اسيرة 2005
03-11-2022 - 02:08 pm
انت بنت ...عيب ...اجلسي بشكل صحيح..حافظي على هدوءك ..صوتك يجب ان لا يرتفع..لا تخرجي ..ممنوع...انت بنت ...بنت ..عيب ..لا تزال هذه الكلمات تلاحقها كأنها قيد......تعيش معها كأنها بصمة عار منذ ولادتها حتى الان وهي ذات العشرين ربيعا ..كأنها شيء ولد بالخطأ ..كائن غير مرغوب فيه..لذا قررت ان تغير عنها هذه الصفة التي لا يد لها فيها ..قررت ان تخلع عنها هذا الثوب ..قررت ان تكسر هذا القيد الذي يقف وراء كل احباط يواجهها .....منذ اليوم ..........من هذه اللحظة...سأصبح صبيا ..هكذا قالت ؟؟.. للمرة الاولى تتخذ قرارا دون ان تهتم لما سيقوله الناس عنها... فهي ما عادت بنتا .. كل شيء لها في هذا المجتمع مقبول ....اولى الخطوات ...قامت بقص شعرها ..تاج جمالها كفتاة..ولم تخلع عنها لبس البنطال والقميص الذي يخفي الكثير من انوثتها ...كأنها بذلك تحاول اخفاء عيوب تذّكر الجميع بأنها هذا المخلوق الضعيف ...تذكرهم بأنها فتاة...ولم تدرك ان الانوثة شعور لا مظهر او شكل ..
ومضت اعوام ولا تزال الفتاة الصبي تكبر على انها ذلك الشاب الذي يقدر على كل شيء..هي لا يهمها ان لامتها امها ...او ضيق عليها والدها ..المهم انها الان مقتنعة انها اشجع شاب ..واستطاعت بذلك ان تنال رضى الكثيرين ..حتى والدها المتعصب الدكتاتوري غير بعضا من ارائه فيها.. أصبح على الأقل اكثر احتراما لها... وهذا ما تريد.
و ذات يوم شدَ انتباهها طفلا صغيرا يبكي... اقتربت منه دون ارادتها.. شيء ما جعلها تقترب اكثر لتضمه و تحاول تهدئته حتى هدأ اخيرا.. و تحول بصره اليها...حاول ان يرى ملامح الفتاة..لعله يبحث عن شيء يشده اليها جعله يشعر بالامن..ولعله كان يبحث عن ملامح والدته ...ظلا لحظات ينظر احدهما للاخر كأن ارواحهما غطت في حديث طويل ...واوقف هذا العشق البريء..صراخ الام على طفلها وعلامات القلق تغزوا وجهها ...اقتربت منهما ودون اية كلمة اخذت صغيرها ورحلت ...ظلت الفتاة واجمة...وقلبها يخفق بحديث ولحن جديدين ....كان قلبها يقول ...ان شعور واحدا يولد مع المرأة يجعلها اقوى واعظم من اي رجل .. مهما لامهاالمجتمع وحاصر ها.....وهل اجمل من ان تكون اما..........؟؟؟منذ اليوم سأكون اما ....هكذا قالت ..
جزاك الله خيرا أسيرة ..
وبيني وبينك - بعيد عن الصبيان - .. ما أجمل أننا بنات ..
صح؟؟