- قالت لانها ما تعصب ولا تزعل بسرعة !!!! بس تفهمنا شوي شوي !!!
- أكملت اخرى وتحضر لنا هدايا حلوه بالمره !!!!!
لم يجرب أحد منا أن يقضي بعض الوقت داخل قفص للعصافير أ والبلابل !!!!!!
ولكن دلك حدث معي عندما دهبت لاحضر حصة أحتياط عند الصف الاول إبتدائي !!! شعرت فعلاَ أنني داخل قفص مليئ بالعصافير الصغيرة الجميلة ....... حاصرتني العيون الصغيرة بعد دخولي الصف وبدأت الاجسام الصغيرة تقف وتنظر إلي متسائلة في دهشة طفولية رائعة فانا لم يسبق لي أن قمت بتدريس الصف الأول واعتبر دخيلة عليهن .... مضت فترة صمت كن خلالها يتبادلن النظرات الحائرة بلفتات بريئة ... وفجأة أقتربت مني أحداهن بخطى بطيئة حدرة حتى وفقت إلى جوار مكتبي ثم أسندت يديها الصغيرتين إلى المكتب وفجأة بدأت تتعلق به وتمرجح قدميها ثم قالت متسائلة ....
أستادة أين الأستادة فاطمة ؟؟
قلت إنها غائبه .... شهقت بقوة ثم قالت
بس حنا جينا !!! وش نسوي ألحين !!! صرخت أخرى تقف اخر الصف تمسك بيدها قطعة صلصال
وقد تجمعت حولها مجموعة من التلميدات منهمكات بعمل الصلصال معها قالت بصوت عال كاد يقسم
رأسي نصفين لمادا لم تخبرنا ؟؟؟ كان ماجينا !!!علت الأصوات ليرتفع معها مؤشر الضغط والسكر
فصرخت بهن في محاولة مني للسيطرة!!!!
لترتفع الاصوات من جديد بضحكات شقية طفولية عدت إلى نفسي أبحث عن رأسي !! قالت إحداهن
أستادة أنت لية زعلانه فاجابتها أخرى
عشان أبلا فاطمة غايبة ؟؟؟ وقفت بجواري إحدى التلميدات وقد عقصت ظفائرها الصغيرة وكانت تلوي أصابعها وتعض شفتها بين حين واخر في شقاوة ظاهرة ثم قالت
اليوم أنا ساعدت أمي في صنع الفطور ..... لأن أختي موضي كانت نائمة وقالت لي أمي أنت أفضل من موضي ...... وانا رتبت الزيتون في الصحن لحالي و..... وقطع حديثها صرخة مدوية اخر الصف ....
منى تاكل ....... أستادة منى تاكل ..... فقالت منى محتجة ,,,,, لا هدا علك والله ياأستادة بس علك !!!
بعد جهد جهيد أخرجت العلك من فمها ووضعته في سلة المهلات وأمرتها أن تعود إلى مكانها ....
لفت نظري طفلة تجلس في زاوية الصف بهدؤ شديد وتحدق في الأرض وقد ضمت إليها دراعيها
قلت في نفسي يبدو أنها أستراحة محارب . سألتها عن أسمها فأجاب الجميع وبأصوات متفرقه هدى ... هدى ... قامت من مكانها وبيدها ورقه ... وضعتها أمامي وهي تقول
هده لوحة رسمتها ياأستادة نظرت إليها ثم قلت
ما هده النقطة الصغيرة ؟؟؟؟ قالت
هدا أبي !!!!!! وبجانب النقطة الصغيرة رسمت دائرة كبيرة زينتها بأبتسامة عريضة ورسمت لها عينان وعندما سألتها عنها قالت هده أمي !!!!! ثم تابعت أنا لا أحب أبي أحب أمي فقط !!!!
أدهشني كلامها فقلت لمادا ؟؟؟؟
قالت أمي تحضر لنا كل شئ وتداكر لنا دروسنا وتعد لنا الطعام وتحكي لي قصة قبل النوم .....
قلت لها وأبيك !!! قالت أبي يتشاجر كثيراً مع أمي ويخرج إلى أصدقائه كل يوم!! أنا فقط أحب أمي والسائق لانه يدهب بنا إلى المدرسة وإلى جدتي حصة ..... ياليت أبوي السائق كان أحسن ؟؟؟؟؟
قطع بوح هده الزهرة إحدى التلميدات في بوح اخر أيضاً وهي تقول
أستادة أنا بس أحب أبلى جواهر فقط.....!!!
قلت لها لمادا ؟؟؟
قالت لانها ما تعصب ولا تزعل بسرعة !!!! بس تفهمنا شوي شوي !!!
أكملت اخرى وتحضر لنا هدايا حلوه بالمره !!!!!
أقتربت أحداهن متسائلة ....... أستادة ليه المدرسة مافيها قصص !!!! وألعاب !!! حدقت بي العيون الصغيرة تنتظر الإجابة؟؟ ليعلن صوت الجرس نهاية رحلة أشبه ماتكون برحلة أستجمام قضيتها مع أرواح بريئة ولكن للأسف نصر أن نلوث هده البراءة ونلطخها بسؤ تصرفاتنا لنضع فيها بصمات لا تنسى تعكس تخلفناأحيانناً وقسوتنا أحياننا أخرى
ونحن بدلك لا نقتل فيها البراءة فقط إنما نقتل فيها أشياء جميلة كثيرة وللأسف أنها لا تعوض !!!ولا تعيدها بعد موتها في أرواحهم أرقى الشهادات ,,,,, فلمادا نصر على تشويه براءتهم بأيدينا
تجربه قد لا تعني للكثيرات أي شئ ولكني أحببت أن أنقلها لأنها حركت في داخلي الشئ الكثير !!!
.................................................. ............
همسة ,,,,,, عندما يحاصرك الكبار بزيفهم ...... وأنانيتهم ...... ورسميتهم القاتله ,,,, عندما تشعر
بالأختناق يجتاح روحك !!!,,,, فقد أهرب بروحك المنهكة إلى البراءة حيث وجدت ,,,,,
نحنو لصفاء قلوب مثل قلوب الاطفال ببرائته وعفويته