الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
البحر والقمر
في يوم من الايام وقد كان القمر بدرا وكان مطلا على البحر ما اجمله من منظرولكن حدثت مناظره بين البحر والقمر!
لهما حق فكل واحد منهما له صفات رائعه وساحره
القمر:هل رايت جمال ضوئي في هذا الظلام الكاحل فما اجملني من قمر
البحر:نعم نعم ولكن هل رايت اعين الناس الحائره عندما ينظرون الي فانا واسع كالحلم الذي لا نهاية له
القمر:انا الذي اذا نظر الناس الي وجدوا الدفء بلوني الفضي
البحر:وانا بلوني الازرق في الصباح ادخل البهجه في قلوب الناس وبلوني الاسود في الليل ينبهر الناس بسحر جمالي
القمر:ولكن الناس ينبهرون بجمالك في الليل بسبب انعكاس ضوئي عليك
البحر:فهل رايت امواجي التي تندفع كندفاع الحصان راكضا ركضا لا يريد ان يتوقف عنه
القمر:نعم ولكن هل رايت بريقي الفضي الذي يخطف الاعين
البحر:وانا بريقي كبريق الدمع في الاعين
القمر:هل رايت سعاده النجوم وبهجتهم وهم حولي
البحر:وهل تعرف ماهو احساس المخلوقات وهم يعيشون في حلم واسع والجبال تقف من حولي تحرسني
لا يوجد نهايه لهذه المناظره فهما وصف القمر نفسه لن يعطي نفسه حقه وكذلك البحر
م ن ق و ل
بدا ضوء الشمس يتخلل الغيوم البيضاء،و ودّع الليل السماء
وأقبل النهار ببياض الطلعة ،وأسفر الليل عن سواد الطلة
بث الصباح طلائعه ،وأدبر الليل نوافجه
فبدأ النزاع بينهما،بعد أن كان متوارياً خلفهما
و استنجد كلاً منهما ببراهينه، وتحلى كلاهما بعزائمه ..
فتبادلوا الإبهار،وتنازعوا بالإنكار..
فبلغ الليل الغاية ،وبزغ الفجر رافعاً الراية .
تالياً قوله تعالى (والنهار إذا تجلى)
فرد الليل(والليل إذا يغشى) خلقني الله فسوى ، ثم على العرش استوى..
في عينيّ الفلك يفخر ، وببهاء السحر القمر يظهر.
فسربل النهار السماء
وقال: يا من يعز علي أن يحل ، ويبدلني بسواد كظيم لا يمل.
فاستوت الشمس منتصف النهار ((واصفرت غلا لتها كأنها الدينار)).
بعد أن كسرت جيوش الدجى وشمّرت للحرب من غير هدى.
قائلة: أما علمت أيُّنا أقوى وأظهر؟ أعلم وأطهر؟..
فشتان ما بين الثرى والثريا..
أين ظلمتك من بياضي؟وأين ضعتك من عزتي؟..
أما علمت أن الله امتدحني في كتابه وجليل سلطانه
بقوله(هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور)
فأين منزل الغَفَلَة من منزل أهل العلم واليقَظَة؟..
فحمل الليل على النهار ،((وصبغ حمرة وردته بصفرة البهار)).
وطرح ليلته بالأسحار وظلمته لا تتخللها الأنوار.
قائلاً
(( أحمد من جعلني خلوة للأحباب ، وجلوة لعرائس العرفان ونفائس الآداب
وخلقني مثوى لراحة العباد ، ومأوى لخاصة النُّسّاك والعبّاد.))
ولله در القائل:
أيها الليل طُل بغير جُناح ليس للعين راحة ٌ في الصباح
كيف لا أبغض الصباح وفيه بان عني نور الوجوه الصِّباح
فإني أتردد على مجالس الحسن والبهاء ، أخيم بالأنس والهناء
وأحيي الليل بنسمات السحر فأحيان أصلي وأحيان أُسِّر.
وإياك أن تُعيبني بالسواد ،(( فما عيب السواد إلا في الفؤاد !!))
أما تشهد كرامتي وعزة شأني؟!
