- مرحبا اخواتي الفراشات
- الأطباء يفكون "شيفرة" السعادة: تقربوا الى الله تصحّوا
- يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد,
- لكن ما مدى علاقة جهاز الإنسان المناعي بالتقرب من الله?
- أخطر الأمراض
- أمراض النفس جسمانية
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا اخواتي الفراشات
الأطباء يفكون "شيفرة" السعادة: تقربوا الى الله تصحّوا
عني القرآن الكريم بالحالة الإيمانية والروحانية, التي تقود الإنسان إلى الفلاح أو الخيبة لقوله تعالى ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) الشمس الآية ,10,9 والإيمان ليس مجرد قول بل شعور نفسي وروحاني بكل جوانبه من إدراك وإرادة ووجدان, فهو تصديق القلب بالله وبرسوله, وحافظاً للمسلم المؤمن من المحرمات. لقوله تعالى( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر اللهُ وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) الأنفال الآية 2.
ويختلف غذاء الجسد عن غذاء الروح , فغذاء الأول من الأرض. أما غذاء الثاني فمن السماء, لذا سماه الله روحاً كما في قوله تعالى( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان, ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقي م) الشورى الآية52.
ومعظم الأمراض النفسية والعضوية المنتشرة ترجع إلى البعد عن الله, فسبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم, يرفع من يشاء ويذل من يشاء, والذل هو المرض الجسدي والنفسي, وأصحاب القلوب الخالية من الإيمان تجوب بها المخاوف. اما المؤمنون فقلوبهم تخلو من هذه المخاوف لأن المرء إذا اعتصم بالإيمان عاش حياة ملؤها الأمن والراحة ودوام الصحة.
نقاء الروح
يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد,
: الإنسان مكون من جسد وروح, الأول خلق من التراب وغذاؤه من التراب, ويدفن في التراب.
أما الروح فمن عند الله, وهي السر بين الله وعبده, وعندما يمرض الجسد فعلاجه مما يخرج من الأرض . أما الروح فلأنها من عالم الطهر والنقاء فشفاؤها من عند الله لقوله تعالى ( ونُنزل من القُرآن ما هُو شفاءُ ورحمة للمُؤمنين ولا يزيدُ الظلمين إلا خساراً) الإسراء الآية82.
وعلاقة الإنسان بربه من خلال الروح فيها هدوء للأعصاب والنفس كما في قوله تعالى( والذين آمنوا وعملُوا الصلحت وآمنُوا بما نُزل على مُحمد وهو الحقُ من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ) محمد الآية2 .
فصلاح البال يترتب عليه هدوء السر وراحة النفس والشعور بالرضا, وهذه قمة السعادة الروحية وصدق الله العظيم إذ يقول( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ), والإنسان إذا صدق في علاقته مع الله وحافظ على أوامره وابتعد عن نواهيه فإن الله يحبه, وإذا أحب الله الإنسان فتح له أبواب الخير ويسر له أمره لقوله تعالى( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيثُ لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) سورة الطلاق الآية 2-.3
وأضاف أن الإنسان المؤمن يشعر بالسعادة والأمن النفسي والاستقرار العصبي, وكل هذه العوامل لها تأثير في تقوية المناعة عند الإنسان, ومن ثم تغلب على الأمراض العضوية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ), والمقصود المؤمن القوي في عقيدته لأن قوة العقيدة تجعل الإنسان يتغلب على كل صعب لأن المؤمن دائما وأبداً في سعادة وراحة بال لأنه إن نزلت عليه نعمة شكر وإذا نزلت به مصيبة صبر فهو هادئ الأعصاب غير متوتر لأنه يؤمن بأن كل شيء يجري في الوجود بأمر الواحد,وجاء في الأثر أن أحد التابعين وهو عبد الله بن المبارك عاش أكثر من 100 عام ولم تكسر له سنة, ولم يشك مرضاً, فلما سئل قال: أعضاؤنا سخرناها في خدمة ربنا فحفظها علينا لأنه خالقها وأبعد عنا الضرر لقوله سبحانه( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هُم يحزنُون ) يونس الآية 62.
