الفهد في عيوني

عدد من سيارات الشرطة توقف الطريق الممتد للمطار
توقف رجل على يمنة الطريق
صوت فتاة صغيرة لا يكاد عمرها يتجاوز الاربعة اعوام تخاطب والدها: بابا انت قلت لي تبي تروح البقالة تشتري لي حلاوة ليش وقفت؟
الاب لابنته: احنا موقفين عشان الشرطة مسكرة الطريق وما نقدر نرجع الحين
البنت: ليش يابابا في شرطة هنا؟
الاب: عشان الملك فهد يبي يمر واحنا لازم نخلي له الطريق فاضي
شوفي سيارته
وقفت البنت من مقعدها واخرجت يدها من نافذه السيارة وهي تلوح للموكب المار بالاتجاه المعاكس وتصرخ قائلة: باي باي ملك فهد...مع السلامة انا بابا بيجيب لي حلاوة
احضر لها والدها الحلوى وتوجهوا للمنزل..وعند دخولها خطف شقيقها كل ما كان معها
فخاطبته ببرائة قائلة: رجع لي حلاوتي والا راح اعلم الملك فهد
لا اعلم فربما كانت سعيدة بحفظها للإسم...او كانت تخوفه بجمع رجال الشرطة الذين كانو موجودين مع الموكب...
لكن الذي تيقنته هو ان حبها للفهد قد دب في داخلها وزرع في قلبها وجرى في شرايينها
وظلت تردد لسنين عمرها الباقية هذه الابيات:
انا فهد
وانت فهد
وكل سعودي له فهد
هذا وعد
وهذا عهد
وكلنا بعون الله نفدي البلد
فهل تدرون من هي هذه الفتاة الصغيرة؟ هذه الفتاة هي انا
نعم انا همس
انا التي ولدت خلال حكم الفهد ...
انا التي عشت وترعرعت في خير الفهد
انا التي رأيت في عيونه املي...
انا التي عشقت هذا الاسم الفهد
ولدت في بلد الخير والرزق
عشت الامان والاستقرار
لم يعرف الخوف بابا لقلبي..
ابتسم لي حاضري وكرمني
ثم رأيت مستقبلي يرسم بطريق مشرق
يا ترى من خطط لي حياتي؟
بالتأكيد هو الفهد
الذي خطط ورسم وبنى وجدد....هذا هو ابونا الفهد
نعم انه هو الذي حمل همي وهمك وهموم العالم بأسره فوق اكتافه
وبنى لي ولك ولك ولكل المسلمين صروحا لعزتنا
ورفع لي ولك ولمن سمع باسمنا راية لمملكتنا
هو الذي لو اردنا ان نعد مآثره لما احصيناها
وهو الذي لو تكلمنا عنه العمر بطوله لما وفيناه
هو الذي صدفته ولكن لم اره
هو الذي تمنيت لقاءه
وهو الذي لم استطع وداعه
هو خادم اكثر البيوت طهاره
هو الذي لو دمعت عيني قرنا لما استطاعت رثاءه
هو الذي رحل عني وعنك إلى جوار ربه
رحمك الله يا مليكنا بل رحمك الله ياوالدنا
وجزاك عن المسلمين وعنا كل الجزاء والثواب