- فهذه قصه واقعيه والله اعلم, والعاقل من أتعظ بغيره:
- نعم……….لقد دفنت وهى فى وضع راقص, ولا حول ولا قوة الا بالله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين أما بعد:
فهذه قصه واقعيه والله اعلم, والعاقل من أتعظ بغيره:
فى الساعه الرابعه عصرا, قامت الفتاه التى لا يتجاوز عمرها العشرون, ألقت العباءه على كتفيها وألقت الغطاء على راسها وقالت لا بأس سوف أصلحها بالسياره, ركبت السياره واصلحت من حال عباءتها وتاكدت من الحقيبه ,فهى لم تنسى شئ ,الهاتف وعطرها ومالها, وانطلق السائق الى صالون التجميل.
فى المكان المحدد وقفت السياره ونذلت الفتاه قالت للسائق: أرجع لنا الساعه 12.
دخلت الصالون وجدت النساء كثير فى الداخل, فتهمس لنفسها: لا بأس فانا عميله دائمه ومميزه ولابد ان تراعى صاحبة الصالون هذا الامر , فلاحظتها صاحبة الصالون, وطبعا استقبال حافل وتبادل الابتسامات وذهب الخوف من شبح الانتظار.
أطمأنت,فحمام ذيتها جاهز, واخذت تقلب فى مجلة الأزياء وما تحتويه من عرض لبعض التسريحات, وأخذت تتنقل بين المجلات المختلفه.
مضت ساعه, حينها ارتفع أذان المغرب, فقامت وأسلمت نفسها لمصففة الشعر, غاب الأذان ومضت الصلاه, وبعد ذلك أسلمت نفسها للنامصه وتنظيف البشره,وأنصتت الى موسيقى هادئه, وحينها ارتفع أذان العشاء.
ألتفتت الفتاه الى الساعه, فلم يبقى على الفرح سوى بضع ساعات, فوضعت رأسها بين يدى المصففه بعد اختيار اجمل تسريحات المجله لفرح اليوم,وبعدها لطخت وجهها بالألوان, ونظرت فى المرآه وارتسمت الابتسامه على شفتيها وقالت: لن يسبقنى احد بجماله, ونظرت الى الساعه, انها الواحده.
على عجاله ألقت العباءه على كتفيها, ووضعت الغطاء على رأسها بحذر شديد.
خرجت ووجدت السياره فى انتظارها فركبتها وانطلقت فقد تأخرت عن الموعد المطلوب.
وعند وصولها الى الفرح, الكل يتأملها, فلقد لبست فستانها الذى يظهر بطنها وسائر ظهرها وانكمش الفستان الى ركبتيها, وبذلك قد تعرت من حيائها.
وتنوعت النظرات من بين معجب وساخط على هذا المنظر المقزز.
وبدأت الحفل ورقصت على انغام الموسيقى واهتز جسدها امام الحاضرين, وتنوعت الاغانى وتنوع رقصها, والكل يتابعها ويتحدث عنها ومن أين أتت بكل هذا وكيف تعلمت كل هذا.
وفجأه…….توقفت الفتاه عن الرقص وسقطت على الارض وتحول الفرح والضحكات الى حزن وصراخ وبكاء وتوقف كل شئ.
وجاء أهلها وغطوا ما ظهر من جسدها , وجاء الطبيب وامسك يديها ووضع سماعته على صدرها..وحينها أرخى رأسه وانطلقت الكلمات من شفتيه معبره عن الأسى والحزن قائلا: لقد ماتت….ماتت.
ارتفع النحيب وجرت الدموع وألقت الام بجسدها على أبنتها وهى تبكى, وغطى الاب وجهه بيديه, وأخذ الاخ يدافع العبرات, والاخوات يصرخن.
وفجأه…..تحركت الفتاه وتحولت الانظار نحوها, فقامت الام مذهوله, فأسرع الاب والاخ والاخوات نحو الام فالمشهد رهيب والمنظر مؤلم, فسقطت الام مغشيا عليها.
عندما فاقت الام, دارت بنظراتها وجدت الجميع يبكون لما حدث للفتاه,وحضر بعض النسوه من الاسره ونظروا الى الميته وترقرقت الدموع.
