بين المستحيل والواقع

1. لا يوجد مستحيل


2. تعبير ينسجم مع العلم ولا يتعارض مع الدين


3. وكيف سيتغير وجه العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.


4. اختراعات عديدة ... لاجل رفاهية الانسان فهل تسببت في تعاسته ايضا؟

لا يوجد مستحيل

تعبير ينسجم مع العلم ولا يتعارض مع الدين

والمستحيل الوحيد على حد تعبير احد علماء البايولوجي هو القول بوجود المستحيل، ومع ذلك كما يقول برتراند رسل فأن لكل عصر مستحيلات محددة لا يلبث العصر اللاحق ان ينجزها أو يحققها ولكنه يطرح المستحيلات الخاصة به، هكذا كانت الافكار حول تحليق الحديد (الطائرات والمركبات الفضائية) في القرون الوسطى،
وهكذا كانت فكرة التخطي على سطح القمر في القرن
وكذلك هو الحال مع موضوع الاستنسال البشري اوائل القرن العشرين،
قبل 100 عام هناك اراء وتوقعات عديدة بشأن ما سيحصل في عام 2000،

وكيف سيتغير وجه العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

مجلة (شتيرن) الالمانية عقدت لقاءات عديدة مع شخصيات من شرائح اجتماعية متباينة حيث كان لكل واحد منهم نظرته الخاصة للمستقبل،
من الناحية العملية كان زملاء (الن كي) المعاصرون لها اكثر تفاؤلاً فبعضهم تخيل صالونات الحلاقة الآلية ، أي الحلاقة من دون حلاق، واخرون حلموا ببناء بيوت بواسطة الضغط على الازرار ومن دون اللجوء الى استخدام العمال.
من ناحية اخرى اعتقد العالم (ادوارد هاستلر) في عام 1910 ان عام 2000 سيكون عام الراديوم ، اذ بواسطته يمكن تحويل العالم الى جنة، وكسلاح فان هذا العصر يعد رادعاً عسكرياً وله القدرة على منع أي حرب، اما طبياً فهو يعد وسيلة فعالة لعلاج مرض السرطان على حد اعتقاد العالم، والسبب في ذلك يرجع الى العملية التي اجريت انذاك لمريضة في باريس كانت تشكو من سرطان المعدة، حيث تم زرع انبوب راديوم في معدتها، وفي غضون ثلاثة اشهر اختفى السرطان بالكامل، أما كم عاشت بعدها فهذا امر اطبق عليه العالم الصمت من باب الحذر.
ووجد (هاستلر) ايضاً وهو في قمة نشوته واحلامه، بان المرض الخانق للبشرية (السل) قد تمت السيطرة عليه، وبدأ المرضى باستنشاق الهواء المشبع بالراديوم بدلاً من الاوكسجين.
ولم تتوقف احلام هذا العالم الى حد معين بل اعتقد ان فاقدي البصر سيكون بالامكان معالجتهم ليبصروا ثانية بواسطة هذا العنصر.
والنقطة المهمة التي ركز عليها هي ديمومة الشباب واطالة امد الحياة، فرأى ان الراديوم سوف يعطينا جيلاً جميلاً وقوياً يستطيع العيش ثلاثة امثال الفترة التي يعيشها الانسان الاعتيادي، وفي حالة توفر كميات كبيرة منه سيصبح بامكان الاجيال اللاحقة نسيان الامراض.
بعض المفكرين والعلماء كان لهم رأي مخالف لكل ذلك، و لم يؤمنوا بما حققه العلم في مجال التطور ، ومن هؤلاء عالم الطبيعة الانجليزي (لورد كيلفن) الذي رأى بان الاشعة السينية كلام فارغ، ولو تم الاخذ برأيه لكنا قد نسيناها منذ امد طويل، وحتى لجنة منح جائزة نوبل لم تتأثر بما ذكر سلفاً وقامت بمنح (فيلهيلم رونتجن) جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901 وعندما عرض (هنري فورد) في عام 1902 انموذج سيارته (تي) انتقدته صحيفة صادرة في ديترويت، وقالت ان هذا الانموذج سيختفي في غضون ستة اشهر، ولغاية يومنا هذا تعد شركة فورد من كبريات الشركات المصنعة للسيارات في الولايات المتحدة الامريكية وجاء ادعاء العالم الفلكي الامريكي (سيمون نيو كومب) في عام 1903 بان الطائرات ليس بامكانها التحليق ابداً، حيث تم دحضه بعد اسابيع قليلة بتحليق الاخوين (رايت) عالياً في عنان السماء.
هذه بعض الاراء والتوقعات والاحلام لعلماء وكتاب وصحفيين ممن رسموا صورة العالم والتي كانت تتأرجح بين الجمال والبؤس.
لكننا لو نظرنا الى ما حققه الانسان حتى نهاية عام 2000 سنرى انه قد قطع شوطاً كبيراً في مجال العلم والاختراعات والاكتشافات التي فتحت امامه الطريق الى تحقيق كل ما كان يحلم به واوله كان مع تعفن الفطر الذي يعد اعظم الاكتشافات البشرية، والذي قاد (الكسندر فليمنك) سنة 1928 الى اكتشاف البنسلين الذي انقذ حياة ملايين الناس وسبقه اكتشاف الانسولين وسولفوناميد في عام 1921 والتي لم تطرح في الاسواق الا في عام 1935 ان الاكتشافات في حقل الصيدلية والعقاقير قد غيرت كثيراً في حياة الناس على حد قول (اوتالندكرن) الاستاذة في تاريخ العلوم من جامعة بايروت لمجلة شتيرن الالمانية التي قامت ايضاً بتحديد اهم عشرة اختراعات في هذا القرن.
لو القينا نظرة على هذه القائمة لوجدنا ان المرتبة الثانية للاختراعات المهمة قد تربع عليها الحاسوب (الكومبيوتر) الذي كان ظهوره قد احدث ثورة في النصف الثاني من القرن العشرين، واول حاسوب قامت بانتاجه مصانع ماكسمي سنة 1946 واطلق عليه. اسم (ايناس) وكان كبير الحجم وذا اداء حسن فيما بعد وبمرور الزمن اصبح الحاسوب اصغر حجماً واكفأ اداء اما انموذجه الاول فقد استعمل في المدارس وفي السبعينات من هذا القرن توقف الهوس الذي اصاب صناعة السيارات حيث كانت تنتج باعداد هائلة ونماذج غريبة جداً ويعد القرن العشرون من اسرع القرون في مجال الاختراعات والاكتشافات التي ظهرت بنحو متسارع ومتزايد لم يسبق له مثيل ففي عام 1903 طار الاخوان (رايت) بضعة امتار في الهواء وبعد 24 عاماً حلق (جارلس لندنبرغ) في رحلة طويلة بلا توقف من نيويورك الى باريس اعقبها بعد 30 عاماً اطلاق اول قمر صناعي الى الفضاء اما في عام 1938 فقد اكتشف (اتوهان) الانشطار النووي وبعد سبع سنوات تم تفجير أول قنبلة ذرية.
لقد كانت الاكتشافات والاختراعات في هذا القرن تشمل جميع المجالات ولم تقتصر على مجال واحد ففي حقل الاتصالات، التلفزيون والهاتف وفي الطب، البنسلين وفي الازياء دخلت صناعة الملابس من النايلون أما ما دخل في صلب حياتنا فأننا نرى امام كل باب منزل أو شقة سيارة وفي كل بيت حاسوب!

