- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقسم العلماء النوم الى مرحلتين أساسيتين، الأولى مرحلة النوم مع حركة العين السريعة، والثانية مرحلة النوم دون حركة العين السريعة. ومرحلة الحركة السريعة للعين هي المرحلة التي تحصل الأحلام فيها، وهي مرحلة الراحة للجسم والإحساس بالنوم العميق، وهي ما يطمح المرء الى طول أمدها. أما المرحلة الخالية من حركة العين السريعة فتنقسم الى أربع مراحل. ويمر المرء في الليلة الواحدة خلال خمس أوست دورات كل منها حوالي 90 دقيقة للمراحل، كلها بالتعاقب.
صعوبة الدخول الى مرحلة النوم أحد ما يعاني الكثيرون منه. والعلاقة بين الجسم والدماغ قوية فيما يختص بمشاكل أو اضطرابات النوم، وعوامل كالقلق أو الاكتئاب أو الأمراض الجسدية تضع عبئاً على محاولة الإنسان في التمتع بنوم مريح. وغني عن الذكر أن حاجة الجسم الى النوم هي ضرورة أسوة بالتنفس والأكل وشرب السوائل، أي أنها ليست حاجة ثانوية. ومع الطرح الطبي للعديد من الوسائل للتغلب على مشاكل النوم، من أدوية أو أساليب حياتية، فإن الغذاء ونوعيته أيضاً أحد الحلول المطروحة في الإسهام بتيسيره.
ومن الاعتقادات الشائعة والخاطئة أن النوم بعد الأكل يريح الجسم والجهاز الهضمي ويساعده على هضم الطعام وامتصاص محتوياته. وكذلك من التصرفات الخاطئة الخلود الى النوم ليلاً بعد تناول وجبة العشاء مباشرة، دون أن تكون هناك على أقل تقدير ساعتان بين الوجبة والنوم. هذا بالإضافة إلى أن محاولة النوم على جوع ومعدة خاوية، صعبة للغاية. لأن الدماغ يحتاج الى السكريات كي يسترخي ويسهل النوم عليه.
كما ان تحاشي تناول المواد المنبهة في بعض أنواع الأطعمة أو المشروبات ضروري لتسهيل النوم، كمادة الكافيين والثيوفللين في القهوة والشوكولاته والشاي ومشروبات الكولا الغازية. والكحول رغم أنها تخفض من نشاط الجهاز العصبي إلا أن كثيراً من المصادر الطبية تؤكد آثارها العكسية على نوعية النوم.
- وجبة ما قبل النوم
- أحد المركبات الكيميائية في الجسم، التي تساهم في تسريع عملية خلود الإنسان في النوم هي هورمون سيروتونين. وهو ما تنتجه خلايا الجهاز العصبي من أحد أنواع الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات وهو حمض تريبتوفان الأميني. وما تساهم مركبات تريبتوفان فيه هو تسهيل الدخول الى مراحل النوم دون حركة العين السريعة، الأمر الذي يجعلها ذات فائدة عظيمة لمن يعانون من صعوبات في البدء بالنوم. والفائدة تتحقق بتناول الأطعمة ذات المحتوى العالي منها، لكن تناول حبوب تريبتوفان لها مفعول معاكس، إذْ إنها تؤدي الى قصر مدة مرحلة النوم بحركة العين السريعة، المطلوب من الجسم زيادتها للشعور بالراحة. ولذا فإن كثيرا من الدراسات حذرت من تناول حبوب تريبتوفان، بينما في نفس الوقت حثت على تناول الأطعمة المحتوية عليها، لكن أيضاً دون إكثار. والسبب هو أن الأطعمة المحتوية على تريبتوفان مثل لحوم الطيور والديك الرومي ومشتقات الألبان والبيض، هي أيضاً تحتوي على أحماض أمينية أخرى مثل تايروسين، التي تؤدي الى زيادة إفراز هورمون أدرينالين. ومعلوم أن انخفاض مستوى الأدرينالين يساعد على خلود المرء في النوم. من هنا فإن الاعتدال في التناول يحقق المطلوب، بخلاف الإكثار، لأنه يأتي بآثار عكسية.
التوقيت والنوعية والكمية كلها عناصر مهمة في وجبة ما قبل النوم. والأفضل أن يتم تناولها قبل ساعتين أو على أقل تقدير قبل ساعة من الذهاب الى السرير. وأن تكون كمية معتدلة تكفي لسد الرمق كما يُقال. والنوعية تكون بعيدة عما يحتوي المواد المنبهة أساساً، وغنية بالسكريات بطيئة الامتصاص وبالبروتينات السهلة الهضم والمحتوية على تريبتوفان. ولذا فإن وجبة مكونة من الأرز أو الخبز الأسمر أو حبوب الشوفان مع البيض المسلوق ومشتقات الألبان في لبن الزبادي أو آيسكريم (بوظة) الحليب أو المهلبية بالحليب، ولحم الدجاج أو الديك الرومي أو التونا، أو سندوتشاتها (شطائرها)، مع شوربة خفيفة من الخضار أو البطاطا، وسلطات الخضار الطازجة، وخضار مطبوخة بالسلق الخفيف، هي كلها أطعمة مناسبة لما قبل النوم.
- السكريات والنوم
- الأصل أن الارتفاع العالي في مستوى هورمون الأنسولين لا يساعد على الدخول في النوم. ولذا فإن أمام المرء طريقين، إما أن يتناول قبل النوم بأربع ساعات كمية من السكريات سهلة الامتصاص وذات مؤشر سكري عال كالتمر أو الرطب. بما يُعطي مجالاً لهورمون الأنسولين كي يرتفع ليتعامل مع هذه السكريات التي تم امتصاصها وارتفعت نسبتها في الدم، ثم ينخفض بعد ذلك. ويتحقق بالتالي تزويد الدماغ بكميات جيدة من السكريات التي ستساعده على النوم. أو أن يتناول قبل النوم أنواعاً من السكريات التي لا يتم امتصاصها بشكل سريع ولا ترفع بالتالي من مستوى هورمون الأنسولين، لكنها تحقق تأمين تغذية للدماغ بالسكريات، كتناول حبوب الشوفان الكاملة، أي بقشرها، أو تناول الأرز، أو الخبز الأسمر.
دمتن بصحة وعافية