- إن أعطتك الحياة الليمون ، فلا تشرب عصيره !
- من آقوال الكاتب: غاري كوكس
إن أعطتك الحياة الليمون ، فلا تشرب عصيره !
من آقوال الكاتب: غاري كوكس
اعتادت صديقة لي القول: "إن أعطتك الحياة الليمون ( أو الامور السيئة والمشكلات ), فاشرب عصيره ( او انظر الى جانبها المشرق , واستخلص الدروس الايجابية منها كي تتجاوزها , وتمضي قدما ) !", وقد كانت تقول ذلك على الدوام بغض النظر عن طبيعة المشكلة او الظرف الحاصل. يتراءى لي بادئ ذي بدء أن تلك النصيحة لا تخلو من الصدق , وتتمتع بقدر معقول من المنطق والتفاؤل ,
ولكنني أرى معه ذلك أنه في حال أعطتك الحياة (او عملك) الليمون , وذك في التو المعاش , لا كمضرب للمثل فحسب , فلا تشرب عصيره... او لا تفعل ذلك في التو واللحظة على الاقل.
يندر , عندما يحدث شيء سيء وكبير في حياتك , ان تنظر ببساطة الى ما يمكن اعتباره جانبا مشرقا منه , وتمضي قدما ( فور حدوثه على اقل تقدير ) فان كنت غير مستعد للمضي قدما في حياتك لسبب او لآخر , فستؤدي محاولتك اجبار نفسك على القيام بذلك في وقت مبكر للغاية الى الحاق المزيد من الضرر بك , واصابتك بالاكتئاب , واشعارك بالفشل. ان المسألة تدور بالاساس حول التوقيت , او التوقيت الشخصي لاكون اكثر دقة , ويستند الاخير بالواقع الى عدد من الامور كخبرتك , وتحديداتك السابقة , ومعرفتك الفكرية , وشخصيتك , واسلوبك في الحياة.
وسواء ادعاك غيرك للمضي قدما , وتجاوز المشكلة , ام كنت انت الداعي , فاعلم انك لن تستطيع القيام بذلك , ان لم تتخذ الموقف السليم. الم يلق احد على مسامعك من قبل الخطب الاعتيادية المتعلقة بضرورة تجاوز المحن وما الى ذلك , والتي لا تؤدي في العادة الا الى زيادة ما تشعر به من سوء؟, لا استبعد ذلك , او رغبتك في الرد عليه قائلا: "انك لا تفهم ما امر به , انك لا تفهم انني عاجز عن المضي قدما" , ثم لا يلبث بعد ذلك بيوم او اثنين ان يخبرك شخص آخر بوجوب تجاوزك تلك المشكلة , فما يكون منك الا ان تهز رأسك وتقول: " انك محق لا بد ان أتجاوزها , وقد حان الوقت لأمضي قدما " , وهكذا تجد ان موقفك يتغير بالتدريج مع مرور الزمن , وفق ما يتطلبه توقيتك الشخصي.
يتمثل عنصر آخر محدد للتوقيت , الذي ينبغي عليك ان تشرب عصير الليمون بحلوله , في حجم ذلك الليمون , فكلما كبر حجمه , كلما كانت المشكلة اسوأ , والوقت الذي تحتاجه اطول لتجاوز الالم الناتج عنها , قبل تمكنك من شرب عصيره.
يعد التوقيت مسألة نسبية لا مطلقة , وهو ما يعد امرا ايجابيا في نظري , وقد يحتاج بعض الناس بطبيعتهم الى شهر مثلا كي يتجاوزوا مشكلة الطلاق , في حين يستلزم غيرهم سنة ( لا يتجاوز بعض الناس في الحقيقة مشكلاتهم ابدا ). يتجسد الامر الاكثر ايجابية في ان بمقدوركم استخدام بعض الامور كالمعرفة بالاضافة الى الادوات الواردة في هذا الكتاب , كي تقلصوا حجم الزمن الذي تحتاجونه بطبيعتكم لتجاوز مشكلاتكم , وقد تحتاجون للقيام بخمسين خطوة مثلا كي تصبحوا مستعدين لتجاوز مشكلة ما , والمضي قدما في حياتكم , بينما يحتاج غيركم ما هو اكثر او اقل من ذلك. ستكتشفون في الفصول اللاحقة ادوات جديدة تساعدكم على تعديل افكاركم وتصرفاتكم , علاوة على تقليص توقيتكم الشخصي لتجاوز المشكلات , وسيكون باستطاعتكم , عند استخدام الادوات الصحيحة , ان تقوموا بالخمسين من تلك الخطوات في غضون ايام لا اشهر.
