الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- وصفات اعشاب
- الهامبورجر والسرطان وتفكك الأسرة
grood
31-10-2022 - 08:09 pm
لا شك في أن تناول الوجبات السريعة من الأمور التي استحدثت في النظام الغذائي العربي، ضمن حمى العولمة التي أصابت العالم بعد انهيار المعسكر الملحد.
وبالرغم من أن الثقافة الأميركية تدعي أنها ثقافة الرشاقة والعملية والجسد الوظيفي الذي يتسم بالنحافة والرشاقة والقوة بسبب ركام المكملات الغذائية الدوائية التي أفرطت الحضارة الأميركية في إنتاجها، بالرغم من هذا فإن هذه الوجبات تحوي معدلات عالية من السعرات الحرارية وخاوية من المواد المغذية.
ومن أكثر هذه الوجبات السريعة انتشارًا وجبة الهامبورجر التي انتشرت بشكل كبير، وتعددت أشكالها، وتشكلت شركات كبيرة تتخصص في إنتاجها.
وقبل أن نتحدث عن نتائج تناول الوجبات السريعة بشكل عام نود أن نحيط القارئ علمًا بمكونات الهامبورجر على النحو التالي:
(خدود البقر، والأمعاء، والقلب، وقليل من اللحم الخالص، ومواد ملونة ومنكِّهة وحافظة). وتلعب المواد المنكِّهة دورًا هامًا في إعطاء الطعم الرائع للهامبورجر.
تلك هي مكونات هذه الوجبات التي نعبئ بها أجسادنا ليل نهار في المجتمعات العربية، وسوف نعود لهذه المكونات في عجالة بعد أن ننتهي من قضيتنا الأساسية.
وما أود طرحه هنا هو أن هذه الحالة تمثل أحد مظاهر التغريب التي غزت أمتنا، والتي أفقدتنا حس التماسك الاجتماعي، والدفء الأسري.
القضية مرة ثانية أن التغريب ليس فقط ابتعاد عن شرع الله بصورة مباشرة، بل ابتعاد عنه بصورة غير مباشرة، ونرى أن الصورة غير المباشرة هي الأخطر. كيف؟!!
التغريب ابتعاد عن الشرع بصورة مباشرة لأنه نوع من الإلتجاء للمنتجات الحضارية للآخرين، سواء أكانت قوانين وضعية من إفراز مجتمعاتهم البعيدة عن الرسالة السماوية وهديها، أو نظم اجتماعية نشأت لتلبي حاجات اجتماعية وسياسية ظهرت في تاريخهم هم وحياتهم هم لا حياتنا نحن، أو منظومات غذائية (كالهامبورجر) نشأت بسبب تهافتهم على الحياة الدنيا.
ولا تستغرب أخي الكريم عندما تقرأ هذا. الهامبورجر برغم كونه طعام يمكن صناعته في أي بلد، ويمكن لأي إنسان أن يأكله، إلا أنه جزء من المنظومة الثقافية الغربية التي نشأ فيها. فهل هناك علاقة بين الثقافة الغربية إذا وبين الهامبورجر وغيره من مأكولات ال تيك أوي؟!!
لقد نشأت ثقافة ال تيك أوي هذه لتلبي حاجة اجتماعية طارئة على المجتمع الغربي.. الذي تهيمن فيه المادة لدرجة أن من لا يلتزم فيه بمواعيد الطعام يمكن أن تضيع عليه أجرة عمله في ذلك اليوم. ومن لا يلتزم بالمواعيد عموما فإن هذا يؤدي لتعقيد حياته وإصابتها بالركود والشلل. لا شك في أن هذا النظام والالتزام في المواعيد من الآداب الحميدة التي حث عليها الإسلام، وأمرنا بها باعتبارها ضمن الوفاء بالعهود. لكن.. إن كنا نحن كمسلمين ننظر إليها هكذا فإن المجتمعات الغربية لم تعتبرها أدبا في الحياة، بل عبئًا أخلاقيًا، وأسهمت ضغوط الحياة المادية في الغرب إلى إنتاج ثقافة ال تيك أويي لتساعد الناس على انتهاز الوقت، واستغلاله. وبدلا من قيام الرجل بالإفطار والتغذي والتعشي في بيته، وسط أهله، بين أمه وأبيه، أو مع زوجه، أو وسط بنيه، صار يزدرد أي طعام يحصل عليه من الطريق أو من جانب عمله أو من أي مكان.
