- بسم الله الرحمن الرحيم
- والآن أترككم مع القصة كما يرويها قائلها دون أن يُعلم النّاس من هو
- والأشجار المثمرة والمناظر الجميلة كالشّهوات والأعمال الدنيّة .
- لماذا لا نتمنّى الخير لكلّ المسلمين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الرّحيم التوّاب الغفور الوهّاب والصّلاة والسّلام على المبعوث رحمة للعالمين سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال تعالى :(( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:111)
وبعد فإن في قصص الصّالحين عبر ومواعظ يهدي الله بها من يشاء من عباده بفضله وكرمه ومنّه.
فإخواني الأحبّة لقد سمعت هذه القصّة الجميلة جدا أحببتُ أن أطلعكم عليها لعلّنا نتوب إلى الله ونقتدي بصاحبها إن عجزنا أن نقتدي بحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وصحبه الكرام وسلفنا الصّالح .
والآن أترككم مع القصة كما يرويها قائلها دون أن يُعلم النّاس من هو
يقول :لقد منّ الله عليّ بحفظ كتابه منذ كنتُ في الثّلاثين من عمري تقريبا ثمّ أُنسيتُ معظمه ولعلّ ذلك لذنب اقترفته أو بلاء من الله تعالى ، ثمّ قدّر الله أن أسمع محاضرة لأحد العلماء الأفضل عن الدّنيا وحقارتها وكيف كان الصّالحون الأوائل يتعاملون معها ( أي الدّنيا ) وذكَرَ بعض القصص الرائعة لبعض السّلف والخلف وذكر مثالا للدّنيا كان السبب الأساسي لتوبتي بحمد الله تعالى .
يقول الشيخ عن الدّنيا ما مثلها إلاّ كملك من الملوك دعا مجموعة من النّاس لزيارته في قصره ، ثمّ استقبلهم على باب القصر وقال لهم ستدخلون الآن إلى قصري لمدة ربع ساعة تماما وقد فرشتُ لكم قصري في إحدى غرفه بأموال ومجوهرات وذهب وتحف ثمينة خذوا منها ما شئتم والله لا يمنعكم أحد ، ولكن انتبهوا الوقت قصير ربع ساعة فقط وبعدها سيُخرجكم جنودي بما حملتم من الأموال والمجوهرات ولن يسمح لكم بثانيةٍ زيادة عن الرّبع ساعة ، وانتبهوا أيضا يوجد في قصري أشجار مثمرة ومناظر خلاّبة تبهر العقول لا تلتفتوا إليها ، فالوقت قصير والدّقائق معدودة اغتنموها بأخذ الأموال والمجوهرات ،
يقول الشيخ المحاضر فدخَلَتِ المجموعة بأكملها إلى القصر وأخذت بنصيحة الملك ولم تلفت للمناظر الخلابة ولا للأشجار المثمرة بل أخذت من الأموال والمجوهرات
ما قدّر الله لها ، إلاّ أحدهم لم يسمع نصيحة الملك بل الْتَفتَ إلى الأشجار وأكل منها
وإلى المناظر الجميلة ينظر إليها فانتهى الوقت المحدد لهم فخرجوا بالخير العظيم وخرج هو صِفر اليدين ممّا خرجوا به .
فماذا عسانا نقول عنه ؟ الجواب طبعا مجنون أو مغفّل أو معتوه .
ثمّ يتابع الشيخ محاضرته فيقول هذه الدنيا
فالقصر في القصّة كالدّنيا ،
والأموال والمجوهرات كالأعمال الصّالحة والحسنات ،
والأشجار المثمرة والمناظر الجميلة كالشّهوات والأعمال الدنيّة .
فليخْتر كلّ واحد منّا ماذا يأخذ معه ، وهذا طبعا لا يكون إلاّ بعون الله تعالى .
فعندما سمعت هذه المحاضرة تذكرتُ نفسي وتقصيري وحفظي لكتاب الله تعالى الذي أُنسيته فتبتُ إلى الله تعالى وأكرمني سبحانه بأنّي أصبحتّ أراجع يوميّا بفضله تعالى عشرة أجزاء من القرآن الكريم وما ذلك إلاّ بتوفيق من الله تعالى ثمّ باستماعي لهذه المحاضرة التي أسأل الله تعالى أن يجزي قائلها خير الجزاء ويجعل أعمالي كلّها ( بما فيها ختم القرآن في كل ثلاث ، وتحفيظي لأولادي كتاب الله تعالى كاملا) خالصة لوجهه تعالى وفي ميزان ذاك العالم الجليل.)
هنا انتهى كلام ذاك التّائب .
ولي تعقيب بسيط على هذه القصّة فأقول لنفسي أولا ثمّ لمن يقرأ هذه القصّة :
لماذا لا أكون أنا ذاك التّائب أو أنت أخي الحبيب ؟
لماذا لا نتوب عن الغيبة والنّميمة والطّعن واللمز في المجاهدين الأطهار الأبرار والعلماء والصّالحين وسائر المسلمين؟
لماذا هذا الظّنّ الخبيث بالمسلمين ؟
لماذا هذا القعود عن نصرة المظلومين ؟
لماذا لا نحبّ بعضنا بعضا؟
لماذا لا نتمنّى الخير لكلّ المسلمين؟
لماذا لا نسأل الله الهداية لكلّ الضالين سواء كانوا مسلمين أو كافرين ؟
كما كان الحبيب صلّى الله عليه وسلّم يفعل فلقد روى البخاري ومسلم وغيرهما ورحم الله الجميع عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ :
(لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ) .
فلماذا لا نقتدي به صلّى الله عليه وسلّم ونسأل الله الهداية لكلّ الضالين وخصوصا من المسلمين ؟
ولماذا ولماذا ولماذا أسألة عديدة فلنطرحها على أنفسنا إخواني الأحبّة .
أسأل الله أن يجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه .
اللهمّ هل بلّغت اللهمّ فاشهد .
اللهمّ بفضلك وكرمك ومنّك وجودك اجعلني وإخواني وأحبابي أجمعين ممّن نتوب إليك ونقلع عن ذنوبنا وممّن ترقّ قلوبهم لذكرك وتخشع لقراءة كتابك ، وتتدبّر آياتك ،
اللهمّ ارزقنا أعينا باكية وقلوبا خاشعة وألسنة ذاكرة .
اللهمّ اجعلنا من التّائبين الأوابين الخاشعين يا أرحم الراحمين
اللهمّ برحمتك التي وسعت كلّ شيء اجمعنا جميعا مع حبيبك صلى الله عليه وسلّم في الفردوس الأعلى وأكرمنا برؤية وجهك الكريم يا رحمن يا رحيم .
وصلّ اللهمّ وسلّم وبارك على محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين
موقع طريق التوبة
الله يثبته ويتوب علينا وعلى المسلمين اجمعين
جزاك الله خيرا اختى الحبيبة وجعله فى كفة حسناتك
آمين