وكيف تعيرني بالوضاعة ((ومني كان انسلاخك وظهورك ؟!))...
أما ترى الناس في أمري حَيَارى؟وعلى ضياء قمري ولفيف نجومي سهارى؟..
ولا يحلو السمر إلا في ثنايا السحر
فيا أيها المغتر بالبياض أما علمت أن السواد حلية أهل القيام؟..
فما هي حججك بعد أن وهنت أمام محجتي؟!
انظر إلى حسن هلال بدا يجلو سناطلعته الحندسا
كمنجل قد صيغ من فضة يحصد من زهر الدجى نرجسا
فقام النهار وتنبه فازدهر سراحه ، وأنار سراجه
وشرع يتلو سورة النور ، والشمس تظهر بضوئها المسطور..
وقابل الصبح جنح الليل فارتسمت سطوره البيض في ألواحه السود
ثم قال :
أيها الليل البهيم قد عفيت عنك بعد أن بارت نزاعاتنا ..
تالله إننا لعلى خلاف بينما في ادبار ليلتك واشراق نهاري في إيلاف ...
فما رأيك بالصلح القويم فنحن خلق الله السليم
أكمل الله خلقنا ،فاجعل من صحبتِنا نعمتنا..
رد الليل مُرحباً :
سلام الله على من اتبع الهدى والصلاح ، والله إنك لعلى فلاح..
احمد الله ان جعل لنا خلوة الأيام ، وفي تعاقبنا جلوة الأوهام..
فها أنا أرد إليك عوائد الإحسان ،بعد أن كررنا الإنسان ، وبامتنان أجود بموائد العرفان ...
(( فقُر عيناً وطِب نفساً ، وابشر ببلوغ الوطر ، وزوال الخطر)) ..
لعمري إننا على أفضل حال ، بعد أن ذقنا المحال ، و حال النزاع ، مابعدها حال..
و سلام الله عليكم..
ملحوظة: ((مابين القوسين مستقى من جواهر الأدب))
في أدبيات وإنشاء لغة العرب
تأليف : السيد/ أحمد الهاشمي
م ن ق و ل
لما كانت العين رائدا , والقلب باعثا وطالبا , وهذه هى لذه الرؤيا ,
وهذا له لذه الظفر , كانا فى الهوى شريكين عنان ... ولما وقعت فى
العناء , واشتركا فى البلاء , أقبل كلا منهما يلوم صاحبه ويعاتبه ....
فقال القلب للعين : انت التى سقتنى الى موارد الهلكات , وأوقعتينى
فى الحسرات بمتابعتك اللحظات , ونزهت طرفك فى تلك الرياض ,
وطلبت الشفاء من الحدق المراض وخالفت قول أحكم الحاكمين ...
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذالك
أزكى لهم أن الله خبير بما يصنعون "
وقول الرسول عليه الصلاه والسلام " النظر الى المرأه سهم مسموم
من سهام إبليس , فمن تركه من خوف الله عز وجل أثابه الله إيمانا
يجد حلاوته فى قلبه "
وقال أحد العقلاء من سرح ناظره , أتعب خاطره , ومن كثرت لحظاته
دامت حسراته , وضاعت عليه أوقاته , وفاضت عبراته , ,,
وقال أحد الشعراء :
نظر العيون الى العيون هو الذى ** جعل الهلاك الى الفؤاد سبيلا
مازالت اللحظات تغزو قلبه ** حتى تشحط بينهن قتيلا
وقالت العين ::
ظلمتنى أولا وأخرا , وبؤت بإثمى باطنا وظاهرا , وما أنا الا
رسولك الداعى اليك فأنت الملك المطاع , ونحن الجنود والأتباع ,
فلو أمرتنى أن أغلق علي بابى , وأرخى حجابى لسمعت وأطعت ,
ولما رعيت فى الحمى ورتعت , وأرسلتنى لصيد قد نصبت لك
حبائله واشراكه ... واستدارت حولك فخاخه وشباكه , فغدوت
أسيرا بعد أن كنت أميرا , وأصبحت مملوكا بعد أن كنت مليكا ,
