- خواطر أم
- لم أكن وقتها اعلم أن تربية الطفل تبدأ قبل أن يوجد ...وذلك بالدعاء
- ولو عادت طفولة أبنائي:
- ........................
- إن أجمل ما تقدمه لا بنائك هو أن تربطهم بالطبيعة والحيوانات الأليفة
خواطر أم
كم أتمنى أن أعيد دور الأمومة في حياتي فقد مر سريعا وهو دور رغم صعوبته لكنه من أجمل فترات العمر لم أكن وقتها اعلم أنها فترة ذهبية في حياتي.. وأن أجمل دور نمارسه في الحياة أن هو أن نساهم في تكوين إنسان..لا أدري لماذا لا نحس بقيمة الزمن حتى يصبح ماضيا ..
تثقفت عندما حملت أول مرة...... بكل شئ كيف أجهز اللباس ..الغذاء. السرير ..الضيافة وجميع المظاهر.....التي تخصني وتخص المولود وتركت الأهم وهو الثقافة التربوية والاستعداد نفسياً لتنشئة هذا القادم
لم أكن وقتها اعلم أن تربية الطفل تبدأ قبل أن يوجد ...وذلك بالدعاء
رب هب لي من الصالحين ..... وحينما يبذر ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) وطوال مدة الحمل رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء ..رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ......وغيرها من الأدعية.
لم اكترث لصحتي النفسية أثناء الحمل ولو كنت في نضجي الآن لما افتعلت المشاكل مع زوجي في الواقع هو ليس افتعال ولكنها طلبات لا يرى لها اغلب الأزواج أهمية فيرفضونها أو يماطلون فيها ... كتغيير ديكور أو سفر أو زيارة لكنت توقفت عن محاولات الإقناع والتغيير في الشخص الذي امامي إلى التغيير الذاتي وتجنب المصادمات وتعاملت باللامبالاة والبرود ليتمتع جنيني بجو نفسي رائع
لم اكترث لتغذيتي ولو كنت في نضجي الآن لتغذيت أغذية صحية لأرضع أبنائي سنتين فلا يوجد أجمل ولا أغنى من حليب الأم الذي يحوي نكهة لا يوفرها أي منتج وهي نكهة الحنان
لو كنت في نضجي الآن لأدركت أن الأمومة رسالة وأمانة عظيمة ولجعلتها في قائمة أولياتي ولقضيت مع أبنائي أوقات أكبر ولما خرجت من بيتي إلا للضرورات
ولعرفت أن التعليم المبكر يبدأ من أول يوم يرى فيه المولود النور
وأن التعلم بالقدوة العملية هو أقصر الطرق فالأطفال لا يحسنون الاستماع لكن لديهم براعة في التقليد
ولو عادت تلك الفترة لاهتممت بتوجيه أبنائي والحوار معهم أكثر من اهتمامي بملابسهم وأحذيتهم (صحيح أن المظهر مطلوب ولكن ليس على حساب الجوهر)
و لأعطيتهم حرية التعبير والاكتشاف ولما استصغرت عقولهم ولاهتممت بأسئلتهم ومناقشتهم بهدوء وبدون صراخ حتى أعلمهم ما هو أهم وهو الحلم
ولما أغدقت عليهم الألعاب والهدايا فكثرتها تفقد قيمتها وينشأ الطفل على الإسراف واحتقار الأشياء تعلمت أ ن أجمل هدية تقدمها لطفلك هو وجودك وتفاعلك معه
ولكنت ربيتهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية ووفرت لهم بيئة العاب تعليمية تحترم عقولهم وتنميها
ولابتسمت دائما في وجوههم فالطفل لا يطلب أكثر من التفاتة و ابتسامة