كلما كبر حجم الليمون , كلما كانت المشكلة اسوأ , والوقت الذي تحتاجه اطول لتجاوز الالم الناتج عنها , قبل تمكنك من شرب عصيره.
اياكم ان تقعوا في فخ اتخاذ التوقيت الشخصي عذرا لعدم قيامكم بأي فعل , وصحيح ان المبدأ الذي اعطيتكم اياه للتو واقعي وصائب الى حد كبير: "ولكنكم ستكذبون على انفسكم , وتواجهون خطر المراوحة في مكانكم للأبد ان اتخذتموه عذرا لتجنب القيام بأي فعل , بينما سيؤدي توظيفكم له بحيث تتوصلون فكريا لفهم انكم قد لا تكونوا مستعدين بعد للمضي قدما – ولكنكم ملزمون مع ذلك بالقيام بأشياء تساعدكم على بلوغ مرحلة الاستعداد – سيؤدي الى تحرير القوة الموجودة في ذلك المبدأ , وسيصبح مبدأ ممكٍّنا ومحفزا , عوضا عن ان يتم اتخاذه عذرا.
- معلومة مفيدة: ( تخيل ما الذي يمكنك ان تحوزه , او تحققه , والاهم من ذلك , كيف سيكون شعورك ان لم تكن مقيدا بأية حدود نفسية ).
لقد أطلعتم على الضربات الموجعة التي تلقيتها في حياتي , وعليه تدركون ان نصحي لكم نابع مما تعلمته في مدرستها , وقد صممت اكثر من مرة على تجاوز الاحداث الكبيرة والمؤلمة التي مررت بها , واستخدمت ذلك المبدأ عدة مرات , وباشكال متعددة , وقد اتى اكله عندما كنت اتعرض لتلك الاحداث. لا تظنوا , بناء على ما سبق , ان هناك طريقة واحدة لتطبيق ذلك المبدأ , ولكن حاولوا الآن التركيز على طريقتي في تطبيقه , والتفكير ان كان بإمكانها مساعدتكم على تجاوز بعض المشكلات الكبرى التي تتعرضون لها في حياتكم واعمالكم.
سيكون باستطاعتكم , عند استخدام الادوات الصحيحة , ان تقوموا بالخمسين من تلك الخطوات في غضون ايام لا اشهر.
بدأت بالقول لنفسي: " امضي قدما " , ولسبب ما لم تفلح هذه اللازمة , وبمجرد ان ادركت انني عاجز عن المضي قدما لعدم استعدادي لذلك , فكرت بما يجب فعله كي اصبح مستعدا , فتخيلت نفسي في المستقبل بعد تجاوزي لمشكلاتي , وفكرت بانني ساحتاج الى اختبار الافكار السلبية حولها مرة بعد اخرى الى ان يصبح التفكير بها مجرد جزء لا عاطفي من ماضيَّ , عوضا عن ان يكون عاطفيا , ومؤلما , ومستنزفا. قررت ان احيي تلك المشكلات مرارا , وركزت على الامور السيئة , وفكرت بها باستمرار , واختبرت ما استطيع الاحساس به من الالم يوميا حتى اصبحت خدرا , ووجدت في النهاية انني اختبرت الالم الناتج عن مشكلاتي لدرجة كبيرة يمكنني معها البدء بالمضي قدما.
لا انصح الجميع بإتباع هذه الطريقة , وهي لا تصلح لكل المواقف , ولكن المفيد فيها هو حثكم على فعل كل ما يمكنكم لاتخاذ الخطوات الكفيلة بتجاوز مشكلاتكم.
