- 3- إنحراف الإنسان نحو الكسل والإسترخاء وعدم ممارسة الرياضة والحركة.
- 4- عدم وجود القناعة لدى الإنسان في إختياره لنوعية صحية من الطعام.
يسعدني ويسرني ان اطرح اول موضوعاتي عن التغذية السليمة
التغذية السليمة
إن أساس صحة الإنسان وسر نشاطه يعود الى نوعية غذاؤه، ومتى دخل الطعام الجسم ساهم في بناء أنسجته وأصلح الخلل الحاصل فيه مكوناً خلايا جيدة ومحركاً للطاقة.
لذلك فإن الطعام الجيد هو جوهر الصحة والسعادة ، إنه الوقود والطاقة التي تتكامل مع الهواء النقي وأشعة الشمس والتمارين الرياضية والراحة لتكون جسماً سعيدا بعيداً عن الأمراض الفتاكة.
إن أهمية الغذاء ليست فقط في المحافظة على مناعة الجسم وسلامته فحسب إنما في تنمية السلام الداخلي وصفاء الذهن.
إن صحة الإنسان هي رأسماله الذي يجب أن يحافظ عليها بإستمرار، والتي لا يعرف قيمتها إلا عندما يتعرض لمشكلة صحية وعندها يسعى لترك كل الأمور الإجتماعية والعملية محاولاً بكل ما يملك أن يمتلك صحة جيدة.
وقد أشغل العصر الحديث الإنسان بأمور الحضارة الحديثة التي لم تترك له وقتاً ليفكر ويهتم بصحته وفكره وبنوعية غذاؤه وأصبح معرضاً لأمراض فتاكة ما كان يتعرض لها أجدادنا كأمراض السرطان وتصلب الشرايين والإيدز والأمراض المعدية والأمراض النفسية المعقدة التي نادراً ما تجدها في أي بيت ومن أهم الأسباب التي أوجدها العصر الحديث نذكر:
1- ضعف المناعة الجسدية بسبب تلوث البيئة.
2- المواد الكيميائية والمواد السامة التي دخلت على غذاء الإنسان.
3- إنحراف الإنسان نحو الكسل والإسترخاء وعدم ممارسة الرياضة والحركة.
4- عدم وجود القناعة لدى الإنسان في إختياره لنوعية صحية من الطعام.
مثلما يمنح الغذاء الصحي الجسم مناعة ضد شتى الأمراض، فإنه يعطي صفاءً للذهن ويمنح الإنسان فرصة للتفكير بشكل أفضل، ومن أجل ذلك على الإنسان أن يدرك حقيقة نفسه وغذائه حتى تبدأ المناعة الفكرية عنده بتحصينه مما يسمع ويشاهد عبر وسائل الإعلام التي غسلت أدمغتنا وأدمغة أولادنا وزرعت الميول السامة من خلال الدعايات للتدخين والكحول والغذاء الكيميائي السيء وكل العادات والمأكولات التي همّها الأساسي الربح المادي والتي لا يكترث المروجون لها بكل ما تحصده من ضرر على حساب البيئة وصحة المجتمع.
إن الطبيعة هي أم الإنسان وهي المخوّلة الوحيدة بأن تعطي الإنسان غذاؤه الصحي، لأن الغذاء يكون صحياً بقدر ما يكون طبيعياً ،فلنقترب من خيرات الطبيعة من حبوبها وثمارها وخضارها ولنتزود بها في مواسمها الطبيعية التي تنضج تحت أشعة الشمس بعيداً الفيتامينات والأسمدة والمواد السامة.
إن الإنسان في هذا العصر يأكل بشراهة ويكثر من أنواع اللحوم التي تشكل بروتينات من الدرجة الثانية، إذ أن بروتينات الدرجة الأولى موجودة في الحبوب.
إن نسبة البروتين في العدس هي 23% بينما البروتين في اللحم البقري 8% وإن اللحم الحيواني يحتوي على نسبة كبيرة من الدهن والكولستيرول، على عكس الحبوب التي تحوي نسبة بروتينية أكثر من اللحوم ولا تحتوي على الكولستيرول والدهون المسمَّة.
كما يستند الطعام في هذا العصر بنسبة كبيرة على الدقيق الأبيض وأهم مشتقاته الخبز الذي يعول عليه 99% من الناس، لكن هذا الدقيق يكاد يكون خالياً من الفيتامينات الحياتية، حيث يتكون من القمح الذي سحب منه القشر واللّب ولم يبق فيه سوى نشويات خالية من الفيتامينات الحياتية المتواجدة في القشرة ومعظمها من الفيتامين (B) فضلاً عن تسبّب هذا الخبز عند هضمه بإستهلاك بعض مخزون الجسم من الفيتامين (B).