وهذا قول أعدل الحكام عليه الصلاه والسلام "" ان فى الجسد
مضغه اذا صلحت صلح لها سائر الجسد , واذا فسدت فسد لها
سائر الجسد ألا وهى القلب ""
"" من كتاب روضه المحبين ونزهه المشتاقين
م ن ق و ل
مناظرة بين السيف والقلم
بسم الله الرحمن الرحيم
لزين الدين عمر بن الوردي المتوفى سنة 749 ه
لمَّا كان السيفُ والقلمُ عُدَّتي العمل وَالقَوْل، وَعُمْدتي الدُّوَل، فإنْ عَدِمَتهما دولَةٌ فلا حَوْلَ، وَرُكْني
إسنادِ
المُلْك الُمعربَيْنِ عن المخفوضِ والمرفوع، وَمُقَدِّمَتَي نتيجة الجدلِ الصادر عنهما المحمولُ
والموضوع
فكَّرْتُ أيهما أعظمُ فخراً وأعلى قدراً فجلستُ لهما مجلسَ الحُكْمِ والفتوى، ومثلتُهما في الفكرِ
حَاضِرَيْنِ
للدعوى، وسوّيت بين الخصمينِ في الإكْرَامِ، واستنطقتُ لسانَ حالِهمَا للكلام.
فقال القلم :-
بسم الله مجريها ومُرْساها، والنهار إذا جَلاّها والليل إذا يغشاها، أما بعد حمد الله خالق القلم،
ومشرفة بالقسَم، وجاعله أول ما خلق، جَمّل الورق بغصنه كما جَمّل الغصن الورق. والصلاة
على
القائل : "جفت الأقلامُ"، فإن للقلم قصَبُ السباق، والكاتِبُ بسبعة أقلام من طبقات الكتاب في
السبع
الطباق، جَرَى بالقضاء والقدر، ونَابَ عن اللِّسان فيما نهى وأَمَرَ، وطالما أربى عَلَى البِيض
والسُّمْر
في ضرابها وطعانها، وقاتل في البعد والصوارم في القُرْبِ ملء أجفانها، وماذا يُشْبِهُ القلم في
طاعة
ناسه ؟ ومشيه لهم على أمِّ ر اسه ؟
قال السيف :-
بسم الله الخافض الرافع، وأنزلْنَا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافع، أما بعد حمد الله الذي أنزل آيةَ
السيفِ
فعظَّمَ بها حرمة الَجْرح وآمن خيفةَ الخيف، والصلاة على الذي نفذَّ بالسيف سطور الطروس،
وخدمته
الأقلام ماشية على الرءوس، وعلى آله وصحبه الذين أُرْهِفَتْ سيوفهم، وبُنِيَتْ بها على كسر
الأعداء
حروفهم، فإن السيف عظيم الدولة شديد الصّولة، محا أسطار البلاغة، وأساغ ممنوع الإساغة،
من
اعتمد على غيره في قهر الأعداء تعب، وكيف لا وفي حَدِّه اَلْحدُّ بين الجدِّ واللِعبِ ؟!
فإن كان القلم شاهداً، فالسيف قاض، وإن اقتربت مجادلته بأمر مستقبل قطعَهُ السيف بفعل ماض،
به
ظهرَ الدينُ، وهو العُدّة لقمع المعتدين، حَمَلَتْهُ دون القلم يد نبيِّناَ، فَشَرُف بذلك في الأمم شرفاً بيِّناً،
الجنة تحت ظِلاله، ولا سيما حين يُسَلُّ فترى وَدْقَ الدم يخرج من خلاله، زُينت بزينة الكواكب
سماء
غِمدة، وصدَقَ من قال "السيف أصّدَقُ أنْباءٍ من ضده " لا يعبثُ به الحاملُ، ولا يتناوله كالقلم
بأطراف
الأناَمل، ما هو كالقلم المُشَبَّه بقوم عرُوُّا عن لبوسهم، ثم نُكسوا كما قيل على رُءُوسهم، فكأن
السيف
خُلِق من ماءٍ دافق، أو كوكب راشق مقدراً في السّرْد، فهو الجوهر الفَرْد، لا يُشترى كالقلم بثمن
بخس، ولا يبلى كما يبلى القلم بسواد وطمس، كم لقائمه المنتظر، من أثرٍ في عينٍ أو عينٍ في
أثر،
فهو في جراب القوم قَوامُ الحرب، ولهذا جاء مطبوع الشكل داخل الضرب.
