بين عقلانية الفكر وجنون العاطفه

بين عقلانية الفكر..وجنون العاطفة..
تاهت سفينة الحلم المستحيل..
ريح عاصفة..أمواج متلاطمة..
ومرفأ حزين..تلاشى خلف ضباب الواقع المرير..
عينان ترمقان الأفق البعيد بانكسار..
أفق لا متناه..تقبع خلف أجنحته آمال وآلام..
نهضت من زاويتي المعتمة..أنفض غبار حزني..
وبروعة الأمل ونشوة الأمنيات..
وقفت أمام نافذتي..
أرنو إلى الأفق البعيد..
في محاولة يائسة مني لاستراق لحظات من السعادة الوهمية..
بالإبحار في محيط النفس..
عبر سفينة الخيال والإمل..الباحثة عن جزر السعادة المفقودة..
تبحر السفينة..تمخر العباب نحو مصير مجهول..
الطيور تسابقها..تحلق بسعادة..
وكأنها تتولى أمر إرشادها إلى الجزيرة الحلم..
إلى مقصدها..
وشيئا فشيئا..يخيم الظلام..تعتم السماء..
لتعلن الطيور انسحابها..
تاركة السفينة وسط غياهب ليل حالك..
بلا قمر..بلا نجوم..
ليل طويل..ولا صباح..
تتخبط السفينة وسط الأمواج..تضل طريقها..
تتوه في بحر الظلمات..
فجأة..ووسط تلك اللجة..تصطدم سفينة الخيال بأرض الواقع..
أخيرا..ترسوا على شاطئ مجهول..
تغمرني السعادة..
أقفز لأتبع الأمل الجديد..باحثة عن الأمان..
أتلفت حولي..أتلفت وأتلفت..
لا أرى سوى أطراف مترامية على اليم..
جزيرة مقفرة..موحشة..لا معالم فيها..
أنتظر شعاع ضوء..
أنتظر شروق الشمس..شمس ممتنعة..
أظل أترقبها بشوق..أترقب..وأترقب..
يطول انتظاري..
وبانكسار أجلس وسط تلك الجزيرة..
جل ما أريده هو العودة..
لا أقوى على المجازفة مجددا بالإبحار من مجهول إلى مجهول..
آه وألف آه..تحطمت عزيمتي..
متى تنبلج أيها الظلام؟
لقد تاهت الآمال والأحلام..
لقد احترقت لهفتي لتلك السعادة الممتنعة..
احترقَتْ..واحترقْتُ كلي..
إني بقايا إنسان..وبداخلي بقايا رماد الأمنيات..
فيالك من جزيرة مفقودة..
أفقدتني الأمل..
وأعادتني إلى زاويتي المعتمة..
\
\
\
\
\
الريم..
(( بنقطتين ))