Red fllower
29-10-2022 - 06:11 pm
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل، عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة،
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا، وتملك القناعة التي هي كنز لا يفنى، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو
سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران ، وبها باب خشبي غير أنها لا سقف لها! وكان قد مر على الطفل أربع سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة.
وذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة ، ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة بأكملها ،
فاحتمي الجميع في منازلهم إلا الأرملة وطفلها فكان الموقف الذي يواجهانه موقفا عصيبا.
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في أحضانها ، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقا في ماء المطر. أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلا على أحد الجدران ،
وخبأت طفلها خلف الباب لتحميه من سيل المطر المنهمر، فنظر الطفل إلى أمه في براءة وقد علت وجهه ابتسامة الرضا، وقال:
(( ماذا يا تُرى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟! ))
المصدر: كتاب الأسلوب الأقوى والألطف في التغير.
نايف الزريق.
من وَعِيَها واقتناها .. كان من السعداء .. فما من طريق مظلم إلا
ومن خلاله تشع ومضة نور .. أو يطل من إحدى زواياه شعاع
مضيء.. وعلي الباحث عن السعادة أن يدقق جيداً
فيما حوله حتى يكتشف أين مصدر هذا النور؟ ..
فيسير في هداه .. وحتما سيصل إلي الطريق
شدتني تلك المقولة الساحرة ذات الأحرف المتوهجة
ف قطرات المطر تلك ,,, رسمت لألئ داخل قلب ذلك الطفل
ف غمرته رضا وسكينة ,,
كلمات تروي القلوب العطشى ,, وترسم الأماني على أغصان الأشجار
اليتيمة ,,
ف رقصات المطر في زهو السماء ,,,
تشرق بعدها الشمس لِ تبعث في الأنفس الأمل
وتحرق كآبة كانت تترنم وتهمس في دواخلنا بالحزن ,,
رغم انه لا صوت لها إلا أن أحرفها تنطق وتشع كالنجوم في
غسق الدجى ...
هكذا دائما تولد السعادة من رحم المعاناة ..,,
ولكن الأجمل من ذلك حين نتأمل جمال تلك النعمة التي بأيدينا ,,, حتى
نشعر بالسعادة وترتسم ابتسامة رضا تغمرنا فرحا من الداخل
من لا يستشعر النعم التي بين يديه ,, والإحسان الذي يعيش فيه
لن يدرك قيمتها إلا بعد أن يفقدها ...
ثم مالفائدة ...؟؟!!
هل سيجد لذة بعد فقدها إن لم يتمتع بجمالها وروعتها وهي بين يديه ,,
ف نحن إذا حافظنا علي نقاء فطرتنا التى فطرنا
الله عليها فسوف نتمتع بالبصيرة التى توجه مشاعرنا
إلي اتجاهات صحيحة وتجنبنا الوقوع فيما يجلب
علينا التعاسة .. فالخطوط المستقيمة أقصر الطرق الموصلة للهدف .
ولان الطفل كانت فطرته نقية فقد عرف كيف
يزرع السعادة في قلبه وقلب امه وادرك بصفاء
سريرته انها مكنونة في الرضا وما يزيدها ان نفكر في
غيرنا لان في سعادتهم فرحا لنا
*فالمحب للاخرين كالبستاني الذي يبذر الحَب في كل
مكان.. فيُزهر وتفوح رائحة الأزهار .. فتملأ أنوف الرائح والغادي
والقلب المفعم بالحب للآخرين يحقق السعادة لنفسه
قبل أن يحققها للآخرين ..
وقد فطرنا الله علي فطرة سليمة نقية ..
فإذا ما دنسها الإنسان سوف تنوء النفس بما
يُحَمِلُها من آثام .. فتزهد في الحياة ..
ولا ترى جمالها مهما حدث