شمس الدار
14-08-2022 - 05:15 am
حمد ذات الثالثة عشر ربيعا يقضي نحبه على كورنيش الخبر أمام والدته وأخوانه
مقال رائع جداً للكاتب الاستاذ/ عمر السديس
في وفاه أخي حمد .. عسى الله أن يتغمده بفضله وأن يلهم أهلي الصبر والسلوان
قررت تلك الأسرة المكلومة قضاء إجازتها الأسبوع الفائت في ربوع المنطقة الشرقية ، أسرة مكونة من عدة عوائل
البنات وأولادهن مع أهلهن ، إنفردت تلك المرأة المكلومة وذهبت لوحدها وثلاثة من أبنائها من دون صحبة والدهم مع بناتها هناك
إستمتع الجميع بالوقت الرائع الذي أمضوه سويا هناك ، والفرحة والغبطة تملأ نفوسهم بهذا الإجتماع الأسري الرائع
وكان الفتى الرائع حمد إبن المرأة المكلومة به ذات الثالثة عشر ربيعا من أجمل الأطفال روحا وحركة ومظهرا ،
طفل نشأ طالبا في إحدى مدارس حلقات التحفيظ في مدينة الرياض
ولم يعي الجميع أن القدر المحتوم ينتظرهم على كورنيش مدينة الخبر في منطقة الشبيلي من أمام جسر البحرين
ذهبت الأسرة لقضاء وقتا جميلا في ذلك اليوم على هذا الكورنيش يستمتعون ويمضون أوقاتا رائعة على تلك المسطحات الخضراء أمام
الخليج العربي مباشرة وكان ذلك في يوم الأثنين الموافق 2 / 5 / 1430
أجتمعن النساء لوحدهن في زاوية بعيدة عن أنظار الرجال أمام البحر يستمتعن مع بعضهن البعض والأمور تسير على مايرام
والرجال يستمتعون بأوقاتهم الجميلة ......مع حكاياتهم الرومانسية في تلك الليالي ولم يكن يدر في خلدهم أن ثمة خطب سيحل عليهم
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
الأطفال ترمقهم العيون من بعيد يتراكضون خلف الكرة ......تلك الكرة التي كانت السبب لحلول ذلك القدر المحتوم على ذلك الطفل البريء
الذي يتمتع بعطلة شاء الله أن تكون آخر العطل على هذا الطفل في حياته
تلاعب الأطفال بالكرة القدر .....وأبت إلا أن تقفز بعيدا متخطية المساحة الخضراء ...ومنطلقة لمكان القدر المقدر
شاء الله أن يتكفل حمد ....بملاحقتها لصدها ...والقبض عليها ....تخطى الطفل حمد الحواجز معلنا قرب الحدث الكارثة
ينطلق مسرعا تلبية لنداء القدر الذي ينتظره على الطريق أمام الملأ .....إنطلق مسرعا ولم يدر بخلده أن تلك السيارة المنطلقة كالصاروخ
يقودها ذلك الشاب ذو الثامنة عشر ربيعا ....وتصدم السيارة بعنف برأسه ....ويقذف بجسمه النحيل على مسافة بعيدة...مرتطما بقوة على
الإسفلت ومضرجا بدمائه الزكية ...أمام دهشة الجميع
تراكض الناس صوبه ....ولكن القدر كان أقرب ....مرت الدقائق عصيبة على الرجال ...والأم المكلومة لازالت تتسامر مع الأخريات
ولم تعلم بعد بالحدث الفاجعة ......حضر الإسعاف .....لفت الإنتباه ....قامت النسوة يستطلعن الأمر
مالأمر ؟ مالخبر ؟
أخبرت الأم على مضض أن حادثا بسيطا وقع لحمد.....وذهب به الإسعاف للمستشفى .....إنهارت الأم ولم تتمالك نفسها
واسترجعت ...قائلة : إن لله وإنا لله راجعون ....أنا أعلم إن إبني مات ....وأنا التي ألححت على زوجي أن أذهب وأقضي
إجازتي هنا ......لأن القدر قد قدر ...إن إبني يموت هنا بجانب الكورنيشس
أحسن الله عزاؤك أيتها الأم .....وأحسن الله عزاؤك أيها الأب ....وأحسن الله عزاء عائلة الهليل بمصابهم الجلل
واسأل أن يتغمد الطفل برحمته ويشفع فيه أهله .............آمين
الله يرحمك ياخوي حمد أرجو تثبيت الموضوع للعبرة
منقول
وإنا لله وإنا إليه راجعون
الله يرحمه و يصبر أهله ويجبر مصابهم