الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
zahya
08-12-2022 - 06:28 pm
الحلقة الأولى
عشر من السَّنوات مرَّت مملة 00كئيبة 00خانقة ,زارت خلالها سراب عيادات الأطباء,ودور العرَّافين,سخت لأجل النُّذور,وأكثرت من الصَّدقات,ولكن لم يأت المنتظر0
هي كغيرها من النِّساء اللواتي يتزوجن كرهاًأوطوعاًتحلم بطفل صغير يزيِّن حياتها بالفرح,ويملاء أجواءها بالتَّغريد على أفنان حبِّهاللحياة0
كانت تحلم به جميلاً كالبدر, وديعاً مثلها ,تضمه إليها وترضعه من صدرها حليباً طاهراً,وتعلمه أحلى الأشياء,تربيه على الإيمان وحب الخيروتلبسه أحلى الثِّياب وترقص ليلة عرسه حتَّى الفجر,ولكنَّهاحتى اليوم لم تعرف وجع الحليب ولم تذق ألم الولادة0
أحياناً عندما كانت تلتقي صدفةبإحدى رفيقات الطُّفولة وهي ترضع أو تحمل طفلاً,كانت تحسُّ بالغيرة تهاجم أنوثتهاوبالحرمان يفترسهافتواري حسرتهابابتسامة رقيقة تفضح سريرتها المعذَّبة فتردُّ عليها الرَّ فيقة بابتسامة مجاملةوتهرب بطفلها خشية الحسد فتلوك سراب نارها بصمت مرير0
زُوِّجتْ سراب لعادل في سنٍّ مُبَكِّرة ,فتقاليد الجزيرة تقضي بتزويج الفتاة بعد البلوغ ,أمَّا الشَّاب فحسب قدراته المادية0
أحبت سراب (عادل)بإخلاص كما أحبَّه سكان الجزيرة لدماثة أخلاقه,ولطيف معشره وطيب نسبه0
ضيق ذات اليد لم يغيِّر من حبِّها له,بل زادهاتعلُّقاً به رغم حلمها بأن تكون غنيِّة,وراحت تبث فيه روح التَّفاؤل والأمل فدخلت قلبه أميرةً وسكن قلبها مليكاً0
رغم صغر سنِّهمافقدكانا يؤمنان بانَّ العقل بواسطةالدين هو السَّبيل الوحيد لمتابعة الحياة بينهما بشكلِّ هادئ وبسيط فعاشا متفاهمين0
حفظته في ماله وشرفه,فحفظها في قلبه ووجدانه ,وعندما كان يسافر على متن إحدى السُّفن التِّجارية طلباً للرِّزق,لم تكن سراب تذهب أثناء غيابه إلى بيت أهلها في زيارة طويلة قدتستغرق مدَّة غيابه كاملة كما تفعل الأخريات, وخاصة خلية الولد منهنَّ,بل كانت تنتظره في بيتهاو تهتمّ بوالدته العجوز وتعتني بشؤونها0
وحينما كان عادل يجوب البحار,وموانئ البحر المتوسِّط ويُعرَض له الجمال بأعلى مقاساته وفتنته في حوريَّات الشَّواطئ ,والمدن السَّاحلية,تلك الجميلات اللواتي يلعب حسنهنَّ برؤوس أشدِّ الرِّجال عقلاً ,لم يكن يرى في ناظريه أجمل ولاأروع من حوريته سراب0
تناغمٌ بديع ظلَّ يربطهما بمحبَّة صادقة لم يسمعا له نشازاً في عمر زواجها هذا0
يتبع
لاتستغل في أعمال فنية دون الرجوع إلى كاتبتها ومؤلفتها بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن


التعليقات (9)
zahya
zahya
الحلقة الثانية
أمًّ عادل ,الأرملة العجوز, لم تكن حالة استثنائية بين النِّساء, بل هي مثلهن إن لم تكن أكثرهنَّ استعجالاً للكنَّة بالولد ,فقد درجت عادة ليست بالجديدة بين الأمهات إن تأخرت الزَّوجة بالإنجاب أن يسارعن بتزويج الابن بالتَّرغيب أو بالتَّرهيب ,عادة قديمة ربَّما كانت سيئة أو ربما هي جيدة ولكنَّها ستبقى موجودة إلى ماشاء الله0
شمَّتْ سراب أكثر من مرَّة رائحة زيجة تُعَدَُّ لزوجها لتقدَّمَ له على طبق من إغراء عاطفة الأمومة ,أزعجتها الرَّائحة , جعلتها تحس بالغثيان, ولكنَّها لم تتقيَّأخشية الشَّماتة, فاعتصمت بحبل الله وسألته بحرقة المحروم أن يجبر خاطرها, وأن يحميها وزوجها من مغبات الأمور, فقد يدفع الجهل ببعض الأهل إن تأخرت الزوجة بالإنجاب إلى ارتكاب المحرَّمات التي توصل للشرك بالله في أحيان ٍكثيرة , وما زيارة العرافين والتَّمسح بالقبور إلا منها في جميع الأحوال0
سراب المحبوبة المحبة تعلم جيداً أن لعادل مزاجاً خاصاً وذوقاً لاترضيه سواها من بنات جنسها فعاشت مع زوجها مطمئنة القلب ,راضية بما قسمه الله لها,وعندما كانت أمه وأخته تفشلان في إقناعه بزيجة ما,كانتا تعودان دون خسائر لأنَّهما كانتا تحبَّان( سراب) وتشفقان عليها0
ذات مساء قالت أمُّ عادل لابنها في غياب زوجته بزيارة أهلها:
أريد أن أحمل لك طفلاً قبل أن أموت0
أجابها وهو ينظر في ساعة يده:أمدَّ الله في عمرك ياأمَّ عادل,أكثري من الدُّعاء لنا عسى الله أن يمنحنا مايسرك ويسرُّنا0
ضمت يده بين راحتيها وشدَت عليها بحنان بينما برقت عيناها بدموع حسرة ,وهمست بحزن:ذريَّة أبيك قليلة , أنا والمرحوم لم ننجب سواك ووجيهة , كان يحب الأطفال ولكنه قضى نحبه في شرخ الشباب0
فقال مداعباً:وقد أنجبتْ وجيهة والحمد لله جيشاً من الذُّكور والإناث0
فهمستْ:أولاد البنت يُنْسَبون لأبيهم ولايخلِّدون اسم أبيها ولايدخلون في شجرة العائلة0
نهض من مجلسه متذمِّراً واتَّجه َنحو باب البيت ونظر إليها برجاء قائلاً:*
يجب ألا ننسى كرم الله وقدرته ياأمي,أتريدين شيئاً من الخارج ,إنَّني ذاهب لإعادة زوجتي إلى البيت؟
أجابته بضيق:*سلِّم على حماتك0
وعندما أغلق وراءه الباب تمتمت بصوتٍ منخفض:*
عنيد كوالده ,لم يتزوَّج من أخرى رغم قلَّة ذريَّتي,صدق من قال :من شابه أباه ما ظلَم0
ولمَّا عاد بسراب إلى البيت نظرت إليهما بعين الرِّضا فرأتهما سعيدين ,يرفرفان بجناحي الحبِّ ,ومسحة حزنٍ ترتسم فوق وجهيهما ,رقَّ قلبها وأشفقت عليهما ونظرت إلى السَّماء برجاء صامت0
وقبل أن يدخلا غرفتهما ,ناولتْ (سراب) صحناً فيه بعض الحلوى,كانت قد أعدَّ ته بنفسها قبل قليل 0
شكرتها سراب بلطفها المعهود, وطبعت قبلة فوق خدَّها,ودخلت إلى زوجها لمشاركته أكل الحلوى قبل أن يستعدّ َللسَّفر عند الفجر0
أسندت سراب رأسها بيديها وأجهشت باكية,فراح يمسح دموعها بحنانه المعهود ودفء كلماته وحين قال لها:*
يتبع
لاتستغل في أعمال فنية دون الرجوع إلى كاتبتها ومؤلفتها بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

zahya
zahya
الحلقة الثالثة
*كفي عن البكاء 00دموعك تحرقني*
قالت:*سيطول غيابك هذه المرّة ,سنة!! إنَّها أيَّامٌ كثيرة*كيف سأحتمل غيابك هذا؟
قال:*من يعلم ربَّما عدتُ قبل إتمامها ,عليك بالصَّبر*
*:صبري يحتاج لجهد كبير لاأستطيعه*
فقال مشجِّعاً*:بل تستطيعين إذا شغلت أفكارك بالبيت الجديد عندما أعود بالمال الوفير*حاولي أن تشغلي نفسك بدراسة القرآن والحديث,وتذكري دائماً بأنني ماسافرت إلا لإحضار المال من أجلك0
قالت بصوت تخنقه العبرات
*لاأريد مالاً ولا بيتاً,أريدك أنت ,هل تفهم؟*
أجابها برقَّة:*نعم أفهم,ولكن من أين سنأكل إذا تركتُ السَّفينة؟*
فقالت بحماس*:تعمل صيَّاداً ,كما يعمل الكثيرون من أهالي الجزيرة0 *
فقال:وهذا يعني أن نأكل يوماً ونجوع عشرة0
فقالت بدلال:*يظلَّ الأمر أفضل من غيابك لسنة أو حتَّى لشهر,بل ليومٍ *
فقال لها:مهنة الصَّيد ياسراب لاتبني بيوتاً ,أفقر النَّاس وأكثرهم تعاسةً هم الصَّيادون0
:*ولكنَّ قلوبهم غنيَّة بالحب,عامرة بالإلفة *
*الفقر عدو الحب,أينما وجده افترسه0*
سألته:لماذا؟
أجابها:*لأنَّّ للفقر أنياباً ومخالباًَ وحشية لايعرفها إلا من نشبت في جسده ,وفقأت عينيه,وامتصَّت دماءه0*
*ولكنَّ أهل الصَّيَّادين يسعدون بقربهم طوال العام*
فقال بضيق:فقط في أيَّام الخير وهدوء البحر,وبعد ذلك تنتهي السَّعادة ,وتبدأ المشاكل,أتعرفين لماذا؟ *
قالت :لا
قال:لأنَّ البطون تصرخ من الجوع فتخاف القلوب ,ترتجف ,وأحياناً تموت قهراً وحرمانا,وأنا لاأريد لقلبينا أن يموتا*
فالقت برأسها فوق كتفه وهمست :
* إن ارتجف قلبي فقربك يدفئه0*
فقال باسماً*:ربما مادمنا وحيدين ,وما لم نحلم بأولاد هم بحاجة لحياة كريمة يجب أن نوفِّرها لهم0*
فقالت محتدَّة:ولكنَّك لست رباناً فتأتي بالمال الكثيرمثلهم0*
فقال بنظرة عتب:* صدقتي ولكنَّني بحارٌ نشيط أجني بعرق جبيني مالاً حلالاً يحفظ ماء وجهي ويكفيني ذُلَّ السُّؤال0*
وكأنَّها أحست بأنَّها جرحته فقالتْ بدلع:*إنَّني خائفة عليك من غدر البحر, فهو لايؤتمن على شيء فكيف أسلِّمُه زوجي وهوفي لحظة هياج يغرق السفن ويبتلع الشَّباب ,ويثكل الأمهات وتكثر الأرامل*
فقال باسماً:*الأعمار بيد الله ,ولن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا,هيَّا ابتسمي ,لاتودِّعيني بالتَّشاؤم, دعيني أحمل معي زوادة التَّفاؤل بغدٍ مشرق*
فالتقت عيناهما وتمتمت*:فليحمك الله ياحبيبي0*
يتبع
مع تحيات
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

•ρяỉŋсзѕ
•ρяỉŋсзѕ
..............يعطيك العافيه..............
على القصه..............
.............وبنتظار جديدك............

zahya
zahya
الحلقة الرابعة
لم تغمض لأمِّ عادل عين في هذه الليلة,ظلَّت ساهرة وهي تصلِّي,وتبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمي وحيدها ويرزقه بالمال والولد0
وهو يودِّعها عند الفجر ,حاولت أمُّ عادل أن تخفي دموعها عنه بعد أن أطلقت الباخرة زموراً تستدعي به جميع البحارة المنتشرين في الجزيرة بينما لم تستطع سراب حجب دموعها0
ومع طلوع الشَّمس أطلقت السَّفينة زمُّور الوداع,فأسرعت سراب بالصُّعود إلى سطح البيت لرؤيتهاوهي تمخر في العباب مبتعدة عن الجزيرة,فاخترقت عيناها مسافة البعد علَّها تلمح مليكها,وطار قلبهايرفرف فوق السَّفينة نورسَ حبِّ حتى غابت في الأفق البعيد0
أحسَّت بالإنكسار,فنزلت إلىالبيت ونيَّة الخطوات00كريمة العبرات00شاردة الفكر0
استقبلتها حماتها بوجه بشوش ودعتها لمشاركتها قهوة الصَّباح تحت الياسمينة التي ظلَّلت فسحة الدَّار0
لم تكن لديها رغبة في شرب القهوة ,ولكنَّها مسايرةً لحماتها قبلت الدَّعوة0
قالت العجوز وهي تناولها الفنجان :*لاأحبَّ أن أراك حزينة , ابتسمي ياابنتي 00لاتكتئبي سرعان ماتمرُّ الأيَّام ,ويعود إليك*
قالت سراب وهي تمسح دموعها بأنامل يدها :*ولكنَّه عام ياامرأة عمي0
ظلت العجوزصامتة بينما نظرت سراب إلى السَّماء وتابعت:*السَّماء ملبَّدة بالغيوم0*
فقالت العجوز وهي مطرقة * فقط في الصَّباح ,ألا ترين إنَّها مقلعة إلى أجواء أخرى؟اطمئنِّي ياابنتي مازلنا في أواخر تموز والرِّيح مازالت في الغربة0*
فقالت سراب وقد عاودها البكاء * وتموز القادم مازال بعيداً *
ابتسمت العجوز وهمست:*انظري إلى وجهي 00تأمليه جيداً 0*
سألتها *لماذا؟*
أجابت :*أتعرفين كم تمُّوز مرَّعلى وجهي هذا؟*
سألتها سراب *كم تقدِّرين؟*
قالت *كثير00كثير ولكنَّها جميعاً كتموز واحد0*
كلام العجوز جعل الإبتسامة تعود إلى ثغر سراب فقالت بدهشة:*تموز واحد ياامرأة عمي؟*
أجابت العجوز:*نعم 00نعم فالعام ينطح العام ويلقي به في هوَّة الزَّمن00غداً يأتي تموزالثَّاني ,ويعود عادل فلا تعكِّري صفو أيّاَمك بالحزن والألم 00تمتَّعي بشبابك قبل أن يهرب منك ياابنتي*
سألتها سراب *:كيف مادام زوجي غائباً؟*
أجابت العجوز:*وهل المتعة محصورة بوجود الزَّوج ؟*
فسألتها سراب باستغراب*:مارأيك أنت ؟*
أجابت:*طبعاً لا*
سألتها سراب بحرج*:لم أفهم ماترمين إليه 00أريد توضيحاً؟*
قالت العجوز:*لاأعتقد أنَّك لاتفهمين ماقلت وقد نلتِ قسطاً من التَّعليم*
ردَّت سراب:*ربَّما لأنَّ عقلي مازال متأثِّراً بسفر عادل0*
فقالت العجوز:*حسناً سأوضح لك الأمر*
*تفضَّلي *
قالت العجوز وكأنَّها تلقي محاضرة وقد سرحت بنظرها بعيداً:
لفد خلق الله سبحانه وتعالى الكون ووخلق الإنسان ,وخلق كلَّ الموجودات وسخَّرها له كي يتمتَّع بها ويجعلها في خدمة عبادته لله عزَّ وجلّ0
سألتها سراب بدهشة:وهل الزَّواج إحدى هذه الموجودات؟
أجابت العجوز:بل هو من أهمها,لأنَّ الإنسان يتكاثر من خلاله0
قالت سراب بعفوية:وقديأتي بعض النَّاس عن طريق غير شرعي 0
فقالت العجوز:وهذا مانهى الله عنه وأنكرته جميع الدِّيانات السَّماوية0
هزَّت سراب رأسها موافقة حماتها التي تابعت قائلة:
وبما أنَّ الزَّواج من أهمِّ هذه المتع الجسدية والمعنوية والإجتماعية فإنَّ عدم تحققه لايعني انتفاء المتع الأخرى0
سألتها سراب * كيف؟*
أجابت:*الإستمتاع بالعبادة شيء عظيم ورؤية الجمال الذي خلقه الله في الأرض والسَّماء,بمساعدة النَّاس, بالقراءة ,وحتَّى بالطَّعام0*
فسألتها سراب*:وهل استمتعت بحياتك بعد وفاة عمّي أبي عادل؟*
ابتسمت العجوز بحزن وأجابت*نعم ولكن أتعرفين كيف كانت متعتي ؟*
سألتها:*أخبريني0*
أجابت *بتربية أولادي تربية صالحة ,وبمساعدتي للمحتاجين رغم محدودية حالتي المادية 0استمتعت برؤية البحر,والتَّفكير بملكوت الله وعظمته ,وبعباد تي له ,كلُّ هذا استمتاع مشبِع للعاطفة ,ومن قال غير ذلك فهو كاذب 0*
قالت سراب *ربَّما كان كلامك صحيحاً ولكنَّني أشعر بالألم بسبب غياب عادل*
قالت العجوز*وهذا إحساس عاطفي أيضاً ,وهو أمر طبيعي ,ولكن لاتجعلي الألم يلبسك 00حاولي الخروج منه00عودي لسعادتك وتمتَّعي بعاطفة الشَّوق لعادل دون أن تحترقي بها0*
سألتها سراب*أأنت تقولين لي هذا وعادل هو ابنك؟*
أجابتها ضاحكة*عادل هوولدي وقرَّة عيني ,ولكنَّ سفره هو جزء من قدره ,فهل أحارب القدر بعاطفة الأمومة التي قد تقتلني حزناً على فراقه فأسبّب له الألم؟*
قالت سراب :*ولكنَّني ضعيفة أمام عاطفتي 0
قالت العجوز:*القوَّة خير من الضَّعف حتَّى في أدقِّ المشاعر00تعلَّمي هذا ياابنتي*
قالت سراب :*ساحاول*
توالت الأيام كحلم لاتخلو أحياناً من بعض الشرود وشيء من الدُّموع0
في تلك الليلة كانت السَّماء ملبَّدة بالغيوم,تلاقى فيها خريف امرأة بخريف عام فكيف كان اللقاء؟
لم تكن أمُّ عادل نشيطة هذا المساء,فقد أحسَّت بوعكة مفاجئة فآوت إلى فراشها بعد صلاة العشاء,تدثَّرتْ ببطانية,وألصقت ركبتيها ببطنِّهاطلباً للدِّفءوغطَّت في نومٍ عميق ,بينما كانت سراب تسهر في غرفتها وهي تتابع إحدى التَّمثيليات على شاشة التِّلفاز0
مع تحيات
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
هل انتهيت القصة ام ماذا؟؟؟
جميلة معناها رائع

zahya
zahya
لبنانية متميزة
أهلا بك أختي المكرمة لبنانية متيزة
سأتابع نشر القصة بإذن الله
أشكرك على نفض الغبار عنها وإعادتها إلى الضوء بعد عتم دام طويلا
أختك
زاهية بنت البحر

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
الله يسلمك اختي...
انا فكرت هي عندك موجودة..
مافي مشكلة لا تعبي حالك.
بما اني لا احب الروايات ذات المواضيع الغير الهادفة و الخاطئة
فلذلك دايما ابحث عن ماهو مميز و مفيد
شكرالك

zahya
zahya
ربما كانت السَّاعة الواحدة ليلاً عندما استيقظت العجوز فزعة, تتقاذفها الأوهام, هبَّت من فراشها, أشعلت نور المصباح الكهربائي, وخرجت من غرفتها إلى فسحة الدَّار.
أحست برهبة، اقشعر بدنها وهي تسمع صوت الرِّيح كعواء الذِّئاب يزداد حدَّة باشتداد اهتزاز أغصان الأشجار التي تغطي فناء الدَّار.
تفقَّدت عيناها أرجاء المكان, فرأت نوراً ينبعث من حمَّام البيت في الخارج, وسمعت صوت حركة هناك, اقتربت من مصدر النُّور والصَّوت، سمعت أنين سراب، أسرعت بدخول الحمام, وعندما وقفت ببابه، فوجئت بسراب وهي تتقيَّأ في المغسلة, أصابها الخوف, سألتها: مابك ياابنتي؟
نظرت سراب إليها بتعب وقالت: أشعر بالغثيان ودواراً مزعجاً يا امرأة عمِّي.
قالت العجوز :عودي إلى غرفتك, سأستدعي طبيب الجزيرة لمعاينتك.
لا أريد طبيباً, إنَّني (وأشارت إلى بطنها)
شهقت أم عادل شهقة كادت تودي بحياتها، سألتها: هل أنت حامل؟
هزَّت سراب رأسها بالإيجاب: منذ مدة قريبة.
فقالت العجوز بعتاب يمتزج بدمع الفرح: لِمَ لمْ تخبريني ألا أستحق منك هذه الفرحة؟
أجابتها بخجل: بلى والله تستحقّيِنها وزيادة, لكنني كنت أخشى ألا يكون الحمل حقيقيا.
رفعت أم عادل يديها نحو السماء تقدم قربان الشكر دمعاً: الحمد لك يارب.. كم أنت كريم0 سأزغرد.
استوقفتها سراب ممسكة بيدها: لاتفعلي، جعلتك الفرحة تنسين أننا في وقت متأخر من الليل.
فقالت أم عادل: وليكن لم يعد للوقت عندي حساب.
قالت سراب: حسنا فلننتظر حتى تشرق الشمس، أليس الغد لناظره قريبا؟ أجابت العجوزهذه المرة بحكمة وهدوء: بلى فالعمر لحظة.
العمر لحظة، ولكن كم تضم هذه اللحظة من حوادث فرح وحزن ومفاجآتٍ يرسمها القدر بعيداً عن إرادة البشر؟
قضية أم عادل كانت حلماً حاربت من أجله بسلاح المنطق والأخذ بالأسباب، فهي تريد حفيداً يحمل اسم زوجها هاشم، فما انتصرت بمنطقها، وما تحقَّقت قضيَّتها إلا بإرادة الله، فحدثت المعجزة، وتهاوى المنطق البشري أمام القدرة الإلهيَّة.
رائع هذا الصباح أحست درَّة بفتوة تنمو في جسدها المثقل بسنوات التعب، المحني بهموم العيش، المفرغ من بريق الوعد.
العمر لحظة.. قطع قطار زمنها خلالها محطات كثيرة حاولت أن تنسجم معها بمنطق الحكمة، تحَوِّلُ الحزن فيها فرحاً, واليأس أملاً، ولكن بقناعة المعدم.
العمرلحظة خلعت القناع، ضمها الأمل إلى كتائبه الباسمة الزاهية بالألوان،
ألبسها الربيع ثوباً، والشمس إشراقاً، والتفاؤل وشاحاً.
مساحة الأمل لاتحصرها حدود، فسيحة كالأحلام، شاهقة كالمستحيل، بديعة كالولادة. حملتها فرحتها الوليدة إلى عوالم براقة ساحرة.. حنونة.. فوضويَّة الرُّؤى.. سمعت فيها صوت هاشم يناديها.. رأته يلعب معها.. تحضنه .. تطعمه.. تقبِّله، يهرب منها.. أحبت البداية وكرهت النهاية، وهنت ركبتاها.. شهقت.. أسرعت تمسك به لا تريده أن يهرب منها أبداً.. أبداَ.. خافت عليه في الحلم.. نعم، ولكنَّها ستخاف عليه في الحقيقة أكثر.
لا لن تخبر أحداً بحمل سراب خشية الحسد، فالعيون فارغة لا يملؤها إلا حفنة من تراب، وهي لم تصدق أن سراب ستحمل يومًا فلن تتركها صيدا للعيون الفارغة.
الحرص هنا واجب, وسيكون مسلكها، لن تخبرأحداً حتى عادل لن تبعث إليه بالبشرى كي لا يترك السفينة، ويعود، فيخسر المال الذي سيشتري به البيت الجديد، تريد أن تطمئن على سكنه قبل موتها.
تغير المنطق أم هي التي تغيرت؟ فوضى الفرح، فوضى الأحاسيس المتمرِّدة، فوضى اللحظة، ترى من تغير؟ هي تعرف فقط أنَّها يجب أن تكون حريصة في المحافظة على هاشم وليكن مايكون.
وافقت سراب أمَّ عادل الرأي بشأن إخفاء خبر الحمل.
عجوز قدَّرت وشابة تفهَّمت فكان الإتِّفاق.
إتِّفاق سرِّيٌّ أبرم بين الخريف والربيع فأنجز خيراً.
إنجاز مهم لن يعلم به سوى عائلة سراب، وأخت عادل وجيهة، وبذلك يبقى الخبر طيَّ الكتمان.
أسرة سراب لا تحب الثرثرة، وهي أقرب للتَّدين منها إلى المصالحة الدنيوية.
أب صارم حازم لا يجامل أحداً، لكنَّه يحسن التَّدبير, هادئ الأعصاب غالباً, يشكو من ارتفاعٍ في ضغط الدم, لم يرزق ذكوراً.
علية أم سراب سيدة في الخمسين من العمر، عاطفية، من أصل تركي، أنهت دراستها الابتدائية في الجزيرة, تزوَّجت في الرابعة عشرة من عمرها، وأنجبت خمس بنات أصغرهنَّ سراب.
حدَّثت ْعلية زوجها بشأن إخفاء خبر حمل سراب، اتَّهم الجميع بالهذيان, وعقم التفكير, وأعلن براءته مما يعملن.
وبعد كثير من المناقشة والمجادلة، وافقهنَّ على مضض من أجل عادل، وهدفه المادي الذي سافر في البحر من أجله، وليس من أجل الحسد، وقلة عقل النسوان.
قال لزوجته: عجيب أمر النساء والله، كنتنَّ تلهثن وراء الحمل، والآن تلهثن من أجل ستره!
سألته علية: ساعدنا بطريقة تمكننا من ستر الحمل دون قيل وقال؟
فقال متبرمًا: حسبي الله ونعم الوكيل من كيد النساء، ومن أفكارهنَّ الغريبة.
فقالت: هذا الأمر لن نختلف فيه أبداً، ولكن أنقذنا مما نحن فيه من حيرة؟
قال بعد تردُّد: لاحول ولاقوة إلا بالله ، اسمعي جيدا إن كنت تصرين على رأيك في كتم الخبر.
قالت بلهفة: قل يارجل وأرحني أراحك الله من أعدائك؟
قال: في الأشهر الأولى لاتوجد مشكلة لأن الحمل يحتاج لوقت كي يبدو للعيان، وماتبقى من أشهره تجلس سراب في البيت ولا تقابل أحداً حتَّى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
سألته: ولكن قد تطول مدة احتجابها عن الناس, فماذا سنقول لهم إن هم سألوا عنها؟
أجاب:لن تعدمن حجَّة, إن كيدكن عظيم.
بقلم
زاهية بنت البحر

zahya
zahya
في ليلة مقمرة من ليالي أيلول، جلس عادل وزميله أحمد على حافة مؤخرة السفينة يتسامران بين سماءٍ وماء، يؤنس وحدتهما القمرُ بدرًا، وخياله يتراقص تحت سطح البحر بجمالٍ أخاذ على أنغام صوت أم كلثوم من الجانب الآخر للسفينة، كأنه في حفل بين الأحياء البحرية، فتلهب المعاني بالصوت الرخيم والآهاتُ الحارقةُ أشواقَهما لمن تركوهم في الجزيرة بانتظار عودتهما سالمين على أحر من الجمر، وما استطاعت النسمات العليلة المحملة بأنفاس البحر الباردة أن تخفف من لهيب الحنين في صدريهما، فبدت الحيرة بتهدج صوتيهما بحزن عميق، وهما يبثان شكوى الفراق وهموم الحياة، والنجوم الساهرة تسترق السمع إليهما عن كثب، وتسعد باستنشاق الشذى من حريق القلوب، ونورها يتمايل مع رفات الجفون.
تحدثا طويلا، وأنصتا للست كثيرًا، وطال الليل بهما متأرجحين بين حلم ويقظة، حقيقة وخيال، تلمع في عيونهما بعض دموع يحجرانها رجولة ً بتماسكٍ مؤلم، ماتلبث أن تختطفها النجمات طمعًا بالمزيد من دمع العيون.
هما يعلمان أن الحياة صعبة، متعبة ، مؤرقة، وأن الراحة فيها لاتكون إلا قليلا، ويعلمان أيضًا أنَّ العمل واجب مقدس مهما كان صعبًا ماداما قد اختاراه طواعية فيما قدِّر لهما من حياة أوجدهما الله فيها بظروف بيئية معينة، تفرض عليهما مثل هذا العمل فوق ظهر بحر لايعرف الرحمة في ساعات الغضب الرهيبة، قبلا به لتحسين ظروف الحياة في جزيرة نائية تعيش قلقة بين فصولٍ أربعة أشدها قسوة عليها الخريف والشتاء، تذكرا من سافر ولم يعد إليها، من مات حرقًا أوغرقا، ومن أحضر في تابوت، ومن لم يُحَْضَر منه سوى حقيبة تبكي فقيدها، تذكرا لوعة الأهل على فلذات أكبادهم وهم يشاهدون جنون البحر الأهوج أيام الشتاء، وكيف ينسون أنفسهم باحتلال الخوف قلوبهم، واهتياج مشاعرهم كلما سمعوا عواء الريح يملأ أجواء الجزيرة رعبا، وينشب أنيابه في أفكارهم بأسوء الاحتمالات، تذكرا من قضى نحبه بانتظار رجوع الربيع، فانتقلت الروح إلى ربها والغائب لم يعد والربيع أطال الغياب.
مضى النصف الأول من الليل، وقبل مضي ساعة من النصف الثاني منه، استدعى الربان البحارة ومساعديه على عجلٍ لأمر هام. انشغل الجميع بتحضير نقل المازوت للسفينة الأجنبية التي استنجدت بالربان، كي يزودها بالوقود الذي نفذ منها إثر ثقب حلَّ بخزان الوقود، فلم يعد لديها مايكفي لمتابعة الرحلة في عرض البحر. تمت العملية بنجاح، وقبض الربان ثمن المازوت بأضعاف ثمنه الحقيقي، وعندما ابتعدت سفينته عن السفينة الأخرى، راح يضحك بصوت عال ووزع على البحارة الحلوى مما جعلهم يستغربون أمره هذا، لم تطل مدة الاستغراب كثيرًا بالنسبة لعادل بعد أن أعلمه أحمد بأن الربان قد باع المازوت مغشوشًا بالماء، وقبض سعره غاليًا، وكان أيضًا قد استغفل مالك السفينة التي يعملان فيها، فسرق منه ثمن كميات وهمية من المازوت قبل الإبحار من الجزيرة، وهاهو الآن يفخر بسرقة السرقة.
أحس عادل بانقباضٍ في صدره مما سمع، استغفر الله كثيرًا، خاف أن ينتقم الله من القبطان فيغرق السفينة بمن فيها، ولكن إيمانه جعله يتماسك بعد وقت قليل ، مقررا بينه وبين نفسه أن يترك العمل مع هذ الربان عندما يصل إلى أول ميناء قرب اليابسة، سخر أحمد من سذاجة عادل فقال له: الربان الأمين في هذا الزمن عملة نادرة جدا، ليس هنا فقط ، وإن كانت أكثر ظهورًا عندنا عمن سوانا، إنهم يسرقون بطريقة أو بأخرى سرًا وعلانية، يسرقون ثمن المازوت، وثمن الطعام وحتى أجرة البحارة.
بقلم
زاهية بنت البحر

تعلمي كيف تكتبين قصة مشوقة
جريمة شنيعة اكتشفت في مطار الملك خالد ارتكبتها سعودية في شهر رمضان