كم أتمنى أن تعود مرحلة طفولة أبنائي الجميلة لأشاركهم ألعابهم ولأعطيهم من وقتي الكثير
ولكنت فرغت رأسي من الهموم الخارجية التي تبدو لي اليوم تافهة وقد كنت في وقتها أعطيها اكبر من حجمها ...لأعيش معهم طفولتهم البريئة
ولو عادت طفولة أبنائي:
لعاملتهم كالكبار وخففت من تدليلهم ولعلمتهم كيف يعتمدون على أنفسهم في كل شئ ويثقون بقدراتهم .....وكيف يهتم كل واحد منهم بشئونه الخاصة .... يرتب سريره و يجمع ملابسه المتسخة بل يغسلها بنفسه ويكويها وغسل صحنه وعندما يدخل المدرسة يتعلم كيف يحل واجباته بنفسه ويرتب أغراضه ..... كل ذلك بإشراف مني ولكن عن بعد
إن أهم ما تقدمه لأبنائك هو أن تدفعهم للعمل
ولعلمتهم استغلال الوقت بما يفيد فلا يسافر أحدهم إلا ومعه كتاب يحوي العاب تعليمية عن الكلمات والحروف والأرقام والألوان
ولعظمت من نجاحاتهم ولو كانت بسيطة ولأكثرت من مدحهم وتشجيعهم بشكل يدفعهم لحب التعلم والعمل
فالطفل لديه قدرات وطاقات تخرج لمن يعرف كيف يستثمرها ويحولها إلى إبداع بشرط أن يكون الاستثمار في وقت مبكر جدا وبدون محاولة سيطرة وتحكم
ولو عاد الزمن لتحدثت معهم باحترام حتى ينشئوا محترمين لأنفسكم بشكل يدفع الآخرين لاحترامهم ولينشئوا أقوياء محبين للضعفاء ومحبين لفعل الخير والحلال ومترفعين عن فعل الحرام والكذب والخيانة بالفطرة
ولكنت تجنبت الاستهزاء بتصرف أحدهم أو مقارنتهم بغيرهم أو نقل أخبارهم للآخرين ولحافظت على أسرارهم الصغيرة ولأخفيت ما استطيع اختفائه من أخطائهم حتى عن والدهم ولا التمست لهم الأعذار دائماً
للأسف أننا نعيش في مجتمع متصحر عاطفيا كل الأمهات من حولي كن يمارسن نفس الأسلوب إن لم يكن بعضهن أسوأ فترى من تصرخ على ابنها وتؤدبه في مجلس يمتلئ بالنساء فيشعر الطفل بحرج شديد ومع الوقت يتبلد حسياً وينشأ عدوانياً
وهناك من تتشكى منهم أو تخرج أسرارهم أمام الناس كنت ألاحظ نظرات أبنائها البريئة وخجلهم الواضح من حديثها الذي يعتبرونه فضيحة كبرى وهي مسترسلة في الحديث لا تعي ما تسببه من تدمير و أضرار.نفسية تهز أعماقهم..
وهناك من تنعت ابنها بصفات سيئة ليصدق الابن أمه فهي اعرف منه ويتوقف عن إصلاح نفسه ويعتقد انه لا فائدة ترجى منه فهو كما وصفته أمه
كنت لا أعلم أن أكثر الأبناء عنادا هو من يستحق المزيد من الحب وليس كما كنا نعتقد
لم يكن لدينا طموح :أتذكر أني حضرت دورة تربوية فسألتنا المدربة ماذا نتمنى أن يكون أبناءنا في المستقبل فكانت إجابتي تقليدية قنوعة كإجابة غيري وهي انه ما يهمنا فقط أن يكونوا صالحين
عندها صدمتنا عندما قالت لماذا لم تقلن أن يكونوا صالحين ومصلحين في نفس الوقت؟
لماذا لا يوجد لديكن طموح لتربيتهم.... زعماء .. قادة ..مفكرين... مخترعين ؟؟؟
اكتشفت بعدها أن تربيتنا لأبنائنا قاصرة وأن لدينا قناعة في غير محلها وتذكرت حديث الرسول الكريم ( إذا سألت فاسأل الفردوس الأعلى من الجنان)
........................
