- سميرة أمين كاتبة وداعية
- ولكم عرضت مفاتني && كي يقتل القلب الصحيح
- سامرت ألحان الغناء && فسامرت قلبي الجروح
- رباه هذا القلب أمسى && في ربوعكموا طريح
- سميرة أمين كاتبة وداعية
- وقفت بقلب مثخن && قد أسبلت دمه الجروح
- وقفت بدمع سائر && في الخد حيران يروح
- أبكى الوجود نحيبها && فنحيب حسرتها فصيح
سميرة أمين كاتبة وداعية
قرائي الأفاضل وقارئاتي / تأبى أعاصير الأحزان إلا و ان تهب وتعصف تاركة جراحا في القلب وآلاما ومع ذلك هذه الأحزان ربما تكون بمثابة الماء الذي يرش على وجوهنا لنفيق من سبات عميق وأحلاما مستحيلة غارقين في بحر الأوهام فنعيد التفكير ونحاسب أنفسنا ونتوب ونذرف دموع الندم قبل فوات الأوان ولعل هذه ا لقصة الواقعية تترجم بعض ما أردت البوح به و التي بعثت بها أحدى الأخوات عبر البريد الالكتروني ,,,,,,,,,,,,
إليكم ابعث قصتي هذه والتي اكتبها بمداد من ادمعي وآهات من قلبي الجريح اكتبها لتأخذوا منها العبرة والعظة ولتكون صرخة مني توقظكم من غفلتكم حتى لا تدفع بنات جنسي غالي الثمن كما دفعته وسأظل أدفعه إلى ان يفرج الله عني ويرحمني .... كنت في أوج جمالي وجاذبيتي وأنوثتي وكأن الله لم يخلق غيري امرح وافرح وتتعالى ضحكاتي ويزداد غروري وإعجابي بنفسي كلما لمحت نظرات الإعجاب ممن حولي . أصبح كل اهتمامي منصب على جمالي وأناقتي وحرصي على ان أفوز بأكبر قدر من الإعجاب والثناء أهملت في صلاتي وتهاونت بها كنت احرص كل الحرص على متابعة وشراء كل ما ينزل إلى الأسواق من أشرطة الأغاني التي تأسرني كلماتها وبراعة تصويرها فيما يسمى بالفيديو كليب الذي تتنافس القنوات في عرضه فأحلق بعيدا _ بعيدا عن ارض الواقع احلق في سماء الأوهام والسعادة الزائفة نعم زائفة عندما تكون بعيدة عن طاعة الله ومرضاته احلق وارتفع بأفكاري وأحلامي مع كل كلمة من كلمات الأغاني وكأنها تخاطبني وتخاطب ما وهبني الله من جمال لم أكن أتوقع ان يأتي ذلك اليوم الذي ادفع فيه ثمن ذلك الجمال حسرات واهات ***
غرفتي جدرانها مليئة بصور المغنين والمغنيات فكانوا للأسف مثلي الأعلى تهتز أركانها بأصواتهم فلا اهتم لنداء المؤذن للصلاة فهل من المعقول ا ن اصبر عنهم وأضيع دقائق من وقتي للأذان ؟؟ مستحيل زاد حرصي على إظهار جمالي ومفاتني وأنوثتي فأتمادى ، يشجعني دلال والدي المفرط وأسابق صديقاتي في شراء أحدث الموديلات للعباءة ولا انتقي إلا ما هو جذاب وملفت للانظار اما عن الملابس فالطبع لم يفتني ان يكون لي قدم السبق في التفنن في اختيار كل ما يقع عليه بصري أراقب عروض الأزياء في الفضائيات وتبهرني موديلاتها العارية فهذا فستان عاري من الصدر وآخر قصير إلى الركبة وآخر عاري من الظهر وهكذا تتنوع الموديلات فاحضر الأفراح التي كانت تحييها المغنيات بمصاحبة الموسيقى فارقص مع أنغامها في زهو وفرح كنت كلما لمحت نظرات الإعجاب في أعين النساء أتمادى في التعري واقتناء وخياطة الملابس العارية مهما كانت أسعارها لا يهم .. امتلأت خزانة ملابسي بأشكال وألوان من الملابس العارية زين لي الشيطان انني في القمة مع انني أوشك على الهاوية .............. ما أكثر الأيام التي قضيتها في لجج المعاصي والآثام رسخت في ذهني ومثيلاتي من الفتيات انه لا يمكن ان يظهر جمالي وأنوثتي الا بالعري حتى سقطت في الهاوية *****
نعم سقطت وأصابتني نظرات الإعجاب الخالية من ذكر الله أصابتني كسهام اخترقت جسدي الأعزل من حصن الأذكار والطاعات لجبار الأرض والسماوات مزقت أشلاء قلبي الخالي من شرايين وأوردة تنبض بالقران نظرات إعجاب وحسد وغيرة كنت أقابلها بتحدي وقوة مستمدة من غرور وعزة بالإثم وكبرياء حتى أصبت فخارت قواي وسقطت كزهرة ذابلة أسيرة المرض والأحزان أتنقل من شيخ إلى آخر يعالجونني بالقران هذا يشخص حالتي بانها عين وآخر حسد وآخر مس من جني عاشق عافاكم الله أصبحت اكتوي بنيران الحسرة وتعذيب الضمير .