فقال القلم :-
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ في الحلية وهو في الخصام غيرُ مُبيِن، يُفاخرُ وهو القائمُ عن الشِمال، وأنا الجالس
على
اليمين؟! أنا المخصوصُ بالرأي وأنت المخصوص بالصَّدَى، أنا آلة الحياة وأنت آلة الردى، ما
لِنْتُ إلا
بعد دخول السعير، وما حُدّدت إلا عن ذنبٍ كبير، أنت تنفع في العمر ساعة، وأنا أُفني العُمْرَ في
الطاعة، أنت للرَّهَب، وأنا للرَّغَب، وإذا كان بَصَرُك حديداً فبصري ماءُ ذهب، أين تقليدُكَ من
اجتهادي،
وأين نجاسة دمك من تطهير مِدادي ؟
قال السيف :-
أمثلك يُعَيِّرُ مثلي بالدماء؟! فطالما أمرتُ بعض فراخي وهي السكين فأصبحت من النفاثات
في العقد
يا مسكين، فأخلَتْ من الحياة جُثمانك، وشقّت أنفك وقطعت لسانك.
ويلك ! إن كنت للديوان فحاسِبٌ مهموم , أو للإنشاء فخادمٌ لمخدوم، أو للتبليغ فساحر مذموم، أو
للفقيه فناقص في المعلوم، أو للشاعر فسائل محروم، أو للشاهد فخائف مسموم، أو للمعلم فللحيّ
القيُّوم أمَّا أنا فلي الوجه الأزهر والحلية والجوهر والهيبة إذ أُشْهَر , والصعود على المنبر. ثم
إني
مملوك كمالك، فإنك كناسك، أسلك الطريق واقطع العلائق.
فقال القلم :-
أما أنا فأبن ماءِ السماءِ , وأليف الغدير وحليف الهواء، أما أنت فابن النار والدخان وناثرُ
الأعمار
وخَوَّان الإخوان تفصل ما لا يُفصل وتقطعُ ما أمر الله به أن يُوصَل، لا جرم أن صَعَّرَ السيف خده
وصقل
قفاه , وسُقيِ ماءً حميماً فَقَطّع مِِعَاه، يا غُرَاب البين , ويا عُدَّة الحْينِ، ويا مُعْتَلّ العين، ويا ذا
الوجهين،
كم أفنيت وأعدمت ؟ وأرملْتَ وأيْتَمْتُ ؟
قال السيف :-
يا ابن الطين ! ألست ضامراً وأنت بطين ؟! كم جَرَيت بعكس وتصرَّفت في مكس وزَوَّرْت
وَّحرفت، و نكّرت وعرّفت، وسَطّرت هجواً وشتما ً، وخلّدت عاراً وذمًّا، أبشر بفرط رَوْعتك،
وشدة خِيفتك، إذا قِسْتَ بياض صحيفتي بسواد صحيفتك، فألِنْ خطابك فأنت قصير المدة، وأحسن
جوابك فعندي حِدّه، وأقلل من
غلظتك، وجبهك، واشتغل عن دم في وجهي بقبيح في وجهك، وإلا فأدنى ضربةٍ مني تروم
أرومتك،
فتستأصلكَ وتجتثُّ جرثومتَك، فسقياً لمن غاب لك عن غابك، ورعياً لمن لو أهاب بك لسلخ إهابك.
فلما رأى القلمُ السيفَ قد احتد، ألان له من خطابهِ ما اشتد وقال :-
أما الأدب فيؤخذ عنِّي، وأما اللطف فيُكتسب منِّي، فإن لِنْتَ لنتُ، وإن أحسنتَ أحسنتُ، نحن أهل
السمعِ
والطاعةِ، ولهذا نجمعُ في الدواةِ الواحدةِ منَّا جماعة، وأما أنتم فأهلُ الحدةِ والخلافِ، ولهذا لا
يجمعون
بين سيفين في غلاف.