اختراعات عديدة ... لاجل رفاهية الانسان فهل تسببت في تعاسته ايضا؟

ان هذا التطور وهذه الاختراعات والتقدم الذي حصل في كل ميادين الحياة كان له وجه اخر يستغرب منه البعض الا وهو التلوث الذي ظهر على شكل ازدياد ثاني اوكسيد الكاربون والدخان في الغلاف الجوي وما يسببه من ارهاق الصخب والازدحام المؤثرين على الحالة النفسية للبشر لقد تميز هذا القرن بكثرة الاختراعات والاكتشافات التي جعلت الحياة عملية ومريحة في الوقت نفسه فمن المكنسة الكهربائية عام 1901 مروراً بمصفاة القهوة (فلتر القهوة) عام 1908 حتى حفاظة الطفل ذات الاستعمال الواحد عام 1959 ومن السلالم المتحركة مروراً بالجمعية الاوربية للمراسلة بالازهار (جمعية تأسست سنة 1927 تقوم بعمليات الارسال البريدي للازهار فقط بين دول اوربا) واخيراً جاء اختراع شريط الفيديو أو الفيديو كاسيت عام 1976 اما في مجال تطوير خطوط الانتاج في المصانع فكان ذلك في عام 1913 عندما قام (هنري فورد) بادخال اول شريط تجميع سيارة في مصانعه الذي تطور فيما بعد واصبح يعرف بالاحزمة الناقلة ومن انجازات هذا القرن بناء اول بيت جاهز في عام 1921 وشيء مهم آخر نراه امام عيوننا كل يوم ولا نستطيع الاستغناء عنه الا وهو البراد وقد عرف اول براد سنة 1924 وفيما بعد قام (ميكروفلن هيرد) بتطويره سنة 1953 واصبح بشكله الحالي.
لقد بدأ العلماء يحاولون كشف كل اسرار هذا العالم، واستطاع المهندسون قهر المستحيل، وفي المقابل بدأ المستهلكون يبحثون عن كل جديد في البضائع ذات التقنية العالية، وآخر الاختراعات في كل المجالات، وبدأ الانسان يحقق كل ما يحلم به صورة جلية وملموسة، لكن تبقى هناك امور في القرن العشرين ما زال الغموض يلفها، وتشكل في نظر العلماء لغزاً محيراً، حتى ان العقل التجاري العالمي قد انتقل اليها وبدأ يروجها في بضائعه، ومنها مثلاً الصحون الطائرة التي كتب عنها العلماء والادباء مقالات مطولة، وألفوا حولها القصص وانتجوا عنها الافلام.
ولا بد ان اذهان العلماء والادباء والمفكرين ومخيلاتهم الخصبة ستحلق بعيداً من الآن وحتى نهاية عام 2100، وسيقف ناس كثيرون من بينهم مثقفون ينتمون الى القرن الواحد والعشرين الحالي بالرفض أو السخرية لان لكل عصر مفاهيمه عن المستحيل.
ما رأيك اختي الفراشة ما الاختراع الذي لم يخترع حتى الان ؟
ما فكرتك ؟
مالذي يمكن ان يحدث خلال السنين القادمة (2100)من تطور علمي ينتظره العالم؟
وهل سمعتي على سبيل المثال ان الصين تسعى لانشاء حديقة فضائية معلقة بالهواء؟
دمتن بحفظ الله