في عمليه جراحية هى الأولى من نوعها تمكن أطباء ألمان من زراعة جلد يغطي 95% من جسد عامل تقني تعرض لحروق بالغة في خريف 2005، وقد نجح الأطباء في المحافظة على المريض من الموت بسبب الحروق من خلال تزويده بجلد صناعي غطى أكثر من مترين مربعين من جسمه طوال عام.
وكان التقني الألماني، 38 سنة، قد تعرض لحروق بالغة بمواد مشتعلة بينما كان يؤدي عمله في إحدى الشركات الكيمياوية، ثم نقل المريض بعد ذلك إلى
عيادة الطوارئ الخاصة بالحروق، وهو يعاني من حروق لم تترك مناطق سالمة في جسده غير باطن القدمين والعانة، وتولى معهد تقنية الأنسجة الصناعية في جامعة شتوتغارت تطوير الجلد الصناعي "سوبراثيل" للحفاظ على حياة الرجل ريثما يتم زرع جلد جديد له، بحسب ما جاء بجريدة الشرق الأوسط.
وكان الأطباء يواجهون مشكلة موت المريض بسبب المضاعفات قبل أن ينجحوا في زرع جلد جديد له، وهذه أول مرة يتم فيها إنقاذ حياة مريض تعرض لحروق شملت 95% من مساحة بشرته.
من جانبهم أكد الأطباء أن الوفاة تحدث عادة بسبب فشل الجسم العاري من الجلد في التعرق وفي الدفاع ضد الالتهابات، وذكر العالم الكيماوي هيلموت هيلرمان أن نسيج الجلد الصناعي أثبت كفاءة عالية على حفظ الجسم من الجفاف والالتهابات، فهو يسمح بتبادل الماء بين الجسم والهواء الملامس ويمنع البكتيريا من الوقوف على الجسم أو اختراق النسيج الصناعي إلى اللحم، والمهم أيضاً أنه يسمح بزرع الجلد الطبيعي تحته ويسمح بنمو بقايا الجلد المحروق تحته.
أما عن الجلد الصناعي فيتم تصنيعه من أحماض لبنية متعددة لا يلفظها الجسم وتذوب تلقائيا في النسيج البشري بعد فترة من استعمالها، واستخدم نسيج الأحماض اللبنية كناقل لبوليمرات متعددة شكلت مع الأحماض بنية نسيج "السوبراثيل" الذي تتخلله المسامات التي تسمح بالتنفس والتعرق.
وقد استطاع الأطباء التحكم في قابلية الجلد الصناعي على السماح بالتبخر لتصل إلى مستوى قابلية الجلد الطبيعي للإنسان الذي يسمح بتبخر 20 مليمتراً من المتر المربع من مساحة جسم الإنسان السطحية كل ساعة، وتمت تجربة "سوبراثيل" على 1000 مصاب بالحروق في مختلف العيادات الأوروبية، لكنها المرة الأولى التي يثبت فيها فعاليته في مكافحة الحروق الكبيرة، ويجري التعاون حالياً مع شركة تقنية أميركية لإنتاج الجدل الصناعي بكميات تجارية.
وعلى سياق متصل قدّم أطباء ألمان وأستراليون بديلاً جديداً لإزالة أثار الحروق من خلال عمليات الجلد التجميلية، وهى حقنة تحتوي على محلول هو خليط من خلايا البشرة والإنزيمات، ويتخذ لون وتركيبة البشرة الأصلية من دون أن يترك أي ندوب.
وقد تم اكتشاف هذا العلاج الجديد من قبل الدكتورة الأسترالية فيونا وود التي جربته على نحو 300 أسترالي قبل أن يهتم الأطباء الألمان بتجربته.
من جانبه أكد البروفيسور ايرنست ماجنوس نوح، من مستشفى الصليب الأحمر في كاسل (غرب ألمانيا)، أنه استخدم بخاخ "ري سيل" ReCEll في معالجة فتاة ترك الوشم ندبة قبيحة على جسدها بعد أن أزيل بعملية جراحية، وأكد نوح أن النتائج طيبة جداً.
ويتكون محلول "ري سيل" من خلايا بشرة مستمدة من جلد المريض نفسه إلى جانب عدة انزيمات وألياف رابطة طبيعية وصبغات وخلايا مناعية وخلايا جلد متقرنة، وظيفتها تزويد البشرة الجديدة بالقوة اللازمة.
ويشير الدكتور بيرند هارتمان، من جامعة برلين، أنه جرب "ري سيل" على طفلة تعاني من حروق خطيرة، وبالفعل زالت الحروق من يديها تماماً من دون أن تترك أي أثر.
وفي نفس السياق تمكن طبيب سعودي من علاج مريضة تعاني من حروق في الساق باستخدام تقنية تنفذ لاول مرة في الشرق الاوسط وهي زرع كبسولات صغيرة جداً تحت الجلد، والتى تؤدي الي تمدد الجلد المصاب واستئصاله فيما بعد.
وكان أول من استخدم هذه التقنية للطبيب الالماني فايسر الذي قام باستخدام هذه الكبسولات لأول مرة في مؤتمر جراحي التجميل الالماني في مدينة ديسلدورف الألمانية.
وتتكون الكبسولات من مادة الهيدروجل المجففة والمعقمة، والتي يتم وضعها عن طريق جروح صغيرة تحت الجلد، ومن ثم تنتفخ الكبسولات تلقائيا عن طريق امتصاص الماء في الجسم، بما يؤدي الي انتفاخها وتمدد الجلد حولها، مما يسهل عملية استئصال الندبات، وإغلاق الجروح بسهولة، حيث ان الكبسولات محاطة بكيس رقيق من مادة السلكون، والذى يحتوي علي صمامات تسمح بدخول السوائل من الجسم الي الكبسولة ببطء، مما يسمح بتمددها تدريجيا خلال 6 أسابيع .
وجزاكِ الله خير