- بسم الله الرحمن الرحيم
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل الطرق تؤدي إليها…وهكذا فإنني أخذت الهاتف وأدرت رقمها من جديد,الرقم أحفظه كما أحفظ نفسي ,والذي سبق وان أدرته ألاف المرات من قبل …حين تعرفت عليها كانت الهواتف من النوع الذي تدار أرقامه …ثم جاء زمن الهواتف ذات الأزرار التي نكبس عليها ,بكل سهولة وها نحن في زمن المحمول…حيث يمكن تخزين الأرقام في الذاكرة ,واستعادتها بلمسة واحدة ,رقمها في ذاكرة كل هواتفي …مع هذا أحب أن المس الأزرار الستة واحدا واحدا …وان أترقب الرنين
الذي ينتهي بصوتها الحي …أو صوتها المسجل…أنها مثلي تكره جهاز الرد الالكتروني وإنها تحرص على تسجيل الرد بصوتها…وعلى تغيير الرسالة بين آونة وأخرى,وتتفنن في ذلك بحيث أصبح الأمر من إحدى هواياتها العجيبة….مرة تقول:أنا غائبة ولست بغائبة ..تحدث باختصار ومرة أخرى يأتي ردها هكذا:اترك رسالة لطيفة وسارد بألطف منها أو اترك رسالة...مع آخر نكتة. وفي كل مرة اسمع منها رسالة جديدة اشعر بأنها سجلتها لي وحدي وبأنها تقصدني بها بالذات ,لا أحب أن اترك لها رسائل طويلة عادة ما أقول :اتصلي بي أو انه أنا ولا اشعر بالحاجة إلى نطق اسمي أن صوتي لا يمكن أن يتلبس على أذنها مع أي صوت آخر ...أو هكذا يحلو لي أن أتصور ...كل الطرق تؤدي إلى هاتفها وها أنا أحاول الاتصال بها بعد جفوة بيننا دامت عدة أيام ...
إنها المرة الأولى التي أبادر فيها أنا إلى المصالحة ,فقد كنت دائما عنيدا...وكانت هي حنونة مثل اليمامة....ولأنني اشتاق إلى حنانها,ها أنا العن عنادي واكبس على الأرقام الستة لأسمع أجمل <الو> في الدنيا ...أدير رقمها واشعر أن السماعة تلسع أذني اليمنى وان الرنين المستمر يطرق أعصابي ,وإنها تتعمد أغاضتي في الطرف الآخر من الخط...تقرا رقمي على هاتفها وتماطل في الرد إمعانا في الكيد العظيم ,وحين ينفتح الخط أخيرا وتقول:الو....أتأكد من أن أعظم اختراع في القرن العشرين كان الهاتف ....يمتزج الصوتان بالعتاب الرقيق ثم الاعتذارات المنمقة,ثم الضحكات التي تكشف مسرات الصفاء والألفة ,التي هي خير ما يدفئ أوصال العاشقين في هذه الدنيا ...طبعي العنيد الذي في داخلي يفشل في الحيلولة بيني وبين الاعتذار لها ...بل اشعر أن رجولتي تكتمل بهذا ,وبان رضاها هو مكافأتي بعد أيام الجدب التي مضت دونها وبعيدا عن صوتها ....تنتهي المكالمة وأعيد الهاتف إلى جيب قميصي,أريده قريب من قلبي طالما انه قادر على وصلي بها ونسف المسافات التي تباعد بيني وبينها .... ويزداد امتناني لهذا الجهاز الصغير بحيث يطيب لي أن اعتبره صديقي وأروح انظر إلى الهواتف في كف أصحابها ...وأقول أنهم سعداء بها ...وأتعجب من صديقي الصغير الراقد في جيبي القريب من القلب ,كيف صبر على القطيعة عدة أيام ؟ وكيف لم يتململ ويتمرد ويسعى إلى صوتها , ورغما عني ومن دون إذني كل الأرقام تؤدي إلى صوتها ...كل الهواتف صممت لكي توصلني بها ...فهل أنا عاشق طبيعي ام أبالغ في لهفتي ؟المس الأزرار الستة من جديد لأطرح عليها هذا السؤال ,فإذا بالمسجل يرد مستعيرا صوتها :اترك رسالة من فضة الكلام أومن ذهب الصمت
ما أسرع ما تغير العفريتة ردودها ....لكنني أحبها
بقلم ليلى بوسعادة
وآآو ..
قريتهآ كآمله ..عجبتني بقوآآ ..
تآنكسسو ..<--- مآيحتآج مترجم ههه
آقصد.. شكرآآ ..