نهاية الألم
15-12-2022 - 03:25 pm
انفراط عقد الأحبة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
سأحدثكم عن مصيبة عظيمة هي مصيبة الموت .
كًتب الكثير عن الموت وسمعنا الكثير ولكننا لم نتعظ ، لم نهتم ، لم نستيقظ ، لم ننتبه إلا ما رحم الله .
نحن في سبات عميق ونوم هادئ وقلوب قاسيه ومشاعر تصلبت وتحجرت .
كم نسمع عن شخص مات أو أسرة ماتت .
ونحس بحرقه في البداية ثم يزول كل شي .
نعم إنه الموت القادم لنا ، هو قادم وهو ضيف لا ينسانا مهما نسيناه.
إن لم يكن اليوم فغداً أو بعد غدٍ أو بعد زمن ولكن سيأتي حتماً سيأتي .
مات الكثير من الأمم السابقة مات نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو خير البشر .
فهل سنخلد نحن ؟
لذا كان علينا أن نستعد لذلك الموعد فهو يأتي بغتة فماذا أعددنا .
ماذا أعددنا ؟
كان لنا الكثير من أحبتنا الذين عشنا معهم سعدنا بقربهم ألفناهم .
في بيتنا أو حينا الصغير أو مدرستنا أو وظيفتنا بل في مجتمعنا بل في كرتنا الأرضية .
تواصلنا معهم واتصلنا بهم وجلسنا معهم وتناقشنا معهم .
وفجأة جاءنا الخبر ويا له من خبر مات فلان , رحم الله فلان , تركنا فلان .
وبدأنا نفقد العزيز تلو العزيز والحبيب تلو الحبيب والغالي تلو الغالي والصديق تلو الصديق
فقدناهم ، فقد ابتعدوا هناك في عالم غريب هو عالم الأموات .
لن أقول مخيف فقد يكون فيه من السرور ما الله به عليم .
منذ صغرنا ونحن نسمع عن موت فلان و فلان .
وفي دراستنا كنا على موعد مع خبر موت فلان وفلان .
وفي بيتنا وحينا وكانت الأخبار تتوارد عن وفاة فلان .
وفي عملنا جاءتنا الأخبار عن رحيل فلان .
رحلة قصيرة كلهم رحلوا ونحن في قائمة الانتظار .
قبل عدة أعوام كان الخبر مخيف علينا بل قوي بل مؤثر حينما بلغنا أن جدنا عبد الله مات رحمة الله
كان صورة رائعة في حياتنا بحبه وتسامحه وابتسامته فبدأ عقد الأحبة ينفرط .
ومرت السنوات وكنا على موعد جديد مع الحزن والألم عندما علمنا بوفاة عمر صديقنا العزيز
رحمه الله في حادث في طريق مكة جدة فبكينا الصداقة برحيله واستمر عقد الأحبة ينفرط .
ومرت السنوات وكان الأمر المؤلم عندما علمنا أن خالد أحد أحبتنا
وأحد أصدقائنا وأحد زملائنا مات في بيت أقاربه وبدأ القلب ينكسر واستمر عقد الأحبة ينفرط.
وتوالت الأيام حبلى وثقيلة حتى جاء الخبر كالصاعقة فقد مات نعم مات وماتت معه الابتسامة والفرحة
إنه الوالد الغالي والعزيز فحزنا أيما حزن وأحسسنا بحرقه عليه رحمه الله
واستمر عقد الأحبة ينفرط .
وبعد فترات سمعنا بخبر احد الجيران وبعده جار آخر وبعده أبناء أحد الجيران .
وتوالت الأحزان واستمر عقد الأحبة ينفرط .
وفقدنا فهد طالبنا النجيب وابننا الحبيب , وفقدنا الخالة الشفيقة والحبيبة .
واستمر عقد الأحبة ينفرط .
ليست شكوى وسخط ولكن كلمات من القلب صدرت وفي كل الحالات
الحمد لله على كل حال ولكن هل نتعظ من كل ذلك ؟
أرجو أن نتذكر أحبتنا ممن وافاهم الأجل وأصبحوا تحت التراب .
يحتاجون دعواتنا فلا نبخل عليهم يحتاجون صدقاتنا فلا نبخل عليهم .
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين واغسلهم
بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجازهم بالحسنات
إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرانا .
تذكروا سيظل عقد الأحبة ينفرط .
فان كان الموت هو موعدنا القادم فلا تنسونا من دعوة صادقة .
هدى :~ قال تعالى : { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }
نور من السنة :~ قال صلى الله عليه وسلم :
رواه الترمذي .
(منقول )