- نشأ ........
- حبيب بن زيد الأنصاري ،،ودرج
- وصحيفة مجد ......
- وموقف فداء ......
- وإعلان إسلامها بين يديه ومبايعته على السمع والطاعه
- وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفه القادم من أعالي نجد .....
« حبيب بن زيد »
بارك الله عليكم من أهل بيت رحمكم الله من أهل بيت......
في بيت تتضوع طيوب الإيمان في كل ركن من أركانه ،
و تلوح صور التضحية والفداء على جبين كل ساكن من سكانه
نشأ ........
حبيب بن زيد الأنصاري ،،ودرج
فأبوه هو زيد بن عاصم طليعة المسلمين في يثرب وأحد السبعين الذين شهدوا العقبه وشدوا على يدي رسول الله مبايعين ومعه زوجته و والده وأمه هي أم عمارة نسيبه المازنية أول إمرأة حملت السلاح دفاعآ عن دين الله وذيادآ عن محمد رسول الله
وأخوه هو عبد الله بن زيد الذي جعل نحره دون نحر النبي وصدره دون صدره يوم أحد
حتى قال فيهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه :بارك الله عليكم من أهل بيت....
رحمكم الله من أهل بيت.....
نفذ النور الإلهي إلى قلب حبيب بن زيد وهو غض طري فاستقر فيه وتمكن منه...
وكتب له أن يمضي مع أمه وأبيه وخالته وأخيه إلى مكة ليسهم مع نفر السبعين من الغر الميامين في صنع تاريخ الإسلام حيث مد يده الصغيرة وبايع رسول الله تحت جنح الظلام بيعه العقبة !
ومنذ ذلك اليوم غدا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أحب إليه من أمه وأبيه ....
وأصبح الإسلام أغلى عنده من نفسه التي بين جنبيه
لم يشهد حبيب بن زيد بدرآ لأنه يومئذ صغيرآ جدآ ولم يكتب له شرف الإسهام في أحد لأن كان مايزال دون حمل السلاح ......
لكنه شهد بعد ذلك المشاهد كلها مع رسول الله فكان له في كل منها راية عز ......
وصحيفة مجد ......
وموقف فداء ......
غير أن هذه المشاهد على عظمتها وروعتها لم تكن في حقيقتها سوى إعداد ضخم للموقف الكبير الذي سنسوق لك حديثه و الذي سيهز ضميرك في عنف كما هز ضمائر ملايين المسلمين منذ عصر النبوة وإلى يومنا الذي نحن فيه ....
والذي ستروعك قصته كما راعتهم على مر العصور
فتعال نستمع إلى هذه القصه العنيفة من بدايتها
¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤ ¤
في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قد صلب عوده و قويت شوكته و رسخت دعائمه فطفقت وفود العرب تشد الرحال من أنحاء الجزيرة إلى يثرب للقاء رسول الله
وإعلان إسلامها بين يديه ومبايعته على السمع والطاعه
وكان في جملة هذه الوفود وفد بني حنيفه القادم من أعالي نجد .....
أناخ الوفد جماله في حواشي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف على رحاله رجلآ منه يدعى مسيلمة بن حبيب الحنفي ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أعلن إسلامه وإسلام قومه بين يديه فأكرم الرسول صلى الله عليه وسلم وفادتهم وأمر كل منهم بعطية وأمر لصاحبهم الذي خلفوه في رحالهم بمثل ما أمر لهم به!
لم يكد يبلغ الوفد منازله في نجد حتى ارتد مسيلمة بن حبيب عن الإسلام وقام في الناس يعلن لهم :
إنه نبي مرسل أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمد بن عبد الله إلى قريش !
فطفق قومه يلتفون حوله مدفوعين إلى ذلك بدوافع شتى كان أهمها العصبية ،،،،
ولما قوي ساعد مسيلمه و غلظ أمره كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابآ جاء فيه .......
من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ،،،سلام عليك
" أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض و لكن قريشآ قوم يعتدون "
وبعث الكتاب مع رجلين من رجاله فلما قرئ الكتاب للنبي عليه الصلاة والسلام قال للرجلين : وما تقولان أنتما ؟!
فأجابا : نقول كما قال !
فقال لهما :أما والله لولا أن الرسل لاتقتل لضربت عنقيكما ثم كتب إلى مسيلمه رسالة جاء فيها
« بسم الله الرحمن الرحيم »
من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ...
السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الارض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبه للمتقين !
وبعث الرسالة مع الرجلين ....
إزداد شر مسيلمة الكذاب و استشرى فساده فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه برسالة يزجره فيها من غيه وندب لحمل الرساله بطل قصتنا حبيب بن زيد
وكان يومئذ شابآ ناضر الشباب، مكتمل الفتاء ، مؤمنا من قمه رأسة إلى أخمص قدميه.
مضى حبيب بن زيد إلى ما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم غير وان ولامتريث ترفعه النجاد وتحطه الوهاد حتى بلغ ديار بني حنيفة في أعالي نجد ودفع الرسالة إلى مسيلمة،
فما كاد مسيلمة يقف على ما جاء فيها حتى انتفخ صدره ضغينة وحقدآ وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه الدميم الأصفر وأمر بحبيب ابن زيد أن يقيد وأن يؤتى به إليه ضحى اليوم التالي .
فلما كان الغد تصدر مسيلمة مجلسه وجعل عن يمينه وعن شماله الطواغيت من كبار أتباعه وأذن للعامة بالدخول عليه ثم أمر بحبيب بن زيد فجيء به إليه وهو يرسف في قيوده!
وقف حبيب بن زيد وسط هذه الجموع الحاشدة الحاقدة مشدود القامة مرفوع الهامة شامخ الأنف وانتصب بينها كرمح سمهري أحكم المثقفون تقويمه !
فالتفت إليه مسيلمة وقال :أتشهد أن محمدآ رسول الله؟
فقال : نعم أشهد أن محمدآ رسول الله.
فتميز مسيلمة غيظآ ،،،
وقال:وتشهد أني رسول الله؟!
فقال حبيب في سخرية لاذعة:إن في إذني صممآ عن سماع ماتقول!!
فامتقع وجه مسليمة وارتجفت شفتاه حنقآ وقال لجلاده:اقطع قطعه من جسده
فأهوى الجلاد على حبيب بسيفه وبتر قطعة من جسده فتدحرجت على الأرض!
ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه :أتشهد أن محمد رسول الله؟
قال : نعم أشهد أن محمد رسول الله.
قال: وتشهد أني رسول الله؟!
قال: قلت لك إن في أذني صممآ عن سماع ماتقول!
فامر بأن تقطع من جسده قطعة أخرى فقطعت و تدحرجت على الأرض حتى استوت إلى جانب أختها والناس شاخصون بأبصارهم إليه مذهولون من تصميمه وعناده!!
ومضى مسيلمة يسأل والجلاد يقطع وحبيب يقول :حتى صار نحو من نصفه بضعآ مقطعه منثورة على الأرض و نصفه الآخر كتلة تتكلم !!
ثم فاضت روحه وعلى شفتيه الطاهرتين اسم النبي الذي بايعه ليلة العقبه اسم
نعى الناعي حبيب بن زيد إلى أمه نسيبه المازنية فما زادت على أن قالت :من أجل مثل هذا الموقف أعددته .....
وعند الله أحتسبته ......
لقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم ليله العقبه صغيرآ و وفى له اليوم كبيرآ !
ولئن أمكنني الله من مسيلمة لأجعلن بناته يلطمن الحدود عليه .....
لم يبطئ اليوم الذي تمنته نسيبه كثيرآ ...
حيث أذن مؤذن أبي بكر في المدينة أن حي على قتال المتنبي الكذاب مسيلمة
فمضى المسلمون يحثون الخطى إلى لقائه وكان في الجيش نسيبه المازنية و ولدها عبدالله بن زيد .
وفي يوم اليمامة الأغر شوهدت نسيبة تشق الصفوف كاللبؤة الثائرة وهي تنادي
أين عدو الله؟!
دلوني على عدو الله ...
فلما انتهت إليه وجدته مجدلأ على الأرض وسيوف المسلمين تنهل من دمائه فطابت نفسآ وقرت عينآ ....
ولم لأ ؟!
ألم ينتقم الله جل وعز لفتاها البر التقي من قاتله الباغي الشقي ؟!!
بلى،،
لقد مضى كل منهما إلى ربه ولكن .......
فريق في الجنة ......
وفريق في السعير ......
اللهم إني احببت صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
اصدق الحب واعمقة , فهبني يوم الفزع الأكبر لأي
منهم فإنك تعلم اني ما أحببتهم إلا فيك ,
يا ارحم الرحمين ..