإعداد القهوة و تصفيف الفناجيل لأبيها , و عادت تغط في نومها..
استيقظت على الروتين اليومي الملل..صراخ والدتها..تعاملهم الجاف..كل ذلك كان سببا في إنعزال لطيفة عن العالم الخارجي و ركوبها أحلام اليقظة و عيشها في تخيلات الماضي!!!!
بعد معارك عنيفة مع الخادمة تخرج من المطبخ ذاهبة إلى غرفتها لتعيش بمفردها حيث يحلو لها الجو..بمسامرة الذكريات و إعادة المواقف و تحليل الشخصيات!!
رن هاتفها النقال مجددا معلنا عن وصول رسالة جديدة
المرسل :فيصل
المضمون:
سأكون سعيدا حينما أكون بجانبك..
أجلس معك ..أسمع حديثك..
كما أنا سعيد بمعرفتك!!
تحياتي القلبية لك..
قرأت لطيفة أحرف الرسالة و أعادت قرأتها مرارا و تكرار
شعور نبيل ينتابها..إعجاب يزداد بفيصل و مشاعره العاطفية..
انطرحت على الفراش و سحبت الغطاء على وجهها و أطفأت النور قبل كل شيء لتنعم بأحلام سعيدة!!
عكر صفو أحلامها رنين الهاتف مجددا..
استفاقت سريعا و أخذت تنفض النوم عن وجهها و رفعت السماعة لترد:
لطيفة : مرحبا
فيصل : أهلا و سهلا و مرحبا بك!!
و عاد حديث الليل..و همس السكون..تهمس له و يهمس لها..تقص عليه القصص و يسمع لها لا بأذنيه بل بقلبه..كان قلبها يخفق حبا و شوقا حينما يتحدث..كان كله آذان صاغية لها..و قلبا ينبض بالهيام لها..و لسان يتغنى و ينتقي أروع كلمات الغزل لشخصها..كل ذلك كان كافيا لإن يمتلك قلبها!! و تقدم حبها له بأنامل من ذهب على طبق من ألماس
و لسان حالها: لك حبي يا خليلي..لك عشقي..كم آنستني في دياجر ليل الحزن..
كم واسيتني في كربي..كنت أحب إلي من أب لم أسمع منه حنانا
و من أخ يناديني : بياهيش!!!
و مرت الأيام تلو الأيام و الليالي تجر الليالي و هما ينغمسان في بحر الحب و ينهلان من غدير الغرام و يشربان من كؤؤس المحبة!!
ثلاث سنوات مضت و هما مستمران على إتصال بالهاتف المحمول!!
إلا أن المرحلة الجديدة بدأت تغدو على لطيفة!!
فتطورت القضيةإلى

بنت دلوعة
بنت دلوعة
بدأت المرحلة الجديدة..المرحلة الإنتقالية التي تحول فيها الصوت إلى صوت و صورة..
فذات مساء اتصل فيصل بلطيفة كعادته و بدأ يبحران بقارب الحب نحو ما يريدان..
سألته: هل تحبني؟!!
فأجاب بكل قوة و صرامة : نعم..بتأكيد أحبك!!
و استطرد قائلا : لطوف..يا حبي الكبير..
أيعقل أن لا أعرف شكلك جيدا و لا تعرفيني و الحب بيننا بلغ التراقي!!
فواصل متألقا:
عزيزتي..
ما رأيك أن أطل بوجهك برهة من الزمن تريني فيها و أراك بعيدا عن مشاكل الحياة!!
اتكأت لطيفة على كرسيها و السماعة بيمنها و بدأت تفكر كيف ستراه و يراها فأتى
إبليس ليسعفها بفكرة شيطانية جيدة و يهمس لها:
غدا ستذهبين إلى السوق برفقة ذويك ما رأيك في الإنحياز عنهم قليلا لتري العشيق
حبيب القلب فيصل!!
