الل ثرثرة يالي

اللّ ثرثرة يالي
طن......
مرّت ساعة على لجوئي إلى حضن سريري..
آلام.......... آلام
أوجاع...... أوجاع
متى يتوقّف قلبي عن الأنين؟!!..
سئمت أنينه المتواصل..
سئمت ما يصيبني من دوار...
هو قلبي المريض ذاته..
ينبض الآهات..
و ينزف...
ينزف بغزارة..
ينزف بحرارة..
و تستفرغ دماءَه أناملي البلهاء....
طن....... طن.... إنها الثانية صباحاً..
"غبية"
آه.... نعم..... كم أنا غبية..........
لكنه الحبُّ ما يحولُ رصانتي إلى طفولة...
يا إلهي.....
لمَ كلما تدق الأفكارُ بابَ الوعي لديّ أجدها قد جرّت معها، من اللاوعي، الطفولةَ عنوةً؟!!..
الطفولة.... كم صعب عليّ احتواء أحرفها..
أشعر بأنّها بلا معنى....... صمّاء..
تنتصب في حياتي.. كما ينتصب الجدار في غرفتي....
كلاهما لم أنتبه لمرورهما في وجودي إلا بعد انقضاء الزمن..
حتى إني أسأل نفسي أحيانا.. هل مررت فعلاً بمرحلة كهذه؟؟.... و في كل مرة، تتدخّل الطبيعة صارخةً في وجهي: كم أنت غبية... و ما أغبى سؤالك!...
طن..... طن..... طن.......
"غبية"
كلمة تعيدني إلى نقطة الصفر..
و إن كنت غبية.... إنه الحب الذي يستنزف كل ذكاء حاد..
و يشكّله كرة من ال...... لا أعلم ماذا..
هو الضياع......
تظنّه دائماً رفيقاً مخلصاً....
يجذبك إليه لتمسك بيده ..
نظراته الحانية تشدّك للإحساس بالأمان...
لكنّك عندما تتغلغل في كيانه.. تشعر بأنك في دوامة لا تزدك مقاومتُها إلا تيهاً....
طن.... طن..... طن...... طن....... إنها الرابعة فجراً
و التشرّد ما زال يصرّ على المبيت في داخلي المنهك..
ها هي الذكريات تأبى إلا أن تحضر حفل السمر..... و تدور في فلك فكري...
كم أكرهها!.... تلك الذكريات الميتة....
"غبية"
أحببت أن أصرخ.... أن أغمر، بعلوّ صرختي، صدى الكلمة المتردد في أعماقي........
"نعم أنا غبية..
لكن قلبي هو المريض..
قلبي هو ما ينزف..
لم لا أجد من يداويني و قد وُعدتُ بالطبيب؟؟!..."
لا بد سأبقى غبية الجَنان ...... ما دام الدواء هو الداء...
متى ستزول آلام الفؤاد؟!!!...
لا أعلم.....
لربما... لربما الأنين هو نبضه......
فإذا توقف......
توقف كل شيء..............
طن..... طن..... طن..... طن..... طن..... ياه.....
إذاً....... لو كان ذلك........ فليتوقف...
الغباء فليُحكم عليه بالفناء..
نعم....... و الانقضاء...
إنه يتوقّف.... لم أعد أشعر بشيء.......
ياه....... أحسّ ببرودة غامضة في مقلتيّ..
هل يا ترى قد نجحت بدفعهما للنزف أيضاً؟!!!.....
لا أعلم........... لربما...
الضوء الذي بدأ يشقّ طريقه في الأفق اللامحدود، اختفى......
و حل عند مساحاته الظلام....
ياه............ ظلام دامس........................
أرجو إبداء آراءكن صديقاتي الفراشات
رَحِيلْ