وكذلك السكر الأبيض الذي تنقصه الأملاح المعدنية والفيتامينات الحياتية والضرورية لتقوية المناعة، وإن هضم السكر الأبيض يستهلك كمية كبيرة من الجسم من الفيتامين (B 6) والمسمى بفيتامين المناعة مما يسبِّب هبوط نسبة هذا الفيتامين في الجسم وبالتالي ضعف جهاز تنظيم المناعة ،وإن عملية هضم السكر في الجسم تستلزم أيضاً إستهلاك الأملاح المعدنية الموجودة في الجسم خصوصاً في العظام والأسنان مما يسبب هشاشة العظام والأسنان باكراً.
إن المأكولات المعلبة تحتوي على نسبة ضئيلة من الفيتامينات والأملاح المعدنية وتحتوي على المواد الحافظة والملوًّنة والمعطرة المستخرجة من مشتقات البترول والتي تساعد على تفشي السرطانات بسبب تحوّل هذه المواد عند إنتهاء عملية الهضم الى مادة النيتروزامين المسبّبة للسرطان.
كما أن الدخان الناتج عن شوي اللحوم مضر ويحتوي على النيتروزامين، وكذلك شرب الكحول الذي لا يسبب ضعفاً في الكبد فقط بل له علاقة وثيقة بسرطان المعدة والكبد.
إن الإكثار من تناول المعلبات التي تحتوي على مواد حافظة وملونة ومعطرة وكذلك الإكثار من تناول البروتين من أصل حيواني والسكريات ومشتقاتها كل ذلك يؤدي الى حدوث سرطان الصدر والرئتين والأمعاء الغليظة والبروستات والرحم والمعدة.
إن الكيماويات التي تدخل في معظم أنواع المأكولات المعلبة والمصنعة بشكل مواد حافطة كالبوليفوسفات والسيكلمات الموجودة تقريباً في جميع المعلبات وحتى في الأجبان المصنعة، وهي موجودة في السكريات والبونبون والشوكولا تشكل بعوارضها السلبية ضعف الذاكرة عند الأطفال وكذلك الخلل في التصرف.
أما السيكلامات الموجودة في مآكل الريجيم فإنها تسبب خلل في الكروموزومات عند المصابين بالسكري، كذلك المارغرين المصنعة من الزيوت النباتية وهي مزودة بمادة الدياستيل التي تعرض من يستهلكها الى الإصابة بتصلب الشرايين وأيضاً الفيتامين (D 3) الذي تتم إضافته الى الحليب المجفف ويساعد على تكلس الغشاء الشرياني.
ثم إن كل فرد منا يدخل جسمه كمية من الأدوية المخصصة لقتل الحشرات عن الخضار والفاكهة، وأظهرت الدراسات والإحصاءات في الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك 20.000 ورم سرطاني كل عام سببه هذه المواد.
كذلك هناك كمية من المضادات الحيوية موجودة في لحوم الحيوانات والدجاج وفي بيض المزارع والحليب المجفف والأجبان المصنعة تنتقل الى جسم الإنسان فينخفض مخزون الفيتامينات ويسبب مشاكل صحية عديدة.
إن وجود الهرمونات وخاصة الاستروجين في لحوم الحيوانات المسببه للسرطانات، كما وأنها سبب ظهور مشاكل في الدورة الشهرية عند النساء وظواهر هرمونية أنثوية عند الرجال.
والمواد الكيميائية المستعملة في الصناعية، المروقة CLARIFIANTS لتحافظ على نقاوة السوائل وهي مواد غير عضوية نذكر منها البانتونين PANTHOTINE الكاولين KAOLIN حامض الأوكزاليك الميتاتاريكMETATARIC وسلفور الصديومSADIUM SULFATE جميعها مضرّة وتعسر إمتصاص المواد الغذائية في المصران والأمعاء وتؤثر أيضاً على عمل الكبد.
المواد البلاستيكية الحافظة للأطعمة نذكر منها البوليفينيل POLYVINYL المستعمل في المياه الغازية والكلوريد الفينيل PHENYL CLOROIDE المعروف كسبب لسرطانات عديدة.
والبولياتيلان POLYTHIALIN الحافظ للمآكل السريعة كالهمبرغر وغيره. والبولسترولPOLISTEROLL المستعمل في تصنيع اللبن والجيلو والبوليتين POLYETHLYLENE المستعمل في المياه الغازية والمعدنية والنيلون والبولياميدPolymide الذي يغلف أنواع الأجبان وأنواع اللحوم كالهوت دوغ والسلامي HOT DOG SALAMI وكذلك الرصاص و الزئبق اللذان يسممان الجسم بطريقة بطيئة ومن أعراض التسمم هذه المواد، التشنجات النفسية والبطء في عمل الكبد والكلى.
فلذلك فإن التغذية السليمة لا تكون سليمة إلا بالإبتعاد عن هذه المواد الضارة والإبتعاد عنها لا يمكن إلا بالرجوع الى الطبيعة التي هي أساس مصدر الصحة والنشاط والوقاية من الأمراض.
ويجب أن توفر كل الطاقات لدعم الزراعة الطبيعية البعيدة عن المواد السامة، كذلك الرجوع الى العادات التغذوية السليمة التي كان ينتهجها أباؤنا وأجدادنا للحفاظ على صحتهم ونشاطهم