فرفعت حاجبيها و أحدقت ببصرها مطرقة رأسها و كأنها استحسنت الفكرة لتنقلها
بالحرف إلى فيصل الذي ما لبث أن سمعها إلا و يصرخ بصوته: موافق
موافق..
تمت
تمت..
فابتسمت لطيفة وودعته و أغلقت السماعة..
وقفت بطولها ..أمام المرآة تتأمل الحسن الذي وهبه لها باريها!!
هتاف والدها يناديها بعد مجيئه من صلاة الفجر :
يا هيش يا ولد ..أين هو الفطور!!أين هي القهوة؟!!
لحظتها انعكرت ابتسامتها و تعرم وجهها و أخذت تجر ساقيها إلى المطبخ..
بعد تخبيص و تخبيط سلمت القهوة لوالدها..
و راحت إلى غرفتها تدبر و تخطط في إقناع و الدتها!!
و رقدت تعبا و هي تخطط و تفكر!!
استفاقت و هي تهلوس بما ستقوله لوالدتها..
ذهبت إلى أمها في المطبخ و حاورتها حتى وافقت على ذهابها..
تسلسل الفرح إلى صدر لطيفة مجددا و بلا وعي منها
أخذت تسابق أناملها في تخطي الذاكرة و البحث عن اسمه لتجري الإتصال..
فيصل بصوت متثآب : ألو
لطيفة بهدوء: فيصل
فيصل: لطوف..نوّر الجوال..يا هلا و مسهلا فيك !!
لطيفة بشوق: تمت الموافقة!!
فيصل: إيه زين زين و إنت كلك زين!!
لتذوب كالملح في الماء و بحركة إرادية
تغلق السماعة منه لئلا تلفت انتباه أهلها..
0
0
0
و في المساء حيث الموعد المنتظر..
خرجت بعباءتها التي على الكتفين و أسدلت على وجهها لثام زادها حسنا و بهاء إلى حسنها حيث بدت العينان و شيء من الجبهة و خصلة من شعرها مرمية على وجهها و العطر الفواح من قماشها يتطاير مع نسمات الهواء فكل من مر من جانبها استنشق أنفه تلك الرائحة و كأنها نست حديث رسولنا الكريم : { أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي كيت و كيت} يعني : زانية!!
و في السوق الذي يضج بزائرين و الزائرت..هناك حيث بسط إبليس فراشه..و نادى أحبابه.. كانت تسير مقلبة العينين في المحلات و تدخل و تخرج إلى أن تلقت رسالة من فيصل يخبرها فيها بأنه في الدور الأول أمام الدرج الألي القريب من البوابة
رقم (4) نزلت من الأعلى و كأنها تطير إلى السماء فساقاها لا تكادان تلتصقان بالأرض من سرعتها الجنونية
و في منتصف الطريق وقفت لتخرج مرآة من حقيبتها الصغيرة و تهيأ نفسها أكثر..
كان فيصل واقفا أمام العمود الطويل يرتدي بنطالا أزرق قصير و قميص أبيض..
و عيناه مصوبة إلى الأعلى في انتظار الخطب الجلل!!
نزلت لطيفة لتلتقي عيناه بعيني فيصل و يبدأ قلبها بالخفقان..
و تتسأل من داخلها..أتراه هو أم ؟!! أوقف رسائلها التفكيرية رنة هاتفها معلنة عن وصول رسالة لا شك أنها من فيصل!!
لتخرج الجوال و تنظر في شاشته لتستنكر أنها من أختها التي تسأل عن مكانها !!
و فور إغلاقها للرسالة رن هاتفها..
المتصل : فيصل
فيصل: ألو..لطوف حبيبتي أين أنت؟!!
لطيفة : أنا ..أين أنت!!
فيصل : أنا أرتدي و بدأ يخبرها!!
لطيفة تلفتت تبحث في وجوه من حولها لتجد ضالتها..
نظرت إليه و اقتربت منه ..
