- الغرفة رقم 8
- للمؤلف :يحيى أحمد خان 4- رعب في المرآه
- "أعوذ بالله من الشيطان .. توكلت على الله"
الحلقة الثامنة
من
الغرفة رقم 8
للمؤلف :يحيى أحمد خان 4- رعب في المرآه
مضت بضعة أيام .. الوقت الآن ما بين المغرب والعشاء .. (يوسف) يتقدم في الممر ببطء نحو دورة المياه .. منشفة الاستحمام على كتفه .. ومايحتاجه من أغراض تقبع داخل كيس بلاستيكي يحمله معه .. الصيف يوشك على الرحيل .. الا أن حرارة الجو والرطوبه ما زالتا تجبران الطلاب على الاستحمام مساءآ وليس خلال النهار .. هذا بالتأكيد أحد أسوأ أمور المعيشه هنا في سكن الطلاب .. استخدام دورات المياه المكشوفه على الهواء الطلق .. لم يكد يبلغ مدخل دورة المياه حتى اجتاحته موجة برد خفيفه .. توقف في مكانه .. وأخذ يجول ببصره في ترقب .. الهدوء مخيم على المكان .. ترى ما الذي سيحصل الآن؟.. أي أهوال بانتظاره؟ .. هل يكمل طريقه الى الداخل أم يعود أدراجه الى الغرفه؟ .. لو عاد الآن فسيعني هذا أنه لن يستخدم دورة المياه بعد الآن .. لا .. لن يهرب .. سيواجه الأمر بشجاعه ويؤكد لهم أنه هو من يحدد متى يستحم وليس هم .. ازدرد لعابه بصعوبه ..
"أعوذ بالله من الشيطان .. توكلت على الله"
تمتم بذلك .. ثم تقدم الى الداخل ببطء على عكس خفقات قلبه التي تزداد سرعه .. شعور قاتل هذا الذي يشعر به كل من يعلم أن هنالك خطرآ يحدق به .. دون أن يعرف متى وكيف سيواجهه .. انعطف يمينآ نحو المغاسل .. هنالك مجموعة من صنابير المياه بأحواضها وفوقهم مرآه مستطيله طويله .. فتح أقرب صنبور اليه بأصابع مرتجفه .. لابد وأن يتأكد من درجة حرارة المياه قبل أن يبدأ مشروع الاستحمام .. وعندما رفع عينيه الى المرآة أمامه انتفض .. واتسعت عيناه في رعب .. فخلفه تمامآ كان يرى ذلك الوجه الانثوي وقد انفرجت الشفتان عن ابتسامة شيطانيه .. فصرخ وهو يستدير بسرعه ..
لا شيء !! .. لا أحد خلفه .. ولكن .. هو على يقين تام مما رأى للتو .. لا يمكن أن يكون مجرد تخيل .. التف ببطء الى وضعه الأول وتطلع الى المرآه .. لا شيء .. حسنآ .. هل انتهى الأمر؟.. لا يدري .. على كل حال .. حرارة المياه مناسبه .. أغلق الصنبور واستدار ليتقدم نحو أقرب المربعات الخاصه بالاستحمام .. الستارة البلاستيكيه التي تغطي مدخل المربع كانت مواربه قليلآ .. وقبل أن يصل اليها بخطوة واحده توقف بغته .. الأمر لم ينتهي بعد .. هواء زفيره أخذ يتكثف أمام فمه – وهو ما يستحيل حدوثه في الصيف - .. تحسس صدره .. الألم موجود .. كان يشعر أن المواجهه القادمه تنتظره داخل المربع .. على بعد خطوة واحده .. هل يتراجع؟ .. لا .. لن يفعل .. سيواجه .. سيقاوم .. بأصابع مرتجفه أمسك طرف الستار .. أنفاسه تتلاحق بسرعه..و ..بحركة واحده خاطفه سحب الستار الى النهايه ..
لا شيء !! .. كان يتوقع أن يواجه أحدهم أمامه .. ربما تلك الانثى .. ولكن لا .. لا أحد .. أين الخطر اذن؟.. أتاه الجواب فورآ .. صوت غير آدمي ينبعث من نقطة ما في الاسفل .. خفض بصره بسرعه الى أرض المربع البلاطيه .. فرأى مصدره .. قطة سوداء .. كانت تنظر اليه .. وخيل اليه انه يرى شبح ابتسامه على فمها الصغير !! .. مستحيل ! .. في اللحظة التاليه .. تناهى الى مسامعه صوت أقدام تقترب من الخارج .. فقفزت القطه من مربع الاستحمام، وانطلقت تعدو خارجة من دورة المياه .. في نفس اللحظه التي دخل فيها أحد طلاب السكن الى المكان .. فهتف به (يوسف) بصوت مرتجف:
"هل رأيت القطه السوداء؟"
"أي قطه؟"
"تلك التي خرجت للتو"
هز الشاب رأسه بالنفي .. فأشاح (يوسف) عنه ودخل مربع الاستحمام مغلقآ الستار خلفه .. وقال محدثآ نفسه بعد أن بدأ يهدأ:
"اما أنني الوحيد الذي يستطيع رؤية القطه .. أو أنها قد اختفت فور خروجها من المدخل"
هاهي جولة جديده من الصراع قد انتهت ..
ولكن الحرب ما زالت مستمره .. انتظرو ا الحلقة القادمة
وللمعلومية
سوف يتم طرح هذه الرواية في سبتمبر في المكتبات السعودية
كما أرجو من كل قلبي أن تنشروا القصة قدر الأمكان
بإنتظار الأجزاء الجاية على أحر من الجمر