ينبغي قبل ان تحاول مساعدة شخص اخر على تجاوز طلاق , او خسارة عمل , او أي من تحديات الحياة , ينبغي ان تملك القدرة اولا على وضع نفسك في محله وان تحرص على ان يكون مستعدا قبل ان تدفعه للمضي قدما. لا يعلم الناس في كثير من الاوقات ما يفعلونه لمساعدة صديق محزون , ولا يقومون ,بالتالي ،سوى بإخباره بضرورة تجاوز ما يحزنه ,ولا اشكك بصدق نواياهم في المساعدة في تلك الحالة ,ولكن محاولة دفع ذلك الصديق الى المضي قدما في وقت مبكر للغاية ستكون امرا سيئا ,يصبح السكوت معه خيرا من قول أي شيء ,ومن الافضل ان تتعاطف مع صديقك بصمت ,على ان تساعده بقول ما يضره.
تمثل محاولة احدهم الى المضي قدما في وقت مبكر للغاية امرا سيئا , يصبح معه السكوت خيرا من قول أي شيء.
استذكر وقتا امضيته مع صديقة مقربة كانت قد ترملت حديثا في حينه ,وقد اخبرتني ان العديد من اصدقائها الحوا عليها بضرورة تجاوز ذلك والمضي قدما ,ولكن كيف يعقل ذلك؟ !. لقد كانت متزوجة لأكثر من ثلاثين سنة ,ولم يكن زوجها قد توفي إلا من اشهر قليلة آنذاك ,فهل تعلمون ماذا كانت ردة فعلي؟ ,اخبرتها ان تحزن وتبكي ما امكنها ,فقد اعتراها شعور بالضعف الاضافي نتيجة الحاح الناس عليها ,وظنت ان ما تقتضيه البداهة والسلامة في تلك الحالة هو ان تكون قادرة على اتباع نصحهم ,وإلا كانت ضعيفة. لقد شعرت بما هو اكثر من الضعف ,وأحست ان بها عيبا ,او خللا ما نتيجة عجزها عن المضي قدما ,وهكذا نرى ان النية الحسنة توفرت لدى اصدقائها ,لكن كلماتهم لم تشعرها إلا بمزيد من السوء بالواقع.
هل يعقل ان تكتفي ارملة بالبكاء على فقدان زوجها لثلاثة اشهر فحسب بعد زواج استمر لأكثر من ثلاثين عاما !؟. بالله عليكم !, من الواضح ان الوقت لم يحن لتلك المرأة بعد كي تشرب عصير الليمون ,فلديها قدر كبير من المشكلات لتتعامل معه ,وعندما يحين الوقت الذي تصبح فيه هي او انت مستعدين للمضي قدما ,فعليك ان تدرك ان: "الوقت لا يشفي كل الجراح ,بل انت من يفعل".
احرص ,ان اردت مد يد العون لأصدقائك ,على منحهم الوقت الكافي لاستيعاب ما مر بهم من احداث قبل حثهم على تجاهل ارتباطهم العاطفي بالماضي ,والعيش بسعادة دائمة ,واعلم ان الوقت المناسب لتدخلك سيأتي بالتأكيد ,فإن كنت مقربا من الصديق الذي تحاول مساعدته ,فعليك ان تعتمد على حسن التمييز لديك كي تميز بين الوقت الذي يحتاجه ذلك الصديق لاختبار الالم الضروري ,وبين امكانية تحول مزاجه المكتئب الى عادة ينبغي التخلي عنها ,وهكذا يحتاج بعض الناس احيانا الى صديق مقرب ,او ناصح امين ومتمرس لمساعدتهم على اتخاذ الخطوات الاولى نحو المضي قدما.
احرص ,ان اردت مد يد العون لأصدقائك ,على منحهم الوقت الكافي لاستيعاب ما مر بهم من احداث قبل حثهم على تجاهل ارتباطهم العاطفي بالماضي , والعيش بسعادة دائمة.
الخلآلآصه..~
- يندر عندما يحدث شيء سلبي وكبير في حياتك أو عملك أن تنظر ببساطة إلى ما يمكن اعتباره جانبا مشرقا منه، وتمضي قدما على الفور.
- يمكنك استخدام بعض الأمور كالمعرفة الفكرية، كي تقلص حجم الزمن الذي تحتاجه بطبيعتك لتجاوز مشكلاتك.
- كثيرا ما نعجز عن المضي قدما ان لم نكن مستعدين لذلك، لكننا قادرون على تغيير المدة اللازمة للوصول إلى مرحلة الاستعداد.
لنمضِ قٌدمًا..
محبتكم رغوده..
يعطيك العافية غاليتي
طرح موفق يحمل بين طياته الفائدة
و لنمضِ قٌدمًا..