اللقاء الأول بين الحبيبن..
كم كانت انطباعتها نحو هذا اللقاء شديدة توحي لها بالأمل تارة و بالخوف تارات ..
كانت تتوقع منه أشياء كثيرة!!
إلا أنه لم يستطيع أن يمد يده لها..
فيصل: ما رأيك أن تشربي فنجان من القهوة مع قطع من الحلوى و أشار بيده إلى المقهى؟!
لطيفة بإرتباك : فكرة جيدة!! هيا!!
و سارا معا حتى دخلا هناك و جلست أمامه.. لتكشف اللثام عن وجهها و يبصر بقية الجمال..طارت عينا فيصل و هو يتأمل في حسنها عينان واسعتان و حواجب منتوفة رسمت فوقها خط أسود بالكحل و أنف طويل و بياض ناصع في بشرة صافية..
شفاة صغيرة وردية..أسنان بيضاء مرصوصة..قامة طويلة..
قدم لها الفنجان و هو كاتم النفس..عديم الجرأة..يشعر بأن أمرا مريبا سيحدث!!
اكتفى بشرب القهوة و الصمت حاضر..
لطيفة تنظر إليه ترسل الإبتسامات..تتوقع منه بعض اللمسات..لكنها عادت بالخيبات.. رن هاتفها و كأنها فرصة للهرب من هذا الكابوس الجاثم..
أيعقل هذا فيصل ؟!! لماذا لا ؟!!
سحبت هاتفها لتسمع صراخ أختها:
الأخت: لطيفوة وينك؟!! لنا ساعة ندور عليك!!
لطيفة بعد أن لوت شفتيها: أنا جاية لكم و ينكم؟!!
الأخت: إحنا عند المحل الفلاني ..
لطيفة في حسرة: خلاص أنا جاية لكم!!
فيصل كان يرقبها بشدة و ما إن أغلقت السماعة إلا ليمد يده ليعطيها كيسا أحمر اللون..مزين بالورد الصناعي..و يهمس أتمنى أن تقبليها!!
و يكمل في تغنج : لطوف..بصراحة..أنت جميلة!! و و..
ابتسمت لطيفة بإشراقة بائنة..فكأنها حصلت على ما تريد من المديح !!
أخذت الكيس برونقة و كانت تسير في الطرقات تسرع علها تصل إلى أختها..
وصلت و بعد عتاب و صراخ و وعيل..فلم تهز الكلمات الجارحة كيان لطيفة..
لأنها لازالت تعيش تلك اللحظات بحضرة فيصل.
فلم تبالي بما حولها من معارك و شظايا!!
وعادوا إلى المنزل لتنسل لطيفة إلى غرفتها و تفتش في الكيس الوردي..
عطر جميل عذب الرائحة..رسالة معطرة بكلمات جذابة!!و أخيرا قلادة حب محفور في قلبها حرفين: L و F احتضنتها لطيفة بقوة و كأن القلادة تنطق بحب فيصل لها!!
آه..كم أنت رائع يا فيصل!!
نظرت إلى جوالها..ترقب اتصاله لتشكره على مشاعره النبيلة و إحساسه المرهف!!
و لما شارف الليل على الإنتهاء اتصل عليها فيصل و ساق لها كلمات الإعجاب سوقا!!
و أغلق منها السماعة في انتظار القدر القادم!!

بنت دلوعة
بنت دلوعة
بعد تطور العلاقة إلى لقاء و مصافحة..لم يكن من الصعب على فيصل أن يطلب إلى لطيفة أن تخرج معه فقط بالسيارة لمدة دقيقة لا أقل و لا أكثر!!
لطيفة بحكم فطرتها الأنوثية و خوفها البشري و بقايا الإلتزام الديني الذي في داخلها..