قالت لي نفسي اللوامة : الآن تبحثين عن العلاج بالرقية الشرعية بآيات القران ؟؟ الذي كنتي معرضة عنه وهاجرة له ؟؟ فأجبتها والالم الكامن تفضحه أناتي وزفراتي نعم الآن وقد وقعت أسيرة المرض عرفت خطئ وإسرافي على نفسي فكنت كما قال ا لشاعر :
ولكم عرضت مفاتني && كي يقتل القلب الصحيح
سامرت ألحان الغناء && فسامرت قلبي الجروح
ابغي السعادة فانجلت عني && وضاق بي الفسيح تلفت يمنة ويسرة فلم أجد صديقاتي اللاتي كن يشجعنني على ما انا عليه من تخبط تغيرت نظرات الإعجاب والانبهار إلى نظرات شفقة وعطف وفي بعض الأحيان شماتة على من كنت أتكبر وأتفاخر عليهم .. في ا ليوم الذي كانت كل امرأة تراني تتمناني عروسا لابنها أو أخيها أو قريبها أما اليوم فلا أجد ولا واحدة منهن ولا من أولئك الشباب الذين كانوا يتهافتون على والدي يخطبونني منه فمن يريد ان يتزوج بمريضة مثلي .... ما عادت لدنياي قيمة ولا بهجة , ذرفت دموعا علها تطفئ نيران قلبي الموجوع بألم الندم على ما ارتكبته من معاصي وتفريط ...... أمتار من قماش لفستان عاري يظهر مفاتني كلفني ثمنا باهضا ومرضا منهكا ذاب به جمالي واسودت الدنيا في عيني فما عدت ارغب في الحياة اسمع آيات الله أرقى بها ترتعش مفاصلي والهج بالدعاء لربي ان يرحمني ويغفر لي :
رباه هذا القلب أمسى && في ربوعكموا طريح
رباه ان لم تعفوا عن && ذنبي فكيف سأستريح ويلوح لي أمل جديد حين بشرني احد المعالجين بالقران شيخ يضئ وجهه بنور الإيمان ان شفائي قريب بأذن الله فيالرحمة ربي أليس هو القائل ( واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان )عزمت على التوبة وحمدت ربي ان أصابني حتى يكون تكفيرا لذنوبي فهذا أهون من عذاب الآخرة .................
وفي الختام / هذه قصتي بين أيديكم ونداء ابعث به إلى كل فتاة سمعت الأغاني وارتدت الفستان العاري والعباءة المزركشة والمخصرة والشفافة أقول لها اتقي الله ولا تغرنكي الحياة الفانية فما عند الله خير وأبقى وسارعي للتوبة ...............
وبعد أحبتي في الله كانت هذه القصة التي صغتها على لسان صاحبتها مرحبة بتعقيباتكم وتواصلكم وجزاكم الله خير الجزاء ...............
