اسق شريك حياتك حتى ترتوي أنت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه " مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وكنت عطشا وبيدي ماء،
فقدمت له قدح الماء، فأسقيته حتى ارتويت " ..
كان عطشا والقدح في يده .. ولما سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتوى هو !!..
رأيت الحب ؟ .. رأيت معنى الحب ؟ ..
حب له غاية وما غايته إلا أمرا واحدا لا ثاني له .. جنة الله أي نعم جنة الله ..
تتهاوى عند ذاك المثال أصنام كثير من حب الروايات وصواغ الأفلام وكتاب كل الساحات ..
حب هذه الأيام بين الأزواج ..
هو حب سمعه .. انظروا زوجي كيف يدللني .. انظروا زوجتي كيف تموت " في " فيني ..
هو حب المعلم فيه أغنية .. والملتجأ فيه إلى كلمات أغنية ..
سمعت أحدهم مرة يردد " إي والله إني أحبك " ..
هات براهين ذلك الحب هاتها .. قلها .. لا شيء ..
وإن " انزعج أو حزن " أحدهم من تصرف الآخر ردد " ليه ياحبيبي " بصوت كله حزن وشجن ..
أو ذهب وانطوى وبكى وكتب بمداد القلم " شعر فيه تخوين أو خاطرة يملأها عتابا وأنين " ..
أو ندب حظا قد جمعه بالآخر .. " تعبت ، حالتي مالها حل ، ودي أموت " ..
كل ذلك مما يفعله غالب الأزواج يفتقد إلى روح الحياة الزوجية .. وروحها الصبر ..
وكل ذلك يفتقد إلى غاية عظيمة شريفة في حياتنا ونعمة الغاية.. الجنة ..
قال تعالى " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " ..
يا الله ما أعظمها من آية .. أحسبتم أيها الأزواج أن الله لن يمتحنكم في حياتكم الزوجية ويختبر صبركم؟
كل شيء في هذه الدنيا قائم على الصبر .. وليتنا نعلم هذه الحقيقة .. فيهون كل عظيم دون الجنة ..
يجب أن يعلم كل متزوج أن أعظم برهان لصدق الحب ما يكون تطبيقا وعملا .. لا كلاما ومساحيق
تجميل وعيون نرجسية وخد أحمر وعقد لؤلؤ يبين من من وراء العناب .. كل ذلك جميل لكنه يحتاج
إلى فعل يبرهن صدقه ..
الحب .. أن لا تظلم ..
الحب .. النصيحة ..
الحب .. أن تعطي من غير أن تنتظر أن تكافأ ..
الحب .. أن تردع مخطأا عن خطإه .. بالحسنى ..
ولا يهدم الحب رفض أمر احببته من قبل الآخر فمنعك إياه لمخالفته الشرع ..
فلا يعني الحب أن تطلب من زوجتك ما حرم الله .. ومنعها إياك علامة حب .. حب في دين الله فأحبها
لأنها أحبت الله ..
ولا يهدم الحب أن يمنع الزوج زوجته من ارتداء ما يخالف الشرع من الأزياء .. بل عليها أن تزيده حبا لأنه
أحب الله وشرع الله ..
ليس الحب ما تقوله الأغاني
وما أرى الأغاني وأثرها في الناس إلا كقوله صلى الله عليه وسلم
" لا تتميرضوا فتمرضوا فتموتوا " ..
فالسامع لها يردد " أحبك " .. " حبيبي " .. " عمري فداك "
اليوم هكذا وغدا كذلك .. حتى يصبح فعلا يرى أنه يحب ويجد أثرا في قلبه .. لكن
عند أدنى أمور الخلاف يتكسر ذلك الزجاج الهش ويغضب ويزمجر ويلعن ويسب فيخرب بيته بيده ..
أثرت في قلوب جيل الشباب والشابات نفسيا ..
جيل يدخل الزواج ويعيش الزواج بمعاني واهية عن الحب سرعان ما تتحطم أمام مسئوليات الزواج
وواجبات الدين ..
لذا من السهل أن يطلق شاب زوجته .. بسبب جمالها المتواضع .. الأغاني علمته معايير معينة للجمال.
لذا من السهل أن يعدد شاب " بحثا " عن شبيه للمغنية أو الراقصة فلانه .. ليس حبا في السنة أو لسبب
في الأولى ..
لذا من السهل أن لا تستمتع زوجة بعلاقتها الحميمة .. لأنها لا تراها مثلما تراها في رومانسيات الأفلام ..
لذا من السهل أن تتلفظ ب " طالق " لأتفه الأسباب ..
نفوس خاوية من الصبر .. نفوس خاوية من أمل الجنة .. نفوس خاوية من الحب الحقيقي..
كلمة للرجال
تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله ؟ ..
قال عليه الصلاة والسلام : أمك ثم أمك ثم أمك " ..
من هي " أمك " ؟..
أليست أم ابنك ؟
إذا " زوجتك ثم زوجتك ثم زوجتك " ..
ما أعطاها صلى الله عليه وسلم ذلك الشرف إلا لأنها تستحقه .. ويكفيها شرف أنها أنجبت إبنك سندك ..
يكفيها شرفا أنها أنجبتك أنت .. أنجبت اباك .. وكل الرجال إلا آدم ..
فاستوص بها خيرا .. وأنت يا زوجة كوني أهلا لذلك الشرف واصبري وكافحي فإن الوعد الجنة ..
من الأيميل
قرأتها وأعجبتني واتمنى إن تنال إعجابكم