رفضت إلا أن محاولات فيصل كانت مجدية في إقناعها على البقاء معه دقيقة فقط في السيارة لُيسمعها إحداى الأغاني الغرامية.. و ما إن خرجت معه هذه المرة سيمهد لها الدرب في الخروج معه مرارا و تكرارا!! لأن الصعب هان في داخلها و الثقة به استحوذت على تفكيرها و عقلها اللاواعي يسير بها!!
فذات ليلة مطيرة من ليالي شتاء نجد الثقيلة ..و كعادته اتصل بها بعد أن تلاحمت عقارب الساعة مشيرة إلى الثانية عشرة بالتمام و الكمال!! تن تن..صوت الساعة يدق و كأن أمرا خطيرا سيحدث..رنت لتقع أصداء رنتها في أذني لطيفة التي ما كادت أن سمعتها إلا و انتفض كيانها رعبا و وجلا!!
قال لها فيصل: لطوف..أنا اللحين عند الباب .. أوكي!!
لطيفة: حسنا..أنا الآن سأخرج!!
شدت عباءتها بقوة على جسدها الذي جملته ببنطال ضيق و قميص أشبه بالعاري!!
و لفت الغطاء على وجهها حتى لا يعرفها أحد فينكشف أمرها!! و ألقت نظرة سريعة على أرجاء المنزل و كأن أطلاله تودعها قائلة لها : وداعا لطيفة ..وداعا بلا عودة!!
ركبت معه!! لم توجل..فهو الحبيب الذي طالما سهر معها الليالي..و أزال الوحشة عن صدرها!! انطلقا معا.. إلى حيث الخلاء..إلى أرض فضاء..ليس فيها بشر..و تحت ضوء القمر..همسا أعذب الحوار..مع نسائم السحر.. احتضنها بما تعنيه الكلمة من معاني ترقرق دمعها و على خديها انهمر..الغريب أعطاها من الحنان مالم يعطها والداها.. تذكرت آخر مرة حضنتها والدتها حينما كانت في الصف الأول الإبتدائي..أما أبوها الذي لم يحضنها أبدا و لم تسمع كلمة حنان اطلاقا من شفتيه!!
هبت رياح شمالية باردة..و لطيفة ترتجف أطرافها بردا.. و تهتز أسنانه معلنة بردا قاصفا أصابها لمح فيصل حالها فسارع ليعطي لطيفة سترته.. و أشعرها بالدفيء و الحنان.. ابتسمت بقوة..و لسان حالها: كم أنت مذهل يا فيصل!!
دقائق و تصرخ لطيفة قائلة : فيصل..أبي الآن سيستيقظ. من نومه و إن لم يجدني في المنزل سيذبحني و يجعلني تمثالا!!.أسرع هيا!!
فيصل جر لطيفة من معصمها..و أركبها في السيارة ..و بسرعة هائلة انطلق..كان المطر ينزل بغزارة..و الضباب حجب الرؤية..فيصل يسير بسيارته مهرولا..يقطع الإشارات و يقتحم الأسوار متخطيا كل القوانين...يسيطر عليه خوف فضيحة صاحبته و قرار والدها المجنون!! يحاول هزمه بسرعته المتناهية...في الضفة الأخرى من الشارع كانت شاحنة نقل كبيرة معترضة الطريق..و فيصل مسرع بتهور كبير..لمحت لطيفة الشاحنة لتصرخ: فيصل انتبه!! اللوري قدامك..لا تدخل فيها..إلا أن صرختها كانت متأخرة فلم يستطيع فيصل الدوس على مكابح السيارة و تخطي الحادث!! فدخلت سيارتهما عرضا في الشاحنة الكبيرة و كأنهما جزء واحد لا يتجزأ..اصطدم جسد لطيفة و فيصل بمقدمة السيارة الأمامية ليفارق حياتهما من ساعتها!!
و تتطاير أشلائهما لتحكي &(الخطأ الرومانسي)& !!
نعم الخطأ الرومانسي الذي دفع الفتاة لأن تستجيب لذئب ماكر!!
