بنك يحدد اسعار الفائده على حسب درجات الحراره

يسعى أحد البنوك اليابانية إلى رفع مستوى الاهتمام بقضية التسخين الكوني بأكثر من وسيلة. وعمل بنك كواما ماتو العائلي في جزيرة كيوشو الجنوبية على رفع الوعي الاقتصادي درجة جديدة، من خلال تحديد أسعار الفائدة لديه على أساس معدل درجات الحرارة، جاعلا زبائنه يهتمون بحرارة الصيف.
ويحدد البنك الفائدة على وديعة "النسيم البارد الثابتة" ب 0.25 في المائة إذا كان معدل درجات الحرارة خلال آب (أغسطس) الماضي، يساوي 28.3 درجة مئوية. وسيرتفع معدل الفائدة إلى 0.4 في المائة إذا انخفض معدل درجات الحرارة عن 28.3 درجة.
وعندما أطلق البنك هذه الخدمة في حزيران (يونيو) الماضي، كانت اليابان لا تزال تتبع سياسة معدل الفائدة عند مستوى صفر في المائة بهدف تشجيع حركة النمو الاقتصادي.
وأنهى بنك اليابان المركزي سياسة معدل الصفر تلك في تموز (يوليو)، ورفع نقطة قياس معدل الإقراض إلى 0.25 في المائة، أي المعدل ذاته الذي حدده هذا البنك خلال الصيف الحار.
ويقول ياسونوري إيزاكي أحد مسؤولي هذا البنك الذي يقع على بعد 900 كيلو متر جنوب شرق طوكيو "أوجدنا هذا المنتج لتزويد العملاء بفرصة للتفكير بالتسخين الكوني". ويمنح البنك الذي يمتلك 77 فرعا، ويبلغ مجموع ودائعه 10.3 مليار دولار أمريكي، زبائنه فرصة خيار المراهنة على وديعة "النسيم البارد"، حيث أثبتت هذه الفكرة نجاحها حسب رأي الإدارة.
واستطاع البنك اجتذاب ودائع بقيمة 130 مليون دولار أمريكي في هذا الحساب خلال الشهرين الماضيين، مما يمثل رقما قياسيا لأي منتج بنكي جديد.
وعلق بعض الزبائن على ذلك قائلين "إن هذه العملية تفتح عيوننا، حيث سنظل نغير مستوى درجات تبريد مكيفاتنا باستمرار". غير أن هذه القناعة لا تشمل جميع زبائن البنك.
ويقول ميشيكو إيكيدا ( 43 عاما) "وجدت أن الفكرة مهمة، ولكنني لم أفتح حسابا بسبب اعتقادي، أن صيف هذا العام سيكون أشد حرارة من صيف العام الماضي".
وتشتهر بلدة كوماموتو التي تحيط بها الجبال بجوها الحار خلال فصل الصيف، وسيعطي البنك زبائنه إجابته النهائية حول معدل درجات حرارة الصيف في الأول من أيلول (سبتمبر) الحالي. واتخذت اليابان، التي تعتبر موطن معاهدة كيوتو الخاصة بالبيئة، عدة مبادرات إزاء محاربة التسخين الكوني، وشجعت الحكومة الناس على التخلص من ربطات العنق طلبا للنسيم البارد، وعلى عدم تشغيل مكيفاتهم بدرجة تقل عن 28 درجة مئوية.
ويحمل أهل هذه البلدة مشاعر خاصة إزاء قضايا البيئة نظرا لقربها من ميناماتا، حيث مات مئات من الناس في الخمسينيات، نتيجة شربهم للمياه الملوثة كيماويا. ويقول مسؤول البنك إنهم يخططون لإطلاق المزيد من المنتجات المصرفية الصديقة للبيئة.
منقول