وقد انتقلت هذه الظاهرة خلال الفترة الاستعمارية، وقبل ذلك كان المسافر أو الغائب يأخذ زاده من بيته، من صنع أهله: أمه أو أخته أو زوجه أو ابنته. انتقلت إلينا لتصيبنا بنوعين من الأضرار: الثقافية والبدنية!!؟؟
أما الضرر الأول فإنها ثقافة ال تيك أوي هذه قد أدت إلى تقليص الفترة التي يجلس فيها الآباء مع الأبناء. لقد كان الأب قديما يتناول فطوره بالمنزل مع أهل بيته إلا من يبيت في العمل أو المسافر، وكان البيت يرسل لمن بالخارج طعامه. وكان الأب في منتصف النهار يقيل في بيته متبعًا إياه بتناول وجبة الغذاء مع أهله. ثم تكون وجبة المساء التي تكاد تجمع الجميع في دفء عائلي نفتقده هذه الأيام. ولعلك أخي القارئ تلاحظ أن مواعيد هذه الوجبات ارتبطت بمواقيت الصلاة، حتى إن لفظ وجبة: العشاء لفظ مجانس للفظ صلاة: العشاء. وخلال هذه الجلسات كان الأهل يتواصلون، فينقلون القيم الاجتماعية التي يريد المجتمع الحفاظ عليها بين بعضهم البعض، فيسمع الأب أو الأم المشكلات ويوجهونها، ثم يسمعون الاعتراضات ويردون عليها، ثم يعرفون موطن الخلل الذي لم تعالجه الجلسة فيسعون لزيادة مساحة الوقت المخصص لعلاجه.
أما اليوم، فالسهر الطويل أمام أجهزة التلفزة يعقبه نوم حتى الظهيرة، يعقبه صحو متعجل، بغرض الذهاب لأي مكان، والفطور يكون: تيك أوي، ويكون المحظوظ من عملت له أمه هذا ال تيك أويي بيديها، فلا يزال محملا بمحبتها وحنانها، ونفسها في صناعة الغذاء المفيد أولا واللذيذ ثانيا، بينما يكون الأب قد ذهب للعمل، وربما قام متأخرا فذهب للعمل رافضًا أن يحمل طعامه في يده، معتمدا على أن السوق به تيك أوي. وتتناول الأم إفطارها وحيدة شاعرة بالعزلة، هذا إذا كانت ربة منزل. وفي الغداء الأب قد يأتي مبكرا لتناول الغذاء أو لا يأتي لانشغاله، والابن يكون مع الرفاق أو في المدرسة يلهو أو في النادي، أو يحضر للبيت من دون التزام بموعد يجمع الأسرة كلها معا. وفي المساء تجد الأولاد خارج البيت يتناولون طعام ال تيك أوي، بينما الأم والأب في المنزل وحدهما.. إن جمعهما عشاء.
هكذا ضاعت من بيوتنا قيمتان غاليتان: أولاهما انفض الارتباط بين مواعيد الصلاة ومواعيد الطعام، وثانيهما انفرط عقد جلسة تجمع الأسرة ثلاث مرات يوميا. تلك هي عواقب ثقافة ال تيك أوي، ولنسميها العواقب الثقافية.
أضف إلى ذلك أن هذا الهامبورجر الذي نبيع أهلنا لأجله مكون من تلك التركيبة الممجوجة من بقايا اللحوم، مضافًا إليها كم هائل من التوابل لكي تتوارى خلفه أسباب رخص هذه اللحوم. غير أن لهذه التركيبة ينتج عنها نمط آخر من العواقب الوخيمة، لكنها ذات طابع صحي هذه المرة. ففي دراسة أجريت في الولايات المتحدة عن علاقة الطعام بالهامبورجر وجد الباحثون أن من بين 35 ألف سيدة تراوحت أعمارهن بين 55 و69 عاما يتناولن الهامبورجر أكثر من مرة في الأسبوع زادت مخاطر الإصابة لديهن بأحد الأورام السرطانية بالجهاز الليمفاوي، وهو سرطان يصيب جهاز المناعة بمقدار الضعف مقارنة مع أولئك السيدات اللاتي يتناولن الهامبورجر بأقل من مرة في الأسبوع.
والجدير بالذكر أن اللحوم الحمراء بشكل عام تزيد من مخاطر الإصابة ولكن الهامبورجر يعد الأسوأ.
ويقول الأطباء إنه لم تُعرف العلاقة بين تناول الهامبورجر والسرطانات، ولكن البحوث قد ربطت بين تناول اللحوم الحمراء ومخاطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستات وأمراض القلب.
لكل مقال خاتمة، والمفترض بي أن أقول عبارة تجمع مجمل ما قلته؛ فتصوغه بالإيجاز.. لكني لا أريد الإيجاز.. فقط أريد من القارئ أن يعرف كيف صار ال تيك أويي، وعلى رأسه الهامبورجر أداة من أدوات معاداة الهوية. لكن الأمر الطريف في هذه القضية، والذي وعدنا بالرجوع إليه من قبل يتمثل في أن الإنسان المسلم يضحي بقيم نبيلة وغالية كأسرته وستره وسلامته لصالح وجبة غذائية مكوناتها غير صحية، وتجلب أبشع الأمراض. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الغذاء الصحي←
الأوستيوباثي OSTEOPATHY→
سلمت يداك