قال السيف :-
أمَكْراً ودعوى عِفّة ؟ لأمرٍ ما جدع قصير أنفه ! لو كنتَ كما زعمتَ ذا أدبٍ , لما قابلتَ رأسَ
الكاتبِ
بعُقدةِ الذنَبِ، أنا ذو الصِّيت والصوتِ، وغِراري لسانَ مشرَفي يرتجل غرائب الموت , أنا مِن
مارجٍ مِن
نارٍ، والقلم من صلصالٍ كالفخارِ، وإذا زعم القلمُ أنه مثلي، أمرتُ مَنْ يدقُ رأْسه بنعلي.
فقال القلم :-
صَهْ فصاحبُ السيفِ بلا سعادةٍ، كأعزل.
قال السيف :-
مهْ فقلمُ البليغِ بغير حظٍ مغزل.
فقال القلم :-
أنا أزكى وأطهر.
قال السيف :-
أنا أبهى وأبهر.
فتلا ذو القلم لقلمه :-
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر:1).
وتلا صاحب السيف لسيفه :-
( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2).
فتلا ذو القلم لقلمه :-
( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (الكوثر:3).
قال :-
أما وكتابي المسطور، وبيتي المعمور، والتوراة والإنجيل، والقُرآن ذو التبجيل، إن لم تكف عنِّي
غرْبك، وتُبعد مني قُرْبك، لأكتبنكْ من الصُّمِّ والبُكم، وَلأُسطرنّ عليك بِقلمي سجلاً بهذا الحكم.
قال السيف :-
أما ومَتْني المتين، وفتحي الْمُبين , ولسانَيّ الرطبين، ووجهَيّ الصُلبين، إنْ لم تُغِبْ عن بياضي
بسوادك، لأمسَنَّ وجهك بمدادك، ولقد كسبت من الأسد في الغابة، توقيع العين والصلابة، مع أني
ما
ألوتُكَ نصحاً أفنضرب عنكم الذكر صفحاً ؟
قال القلم :-
سَلِّم إن كنتَ أعلى فأنا أعلم , وإن كنتَ أحلى فأنا أحلم، وإن كنت أقوى فأنا أقوم , أو كنت
ألوى َ فأنا
ألوم , أو كنت أطرى فأنا أطربُ، أو كنت أغلى فأنا أغلب , أو كنت أعتى فأنا أعتبُ , أو كنت
أقضى
فأنا أقضب.
قال السيف :-
كيف لا أفْضُلك , والمقرُّ الفلانيُّ شادٌّ أزري.
قال القلم :-
كيف لا أفْضُلك وهو ( عزَّ نصرهُ ) ولي أمري ؟
قال الحَكمُ بين السيفِ والقلمِ :
فلما رأيتُ الحجَّتيْن ناهضتين، والبيِّنتيْن بينتيْن مُتعارضتين، وعلمتُ أنَّ لكلِّ واحدٍ منها نسبةً
صحيحةً،
إلى هذا المقرَّ الكريم، ورواية مُسْندة عن حديثه القديم، لطَّفتُ الوسيلة، ودققّتُ الحيلة حتى رددْتُ
القلم
إلى كنَّه , وأغمدتُ السَّيف فنام ملء جفنه، وأخّرْتُ بينهما الترجيح وسكتُّ عمّا هو عندي
الصّحيح،
إلى أن يحكم المقرُّ بينهما بعلمه، ويسكِّن سورة غضبهما الوافر ولجاجهما المديد ببسط حلمه.
_________
قال أبو جندل الأزدي:
بعد هذه المناظرة الرائعة المثيرة تأملت التاريخ الإسلامي فوجدتُ أن الذي يرفعُ القلمَ دونَ سيفٍ
يذِلّ،
والذي يرفعُ السيفَ دونَ قلمٍ يضلّ ويزلّ، ومن يرفعهما معاً فإلى مبتغاه يهتدي ويصل , ورحم
الله شيخ
الإسلام ابن تيمية إذ قال: (لا يقوم الدين إلا بكتابٍ يهدي وسيفٍ ينصر وكفى بربك هادياً ونصيراً ).