. لو عاد بي الزمن لاتفقت مع والدهم على التعامل الراقي بيننا أمامهم ولتخلصنا من التصحر العاطفي الجاف ولا كثرنا من كلمات الود والشكر والاعتذار أمامهم ولو تصنعا حتى نكون قدوة عملية لهم
ولاحتويتك أكثر يا ابنتي وتعاملت معك برقة أكثر ولتحملت فترة مراهقتك وقدرت التغييرات التي تمرين بها ....ولاستخدمت الحوار الهادئ معك ولما وضعت رأسي برأسك في مواقف كثيرة و دفعتك للصراخ وإغلاق باب غرفتك والبكاء بمرارة
ولكنت وفرت لأطفالي الحيوانات الأليفة التي كانوا يتمنونها وكنت ارفضها من اجل نظافة المنزل فهي من أجمل العلاقات الثنائية والذكريات للطفل صحيح أنني سمحت لهم باقتنائها لفترات لكني اكتشفت الآن أن أجمل ذكرياتهم عندما قضوا شهرا كاملا في بيت جدتهم القديم في الطائف مع ثلاثة أرانب وثلاث بطات ومجموعة كتاكيت وما أن يستيقظ أحدهم حتى يصعد إلى السطح ليتفقد حيواناته وينادي كل منها باسمه وإذا خرجنا للنزهة البرية قضوا وقتهم في صيد الحشرات وجمعها والعودة بها كهدية لحيواناتهم وطيورهم كانت شغلهم الشاغل وحديثهم كله يدور حولها ..وكانت لحظات وداعهم لها صعبة للغاية فلا زالوا يحتفظون بعلبة فيها ريشة من كل طائر....
إن أجمل ما تقدمه لا بنائك هو أن تربطهم بالطبيعة والحيوانات الأليفة
ولو عادت تلك الفترة لأعدت ترتيب أولياتي في الحياة ولم أنسى نفسي ولفرغت أوقاتا لنفسي ولهواياتي وما يمتعني ولن أكون أما مستهلكة ... ولن أكون شمعة تحترق لتضئ للآخرين. ولاستقطعت أوقاتاً للاسترخاء والصمت والتأمل فالانسحاب إلى الملاذ الداخلي يمنح قوة تدفعك إلى الأمام..والانفراد بالنفس والبعد عن الصخب هو سياحة داخلية غير مكلفة..تعيد لك صفاءك الذهني...... و من لا يحب نفسه يعجز عن حب للآخرين ...
هذا ما تعلمته من تجربتي التي استنتجت منها أن الأم هي ينبوع الأمان والحنان والعلم والحكمة والثقة للطفل وأن بناء الإنسان يكون بتثقيف هذه الأم وتوعيتها.. . وهي إن صلحت صلح المجتمع كله
وأن السعادة موجودة مثل الهدية في صندوق تخرج لمن يفتحه
وأن من يبحث عن السعادة والبهجة خارج أسرته مثل من يبحث عن الكنز بعيداً تحت قدميه
وأن الأسرة هي مزرعتك التي تخرج أطيب الثمار إذا وجدت منك العناية والاهتمام
.......
لكنها الحياة تعاكسنا فعندما تصبح لدينا عقول وخبرات ومخططات يكون قد انتهى دورنا في التربية ...
................
لذلك أتمنى أن تصل خواطري هذه إلى كل امرأة مقدمة على أهم وأجمل أدوارها
دور الأمومة
سارة الشايع
3يوليو 2010م
دائماا الطفل الاول تقع عليه الاخطاء بلاشك ويعود ذلك لقله الثقافه في مجال التربيه والامومه ..
خوااطر تعليمه يستفاد منهاا ,
باارك الله فيك واسعدك