- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الأطباء والنصح الغذائي
- من أين تبدأ بالحمية
- أولاً: الحاجة:
- ثالثاً: الحساب:
- 3- الدهون: كل 1غرام يحوي 9كالورى.
- رابعاً: الوجبة الصحيه
- 5- الكولسترول: مسموح الى حد 300مللي غرام يومياً.
- مثال لكمية غذاء يومي
- الطريقة العملية لا النظريه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأ الاهتمام بالغذاء قديماً كمسبب للأمراض، وكوسيلة لعلاجها، وكأحد عناصر الوقاية منها، وكانت الحكمة متجلية في احدى اسس طب الجسم القائلة "الحمية رأس الدواء"، بيد ان الحمية لا تشمل للمتأمل الغذاء فقط، بل العديد من ممارسات الإنسان اليومية تحتاج الى حمية، فالإرهاق في العمل، والتمادي في الكسل البدني، اضطراب نمط البرنامج اليومي من النوم والأكل والراحة، وقلة الترفيه البريء، والانقطاع عن الأهل والأقارب وغيرها كلها تنعكس سلباً على صحة الإنسان وراحته البدنية والنفسية.
الأطباء والنصح الغذائي
يحتاج الغذاء ان يكون مفيداً كما يحتاج ان يكون غير ضار. والفائدة ليست مرادفة لعدم الضرر في أمر الغذاء لمن تأمل.
والسبب وراء هذا التباين ان الغذاء عبارة عن منتجات لا عن مواد أولية، منها المفيد ومنها الضار ومنها ما ليس هذا ولا ذاك. والذي يحدد هذا إضافة الى المادة الغذائية نفسها تركيباً وتحضيراً وتقديماً، هي حاجة الجسم اليها. ولا يعني بالحاجة فقط الحاجة الصحية، بل ان المزاج والرغبة تحدد الحاجة ايضاً ويجب ان تراعي قدراً اكبر مما يمارس طبياً.
من أين تبدأ بالحمية
الحمية بداهة لا تبدأ من المائدة بعد تقديمها، ولا من إعداد ربة الأسرة للطعام اليومي، ولا قبله من التسوق الشهري او الاسبوعي، انها تبدأ قبل هذا بكثير.
تبدأ من نظر الأسرة الى ابنائه وعنايته الشاملة بهم، ومن حنان الأم وحرصها على حسن التنشئة الصحية لأبنائها وبناتها، ومن اهتمامها بصحة زوجها، فهي عادة أسرية صحية تصطبغ بها الأسرة مجتمعة، توازي المحافظة على نظافة البيت والذوق في تأثيثه ونجاح الزوج في أداء عمله، والأبناء في تحصيلهم الدراسي وغيرها مما تتميز به الأسر.
ويلحظ ربط العديد من الأطباء أمر الغذاء الصحي بالعادة الأسرية، وضرورة اعتبار مسؤولة ربة الأسرة في الاهتمام به، إذ لا يتوقع المرء ان يعتني الأبناء او البنات به، فهم لا يعدون الطعام ولا يتسوقون بأنفسهم ورغباتهم تجذبها عادة اقل الأغذية نفعاً.
ا لرغبة والفرصة
الملاحظ في كثير من المجتمعات ان من لا يلتفت الى نفسه وما تتطلبه من أجل راحتها، لا يستطيع ان يبدأ أي حمية من إفراط الأكل أو إفراط الإرهاق او إفراط الكسل او التدخين.
فتعديل ما اعتاد عليه المرء وخاصة في الغذاء والنشاط البدني والعادات الضارة من التدخين وغيرها، يحتاج الى رغبة كما يحتاج الى فرصة.
فلا تغني الرغبة المبنية على المعلومة الطبية ما لم تتهيأ للإنسان الفرصة من خلال جو أسري يعينه، وتفريغ قليل من الوقت للاهتمام بصحته. والبصير من استفاد من أسرته وإجازته عن العمل اليومي وغيرها من فرص الحياة في بدء تطبيق العديد من النصائح الصحية، وضبط ما تشتهيه نفسه من المأكولات وغيرها، وبدأ برنامج من النشاط البدني كما ينصح الأطباء ويعينه على الاستمرار فيه الزوجة أو الأخ أو الصديق.