اعترافات ضحية
الجزء الثاني
سميرة أمين كاتبة وداعية
أمسكت بالقلم لأسطر الالم بعد ما ضاق به صدري وباح به دمعي أمسكت به ولسان حالي يتساءل يا ترى هل ستشفى جراحي وآلامي ؟؟
أرجعت شريط الذكريات إلى أيام كنت أظنها ستستمر في الابتسام لي وإسعادي فاغتررت بها وببريقها الزائف ساعدني في غروري هذا محيط أسرتي وأخواتي فكلهم يدللونني ويحيطونني بالدلال الذي جنى على فانا أصغرهم وأجملهم ... سمعت كثيرا عن ما يسمى بالانترنت وكنت أتوق إلى ان اعزف بأناملي على لوحة المفاتيح لذلك الجهاز مثلما اعزف على الالات الموسيقية التي شغفت بحبها وحب الأغاني التي تحكي قصص الحب والغرام ... استطعت بكل ما أوتيت من دلال ومكر ان اقنع أهلي واحصل على الانترنت , تعلمت الانترنت وللأسف استثمرت ذكائي وطموحي في تعلمه حتى عرفت كيف أتصفح فرحت أتنقل من موقع إلى آخر فهذا موقع للاغاني وآخر للموسيقى وآخر للأزياء أما ما كنت أجده من مواقع مفيدة ثقافية أو إسلامية كنت أتحاشاها ساخرة نعم كنت اسخر من تلك المواقع ومن واضعيها أدمنت الانترنت واخذ كل وقتي تعرفت على الماسنجر ومن ثم الشاتنج فوجدت المتعة الزائفة الخالية من الرقابة فانا في عزلة في غرفتي مغلقة بابي أسامر جهازي ا حادث الشباب بكل جرأة دون ان يردعني دين أو حياء رسخت في ذهني الصداقة البريئة واننا في زمن التطور والانفتاح خدعت وأبهرتني الأفكار الغربية التي نفثت سمومها في تلك الأفلام والمسلسلات وزينت لي الصداقة بين الجنسين في البداية كنت أظنها مجرد صداقات عابرة مسلية من خلف جهاز وما كنت اعلم ان هناك ذئابا بشرية تنتظرني لتنهشني ,,
تعرفت على احد الشباب وأغرقني في بحر المدح والإعجاب فانتشيت فرحا وحلقت في السحاب أغراني بما لديه من معرفة ومهارة بالانترنت ومواقعه فأغدق علي بإرسال المواقع التي كانت تبهرني واستمرت علاقتي به تتطور تعلقت به بعد ان أرسل لي صورته عبر الجهاز والتي صدقت أنها صورته فانجذبت إليه وبقوة حين زعم انه يحبني وان صوتي لا يفارق مسامعه وانني فتاة أحلامه فنبض قلبي بحبه وصارحته ورسم لي عالما من السعادة وانه سيتزوجني ويجعلني اسعد زوجة وطلب صورتي فلم أتردد في إرسالها له وتمر الأيام تلو الأيام وأنا غارقة في بحر الأوهام أصبح يبعث لي صورا خليعة كنت اخجل في البداية ولكنني وجدت نفسي أدمنها شيئا فشيئا لدرجة انني ان لم أجده أصاب بأكتئاب وافقد شهيتي للأكل وانتظر عودته بفارغ الصبر ليزودني بتلك الصور ... اعتزلت في غرفتي وعكفت على جهازي فما عدت ارغب بغير ذلك الشاب الذي أحببته وهنا كانت المفاجئة حين طلبت منه ان يتقدم لأهلي بعد ان كان يصر على مقابلتي قال لي بكل وقاحة ( هل أنا مجنون لكي ارتبط بمثلك وتكون زوجة لي وأما لأبنائي ؟؟؟ وأنتي بعثتي لي بصورك ما الذي يضمن لي انكي لم تبعثي لغيري من الشباب بصورك ؟؟ ثم كيف أتزوج بمن خلعت عنها ثوب الحياء وأدمنت الصور الخليعة ,,, ان انا تزوجت فسأتزوج بفتاة مثل الحلوى مغلفة بالدين والحشمة والأدب والحياء وليس مثلكي يتساقط عليها الذباب )
ااه واه كانت تلك كلماته التي ودعني بها كسكين في قلبي كرهت نفسي وكرهت الدنيا وندمت على كل دقيقة من عمري أمضيتها أمام هذا الجهاز ولكن ماذا ينفع الندم هاانذا أدمنت الصور حتى أصبحت بمثابة الأكل والشرب لي وأصبح الزواج الذي كان حلما جميلا كمثالي من بنات جنسي يشكل شبحا مخيفا وكابوسا مروعا اذ فما أدراني انه لم ينشر تلك الصور عبر الانترنت او يسئ استغلا لها .... في كل يوم اشعر بالخوف وأنا أشاهد تلك الصور ماذا لو داهمني هادم اللذات وأنا على هذه الحالة ؟؟
تيقظ في داخلي الإيمان والخوف من الرحمن بعد فوات الأوان وإدماني على الصور التي أصابتني بالذل والهوان فكنت كما قال الشاعر :
وقفت بقلب مثخن && قد أسبلت دمه الجروح
وقفت بدمع سائر && في الخد حيران يروح
ترثي لقلب منهك && بالذنب ما سور يلوح كأس مرير أتجرعه يدمي قلبي ويجري مدامعي ألجا إلى ربي ليغفر لي مع ان شئ بداخلي يقول لي بأي وجه تدعين ربك ؟؟ أين كنتي وهو جل وعلا ينظر اليكي وأنتي مستمتعة بما تشاهديه من قذارات ؟؟؟
أبكى الوجود نحيبها && فنحيب حسرتها فصيح
تبكي ليغفر ذنبها && وعبير توبتها يفوح نعم انه عبير التوبة الذي قررت ان اتنشقه واملأ به رئتي وقلبي عسى ان يغفر لي ربي ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
وبعد أحبتي كانت تلك أنات وزفرات أدمت القلب وأجرت الدمعات ** ولكن مازال للأمل شمسا تشرق *** أسال الله جل وعلا ان يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .