الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
ريحانة الجنوب الداعية
11-08-2022 - 01:16 am
  1. وأي معنى أعيشه الآن ويعيشه من حولي من الناس؟!


بردانة...!
تمتمت بها شفتاي بصوت عميق خافت...
أحسست أن صداه يتردد في كل ذرة من ذرات جسدي...
أخرجت زفرة حانقة من صدري ... وبضيق واضح قطبت حاجبًا وأرسلت آخر
(لا تتخيل ولاتحاول تقلدني , أنا نفسي ما أدري كيف سويتها !)
مازال بدني مقشعرًا ينتفض من البرد ... لملمت نفسي حتى احتضنتها بين ذراعي ...
يا الله بردا نة
لم أدخر وسعًا لأجد ماأتدفأ به , وجاءت النصائح ممن حولي مسعفة لكن بابتسامة تبطن شيئا من المزح (الثقيل):
سوِّي شاي ... وللا أحسن قهوة بالزنجبيل ... ولا تنسي ..( احسبي حسابنا معاكِ) وتلاه فيض من الاقتراحات التي كشفت لي أثناء ذلك أنهم (بردانين )أكثر مني!
المهم ... لم أتردد لحظة بعدها في أن ألملم نفسي من أمامهم , وفي مكان هادئ من الغرفة ... جلست أفكر وأتأمل ...
ترى كم للبرد من معنى ؟ !

وأي معنى أعيشه الآن ويعيشه من حولي من الناس؟!

وعندما أحسست أن درجة حرارة "الفلسفة" بدأت ترتفع... أمسكت قلمي إكرامًا لها .., وخوفا ألا أدرك ذلك المعنى الذي بدأ يتوه داخل روحي علنا نلقاه سوية.
صعب نكون "بردانين" لكنها مشكلة سريعة الزوال والحل ( بطانية- معطف دافئ- مشروب ساخن)وانتهينا ... لكن الأصعب..إذا برد الداخل وبدأت درجات الحرارة تنزل وتنزل وتن... يا الله شيء متعب ويتعب أكثر إذا لم يبدو ذلك على محيا ذلك (البردان المنتفض) أقصد من الداخل ...
ترى هل يكابر؟ أم أنه قد تعود أن يكون في معاناة حتى ترك قلبه ينبض بروح ميكانيكية لاتحمل للشعور معنى ؟!
أنا لا أتكلم عن طائفة من الناس بعينها , بل أتكلم عنا جميعًا ... كلنا (بردانين) لكن منا من يكون له "حظ سعيد" فيجد الدفء هو الذي يبحث عنه ليأخذه بأحضان أمينة تقدر للبرد معانيه وللدفء أماكنه وأحيانه.
وهنا أخذت أبتعد عن مساحة البرد فيني لأخرج متخطية حدود ذاتي وأنظر حولي إلى...
ذلك الصغير الذي شعرت أنه ينتفض من داخله اقتربت من خطواته فوجدته قد تاه حسه وغابت نظرات حاجته عن عيني والدته وذراعيها وهو يقول (ماما أنا بردان.. محتاجك..) لكنها سمعته بأذنها فقط!
وعن ذلك الشاب الذي بدت معالم الرجولة ظاهرة عليه , وقالوا عنه بهم وقلق
(مراهق) وقد أتقنوا كيف يراقبونه , وغاب عنهم مايرقبه هو منهم ... فهو وإن كان يافعًا لكنه يحتاج للحضن الدافئ... للبيت الذي يجذبه إليه ولايدفعه عنه... لكن كبرياء( الرجولة ) الزائف ما جعله يصرخ ببرده ويعلن حاجته للدفء.
وعن ذلك المرموق اجتماعيًا ... المهم بين الناس له قدره ولكلمته وزنها ... بدا أمامي بشهادات أرهقت تفكيري وأعيت طموحي "ممتازومتميز" .. شخصيته قيادية..و..و.., لكني أشفقت عليه عندما تأملت حاله وهو يعود إلى عشه فيجد الفرق والبون الشاسع بين التقدير والاهتمام قبل أن يدخل وبعد أن دخل ’ لأن سكنه "زوجته" قد أوسعت برده صقيعا بعدم اهتمامها وتشاغلها الدائم عنه... وإذا بدا لها أخرسًا وغير مهتم بها... ارتفعت درجة حرارتها حد الاحتراق لأنها (مهضومة) الحقوق - في ظنها- , وقد ظنت أن في ردة فعله بردا يسكن قلبها الملتهب ولكن قد خاب ذلك الظن!
اسمحيلي ... إنتِ غلطانة لأنكِ تركتيه يقاسي البرد وحده .
والعكس بالعكس ضع الزوجة مكان الزوج... وأكمل القصة , لأني تعبت و بدأت أشعر بالبرد أكثر...
ولكن!
(إن أردت أن تكون دافئًا وتمنح غيرك الدفء فلا تجعل نفسك أقرب الكواكب إلى الشمس , ولكن إن استطعت فكن الشمس نفسها)
بقلم: ريح الجنوب انة


قصة امراة دافعت عن شرفها حتى الموت
قصة وعبرة