حقيقة الحمية الغذائية
الحمية وضعت كوسيلة علاجية يأخذ المريض حظوظاً من الصحة بقدر اخذه منها، وهذه أهم حقيقة تقال للمريض عن الحمية قبل تفاصيلها، وعليها تبنى المعالجة والمتابعة.
فالأساس في وصف الحمية الغذائية وفي فهمها هي اربعة أمور، يستعين بها من أراد اتقان وضع برنامج غذائي له ولأفراد اسرته، وهي:
أولاً: الحاجة:
فلكل عمر حاجة من الطاقة وحاجة من المواد الغذائية، فالطفل غير المراهق، الشاب غير الكبير، والذكر غير الأنثى، والحامل غير المرضعة غير السيدة الخالية من الحمل، والمريض غير السليم، ونفس المريض حال النقاهة من المرض غير حالة بعدها من اتباع سبل الوقاية من الانتكاس الصحي، وكذلك تختلف الأمراض من نوع الى اخر.
فهناك عناصر غذائية هامة كالمعادن والفيتامينات، وهناك ايضاً كمية من الطاقة لازمة يومياً للجسم مصدرها الغذاء وتقاس الطاقة لكمية ما من الغذاء بوحدة "كالورى" او "سعر حراري"، وتتراوح الحاجة اليومية بين 1400كالورى الى 2800كالورى، تقل او تزيد حسب الإنسان وحالة الصحي.
ثانياً: الهرم الغذائي:ويستعان به لفهم الانواع المختلفة الأساسية للغذاء، فيؤخذ من كل نوع كمية، وبها يتم تشكيل الوجبة الغذائية بمحتواها من الطاقة وأيضاً من العناصر المعدنية والفيتامينات.
ثالثاً: الحساب:
ولا يقل الأمر أهمية عن حساب الدخل والصرف المالي لمن تأمل، فرأس المال الحقيقي هو الصحة، بها يزاول الإنسان نشاطه ليسكب المال ويتولى شؤون عمله والتزاماته الحياتية.
ونعني بالحساب هو كيفية تحديد كمية السكريات والدهون والبروتينات من مصادرها الغذائية بشكل تقريبي، بما يتقنه المرء بعد فترة وجيزة من الممارسة، كمن يتعلم ثم تجده متقناً للتعامل مع سوق الأسهم او المهارات كالضرب على الآلة الكاتبة وغيرها.
والحقيقة ان اطعمة الإنسان محدود الأنواع لكنها متعددة الأشكال، ففي اللحوم مثلاً لا يخرج المرء غالباً عن اربعة انواع، والخبز نوع او نوعين يتعود غالب الناس عليه، والأرز واحد، والحليب واحد الا ما ندر، فمن يحب حليب الإبل لا يستطعم غيره، ومن يحب حليب البقر تجده يبحث عنه بالذات، وعادات الإنسان غالباً محدده تدركها ربة الأسرة بالعشرة، فغالب الأطعمة حدد كل من ما يشتهيه ويبحث عنه دون غيره.
الحمية الغذائية لا تعني البتة تغيير ما يحبه الإنسان من الطعام الصحي الطازج المعد بطريقة سليمة. ومن المسلم به انها لا تعني عدم التنوع في الطعام وذوق ما لذ وطاب من جديد او طريف.
ان حساب كمية الطاقة للمواد الغذائية المختلفة يسير، ويتم تقريباً كما يلي:
1- السكريات والنشويات: كل 1غرام يحوي 4كالورى.
2- البروتينات: كل 1غرام يحوي كالورى
3- الدهون: كل 1غرام يحوي 9كالورى.
وهناك جداول غاية في البساطة لها المعرفة كمية الطاقة في الأغذية المختلفة، والمواد الغذائية عليها ملصقات تدل على كمية محتواها.
وإن ابسط طريقة هي ان تضع ربة الأسرة قائمة للأطعمة التي تتناولها اسرتها بشكل دائم، وتحسب قيمة الطاقة بها، ثم تبدأ في توسيعها بإضافة مواد غذائية اخرى شيئا فشيئا، ويعينها ابناؤها وبناتها بما يشعرهم بأهمية الأمر لديهم، وتصبح سمة من سمات الأسرة، هذه الطريقة لن تأخذ وقتاً طويلاً كي تتم.