وأكد الشيخ منصور الرفاعي أن الطاقات الروحانية الإيمانية لها أثر طيب في علاج الاضطرابات النفسية والانفصام الشخصي والهزات الجسدية التي تنتاب الإنسان لأن الإنسان فيه روح, والروح من أمر الله وهي إذا استمدت الإيمان السليم ومقوماته زاد الإيمان في قلب الإنسان وكلما زاد الإيمان كان صمام أمن للجسد من الهزات النفسية والاضطرابات العصبية, والأمن النفسي هو المسيطر على الأمن الجسدي وصحة الدين وسلامته له تأثير على صحة الجسد وسلامته, ولهذا قال تعالى( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصُدُور وهُدى ورحمة للمؤمنين قُل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحُوا هُو خير مما يجمعُون ) سورة يونس الآية57-58 فالذي نسي ربه ويلهو في الدنيا يصاب بالأمراض التي لم تكن معروفة عند الأمم السابقة, وكذلك فإن الهزات العصبية والتوتر يصيب الإنسان بكثير من الأمراض, كما أجمع على ذلك الأطباء, فنجدهم يقولون لرجل يشكو من الكبد أو الكلى او الصداع وفقدان البصر أو أي من الأمراض الخطيرة .. لا تضعف وقوي إيمانك بالله.. لأن ضعف النفس يجعل المرض يسري في الجسد, ولعل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ذلك عندما قال (حسنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة) , فالصدقة لها سحر عجيب في شفاء الأمراض بشرط أن تأخذ في الأسباب فمثلاً عندما يذهب الشخص إلى الطبيب ويكتب له روشته علاج قيمتها100جنيه أو إلى غير ذلك لصرفها فليجعلها ب¯ 101 جنيه, ويعتبر ال¯ 1 هذا هو الصدقة, ولهذا نقول لكل مريض نفسي اقرأ القرآن الكريم, فالغذاء الروحي بعلاقتك القوية مع الله يشفيك.
لكن ما مدى علاقة جهاز الإنسان المناعي بالتقرب من الله?
قال فضيلته: ثبت علمياً وطبياً بأن الإيمان يقوي جهاز المناعة للإنسان, فالشخص الملتزم الذي لا يشرب الخمر ولا يقرب المخدرات ولا الزنا,ولا يأكل حرماً, يعيش مع الله فيقويه, وفي الوقت نفسه يقوي جهاز المناعة عنده استمداداً من قوة الإيمان لأن صاحب هذا الجسد الطاهر يحميه الله من الأمراض. علماً بأن الله قد أوجد لنا شفاء من أيسر الأمور أمامنا مثل عسل النحل لقوله تعالى ( يخرج من بطونها شراب مُختلف ألوانه فيه شفاءُ للناس إن في ذلك لأيةً لقوم يتفكرون) النحل الآية69, وصاحب العقيدة الصحيحة والإيمان القوي يتغلب على أخطر الأمراض, وكم رأينا الكثير من الناس يتدخل الإيمان في علاجهم فيقوي عزيمتهم ويعجل في شفائهم,وصدق الله عندما نبهنا إلى قول سيدنا إبراهيم ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يُطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ) سورة الشعراء الآية 78-79-.80
أخطر الأمراض
من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم شامخ, أستاذ الأورام أن الإنسان يطلب الراحة والطمأنينة عن طريق الروح , وما يؤثر على الروح حتما سيؤثر على النفس والجسد لأن الروح هي الملكة , ولا يستطيع التأثير على الروح إلا كلام رب العالمين. فالبهجة والفرح والسعادة أو اليأس والخوف والقلق جميعها تكون من النفس, والراحة والتعب والألم.. تكون في الجسد, وإن اعتقاد الإنسان بأنه يشعر بالألم يساهم في تعميق إحساسه بالألم في أي جزء من أجزاء جسده,والإيمان والتقرب من الله أفضل وسيلة للتخفيف من الإحساس بالألم.
وأكد أن هناك علاقة وثيقة بين الأمراض النفسية والعضوية والتقرب أو البعد عن الله سبحانه وتعالى, والأمراض النفسية يمكن أن تؤدي إلى أمراض عضوية مستعصية مثل أمراض المخ والأعصاب, والأمراض السرطانية والمعدة والقلب وضعف جهاز المناعة, والضغط النفسي له أثر سلبي على جهاز المناعة. فقد أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية المختلفة أن حدة الضغوط النفسية وبقائها لمدة طويلة يضعف مقدرة جهاز المناعة على المقاومة تبعا للتوازن الهرموني للجسم ويؤدي إلى كثير من الأمراض وعلى رأسهما السرطانات,ولهذا فإن هدوء النفس وصفاء الروح له دور كبير في الحفاظ على سلامة أعضاء الجسد, ولا يصح أن يفزع الإنسان إلى الدين والتقرب إلى الله عندما يمرض فقط لأن سلامة وصحة المؤمن له علاقة بقوة إيمانه وصلابة بنيته الروحية, ويجب أن يكون على يقين أن الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى.
أمراض النفس جسمانية
وقال د. ماجد محمد رفعت, أستاذ الباطنة والمناعة بطب عين شمس, ازدادت الأمراض النفسية والعصبية في كل المجتمعات الآن مثل الاكتئاب والقلق والخوف واليأس, وزيادة هذه الأمراض كانت سببا في انتشار الأمراض الجسدية والأعراض الفسيولوجية الجسمية كآلام الصدر واضطرابات المعدة وأمراض القلب والسرطان, وقد تذهب بعض هذه الأمراض النفسية بالإنسان إلى الإنتحار والموت كفراً.
وأضاف أن الشعور باليأس والخوف عندما يتملك المريض يتسرب إلى الخلايا والجهاز العصبي لمخ الإنسان ليتحول إلى شعور بالوهن وعدم الرغبة في الحياة, وقد تكون هذه الأمراض نتيجة ترسبات ماضية مثل سوء سلوك الوالدين والبعد عن الله, وقد تكون نتيجة عدم إقامة علاقات اجتماعية ودينية مع الآخرين, والنقطة الأساسية لوجود هذه الأمراض النفسية جميعها تتجسد في البعد عن الدين وعدم الالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم, واتباع الشهوات وفعل المعاصي,وتأنيب الضمير, فكل هذه الأمراض أصولها روحانية, وجميع الأدوية والمهدئات التي يتناولها المرضى كعلاج للحالات النفسية قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة النفسية,وننصح جميع المرضى أن يلجأوا إلى الدين والتقرب من الله وتأدية الفروض, وإقامة العلاقات الإيمانية والروحية مع الله كعلاج نافع وناجح للشفاء من الاكتئاب والبعد عن الخوف والقلق من الأشياء غير المسببه, والخوف مستحب في حالة واحدة فقط, وهو الخوف من الله عز وجل لقوله تعالى( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) سورة فاطر الآية 28.
والمتدينون المقربون من الله يشعرون بالراحة وهدوء النفس وراحة الضمير وبالثقة بالله, ويتطلعون إلى ما في الدار الآخرة من حسنات, ويحتفظون بحيويتهم ويتمتعون بجهاز مناعي قوي وبصحة واستقرار نفسي, وسلامتهم من مشاعر الأسى واليأس, فإن توكلهم على الله وحسن ظنهم به وطمعهم في رحمته يؤثر إيجاباً على صحتهم الجسدية وقوة مناعتهم.
وفي الوقت نفسه ق د تؤدي الضغوط النفسية المزمنة إلى أضرار بالغة في وظائف الجسم , فقد يحدث ارتفاعاً في هرموني الكورتيزون والأدرنالين, وهرمون الغدة الدرقية وكلها هرمونات تفرز مع الإحساس بالخوف والانفعال الزائد, ويؤدي إلى ضعف المناعة والسبب في ذلك يرجع إلى تغيير الكثير من المواد المناعية التي تنقل الرسائل داخل الجهاز العصبي المتجهة إلى المخ معرضاً الجسم لمخاطر شديدة,مثل أمراض القلب والحساسية الصدرية, والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية,وقد يحدث اختلال مناعي نتيجة للضغوط النفسية حيث توجد علاقة وثيقة بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة من خلال مجموعة الرسائل الهرمونية التي يفرزها الجسم, فالضغط النفسي يزيد المخ من معدلات هرمون الكوليسترول في الجسم ويدمر جهاز المناعة, وهذا ما نسميه ب¯ ( الأمراض النفس جسمانية).
والطاقات الروحية والايماني ة تساعد على تقوية الجهاز المناعي, فالخلايا المناعية التي تدافع عن الجسم البشري ضد كل ما هو ضار وغريب عليه يكون في أحسن حالته أثناء الاعتدال المزاجي والهدوء النفسي والتقوى الإيمانية بالله, لذلك فإن الانفعال والغضب قد يؤدي إلى القضاء على الجهاز المناعي فمثلاً ومن المؤكد أن الحالة النفسية لمرضى الأورام تساعدهم على الشفاء والسبب في ذلك أن الإرادة في الشفاء تؤدي إلى تنشيط الخلايا المناعية, وتنشيط الخلايا المناعية يؤدي إلى افراز كثير من المواد الكيماوية التي تساعد في القضاء على الأورام,وهذا معناه أن الإيمان وهدوء النفس يساعدان بدرجة كبيرة جداً على استقرار حالة الإنسان النفسية والجسدية معاً, وهذا يتم من خلال تقوية جهاز المناعة
والحمدلله على نعمة الايمان
دمتن بخير
ماشاء الله عليك
تقبلي تحياتي
يسلموا