وجاءت المغسله وأحضرت الطيب والاكفان وأجهزت الماء, وسألت:أين الجثه؟ , فأشاروا حيث السرير الذى ترقد عليه الفتاه مغطاه بغطاء سميك.
وأمسكت المغسله بورقة الوفاه: الاسم:…………..-السن:18 عام-سبب الوفاه:سكته قلبيه, فشعرت المغسله بالحزن وأخذت تنطق بكلمات المواساه للجميع.
وتقدمت نحو الفتاه, وكشفت الغطاء عنها, فسرعان ما تحول حزنها الى غضب قائله للأهل: لماذا تركتموها على هذا الوضع؟ لقد تصلبت أعضائها وكيف أكفنها؟
ولم يستطع الاجابه أحد, فذاد حنق المغسله, وانبعث فجأه صوت بكاء الأم وقالت:سوف اروى عليك ما حدث…فهى حين ماتت لم تكن هكذا, فعند وصول الدكتور واخبرنا انها فارقت الحياه, ألقيت بجسدى عليها وأخذت أبكى, ولكن فجأه شعرت بحركه, فعندها رأيت يديها اليمنى ترتفع ويديها اليسرى تعود وراء ظهرها أما قدمها اليسرى فقد تراجعت إلى الوراء فارعبنى الموقف فصرخت ووقعت مغشى على من هول ما رايت.
فانا السبب, انا التى فرطت فى تربيتها, يا ويلى يا ويلها يا ويلنا جميعا من الله, فكانت تحب الرقص والغناء فشجعتها على هذا الفسق.
وحاولوا إعاه جسدها الى الوضع الطبيعى ولكن الفشل كان النتيجه,وبذلت المغسله مجهودا جبارا فى تكفينها.
واخيرا نقلت الى الجنازه وصلى عليها الاب والام وبعض المقربين.
نعم……….لقد دفنت وهى فى وضع راقص, ولا حول ولا قوة الا بالله.
- عند هذه الكلمات والعبرات اقف عند قول العظيم: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله }..هل سنقف معتبرين ومتعظين من هذه القصه ونقول نعم لقد آن….لقد آن يا رب, أو اننا غير ذلك.
فأليك أيها الغافل هذه الرساله لتصحو من غفلتك إلى يوم جديد لا يشوبه سحابه ظلمتها الذنوب وغيمها المعاصى, وليست بالمعاصى الكبيره بل الصغيره التى حذر منها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" حين قال: { اياك ومحقرات الذنوب} نعم فهى تجتمع على المرء كالجبل تهلكه يوم القيامه وقال الله تعالى:{وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}, فما بالك بالكبائر؟!!!!
أيها الغافل عن نور ربك متى تصحو, وعن ظلمة المعاصى متى تغفو
فهو ينتظرك الآن لتطرق بابه انه هو الغفور الرحيم.
فلو فكرت ماذا ستقول هذه الفتاه لله وهى تبعث فى وضع راقص أمام العظيم؟؟؟؟!!!!
{ يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل}
فاخرج الآن من قضبان الشهوه وعش حرا فى ظل الرحمن…{والله عنده حسن المآب}فهذه حقيقه راسخه.
وهاهى صيحة رسول الله {أذكروا الله….أذكروا الله….جاءت الراجفه….تتبعها الرادفه….جاء الموت بما فيه}
فالمعادله ليست بالصعبه: عاده+ نيه صالحه= عباده
فاجعل عندك خوف من الله وأعمل لأرضائه, وليس الخوف الذى لا يتبعه عمل:فيا آمنا مع القبح الفعل منه هل آتاك توقيع أمن أنت تملكه
جمعت شيئين امنا و اتباع الهوى هذا وإحداهما فى الفرد تهلكه
والمحسنون على درب المخاوف قد ساروا وذلك درب لم تسلكه
فرطت فى الزرع وقت البذر من سفه فكيف عند الحصاد الناس تدركه
فأعمل صالحا وخاف من الله لا تهن نفسك بفعل المعاصى.
وأعود لقول الكريم:{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} اترك لك الاجابه ولكن ثق ان لا ملجأ منه إلا إليه.
إرسلها الى كل مسلم شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله والى كل غافل لتكون الصحوه وبدايه يوم جديد.
فما أهون الخلق على الله ان هم أضاعوا امره.
اللهو أغفر لذنبى وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات الى يوم الدين يا رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منقول للافادة