وبهذا تستطيع الأسرة مجتمعة اختيار اصناف الطعام المتنوعة، وترتيب تموينها الغذائي الشهري او الاسبوعي بشكل سليم صحي وحتى بشكل سليم مادياً لتحديد مصروف البيت.
ربما رأى البعض غرابة في هذا، والبعض الآخر صعوبة في تطبيقه، والأمر واسع يقبل حلول اخرى بما يناسب كل أسرة، لكن المهم الوصول الى ترتيب تناول الغذاء لأفراد الأسرة.
رابعاً: الوجبة الصحيه
بعد معرفة ما يحتاجه المرء من كمية الطاقة حسب العمر والحالة الصحية والوزن الحالي، ينظر المرء الى نسب ما يجب ان يتناوله من المواد الثلاثة الأساسية ألا وهي الدهون والبروتينات والسكريات، كي ما يعرف حاجته اليومية منها.
وهي كما ذكرت نصائح التقرير الثالث لهيئة الخبراء في البرنامج الأمريكي للكولسترول والمنصوح بها من الهيئات الطبية كرابطة القلب الأمريكية وغيرها كما سبقت الإشارة اليه عدة مرات في هذه السلسلة عن الدهون فإن النسبة لها كما يلي:
1- السكريات بأنواعها في النشويات والحبوب والفواكه وغيرها: تشكل 50% من طاقة الغذاء اليومي.
2- البروتينات على كافة اشكالها الحيواني والنباتي تشكل 15% من طاقة الغذاء اليومي.
3- الدهون: تشكل 35% من طاقة الوجبة الغذائية، على تفصيل حول انواعها المختلفة. الدهون الأحادية غير المشبعة كزيت الزيتون والزيوت الموجودة في المكسرات كاللوز والفستقخ وغيرها، فإنها يجب ان تشكل 20% من الوجبة الغذائية اليومية، الدهون العديدة غير المشبعة كزيت الذرة وزيت دوار الشمس يجب ان تشكل 10% من الوجبة الغذائية اليومية اما الدهون المشبعة كالشحم الحيواني وكذلك زيت النخيل وزيت جوز الهند، التي هي أشد ضرراً من الكولسترول الغذائي نفسه، فإنها يجب ان لا يتجاوز تناولها فوق 7% من الوجبة الغذائية اليومية، اما الدهون المتحولة فلو امكن قطعها تماماً فهو الأفضل، تلك الدهون الصناعية التي لم تعرفها البشرية الا حديثاً، والتي هي أشد ضرراً من الدهون الصناعية التي لم تعرفها البشرية الا حديثاً، سنعرض على ذلك في حلقة قادمة، وينطبق عليها المثل القديم "كالمستجير من النار بالرمضاء" على خلاف في عباراته بين الأدباء.
4- الألياف الغذائية: حوالي 30غراما يومياً.
5- الكولسترول: مسموح الى حد 300مللي غرام يومياً.
مثال لكمية غذاء يومي
لو كان مناسباً لشخص ما غذاء يومي بمقدار 2000كالورى مثلاً، فتحسب مكوناته كالأتي: السكريات بمقدار 50% أي 240غراماً، والبروتينات بمقدار 15% أي 70غراماً، وتكون الدهون بمقدار 35% أي 80غراماً. هذا هو الصافي منها وتختلف المنتجات الغذائية في محتواها منها، ولتسهيل أمرها ينظر الإنسان الى الكمية منها على انها مقادير او حصص تؤخذ من الهرم الغذائي.
الطريقة العملية لا النظريه
ليس من المتيسر ولا المعقول ان يتناول الإنسان امر غذائه بحساب كميته قبل الأكل كل يوم، بمعني انه يضع الكمية ثم يتناولها، فهذا غير عملي البتة، ولا يفعله حتى الأطباء ان كان بقي ثمة من يرى فيهم قدوة في اتباع النصائح الطبية.
المعقول هو ان يقرر المرء اتباع الغذاء الصحي بكمية مناسبة له من الطاقة والمواد اللازمة الأخرى كالمعادن والفيتامينات بعد مشورة الطبيب، ويساهم اخصائي الغذاء الأكلنيكي في المستشفى بإيضاح محتوى كل منتج يختاره المرء حسب عاداته ومجتمعة، وما هو متوفر لديه.
ودمتم بصحة وعافية .
يسلموا موضوع كتير مفيد