الليل والنهار ,,
كانت السماء صافية , حين رأيتها من شرفة غرفتي , تأملت لحظة ساحرة حين إنبلاج نور النهار من ظلمة الليل فتناهت الى سمعي أصوات فإذا بالنهار و الليل يتبادلان الحوار , اصغيت اليهما , فسمعت :
النهار .... أنا الذي أقسم الله بي إذا تربعت على عرش السنا , فقال ( و النهار إذا تجلى ) وتوجت سور بإسم أوقات ولادتي من ( الضحى , النور , الفلق )
الليل ..... أما أنا فنلت نصيبك من شرف القسم إلى إذا تغشيت , و أنزلت سورة باسم مظاهري من ( القمر و النجم )
وزدت بالتشريف بتتويج سورة سورة باسمي الحقيقي .
النهار ....يكفيك بينة أن الله محى آية الليل و جعل آيتي مبصرة ,و لم يساوي بين الظلام و النور , و جعل لي سراجا وهاجا .
الليل .... كيف تناضلني و مني كان انسلاخك و ظهورك ,و بي أرخت أعوامك و شهورك , و في ظلامي يرى الناس زينة السماء من قمر و كواكب .
النهار .... أيها الليل هلا قصرت من إعجابك , أما خصني الله بمعظم أوقات الصلوات , و أتحفني بالصلاة الوسطى ,و صلاة يوم الجمعة و العيدين ,و بالصيام ووقوف عرفة .
الليل ...أليس العيد بظهور هلالي ؟ وبدء الصيام و الحج بتحريه ؟ و في وقتي صلوات القيام لأهل اليقظة و الإستغفار , وشرفني الله بنزوله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من وقتي , و شرفني بليلة القدر و أسرى بعبده ليلا .
النهار ... لكن أنا الحياة و أنت الجمود , أنا العمل و أنت الخمول , انا الحركة و في كل حركة بركة , فقد جعلني اله معاشا .
الليل ... كيف تحسب السكون جمودا , أنها الراحة من عناء تعب عمل النهار , كما أنني مجمع السمار و الأفراح و مكمن الأسرار و التسبيح .
النهار .... أنا رمز الجمال عند الإنسان , فوجه الحسناء كالصبح مشرق , و لكن جعلوا الظلم من ظلماتك .
الليل .. و من سوادي شبهوا شعر الحسناء , و جعلوا الشيب من بياضك .
و لما أشتد ما بينهما , قلت : أقصرا عن الجدال , و استغفرا الله عن العجب و الصلف و ليعف الله عما سلف , و أجنحا للسلم و الصلح خير , فكل منكما آية لله في الكون , يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل , و منكما يتكون اليوم , و اليوم فيه نسكي و محياي , فأنتما عمري ,و إذا بالليل و النهار يتصافحان و يتعانقان....
م ن ق و ل
الهواء والماء ,,
التنافر والتضاد بين هواء وماء يزيد من النقاش ويحد من الجدال...
التقى الخصمان بين طيات تتخللها صفحات فحيا كل منهما الآخر...قال الماء:
الحمد الله الذي خلق كل حي "أما بعد" فأنا أول مخلوق ولا فخر ,وأنا لذ ة الدنيا والآخرة ويوم الحشر,وأنا الجوهر الشفاف اذ ا سلّ من الغلاف ,وقد خلق فيّ جميع اللآلئ والأصداف .
قال الهواء:
الحمد الله الذي رفع فلك الهواء على عنصر التراب والماء" أما بعد "فأنا الهواء الذي أؤلف بين السحاب ,وأنقل نسيم الأحباب,وأهب تارة بالرحمة وأخرى بالعذاب,وأنا الذي سيّر بي الفلك في البحر كما تسير العيس في البطاح,وطار بي كل ذي جناح.
قال الماء:
أصمت أيها المغرور!فأنا أحيي الأرض بعد مماتها ,وأخرج منها للعالم جميع أقواتها,وأكسو عرائس الرياض بجميع الحلل وأنثر عليها للآلئ الوبل والطلل ,حتى يضرب بها في الحسن المثل .. كما قيل ..
إن السماء إذا لم تبكِ مُقلتُها
لم تضحك الأرضُ عن شئٍ من الزهرِ
قال الهواء:
فلا غرو!فأنا الذي يضطرب مني الماء اضطراب الأنابيب في القنا,إذا صفوت صفا العالم وكان له نظرة وزهوا,وإذا تكدرت انكدرت النجوم وتكدر الجو,لا أتلون مثل الماء المتلون بلون الإناء!
قال الماء:
مه.. فكيف ينكر فضلي من دب أو درج؟وأنا البحر الذي قيل عنه في الأمثال,حدث عن البحر ولا حرج, وأما أنت أيها الهواء
لطالما أهلكت أمماً بسمومك وزمهريرك ولا تقوم جنتك بسعيرك.
قال الهواء:
ياإبن الجليد ليس عمرك بمديد!لولاي ما عاش كل ذي نفس, ولولاي ما طاب الجو من بخار الأرض الخارج منها بعد ما احتبس, ولولاي ما تكلم آدميّ, ولا صوّت حيوان, ولا غرّد طائرٌ على غصن بان, ولولاي ما سُمع كتابٌ ولا حديث, ولا عُرف طيّب المسموع والمشموم من الخبيث.
قال الماء:
كُف عن ذلك وتب إلى إلهك.. أما قولكَ: لولاي ما عاش إنسانٌ, ولا بقي على الأرض حيوانٌ, فأقول لكَ: لو شاء اللهُ تعالى لعاشَ العالمُ بلا هواءٍ, كما عاشَ الماءُ في الماءِ, وأنشُدكَ اللهَ أما رأيتَ ما حباني بهِ اللهُ من عظيمِ المنة, حيثُ جعلني نهراً من أنهارِ الجنة, أنا أرفع الأحداث وأُطهّر الأخباث, وأجلو النظر, وأزيلُ الوضرَ, أما رأيت الناس إذا غبتُ عنهم يتضرعون إلى اللهِ بالصومِ والصلاةِ, والصدقةِ والدعاءْ, ويسألونه تعالى إرسالي من قِبل السماءْ؟ وأعلمُ أنني ما نلتُ هذا المقام الذي ارتفعتُ به على أبناءِ جنسي, إلا بانحطاطي الذي عيرتني به وتواضعي وهضم نفسي؟
قال الهواء:
صه..فكيف تُفاخرني وأنت الذي إذا طال مُكثك ظهر خبثُك؟ وعلت فوقك الجِيف وانحطت عندك اللآلئ في الصدف.
وقد كثرُ النزاعُ والجدالُ حتى حكم بينهُما أميرٌ وقال:
إن كلاً منكما محقٌ فيما يدّعيه, فما أشبهكما في السماءِ بالفرقدين, وفي الأرض بالعينينْ, إلا أن مرآة الحقِ أرتني الفضيلةَ تفضل بها أيها الماء أخاك الهواء, وحققت لي بأنكما لستما في الفضل سواء(إن الله تعالى خلق آدم من ماء)
..فأعترف لأخيك بالفضل والذكاء.
م ن ق و ل
مناظرة بين المسجد والسوق
في يوم من الايام اجتمع قوم في مجلس , ثم دار بينهم حديث الناس وماهم فيه من امور الدنيا فقال احدهم انه كثير التسوق والتبضع , فقاطعه اخر ناصحا اياه بأن يحرص على ارتياد المساجد كما يحرص على ارتياد تلك الاسواق .... فوصل الكلام الى مسامع كل من السوق والمسجد فدارت بينهما مناظرة يفتخر فيها كلا منهما بميزاته :
والسوق اول من بدأ الحديث ساخرا بالمسجد فقال:
ما أكبر حجمك أيها المسجد؟ مسكين انت ايها الجميل ..... ما اجمل شكلك ! وما أقل اهلك! لقد هجرك الناس , فلا يدخلونك الا لحظات : وحينما يزرونني يقضون فيي الساعات تلو الساعات ., صندوقك خال الا من بعض الريالات وعلى اعتاب محلاتي تنثر الالاف والمئات.
فرد المسجد :
أذهبت الحسنات وأتعبت الهيئات , الحمد لله العزيز القهار , مصرف الليل والنهار , ومقدر الاقدار الذي فاضل بين ظلمة الليل وضوء النهار . انا بيت الله فقل لي بيت من انت ؟! انت ابغض الأماكن التي تتجمع فيها الناس , ينصب الشياطين فيك رايته ويبلغ غايته. الغش شعارك والكذب رايتك , أفسد القلوب , وأفرغت الجيوب , تجذب اليك الضعيفات بما تسميه التخفيضات , من يتقي الله فيك قليل , وحبل الشر فيك طويل.
المسجد:
الناس فيك مابين معاكس ولا عب , ومنفق سلعته بالحلف الكاذب , وفتاه متبرجه وبكل اسلحه الفتنه مدججه , ثوب يلوح, وعطر يفوح, فيلقي فيك مصيدته كل فاسق, لأنه بوقوع فريسته فيك واثق , فكم جلبت الويلات , وعلى صفحات الجرائد نشرت قصص وآهات ومن اجل ذلك اذهبت الحسنات وأتعبت الهيئات.
السوق:
رفوفك قد بنى فيها العنكبوت , وبعض الناس لا يدخلونك الا بعض الموت , يزورني الناس صباح مساء , بلا دعوه او نداء , ويرتفع نداؤك خمس مرات , فلا يجيبك الا قلة لم تأسرهم شاشة القنوات , ألا ترى كيف يتهافت الناس الي , ويرفعون لافتتي في كل شارع وحي ! بل صرت تلحق في كل سوق كما تلحق الإبل النوق , وأصبح الناس يقولون هذا مسجد السوق , فيكفيك فخرا أنهم نسبوك إلي.
المسجد:
كم وقعت فيك من جريمة وأوذيت فيك من كريمه , وكم افسدت على حر حريمه , الحياء فيك منحور , والمال فيك مهدور , والمؤمن غيور مقهور , وكل محب بالشهوات بما لديك مسرور , ولو اردت شرح الحال لأتعبني المقال وما كل ما يعلم يقال .
السوق:
ان كنت ستفخر علي بشهر رمضان فلا تنس أنني أحق منك بهذا الزمان يسعد الناس فيه للعيد, بكل لبس جديد , وفي كل يوم يطلبون المزيد , ولا تسأل عن ليله العيد, وأزيد عليك موسم الأعراس حينما تضيق محلاتي بالناس , وتجد لدي كل فتاة ماتحتاجه لليله العنر , وما يجعلها تبدو كالقمر بل قد يشد الي بعض الناس الرحال , حينما يكونو ميسوري الحال, فأسواق لندن وباريس لم تعد على أولئك الأباليس , وروادها من المسلمين العرب اكُر من نمل على قصب. فقل لي بربك هل بقي لك فضل علي ؟ ام تجرؤ ان تكتب لي؟
رد المسجد وقد امتلأ ثقه بنفسه قائلا:
ما تعلق قلب بي الا كان عرش الرحمان يوم القيامه ظله, وما فتن قلب بك الا عن الخير تصده وتضله , فلم تخرج لنا حافظا, ولم نسمع فيك واعظا.
ولا غرور ولا عجب فإنك لاتجني من الشوك العنب , فلم تسطر على مر التاريخ مجدا , ولم تحرر عبدا لأن لواء الجهاد الخفاق , لا يعقد في الأسواق .
وسينقذني من الاسر والهدم قوم لم يعرفوا التسكع في جنباتك ولم يعرفوا لا فتاتك , لأنهم تربوا في أطهر الرحاب فحفظوا الكتاب وعشقوا المحراب , فلم تزغ قلوبهم فتن الزمان العجاب.
هذا مني تمام الجواب , وفصل الخطاب , وقل بعد ذلك ما شئت , فأن لن يضر السحاب نبح الكلاب,.
م ن ق و ل
انا ابي وان شاء الله
البنات مايقصروا ويعطونا
ههه..