الخطأ الرومانسي من الأهل الذين لم يهتموا بعواطفها..لم يسمعوا لها بقلوبهم..لم يحتضنوها بأفئدتهم...لم يشعروها بأهميتها كفتاة في المنزل..
رغم أن هذه أسطورة من نسج خيالي..إلا أنها تقص واقع أليما بشكل أو بآخر..
الواقع الأسري..الفراغ العاطفي الذي أصبح فجوة كبيرة يدخل منها المتطفلون ليفسدوا البيوت!!
0
0
0
رسالة إلى كل أب و أم:
أيها الغاليان..أعلم أن مهمتكما في هذه الحياة شاقة..و مسؤلية أبنائكما..ليست بالهينة إطلاقا...و لا تنحصر في المآكل و المشرب...فكما تطعمونهم الغذاء الجسدي..أطعموهم الغذاء الروحي..
ما المانع أن تسمع لبنتك أو ابنك بقلب صادق لا بأذنيك؟!!..
اسمع لهما بصدق و حاورهما.. لا تسمع ما تريده أنت و تترك مالا تريده..
لا افهمه .. و افهميها
انزل إلى مستواه.. و انزل إلى مستواها
صحح معتقدهما و مذهبهما بطريقة أبوية حانية...
العب معه.. و العب معها
لا تشعرهما أنك أبوهما و هما ولديك بالنظام العسكري أنا القائد و أنتما الجندي..
لا لا لا يا أخي كن أكثر اتساعا لأبنائك..
حتى لا تستغرب حينما ترى ابنتك أو ابنك خلف القضبان..
قد يقول القائل: أنا أربي عيالي صح..
أخي ما مفهوم التربية عندك؟!..هل مفهومها اسمع و افعل و لا تترك ؟!!
لا هذا يسمى القاء أوامر ..
لا ..فالتربية تهذيب و سلوك و قدوة..
أنت حينما تتحدث مع ابنك و تنزل إلى مستواه و تكسب وده لحظتها سيطيعك في كل شيء..
فيا معشر المربين..
الله الله فيمن هم تحت أيديكم!!
و تذكروا يوما عصيبا سنقف فيه بين يدي المولى عز وجل يسألنا عن كل صغيرة و كبيرة!!
إلى كل شاب و شابة:
أختي العزيزة: لا تتوقعي أن هناك شيء اسمه الحب قبل الزواج .
.و إن حصل فمرده إلى كره و فراق..
تذكري أن أي طريق غير شرعي..مرده إلى البوار...
أخي الشاب: تذكر كما تدين تدان..و تخيل أن ما تفعله ُيفعل مع أختك!!
0
0
0
أتمنى أن تكن قد استمتعتن بها!!
تنبيه:
جميع أحداث هذه القصة من نسج الخيال
و الوقائع التي تحدث هي بدورها من صنع الخيال ،
و أي محاولة للبحث عن الواقع في الخيال ستكون مضيعة للوقت ...
و لا يمنع مطابقة هذه القصة للواقع!!
للأمانة منقول ولكن عجبتني وحبيت أنقلها للفائدة أرجو أنها ماتكون مخالفة لقوانين المنتدى
ودمتم بود

بنت دلوعة
بنت دلوعة
شو ولا رد ماعجبتكم القصة ؟؟؟؟
خلاص زعلت

بنت دلوعة
بنت دلوعة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غزاله ماحد يصيدها
غزاله ماحد يصيدها
لا حبيبتي لاتزعلين القصة روعة
تسلمين

بنت دلوعة
بنت دلوعة
مشكورة ياقلبي غزالة أنتي الوحيدة اللي طيبتي خاطري

ورود النرجس
ورود النرجس
مشكورة ياقلبي
قصة مؤثرة

بنت دلوعة
بنت دلوعة
مشكورة أختي ورود النرجس على مرورك الحلو

أروع جدال بين الذكر والأنثى
عند قرب موعد الزواج